في الدور التامن شقتي اللي كانت بتطل على النيل في
وقت من الأوقات قبل الانفلات الأمني اللي حصل أيام الثورة. بقيت لازم أنزل الشارع
عشان أشوف على الأقل شجر الموز اللي في الناحية التانية من الطريق اللي اختفى
منظره هو والنيل من البلكونه بعد ما جه شوية بلطجية يدعو احقيتهم للأرض الخلا اللي
قدام البرج وعايزين يبنو عليها وكانو جايبين الحفار وكل حاجه. مع إن تقريبا كل
واحد في العمارة نزل عشان يمنع الناس دي من الحفر إلا إنهم جابولنا كلاب مسعورة
وشوية بلطجية بيهددونا بيهم وطبعا ما كنش فيه حاجة اسمها شرطة وقتها. برضو لجئنا
لكل المؤسسات القانونية المسؤولة بس هي اكتفت بإخراج أوراق وتصريحات إزالة بس كما
هو متوقع وقتها لم يحدث أي شيء. المشكلة بالنسبة لي ماكنتش في ده كله المشكلة إني
من ساعة ما البرج اللي قدامنا ده وصل تقريبا للدور التامن ومنظر النيل بيتلاشى
اكتر واكتر. حسيت اد ايه ساعتها انا كنت في نعمة كبيرة جدا ما حسيتش بيها إلا لما
راحت. منظر النيل بالنسبة لي ماكنش مجرد منظر شقتي بتطل عليه ده كان هروبي وملجأي
من أوجاع الدنيا كنت بقف قدامه فترات طويله فعلا بحس فيها بخطاب حي بيني وبينه
بيهون علي في شدتي. بستمد منه طاقه كبيرة بتساعدني في حياتي كل نسيم منه كان اييد
حنينة بتخفف من هول الحياة والواقع. انا فعلا حسيت بآسى كبير لما فقدته من بيتي.
والآسى الاكبر لما انتقلت لاكتوبر وفقدته لفترات طويله .
ده شيء حزين يا محمود
ReplyDelete