Wednesday, March 30, 2016

حين نقسو علي الموت!


 ابتعادك المكاني عن أهلك يحمل معه تضحيات. سواء كان هذا الابتعاد داخل الدولة أو خارجها، سواء كان هذا الابتعاد للدراسة أو العمل، في كل الحالات تضحي. نتعجب كثيراً من أفعال يأتيها الناس، حتي نأتيها نحن. كثيراً ما كنت أتعجب من رد فعل الكثير من المسافرين عند موت أحد أحبائهم، وكيف يتجاهلون تلك الحوادث المهمة؟ ويكملون حياتهم؟! كان ذلك حتي السبت الماضي.
كان المنبه يرن وأمي كالعادة توقظني، تنادي كثيرا، بصوت هادئ، تحكي بعض الأحداث في المنتصف لشد انتباهي. كان ما تقوله أمي خبراً سيئاً، مات جدي لطفي –عم أبي-. في تلك اللحظة دارت في رأسي مئات الأفكار، هل أترك المرة الثانية والأخيرة من التمرين الذي أعده رئيس القسم لنا؟ هل أترك الدفنة والعزاء؟ هل أكمل نومي؟ بعد تبريرات يقدمها عقلي لي، الحي أبقي من الميت، ماذا سيستفيد الميت من العزاء؟، الله يرحمه. كان قراري أن أذهب لأكتوبر وأبدأ أسبوعي الممل.

تلك القرارات التي يتخذها المبتعدون عن أهلهم من ابتعاد عن أحزانهم وأفراحهم هي من أقسي ضرائب الابتعاد. حينما لا نعطي للموت قدره تكون هناك مشكلة. وجدت مرة نظلم فيها الموت!

1 comment:

  1. عشان كده بيقولوا القاهرة غولة. الحي أبقى من الميت ده منطق نفعي أوي

    ReplyDelete