Wednesday, March 9, 2016

كل سنة وأنت طيب ، و عقبال ملييووووون سنة :D

"يا أخي، طب خليك واقعي حتى وأنت بتتمنالي حاجة"
الناس اللي عندها أكتر من 365 "صديق" علي موقع يهدف الى زيادة "التواصل" بين خلق الله ... الناس دي يا عينى مضطرة كل يوم في المتوسط يفكروا في حاجة ليها معني يقولوها ردا على الnotification اللي بتفكرهم بعيد ميلاد واحد من اللستة اللي عندهم. طبعا أسهل حاجة إنهم يدوسوا ctrl+v من المعايدة بتاعت اليوم اللي قبله و خلاص. أو لو كانت الصورة اللي في الnotification بتاعت حد بيشوفوه كل يوم مثلاً، يبقى ممكن يدوروا علي صورة معاه، و يكتبوا فوقيها حاجة حلوة علي حسب المستوى الإجتماعي اللي بيربطهم، بس في الغالب بتصفصف على معنى "الناس الحلوة اللي في صورة ...".
وطبعا اللي عيد ميلاده في اليوم ده، قدامه شغل ولا أسوأ من ضحية موظف حكومة في استحكام البيروقراطية.
و اتقلبت حاجة جميلة زي عيد الميلاد، اللي الواحد بيتفاجئ فيه بحاجات كتيرة ممكن يكون نسيها في الناس اللي حواليه، اهمها وجودهم اساسا، إلى عمل روتيني من ورا شاشة مستطيلة بشريطة زرقة من فوق. وكل واحد فينا فاكر أنه عمل اللي عليه في تحقيق التواصل بينه و بين اقرانه لما يخلص من الروتين ده.
مش بس عيد الميلاد، ده الخطوبة، والجواز، والشهادة، والتعيين، وجالنا عيل جديد، والعيل اتجوز، والمعاش واخيراً البقاء لله، كلهم بدأوا يكشوا على أرض الواقع، و يفردوا أكتر وأكتر في الشاشة المستطيلة.
الموضوع ده مش جديد اوي، إنما بدا يبان اول ما ظهرت أول شاشات مربعة (كانت ابيض و اسود ساعتها)، و قبليها الراديو. ساعتها الناس اللي كانت لازم تكلم بعض، او علي اقل تقدير تنزل تشتري الجورنال عشان تعرف أي أخبار حواليها، بقت تكتفي بالشاشات و السماعات.
إيه بقى علاقة ده بخطاب المدينة للناس، و اللغة اللي بتكلمهم بيها. ده طبعا معتمد على تعريف المصطلحين دول اساساً. بس لو كان المقصود بيهم هو الإحتكاك الواقعي بين البشر و بعضيهم و بينهم و بين الحجر والأسفلت والجناين والمصالح الحكومية ومقالب الزبالة، فنقدر نقول ان الشاشات سحبت السجادة من تحت كل الحاجات دي. الموضوع بقي أسهل و اوفر بكتير من قدامها. أما لو كان المقصود بيهم هو لغة التفاعل، فاكيد المدينة بقت تعرف تتكلم فرانكو.

1 comment: