Thursday, March 10, 2016

في البدء كان الخلق، ولم يكن هناك سِوي البسيطة - بسيطةٌ بسيطة- أو لنقل: لم تمسّها تعقيدات البشر بعد! وكان الإنسان يتعلم من كل شئ علي وجهها. كان يتعلم من الطبيعة، من الحيوان، من الطيور، من الكوارث والأشياء الجيّدة. كان يُخزن كل ما يدور حوله في المكان بداخل عقله الذي لا يكلّ. حتي أصبح قادرا علي خلق المكان الخاص به! تمكّن من بناء أول منزل، من إشعال أول نار، من التهام أول وجبة شهية، من صنع أشياء مختلفة بفوائد مختلفة. وعندما ضاق الإنسان ذرعا بالمكان، قرر أن يبدأ في صُنع كيان لنفسه! طغي الكيان وتمرد، وانتشر ليملأ فراغ الكون بأكمله. طغي علي المكان، علي البسيطة، وعلي صُنع الانسان نفسه! لم يعد المكان يعني للإنسان الكثير، لم يعُد المكان سوي أثر يبقي خليفة للإنسان وشاهدا علي أفعاله وآثاره. 
عندما تتحدث الأمكنة، فإنها تتحدث عن ساكنيها، عن هؤلاء الذين أثّروا فيها وتركوا فيها ما يستحق النظر -أو لا يستحق-. المكان لا يحدثُنا بقدر ما يُحدثنا من كانوا هناك مُسبقا. 
إن كان للمدينة لغة، فهي لغة ساكنيها. ...


 

1 comment:

  1. طب ساكنيها بيقولولك ايه يا أفنان؟

    ReplyDelete