Wednesday, March 30, 2016

مين بيكلم مين ؟

أنا شايفة إن المدينة بتكلمنا تبع حالتنا النفسية. يعني الموقف ممكن يحصل أدامنا واحنا متضايقين ، فنشوف كل حاجة فيه وحشة. وممكن يحصل واحنا مبسوطين ، فنشوف كل حاجة فيه حلوة.
أنا لما بكون مسافرة مواصلات طويله في حر وزحمة وخنقة ، أي موقف بسيط حتي لو واحدة قاعدة جمبي بتكلمني مجرد كلام ، بيبقي الكلام دا تقيل علي قلبي.
لو مسافرة بطريقة مريحة ومفيش حاجة ضاغطاني ولا مضايقاني ، ممكن نفس الواحدة دي تكلمني فأستجيب لها جدا وممكن نقعد نتكلم طول الطريق.
فاكرة مرة وأنا ف ثانوي كنت رايحة الدرس بمواصلات ، وكان فيه ناس كبيرة قاعدة تتكلم ، أنا مش فاكرة ولا كلمة من الحوار دا ، بس فاكرة إنه ابتدا من راجل كبير ، وكمل عليه واحد تاني ، وبعدين كان كل اللي حواليا بيتكلموا وبيهزروا وهم أصلا ميعرفوش بعض. وانا قاعدة وسطهم بسمع ومبسوطة.
مرة تانية ف الجامعة وأنا راجعة بلدنا ، كان فيه اتنين قاعدين أدامي عمالين يتكلموا عن بنت واحدة فيهم اللي اتجوزت قريب واحد فيهم ، والوصايا العشرة اللي كانوا بيقولوها لـ "كيف تكونين زوجة مطيعة" ، وبعدين كمية عنصرية رهيبة في الكلام طلعت لما كانوا بيتكلموا عن الناس اللي ممكن يبقوا قاعدين مع الزوجة المطيعة دي في نفس العمارة بتاعتها ، وإنها مش المفروض تثق ف أي حد. وكان التبرير العظيم بتاعهم هو "ان احنا واثقين في نفسنا ، بس مش واثقين في ولاد الناس" !!
الموقفين حسيتهم عكس بعض جدا ، دا غير ان حالتي النفسية في الموقفين كانت متناقضة برضه. في الموقف الاولاني ناس متعرفش اي حاجة عن بعضها كانوا بيتكلموا بكل أريحية ، وف نفس الوقت أنا مبسوطة من الحوار والطريق.
الموقف التاني ناس بيقدموا انعدام الثقة قبل كل شئ ، وف نفس الوقت انا مخنوقة من الحوار والطريق.

يمكن لو حالتي النفسية كانت معكوسة في الموقفين دول ، كنت اتخنقت من الناس اللي ف الموقف الاولاني علشان رغايين وقطعوا صفو الهدوء مثلا ، وكنت هضحك ع طريقة تفكير الناي في الموقف التاني ، وأعتبر إن طريقة جديدة أشوف بيها تفكير ناس مختلفين.

بس حالتي النفسية خلتني أشوف الموقفين دول كدا .. وخلتني أسمع كلام المدينة بالطريقة دي !

ففيه سؤال دلوقتي محيّرني ، لو كل واح بيسكع لغة المدينة بطريقته وحسب حالته ، هل يا تري كدا هيبقي فيه لغة موحدة للمدينة نفهمها كلنا بيها ؟ 

1 comment:

  1. سيبك من حالتك النفسية يا أفنان، مهما اتغيرت حالتك النفسيةده مش حيغير إنك بتسافري لأهلك راكبة ميكروباص أو أتوبيس، و انك في الميكروباص بتخافي من التحرش، لكن في السوبرجيت لأ. و إن المواصلات في مصر مش بيستخدمها الأغنيا غالبا، و إن الطريق اللي بتمشي عليه مش مخدوم زي مثلا طريق العين السخنة و لا مارينا. دي حاجات ملهاش علاقة بحالتك النفسية. و هو ده اللي بنقصده بإن المدينة خطاب.

    ReplyDelete