المترو بالنسبة لي مش مجرد وسيلة مواصلات استخدمها كل يوم تقريبا،المترو هو الوسيلة الوحيدة-حاليا- علشان اقدر أشوف الناس و أتعامل معاهم من قريب. قبل ما أدخل الجامعة كنت بأركب المترو كتير بس كان عادي .. غير دلوقتي خالص. أكيد طبعا اللي هأقوله ده غلط و مرفوض جدا بس بقيت بأعمله في الفترة الأخيرة كتير ... من كتير اشتياقي للناس و احساسي اني بأشوفهم أقل من الأول كتير، بقيت تقريبا و أنا راكبة المترو بأركز جدا في كلام الناس اللي حواليا و حواراتهم مع بعض و أسمع حكاويهم و مشاكلهم و اتعرف عليهم عن قرب من غير حتي ما يأخدوا بالهم مني، وحتي لو أخدوا بالهم بابتسم لهم من غير أي مشكلة النسبة لي:D.
حياتي الفترة دي مقتصرة علي ناس محدودة بأتعامل معاهم يوميا و ده بيخلي الحياة مملة جدا، لكن الناس الكتيرة المختلفة اللي بأشوفهم في المترو بيكسروا الملل ده.
في المترو ممكن تشوف ست غلبانة جدا واقفة جنبك و تبص الناحية التانية تلاقي مدرسة مثلا و قدامك طلاب جامعة و في أخر المترو صوت واحدة بياعة بتنادي و قاعد قدامك أم و ابنها أو بنتها بتحاول تذاكر له، واحدة بتفتح معاك كلام في أي موضوع في الحياة كوسيلة للتسلية لحد ما كل واحد ينزل في محطته، مشاهد كتيرة جدا بتخليني أفكر في حياة كل واحد من الركاب وأتخيل شكلها و أتصور بيكملوا حياتهم ازاي بعد ما ينزلوا من المترو.
في المترو بأشوف تقريبا كل فئات الشعب المصري، وبعض اللاجئين أو الأجانب المستقرين في مصر، صعايدة و فلاحين بيركبوا المترو لأول مرة في زيارتهم للقاهرة، راهبات عمري ما تخيلت أني أشوفهم عن قرب كده، ناس كتيرة كان ممكن ما أقابلهمش في حياتي لولا المترو.
المترو بالنسبة لي هو مصر اللي بجد، مصر علي طبيعتها اللي لو ركزنا في تفاصيلها هنكتشف احنا أد ايه كلنا شبه بعض و بنكمل بعض رغم اختلافنا. أتمني أني أفضل أركب المترو- بس يكون مش زحمة طبعا- و أفضل أشوف لقطات كتيرة من حياة الناس بعيون مختلفة.
في النهاية، أحب أقول أن أكتر حاجة بتخليني أفرح جدا و أبدأ يومي مبسوطة هي ضحكة الأطفال اللي بأقابلهم بالصدفة وأنا راكبة المترو-كجزء من رحلتي اليومية للجامعة- واللي بأصر أني أتعرف علي كتير منهم، الأطفال دول و حكايتهم اللي بيحكوها لي بعد ما نبقي أصحاب لسه فكراهم لحد دلوقتي، و لسه هأكمل تعرف عليهم :D
:)
ReplyDelete