Wednesday, March 23, 2016

تامن عاشر حداشر

-"تامن عاشر حداشر ... تامن عاشييير 
تامن عاشر يا برنس؟!!"
هكذا تصدح حلوق سواقين التمناية - وهو الاسم الشعبي لسيارات صغيرة ماركة سوزوكي سبعة راكب - معلنة دخولك ميدان الحصري. يتقاتلون في اصطياد زبائنهم من بحر المارين حولهم، ولكن بهدوء حتى لا يؤرقوا تغافل الحكومة عنهم وإلا نزلت عليهم ب"كبسة" أخرى.
-"بشاير ياسطي؟"
-"العربية الرصاصي اللي قدام ديه"
يعتبر أهل مدينة 6 أكتوبر ميدان الحصري المنطقة المركزية الأولى للمدينة. وسمي الميدان على اسم مسجد الحصري الذي يتوسطه. وهو جامع كبير يتسع لحوالي خمسة آلاف مصلى. يتميز ببراعة تصميمه ليعكس الطراز المعماري الإسلامي في المدينة الحديثة. لطالما قالوا أن المطربة ياسمين الخيام بنت الشيخ محمود خليل الحصري هي صاحبة فكرة انشائه وأنها هي التي مولته، ربما من أموال الأغاني او ما شابه بعدما قررت التوقف عن الغناء والاتجاه للعمل الخيري. وكم هي قصة "توبة" جميلة ولكنها لا تمت للواقع بصلة. فقد مول بناءه أهل المدينة من فاعلي الخير.
ولا يقتصر الجامع على كونه مكانا لآداء الشعائر، فانشئت تحت رعايته جمعية الحصري التي تقدم الخدمات التعليمية والصحية و غيرها. وقد كان "سنتر الحصري" معقلاً لبعضا من مدرسين الثانوي العام "الحنينين" في أسعار دروسهم. فقد كنت أحضر دروس مادة اللغة الإنجليزية عند مستر صلاح محمود بتلاتين جنيه فقط للحصة شاملة إيجار المكان!!!
وعلى الضفة الأخري من الشارع المتجه من الميدان الى الحي الثامن، تجد منطقة تجارية كبيرة، اصطلح الشباب على تسميتها ب"الأمريكية". لا أدري تحديداً ما الذي جعل من هذه المنطقة أمريكية، فمعظم التجارة فيها قائمة علي القهاوي البلدي، ومطاعم الشورما السوري، والسايبرات، وأخيرا وآخرا متاجر خدمة المحمول والكمبيوتر. ربما هذا النوع يفسر لماذا كان الشباب هم من أطلقوا هذا الاسم، ولكنه ما زال لا يفسر الاسم نفسه.
هنا تجمع خطوط المواصلات من جميع أحياء أكتوبر، ونقطة الانطلاق الأولى للعاصمة القاهرة وحتى لبعض المحافظات مباشرة. وقد كان لموقف الميكروباصات سجالات طويلة مع جهاز المرور بأكتوبر، الذي كان يريد نقله خارج نطاق الحصري لتخفيف شدة الإزدحام بالميدان. وهذا يعني زبائن أقل للسواقين الملتزمين بالموقف، ويعني أيضاً خطوات سير أطول لهؤلاء الزبائن ليصلوا من وإلى الموقف. لذلك ما لبث أن عاد مرة أخري للميدان. هذا بالطبع حال السواقين والزبائن الملتزمين بالموقف، وهو يختلف عن حال هؤلاء الذي يصطادون زبائنهم من عالطريق.
-"الأستاذ اللي مدفعش ورا"
-"اه معلش ياسطى" ... "اديله واحد من خمسة"

2 comments:

  1. هايل هايل يا يوسف
    كتابتك بتتحسن كل مرة
    حبيت جدا نظرتك للمؤسسة الدينية جوه واقع فاسد، و ان الجامع لجأ انه يقدم دروس خصوصية بأسعار بسيطة، مع إن ده لا يندرج تحت عمل الخير في رأيي، لكن اني بساعد الناس تعيش مع متطلبات غير عادلة.
    استمر :)

    ReplyDelete
  2. هي عجبتني ، بس ان مش عارفة اعمل لايك منين ، فانا بقولك يعني انها عجبتني :D

    ReplyDelete