"بَرو عتب"
العتبة أو المصطبة هي مكون مهم جدا في أي بيت
ريفي، تتكون من سلمتين أو ثلاثة، تبني عادة بالتعدي علي الأرض المخصصة للشارع أو
الحارة. تتبع العتبة عادة الفرندة وأحياناً لا تتواجد في حالة البيوت الأصغر.
عتبة أي بيت تحمل الكثير من الذكريات السعيدة
لأهله، فهي مجلس سمر الصغار حيث لعب الكوتشينة ولعبة تخمين الأفلام وغيرها بما
يضمن بالضرورة سعادة لا نهائية. فيما يجلس الأباء في الفرندة ولكنهم لا يلعبون
فمجالسهم جافة يسلّون أنقسهم خلالها بالكثير من النميمة التي قد تمتعهم.
فترة الصباح تكون حيوية علي كل "أعتاب"
الشارع، تجلس كل امرأة علي عتبتها تحمل أرزها الذي يأخذ منهن ساعات في التنقية،
وبالمرة يتحدثن عن كل ذاهب وآت وعن كل أحداث القرية وأحداث السوق في الصباح. تأخد
النساء هدنة ليضعن الطعام علي النار، ثم تعدن للعتبة مرة أخري. في ظل احتلال الأمهات للعتبة، يلجأ الأطفال للشارع نفسه
للعب بعد المدرسة وبين الدروس.
في أوقات الزيارات بين الجيران والأقارب تشهد
العتبة آخر ساعتين من الزيارة حيث تتذكر كل واحدة سواء الضيفة أو المضيفة كل
التفاصيل والتي لا يحلو ذكرها إلا وقوفاً علي العتبة، في أحيان كثيرة تكون أسرار
بين النساء لا يردن لرجل البيت أو الصغار سماعها فيذكرنها علي العتبة. في الأوقات
الحرجة "الخناقات" أيضاً تكون
العتبة علي خط النار. فحين تجرؤ أي امرأة من المتصارعات علي تخطي عتبة بيتها يعني
اعتدائها علي بيت جارتها، وبالتالي تصعيد الموقف.
أما "برو عتب" فهو مثل شعبي شهير
يعني كثرة الزيارة لدرجة "انبراء العتبة"، ففي أحيان كثيرة تسمع إحداهن
تقول: "هي دي تنفع زيارة ولا هو 'برو عتب' وخلاص ؟؟"
(y) (y)
ReplyDeleteجميلة يا أسامة
ReplyDeleteهل نفس البيوت اللي لها عتبات بيكون عندها بلكونة؟ و هل البلكونة بيكون لها نفس أهمية العتبة؟
و بعد ما سبت بيتك و جيت عشت في القاهرة، العتبة اختلفت ازاي؟
شكرا،
ReplyDeleteللبلكونة قصص كتيرة في قريتنا اعتقد لازم اكتب عنها تدوينة خاصة
الله <3
ReplyDelete