التغريبة
" يا عمرنا يا قلبنا أنا ليا مين غيرك .. تعبنا ودوبنا تعبنا ودوبنا فى البعد من غيرك وأنا ليا من غيرك"
يجلس فى مكان هادىء قريبا من عمله فى السعودية.. ماسكا بكوب الشاى الساخن بيديه الاثنين كما لو أنه يريد ان يحصل على هذا الدفأ المنبعث من كوب الشاى والذى قد يعوضه بعض الشىء عن ما فقده من الدفأ وهو فى الغربة .. فى الخلفية أغنية عمرو دياب "ياعمرنا" التى سمعها أول مرة وهو مع حبيبته فى احد الكافيهات فى مصر القديمه.. يسند ظهره على الكرسي ويغمض عينيه مبتسماًابتسامةً خفيفه.. يمر شريط الذكريات أمام عينيه .. أول مرة تقابلا .. كيف فعل المستحيلات حتى يلفت انتباهها ويُعبر لها عن حبه .. تذكر شوارع مصر القديمة وحواريها .. تذكر عم أحمد صاحب عربية الفول .. تذكر محمود صديق الطفولة وكيف تشهد عليهم كل الأماكن الى ذهبوا اليها وتركوا فيها ذكريات .. تذكر والده فى أول يوم يأخذه الى المدرسة .. تذكر كيف شعر بالرهبه من هذا العالم الجديد الغامض وكيف استطاع سريعا ان يصنع الذكريات مع اصدقاءه فى المدرسة.. تذكر والدته وهى تأخذه فى أحضانها لكى تُشعره بالحنان الذى افتقده بعد ذلك .. تذكر الكثير والكثير .. ثم فتح عينيه فلم يجد كل ما تذكره حوله .. لم يجد الا مكان لا يشعر هو بالانتماء اليه .. بل هو ينتمى فقط الى حيث توجد ذكرياته .. فعنوانه هو كل مكان له به ذكرى مع شخص عزيز عليه .. أدرك المعادلة الغريبة التى لم ينتبه اليها قبل ذلك : " مكان + أشخاص = زكريات " .. ارتشف آخر ما فى الكوب فى الوقت ذاته التى انتهت فيه الأغنية .. فابتسم ثانيةً ثم انصرف.
https://soundcloud.com/mohammed-badawi-mourad/amr-diab-ya-omrena
ReplyDelete(Y)
ReplyDeleteكتابتك جميلة يا محمد، بس المدونة بنكتب عليها أحداث واقعية عشان تساعدنا نفهم مدينتنا أحسن
ReplyDelete