أنا غالبا لما بأمشي في الشوارع بأخد بالي من كل التفاصيل حتي الصغيرة، دايما كنت بأحب في نفسي ده،لكن من فترة قريبة حصل موقف خلاني أكره جدا أني أركز في تفاصيل الناس في الشوارع وأخد بالي من ملامح وجوهم وأحاول أفسر أو أخمن أحساسهم وحياتهم شكلها عامل أزاي!؟
الموقف اللي حصل هو أني في مرة وأنا مروحة بيتنا بالليل كنت ماشية أنا وصاحبتي وعلى الرغم من أننا كنا بنتكلم ألا أني كنت مركزة جدا في الشارع و التفاصيل اللي أنا أصلا حفظاها،لكن المرة دي كان في حاجة مختلفة.. مختلفة جدا،كان في طفل عمره ميزدش عن 15سنة قاعد بيبكي جنب الحيطة وحواليه أكياس غزل البنات -اللي المفروض أنه بيبعها و دي لقمة عيشه-علي الأرض متفرقعة و مفتوحة كلها.أكتر حاجة أستوقفتني جدا وأثرت فيا لدرجة أني أتجمدت في مكاني في لحظتها هو صوت بكاء الطفل ده.أنا في حياتي كلها مسمعتش ولا حسيت بكمية القهرة اللي سمعتها و حسيتعا في بكاء الطفل ده،سبب بكاؤه أنا طبعا مش عارفاه ولكن اللي أنا متأكدة منه هو أنه أكيد حاجة كبيرة جدا بالنسبة له لدرجة أنها وصلته للمرحلة دي من القهرة.
كمية العجز اللي حسيتها ساعتها لا توصف فعلا، صراع بين خوفي منه اللي ملهوش سبب غير أنه (طفل شوارع غير موثوق فيه)و بين أشفاقي عليه وحزني لحزنه و قهرته.مش محتاجة أقول طبعا أني خوفي منه هو اللي انتصر و سبته و مشيت علي أمل أن حد تاني يقدر يساعده أو يسأله حتي مالك؟
كمية الغضب الرهيب اللي حسيته ناحية نفسي وناحية الظروف اللي حطته في الموقف ده وناحية المجتمع الظالم اللي خلي الطفل ده يدفع تمن عدم ثقتي و ثقة الناس فيه بأنه يعيش لحظة من أسوء اللحظات اللي مرت عليا أنا شخصيا و أكيد مرت عليه أسوء بكتير، الغضب كان كافي يخليني أعيط في الشارع و يمكن دي أول مرة تحصل معايا في حياتي،نبرة صوته و بكاؤه بقت من أكتر الحاجات المؤرقة في حياتي و اللي فضلت أسمعها كتير جدا من بعد الموقف ده لحد دلوقتي.
و لسه بسأل نفسي نفس السؤال من يومها ... الطفل ده و كل اللي زيه هيفضلوا يدفعوا التمن لحد أمتي ؟!!
ده مثال هايل للي اتكلمنا فيه المحاضرة اللي فاتت. عن ليه بنخاف من ناس منعرفهمش لمجرد شكلهم.
ReplyDeleteمتبقيش تخافي أوي يا بسمة، و لو حصل الموقف ده في النهار و وسط ناس، اقفي اتكلمي معاه :)