Friday, March 18, 2016

"ستي نجاح"
تسكن بنها منذ تزوجت، لا تزورنا إلا كل فين وفين. تجلس في نفس المكان قريب من باب الدار. عينها اليمني صفت مائها، ولا تكاد تجلس معنا في مرة إلا وتحكي كيف ضاعت عينها بسبب الإهمال ونقص المال. أناديها (ستي نجاح)، هي عمة ابي الطيبة أكثر من اللازم، تحب الجميع، لا تكره أحداً علي الإطلاق. كلما زارتنا تذكر قصصاً تعد علي اليد الواحدة أهمها:
- فاكر حكاية الرز
- رز ايه يا ستي؟
- أنا أحكيلك .. كنت عندكم أول ما جيتم من السفر قعدت كام يوم وكنت راجعة بنها .. وانت كنت عسل أوي .. كان في شيكارة رز علي أول باب الدار .. قعدت تسحبها وتجيبها جنبي وتقولي: لازم تاخديها يا ستو معاكي .. خديها وانتي مروحة .. وانا اقولك لا يا حبيبي خليها .. وانت تجرها وانت اصلا مش قادر .. طول عمرك طيب هتطلع لمين يعني ؟!
- بس انا مش فاكر الكلام ده خالص يا ستي
- تلاقيك نسيت ده كان زمان اوي
ظلت تذكر الحكاية كل مرة تزورنا فيها، حتي حفظتها. عدت هذا الأسبوع من أكتوبر لأعرف من أمي
- في خبر مش حلو
- في ايه يا ماما؟
- ستك نجاح اتوفت يوم التلات اللي فات

لم أعرف من التليفون، عرفت بعدها بثلاثة أيام. لا حضرت دفنها ولا عزائها، وغالبا إن لم آت هذا الأسبوع لم يكن أحدهم ليكلف خاطره ويقول لي. ماتت ستي نجاح وماتت قعدتنا معاها في الفراندة قدام باب الدار. 

1 comment:

  1. بقيت بعرف إنك الكاتب يا أسامة من قبل ما أقرا اسمك.
    انت فعلا طيب و كتابتك بتقول كده.
    أنا حابه إنك بتحكي عن المدينة من خلال حكايتك عن القرية :)

    ReplyDelete