Wednesday, March 30, 2016

القناعةُ كنزُ مَنْ يفنى

منذ فترة ليست ببعيدة، شيّر أحد الأصدقاء خبرًا يبدو أنه أسعد الكثير من سكان دولة 'المعادي آند براود'، وهو تركيب إشارات مرور في منطقة ما -ربما ميدان أو شارع مهم- هناك. العجيب هو فرحة كاتب الخبر، والبهجة المصاحبة في التعليقات. فكرتُ أنْ كان ذلك هزارًا لطيفًا -ربما لصعوبة تصديقي غير هذا- ، ولكن أغلب الظن أنه كان شعورًا صادقًا -بعض الشيء- مغلفًا بطبقة من المزاح الطريّة لمجابهة أي محاولة تريقة -أهو من باب الاحتياط.
ذكرني ذلك بمحادثات كثيرة منطورة سمعتها قبل شهور، أحدها كان يدور حول رضا أحدهم ب"طريق الجيش الجديد"، وكيف أنه اختصر عليه أكثر من نصف ساعة يوميًا في مشواره للشغل، و أنه أخيرًا اتعمل وفي بضع ليال (مدللًا على "نعم نستطيع")، تلاها ما لن أذكره من رضاه عن غير ذلك. وحديث آخر دار حول سعادة شخص ما ببشاشة ظابط شرطة أو مدام فُتْنَة، وآخر عن نظام التموين الجديد، وآخر عن فرحة أحدهم بضابط شرطة آخر قرر عدم أخذ إتاوة من سواق الميكروباص.
كل ذلك ذكرني - بدوره- بما يحدث بشكل دوري في الجامعة، والذي يتمثل في ترديدي شيء كـ: "الغلطة مش طايشة.. والجامعة مسئولة" (مصطفي إبراهيم بتصرف)، وترديد أحدهم كيف يبنغي أن نشكر الرب وأن ندعوه أن يغفر لنا إسرافنا في أمرنا. اللهم آمين طبعًا.
الحقيقة..، أنا أكره رضاهم كما أكره سخطي. ولكن مشكلتي الكبرى علي الإطلاق في الآونة الأخيرة أني أكره رضاهم أكثر مما أكره سخطي. ربما أفصّل فيما بعد.

1 comment: