دار الرحيل

مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أحلي ما فيها، ما ذاقوا حلاوة الإيمان و لذة المناجاه. عاشوا علي أمل فتخطفهم أجل هو أقرب إليهم من حبل الوريد. خيل لبعضهم أن السعادة في مال يجمعه أو منصب يتقلده و لكن هيهات فقد أبي الله إلا أن يذل من عصاه. فاللهم أخرجنا من الدنيا معافين و اهدنا سبل الرشاد و اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا. لله در الصالحين عاشوا معنا علي الأرض باجسادهم و أرواحهم تحلق بالثريا. عرفوا الدنيا علي حقيقتها فجمعوا الأموال ولم ينسوا حظ السائل منها و المحروم. عاملوا الناس بالحسنى لا لمصلحة أو منفعة إنما بغية رفعة الدرجات بالجنان؛ فإن العبد يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم. شكروا نعمة الله عليهم فلم يعصوه بنعمه وإن زلت لهم قدم تابوا من قريب و لم يتمادوا في الغي، فمن عقوبة الذنب الذنب بعده. فطوبى لهم فسيلقوا وعدهم ربهم الذي لا يخلف الميعاد " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة " فمن استرخص ماله و نفسه في سبيل الله فقد فاز ورب الكعبة.

هي دارنا دار الرحيل و كلنا ......... يوما إلي دار البقاء سنزمـــع

ما للصباح أما له من هيبــة ......... كي ينجلي وجه الظلام المفزع