المدينه كلمتني وقالتلي ساعتها احمدي ربنا يابسنت علي النعمة اللي غيرك اتحرم منها
Thursday, March 31, 2016
طيبة القلب عملة نادرة ...
المدينه كلمتني وقالتلي ساعتها احمدي ربنا يابسنت علي النعمة اللي غيرك اتحرم منها
الست دي مكانتش صغيرة في السن يعنى احتمال في أواخر الأربعينات مثلاً ! كانت بتحب تقعد معانا اثناء فترة عملها في الشقة اللي انا كنت ساكنة فيها .المهم ان من حديثها معايا عرفت ان اللي شافته في حياتها مش قليل خالص و ان كان عندها ولدين كبار و بنت صغيرة عسولة جدا ^_^ دي أيه . ليه أم آيه مع ان عندها ولدين كبار!
للأسف الولدين دول ماتوا اثناء قذف بشار الأسد فاضطروا الهروب الي مصر باللي حليتهم زي ما بنقول بالمصري*
وفاة الولدين دول اثر فيها جدا خصوصا ان الولد الكبير كان علي وشك الزواج. آية كمان اتهزت اوي بوفاة اخواتها و مش بس كدة . انا سالتها لو اذا كانت تاقلمت مع اصحاب جدد و اخبار الدراسة قالتلي ان معندهاش اصحاب مصريين تقريبا لسة.
هي بتدرس في مدرسة للسوريين بس تقريبا تبع السفارة!
نرجع لطنط أم آية :D
الست دي كانت بتشتغل في السكن طول النهار و بليل لما بتروح ،عندها ماكينة خياطة بتفصّل ملايات وخداديات ومفارش و سجاجيد صلاة و اسدالات صلاة و تيجي تعرضها علينا في السكن علشان لو حد عاوز يشتري :3
الست دي كانت طيبة جدا كانت عارفة اني برجع في اليوم دة من الجامعة متأخر، روحت في مرة لاقيتها مستنياني وبتسلم عليا بابتسامتها المعهودة : " أهليين :D كيفك يمنه شكلك كتير تعبانة لليوم . شوفي حبيبتي افتحي التلاجة هتلاقي اكل كتير طيب انا عملته كنت عاوزة نتغدي سوا لليوم بس وصلتي متأخر." اسم اكلة غريبة اول مرة اكلها مش فاكرة اسمها بس كل اللي فكراه انها كانت اكلة كتير طيبة ^_^
دي قصة من تعاملاتي مع السوريات
هن كتير مهضومات :))
العيد القومى للمدينتنا
الكورة هواية
من زمان اوي مش فاكر امتي تحديدا بدأت احب الكورة، اعتقد الموضوع بدأ معايا من اول وقت اتذكره من حياتي، عرفتنا علي اصحاب كتير جدا علاقتنا بيهم حاليا اقوي من اي حد، بدأت تعرفنا بالناس من المرحلة الابتدائية ويلا نلعب كورة، خليتنا نسيب الحصص وننزل نلعب كورة وخليتنا نتمد علي رجلينا، خليتنا نتخانق مع اصحابنا في ماتش ونضرب بعض وننزل الماتش اللي بعده صافيين وبنلعب مع بعض عادي، خليتنا نخلص دروسنا ومانروحش علي البيت، كنا بنروح علي الملعب نلعب ساعة او ساعتين او تلاتة، كنا بنلعب الي ان يمسنا التعب، الحاجة الوحيدة اللي انا واصحابي متفقين اننا مانزهقش منها ابدا، لما كبرنا شوية علمتنا ازاي نتحكم ف غضبنا في بعض الحالات وازاي نقيم الموقف كله انه مش مستاهل، علمتنا مانسكتش بردو عن حقنا ولو حد ظلمنا نقول انه ظلمنا ومانخفش، علمتنا حاجات كتير حلوة وحاجات كتير وحشة بس الاهم انها اكسبتنا صداقات كتير جدا حلوة وجميلة، بتجمعنا ف الوقت اللي مش بنبقي فاضيين فيه، لعب يوم الجمعة من بعد الصلاة لحد الساعة 4 او 5 كنا بنشوف فيه اصحابنا ونهزر مع بعض ونفقد اعصابنا ونتعصب علي بعض بس بردو حبايب، من يوم ما بدأ التجديد ف الملعب من شهر تقريبا وانا ماشفتش اصحابي في الفريق الا مرة واحدة وكنت مسافر فيها يعني سلمت عليهم وانا بركب العربية، الكورة مش مجرد لعبة بنلعبها مع بعض وكل واحد بيروح لحاله، الكورة هواية جواها حياة فيها ناس ومعارف وصداقة
"أنا أرى النجوم .. إذن أنا موجود"
"أنا أرى النجوم
إذن أنا موجود"
الكلام ده كان موجودة فى أغنية لريم بنا اسمها لا تزيديه لوعة، و كان بيغنيه مغنى تونسي اسمه "مستر كاز" :v .
ما علينا من اسمه، المهم الكلام بتاعه. يا ترى ليه ربط ما بين رؤية النجوم و وجودية الإنسان؟ هل ممكن يكون الكلام أى هري و خلاص؟
من وجهة نظري، الموضوع أعمق بكتير من انه يكون هري أو قافية. لو اعتبرنا ان النجوم بتعبر عن الجمال، يبقي الكلام هنا قصده ان اللى بيقدر يشوف الجمال فى الأشياء هو شخص حي موجود، على عكس واحد تانى تساوت عنده الأشياء و مبقاش يحس بجمال حاجة، فهو شخص ميت غير موجود.
"اختفت النجوم
فتاه عني عقلي
أتساءل أين وجودي فماذا يفعل شكلي"
ممكن حد يسأل ده ايه علاقته بالمدينة؟ الحقيقة مش عارفة، بس انا حسيت انى محتاجة اكتبه :3
Wednesday, March 30, 2016
القناعةُ كنزُ مَنْ يفنى
حين نقسو علي الموت!
مين بيكلم مين ؟
أنا لما بكون مسافرة مواصلات طويله في حر وزحمة وخنقة ، أي موقف بسيط حتي لو واحدة قاعدة جمبي بتكلمني مجرد كلام ، بيبقي الكلام دا تقيل علي قلبي.
لو مسافرة بطريقة مريحة ومفيش حاجة ضاغطاني ولا مضايقاني ، ممكن نفس الواحدة دي تكلمني فأستجيب لها جدا وممكن نقعد نتكلم طول الطريق.
فاكرة مرة وأنا ف ثانوي كنت رايحة الدرس بمواصلات ، وكان فيه ناس كبيرة قاعدة تتكلم ، أنا مش فاكرة ولا كلمة من الحوار دا ، بس فاكرة إنه ابتدا من راجل كبير ، وكمل عليه واحد تاني ، وبعدين كان كل اللي حواليا بيتكلموا وبيهزروا وهم أصلا ميعرفوش بعض. وانا قاعدة وسطهم بسمع ومبسوطة.
مرة تانية ف الجامعة وأنا راجعة بلدنا ، كان فيه اتنين قاعدين أدامي عمالين يتكلموا عن بنت واحدة فيهم اللي اتجوزت قريب واحد فيهم ، والوصايا العشرة اللي كانوا بيقولوها لـ "كيف تكونين زوجة مطيعة" ، وبعدين كمية عنصرية رهيبة في الكلام طلعت لما كانوا بيتكلموا عن الناس اللي ممكن يبقوا قاعدين مع الزوجة المطيعة دي في نفس العمارة بتاعتها ، وإنها مش المفروض تثق ف أي حد. وكان التبرير العظيم بتاعهم هو "ان احنا واثقين في نفسنا ، بس مش واثقين في ولاد الناس" !!
الموقفين حسيتهم عكس بعض جدا ، دا غير ان حالتي النفسية في الموقفين كانت متناقضة برضه. في الموقف الاولاني ناس متعرفش اي حاجة عن بعضها كانوا بيتكلموا بكل أريحية ، وف نفس الوقت أنا مبسوطة من الحوار والطريق.
الموقف التاني ناس بيقدموا انعدام الثقة قبل كل شئ ، وف نفس الوقت انا مخنوقة من الحوار والطريق.
يمكن لو حالتي النفسية كانت معكوسة في الموقفين دول ، كنت اتخنقت من الناس اللي ف الموقف الاولاني علشان رغايين وقطعوا صفو الهدوء مثلا ، وكنت هضحك ع طريقة تفكير الناي في الموقف التاني ، وأعتبر إن طريقة جديدة أشوف بيها تفكير ناس مختلفين.
بس حالتي النفسية خلتني أشوف الموقفين دول كدا .. وخلتني أسمع كلام المدينة بالطريقة دي !
ففيه سؤال دلوقتي محيّرني ، لو كل واح بيسكع لغة المدينة بطريقته وحسب حالته ، هل يا تري كدا هيبقي فيه لغة موحدة للمدينة نفهمها كلنا بيها ؟
أنا والمترو والناس
ممتنة جدا :)
آسى
عمو اللي بيوزع يونبوني
Tuesday, March 29, 2016
ميكروباص الجحيم!
ما هى الصفات السيئة التى يمكن توافرها فى سائق "ميكروباص" .. سوء سواقة التى هى بالأصل مهنته!! ، أم أنه يؤخر باقى الأجرة و يخبرك عندما تطالب بها بأنه "عارف" .. أم لا هذا ولا ذاك ، بل إنه يقف فى منتصف الطريق غير عابئاً لقواعد المرور التى أنتهكها ليلتقط الزبائن ،بل و يقف ما يزيد عن الخمس دقائق متصلين فى منتصف طريق سريع و حجته البالغة هى "أمشى فاضى يعنى؟!"..
عندما يستيقظ الإنسان فى الصباح الباكر فهو يأمل فى صباح تشرقه أبتسامة أمل و ينعشه نسيم عليل ، لكن هذا الصباح لم يكن لى هذا اليوم .. إذا إننى قابلت ذلك السائق الرائع الذى قطع الطريق فيما يزيد عن ساعة إلا ربع ، علماً بأننى فى اليوم الذى يسبقه مباشرة قطعت ذات الطريق فى حوالى ربع الساعة .. و بالطبع من خلال المعطيات المعطاه مسبقاً نستطيع معرفة هذا الوقت الهالك فيم أستهلك !! .. لكن هو سؤال واحد أريد طرحه .. لماذا لا يحترم كل منا كيان الآخر ؟! .. لماذا أُصبح قلقاً من مواجهة مثل تلك المواقف ؟ .. لماذا لم يكن هذا السائق مثل سائق اليوم الذى يسبقه ! ..
- باقى العشرة يا أسطا!
= عارف ..
هي ذنبها إيه ؟ حرام والله ..
نظرت إلي جانبي بكل تلقائية وجدتها تمسك في حقيبتي وتتودد لي أن أعطيها شيئا. أتوتر جدا في تلك اللحظات فأنا لا أضمنهم ولا أحب تصرفاتهم ، في نفس اللحظه التي أشفق عليهم جدا. لذا يصعب عليّ أن أترك البنت ولا الطف بها . أظهرت الابتسامة وأعطيتها بحنان ما جاء في يدي . نظرت إلي عينيها وتفقدتهما.. حينها شعرت بأني ظلمتها حقاً ، وقسى قلبي عندما خُفْت منها او بَدَا مني ذلك ، فقد بدت لي وكأن البراءة قد تجسدت أمامي إلى مثال حي يقف جانبي . حزنت علي حالها ، وتضايقت من نفسي ومن رد فعلي تجاهها، وحزنت علي كل من يشبهها أو مَن وُضع في ظروف مثلها.
ميزان الذهب
أنا عندي عشة في الزمالك
لم يكتف النيل بهذه التقسيمة الكبيرة، فعلي طول مساره تتفرع مياهه الى فرعين وربما ثلاثة، ثم لا تلبث أن تعود فتتحد الفروع مرة اخرى. فتنشأ الجزر والمستنقعات الصغيرة تحيطها المياه شرقا وغربا. وتتفاوت هذه الجزر في أحجامها، بعضها صغير يقدر بافدنة قليلة قد يملكها أحدهم، وأخري كبيرة تتسع لحي بأكمله. وياحبذا لو وقعت إحدى تلك الجزر الكبيرة وسط مدينة كبيرة. وليس أكبر من أي مدينة مصرية سوى القاهرة، وليس أبرز من تلك الجزر سوى الزمالك.
واسم الزمالك يترادف في أذهان أهل القاهرة بالثراء والرقي. فهو حي المشاهير من الفنانين وأصحاب النفوذ والسلطة، ومقرا لعدد لا بأس به من السفارات المهمة، وتشقه شوارع لاتعرف على جانبيها سوى الفيلات والقصور. هي تلك الجزيرة الهادئة التي قرر أعضاء تلك الطبقة الهروب إليها من صخب وسط العاصمة، يعزلهم عنها وعن مناطقها الشعبية ذلك الممر المائي. ويتصلون بها متى شاءوا عبر أحد ثلاثة كباري: قصر النيل، 6 أكتوبر و26 يوليو.
والمفارقة أن اسم الزمالك يترادف في المعجم لمعنى مخالف تماما يعود لنشأة تلك الجزيرة عام 1372م. وفي هذا الوقت كانت الجزيرة عبارة عن ثلاثة جزر منفصلة قبل أن يقرر النيل أن يجمعهن في جزيرة واحدة. كان الصيادون يستخدمون تلك الجزر كنقطة انطلاق لرحلات صيدهم في النيل، حيث كانوا يقومون بحفظ أدواتهم في "الزمالك" وهي أعشاش صغيرة من البوص والطمي. وبمرور الوقت توافد الأهالي عليها لخصوبة أرضها، وأقاموا في تلك الأعشاش.
وجاءت نقطة تحول تلك الجزر في عهد الخديو اسماعيل، حين قرر أن يبني عليها أحد أفخم قصوره هو قصر الجزيرة ليستقبل بها ضيوفه من ملوك وأمراء أوروبا في حفل افتتاح قناة السويس. أتى بالمهندسين من فرنسا و بريطانيا ليشرفوا على بنائه و تزيينه. وتكلف تشييد هذا القصر ما يضارع التسعمائة ألف جنيه مصري، وهو مبلغ أكاد أجزم أنه أكثر مما صرف في حفر القناة نفسها الذي قامت به العمالة المصرية الشبه مجانية بالفأس والقفة !!!
ومنذ ذلك الحين انتعشت جزيرة الزمالك لتواكب مستوي ذلك القصر بقلبها. فأنشئت الحدائق والمتنزهات، وتكالب على أراضيها الأعيان. وتم انشاء كوبري قصر النيل ليصل بين الجزيرة وباقي القاهرة. وظهرت الفنادق الفاخرة لاستقبال الضيوف. وهكذا حتى صارت الزمالك مكاناً يتباهى من يملك عقاراً بها.
وفي خضم هذا المستنقع الأرستقراطي كما يراه أهل بولاق على الضفة الأخرى من النيل، نجد كلية التربية الموسيقية و كلية الفنون الجميلة التابعتان لجامعة حلوان الحكومية. نجد أيضا ساقية الصاوي وبعض الحدائق العامة مثل جنينة الأسماك والأندلس. لربما شفعت هذه الأماكن لحي الزمالك، فلا زال مسموح للشباب من قاطني كلا الضفتين أن يرتادوها.
الأدب فضلوه علي العلم
استرجعت بعض الذكريات في مرحلة الطفولة عندما جاء أحد أولوياء الأمور لمدرس مشتكيا من ابنه وأنه لا يؤدى واجباته ومبيسمعش كلام أبوه وأمه قائلا للمدرس " اكسر وأنا أجبس" ولأن الأدب فضلوه على العلم فالأب والمدرس لا يجدان مانعا أمام أنفهم لكي يكسر المدرس ويجبس الأب
لما كبرت شوية أدركت ان مقولة " الأدب فضلوه علي العلم" كان الغرض منها ان الانسان يتأدب فى الكلام والكتابة والتعامل ولم يكن له أى غرض علمي انما كان تربوى فقط. لكن هل لازال فعلا الأدب مفضّل علي العلم ؟!
Monday, March 28, 2016
"كافيه لاتيه" و"كابتشينو" و"موكا"
......
Sunday, March 27, 2016
الخيل،، وملعب الكورة..
السماعة اختراع عظيم
كل طائفة إلى ما تشاء وأحصل أنا على لحظات من السلام؛ لأن طالما أنه هناك من يريد أن يفرض مايسمعه على الآخرين سيكون
هناك صراعا وبعضا من "الأكشن".
Saturday, March 26, 2016
اتثبت قبل كده ؟!
في مرة كنت راجع من الجامعة الساعة 8 مساء وأنا راجع للبيت بتمشي شوية لحد ما أوصل للبيت . فجأة قرب مني توكتوك واحد سايقه وواحد تاني راكب وراه
وقالي : الساعة كام يا برنس .
قلت له: والله مش معايا ساعة وموبايلي فاصل شحن ونزل الشخصين من التوكتوك وباين عليهم انهم شاربين حاجة وواحد منهم طلع سكينة أو مطواة وحطها تحت رقبتي والتاني واقف مستنيه وقالي: طلع اللي معاك. قلت له وأنا مرعوب مش معايا حاجة غير الموبايل ده
قالي: طلع ياله كل اللي معاك
قلت له والله ما معايا غير الموبايل لو معايا فلوس كنت ركبت توكتوك
سابني وركبوا الاتنين التوكتوك ومشيوا بسرعة جدا وأنا واقف مكاني في حالة من حالات الرعب والذهول . مع العلم ان كان معايا اللاب توب و فلوس في المحفظة لكن كدبت عليهم
أثناء الثواني دي حسيت بشعورين مختلفين : احساس الخوف من الأذي اللي ممكن يصيبني واحساس الرفض والكره للموقف وده اللي دفعني ان اكذب عليهم واقولهم ان معيش حاجة علي الرغم من احتمالية الاذي اللي ممكن يصيبني نتيجة كده
رجعت البيت وأنا في حالة ذهول ومش قادر أتخيل المصير اللي ممكن أى حد مننا يواجهه
Thursday, March 24, 2016
الأجرة 15 جنيه..
وكذلك أنا لم أقل شيئًا، تمنيت أن يعترض الناس ويثورون لأعترض معهم، لم أبدأ، فقد كنت أضعف وأكثر جبنًا من أن أفعل هذا..
لم أتأثر هذه المرة، لم أشعر بالمرارة ذاتها ولا شعور الغضب والاعتراض والثورة، وإنما تقبلت الأمر كما هو، وحمدت الله أني وجدت طريقة آمنة وسريعة إلى المنزل..
تنازلوا هم، ونتنازل نحن، لأن المقاومة تحتاج الكثير من الجهد والكفاح والتعب،، القبول والاستسلام أكثر راحة وسهولة ويعطيك شعورًا لحظيًا بالسعادة والرضا..
لا أعلم إذا لازال بيننا من يستطيع الرفض، أم أننا جميعًا قد قررنا –عن عمد أو دون عمد- الانسحاب..
الزمان: يوم من أيام الخميس او نهاية الأسبوع
المكان: موقف العاشر
أكيد طبعاً كبنت هواجه مشكلات للعيشة لوحدي أو للسفر لوحدي أكتر من الولد .مثلا يعني نهاية كل الأسبوع بروح الشرقية بالمواصلات فالمشكلة اللي كانت بتواجهني هي اني أحياناً مبلاقيش مواصلات والمَوقَف بيكون زحمة جداً. فبضطر اني انسحب او أتراجع للوراء في حالة لو الزحمة دي رجالة وكدة.
بس ساعات المَوقَف مبيكونش زحمة لهذه الدرجة البشعة ولكنه مازال بشعا :3
بشع بالدرجة اللي تخلي السواقين يستغلوا الموقف جدا ويقعّدوا 4 في الكنبة الواحدة بدلاً من 3
لحد هنا الموقف مش مأسوي أوي لكن لما تعرف ان السواق عاوز يركب 4 في الكنبة 3 منهم رجال و انا الرابعة والوقت هيتاخر بليل لو نزلت واستنيت عربية تانية تيجي. مش عارفة هتيجي ولا لا او هتيجي امتي!!
هنقعد أربعات يا أبلة. هنقعد أربعات يا أساتذة :V .
- يعني انت عايزني اركب مع 3 رجالة ازاي يعنى؟
-مش مشكلتي يا ابلة يالا خلينا نطلع .هتركبي يا آنسة؟
اكيد يعني مش هركب بالطريقة دى .حسبنت عليه في سري "خلاص،أنا هدفع مكانين"
-يلا يا هندسة اطلع عربيتك كملت *بصوت التبّاع.
ركبت في سلام علي الكرسي القلّاب لوحدي والكنبة اللي جنبي فيها اتنين كالطبيعي مش 3.
ما هو يا اما أدفع اتنين يا إما أروح بيتنا متأخر(سواقون جشعون إلا من رحم ربّي)
بلبييييس بلبيييس بلبييييييس :V
إنتحار فى مدينتنا
كانت المسافة بين سطح العمارة والأرض التي رحبت به بحفاوة هى أطول رحلة يسافرها.. في الحقيقة هي أول رحلة يسافرها.. فلم يخرج من مدينته البائسة يوما ما ليستكشف العالم ومدنه، والحضارات وناسها، ولهذا السبب قرر ان يكون بحارا ولسبب ما لم يستطع ولسبب ما تحطمت آماله امامه وهو ينظر إليها عاجزا عن انقاذها! تستغرق الرحلة ٣ ثوان فقط، ولكنها في دماغه اخذت عمرا كاملا عاشه.. لم يومض شريط حياته امامه كما يقولون في الروايات والافلام، بل عاش كل تفصيلة وكل يوم في حياته مرة اخرى! شعر بنفسه وهو يخرج من رحم أمه ساخطا باكيا لا يريد الخروج للنور ولا لتلك الحياة التي يعلم يقيناٌ انها بائسة وسيعيشها كحياة بائسة
كان يعلم كيف سيعيش حياته وهو فى رحم أمه وكيف سياتي وكيف سيرحل ومع ذلك فقد خرج وعاش ولم يحاول ان يرفض تلك الحياة البائسة !! فقد كان أجبن من أن يكون .
ليس الأن , فقد شاهد كيف عاني الحرمان منذ كان صغيراٌ , شاهد الظلم والطغيان متمثلاٌ فى كل ما يحيط به
شاهد كيف تعذب والده من أجل ان يحصل علي الخبز فى دولة الطوابير العظمي ,
شاهد كيف تعمد الظابط ان يهين والده , شاهد كيف اصيبت والدته بالمرض ولم
يكن يمتلكوا ما يمكنهم الحصول لها علي مكان فى مستشفي من مستشفيات أولاد الذوات !!
تذكر الليلة التي أتي فيها صاحب البيت ليعلن لهم ان بعد اليوم لا مأوي لهم سوي رصيف الشوارع
شاهد كيف تركه أبوه عند باب الشقة البني، ابتعد عنهم لا يعلم إلى أين
تاركا خلفه أم وأربعة بنات وهو معهم هناك في ذلك الوقت شاهد أبوه ينزل من
الدرج ومع كل خطوة يخطوها يدعس حلما ورديا لابنه الذي جاهد في هذه الحياة
من بعده.
لمعت تفاصيل الفقر في عينيه وهو مستمرا في السقوط نحو الاسفلت، نحو جهنم،
نحو العالم الاخر ليقابل من هم فى نفس بؤسه. الظلم الذي ذاقه في حياته هاهو
الآن يطغى على حلمات التذوق في لسانه، مر كمرارة دواء الكحة، ماهي الحياة
عندما لا نعيشها حلوة؟ , وما هي الحياة بدون كرامة ؟
“أستقيل نعم أنا أستقيل، قبل ان يصيبني مرض او أن أتعود علي المهانة , قبل ان يعتقلني شرطي فاسد او بلطجي ظالم أستقيل من هذه الحياة وأقرر مصيري بنفسي للمرة الأولى والأخيرة”
هكذا كان يفكر اثناء مروره بنافذة احدي الشقق عند رن جرس الهاتف ,
“تباٌ ترى من يتصل في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟ لقد نسيت أن اتصل عليها ؟ وهي بالتأكيد قلقة للغاية “
عند تلك اللخظة حاول مقاومة السقوط للهاوية , حارب بكل قوته الهواء الذي كان يضرب جسده بعنف , فجأة تحول الي كتلة تحاول مقاومة الفراغ السابحة فيه .
“اليوم غير مناسب لأموت , تنتظرني أمي المريضة ذات الوجه الشاحب والأسي المرسوم عليه من شقاء الحياة علي سرير المستشفي لتطمئن علي بقدومي لها او اتصالي ”
“فقط لا يمكنني أن أموت اليوم فكيف نسيت أن اتصل عليها قبل الموت !! “
فكر فى أمه التي اصيبت الاسبوع الماضي بالهبوط الحاد وكيف نقلوها الي المستشفي الحكومية وكيف عاني المر والذل من اجل ان يحصل لها علي سرير فى قسم الأطفال !! وقد رحل مع وعد بأن يتصل عليها ليطمئنها عليه بعد العودة من ذلك العمل الذي لم يخبرها أنه طرد منه لأنه فقط رفض السرقة التي حدثت من حوله
“لابد انها مستيقظة الآن تنتظر”
كان الشعور بأن أحد ينتظره هو أكثر ما يكره , أن يحتاج اليه شخص
ما وينتظره ليلبي حاجته , ما كان الأسوء هو أنه غير قادر الأن حتي علي
الاعتذار , تقديم توضيح او سبب للغياب .
أمه العزيزة “ست الحبايب ونوارة الاحلام” هي الأن من تنتظره , كره نفسه كره
عميق ولكن لحسن او سوء حظه فالاثنان متساويان لم يكن هذا لوقت طويل , فها
هو يهوي علي الأرض ويصدم رأسه بأسفلت الطريق وها هو يسمع اصوات عظامه وهي
تتحطم وشرايينه والدم يفور منها ويجري ليسري من مختلف قطع جسمه المجروحة
ها هو يشاهد رجله اليمني وهي تطير بعيداٌ عنه , شعر بالدم وهو يجري فى فمه
وأنفه , شعر بذلك الدم كأنه نافورة ماء مغلي يخرج من مؤخرة رأسه .
انسلت منه الحياة مع كل نفس وكل زفرة وخرجت ذكرياته واحدة تلو الأخري بسرعة البرق وهي تمر كالخيط أمام عينيه .
تمتم قائلا فى صمت
” مليون مرة أطعم من ذل الحياة , مليون مرة أكرم من قهر وظلم الوطن
, مليار مرة أفضل من قهر العيش , مليون مرة أكثر حرية من سجن الوطن ”
ثم أغمض جفون عينيه قليلاٌ فهو الأن لا يري سوي مقدمات عالم البرزخ
” أنني أموت , أنني أموت , أمي ساعديني , أيقظيني من هذا الكابوس
المزعج , خذيني فى حضنك , انهضي من سرير المستشفي الأبيض الممل ذاك وتعالي
,, تعالي لتري أبنك الوحيد وهو يفارق الحياة والحياة تفارقه , الحياة التي
لطالما لعنها , ها هي تفارقه الأن .. أنا أسف يا امي ولكنني أموت ”
دمعت عينه لأنه كان يتمني ألا يضطر لذلك , كان يتمني أن يدرك ان الحياة أعمق وأقدس من أن يهدرها هكذا
كان يتمني أن يدرك ان أمه حياة يجب ان يحيي من أجلها
كان يتمني ألا يشاهد قهر الوطن
دمعت عيناه قبل أن تفارقها روحه.. دمعت حزنا على أمه.. قهرا من وطنه
ودمعة كبيرة علي الحياة التي ضاعت والتي كان يعتقد قبل 3 ثوان أنها لا تستحق
ربما لم يكن صديقنا يؤمن أو لم يسمع محمود درويش عندما صاح
” علي هذه الأرض ما يستحق الحياة “
في الشارع
وانا راكب العربية مش بعد ابص علي المحلات وعلي الطبيعة مش ببقي مركز علي اي حاجة تقريبا ، بس تقريبا من الحاجات القليلة اللي بلاحظها هي أن لما بكون راكب عربية الحصري اللي هي السوزوكي الصغيرة اللي هي فيها كرسي بيتقلب كده عشان الناس تعدي للكراسي اللي ورا. ف الناس دايما مش بتعد ورا وبتعد قدام مع أنه عارف أن لو فيه حد جه دلوقت هو هينزل عشان يعديه ورا ، مع انه لو فكر نص دقيقة هيلاقي أن المجهود اللي هبذله عشان يعدي ورا أبسط بكتير من المجهود اللي هيبذله لو قعد قدام ونزل كل شوية.
مشكلة المدينة
زمان كنت بقول انها علاقة بين طرفين: غض بصر من ناحية و احتشام من الناحية التانية ، بس بقيت ألاقى ناس بتبرر التحرش بعدم احتشام البنت ف ضوء العلاقة دى ، مع ان دلوقتى حتى المحتشمة بيتحرشو بيها ، و اكتشفت ان لما ربنا أمر بغض البصر اكيد كان عشان اللبس اللى مش محتشم ، طب لو كل البنات هتحتشم، ربنا أمر بغض البصر ليه ؟!
أمر بغض البصر عشان و انا معدية من قدام حد مالاقيهوش بيبص عليا من ورا مع انى لبسي يعتبر واسع نسبيا ! لو ربنا أمر بغض البصر لو لقيت لبس مش محتشم فمابالك بقى باللى بيقول كلمة أو بيحط إيده !
و بستغرب جدا م اللى بيقول ان الأفلام سبب من الأسباب مع ان زمان ف الستينات كان فيه أفلام كتيرة فيها مشاهد إباحية و لبس مش محتشم ده إن ماكانش كل الأفلام و كان التحرش نسبته أقل ! التحرش ماهو إلا حكم القوى على الضعيف و حب الافترا و مالوش علاقة بأى حاجة تانية !
دى واحدة من المشاكل الكتيرة اللى اتضح انها غير قابلة للحل، و اللى مخليانى كارهة العيشة هنا و نفسي اهاجر. ويكأن البلد بتقولنا: "امشو بقي زهقتونى".
20 شهيد فى الجنة .. ((كان آخر صوت أفتح بنموت بيهز سكوت .. فجأة الجو اتملى دخان والخرطوش فى كل مكان .. أفتح بابك لم كلابك ناس بتموت يا ضعيق يا جبان ))
مجتمع عنصرى
يعنى لو عايز تعرف معنى العنصريه و الطبقيه امشى فى الشارع المصرى وهنا انا مش بتكلم على العنصريه اللى هيا راجل و امرأه او مسلم و مسيحى لا (دى موجوده برده grin emoticon )
لكن بتكلم عن الحياه العاديه جدا على سبيل المثال انت ممكن تحدد علاقتك بشخص بناءأ على اسم جامعته بس او نوع شغله مش بس كده انت ممكن تحترم واحد لمجرد لبسه و بعيدا عن الاحترام وعدم الاحترام انت مش مؤمن بحق الغير فى الحياه يعنى مثلا لو واحد تخين فأول انطباع فى المعامله معاه على انه تخين و او رفيع او مثلا بنت محجبه و مش محجبه ضيف لكل ده وسيله الموصلات اللى انت راكبها يعنى لو نازل من ميكروباص طبعا غير تاكسى كل ده واكتر من مظاهر عنصريه ف المجتمع بتأكد ان احنا فى مجتمع لا يوصف سوى بالعنصرى و الطبقى
من التجمع الى المقطم
امبارح كنت رايح المقطم من بيتي في التجمع الخامس ولحسن الحظ أبوبا كان عنده مشوار في المقطم هو كمان ، وعرض عليا اني أتاخر ساعة عشان يوصلنى معاه ، طبعا وافقت عشان اترحم من المواصلات. انتطلقنا معا ، يبدا المشوار من شارع "الشويفات" نسبة لاسم المدرسة الدولية الكبيرة اللي المنطقة نفسها متسمية على اسمها.
نحاول الهروب من زحام "الداون تاون" و"كايرو فيستيفال سيتي" فنبدا في التخريم من عند منطقة الشويفات.
الحمد لله عدينا من الزحمة ، تنتهى الزحمة أول ما تطلع كوبري "الجيش" ، انتهى بناء هذا الكوبري من اقل من سنة ، ولكنه اغلق بعد افتتاحه بحوالي شهرين لمده اسبوع عشان اعمال صيانة !!. المهم انه الان شغال تمام. يأخذك كوبري الجيش الى محور "المشير طنطاوي" ، الطريق جميل وممهد ، تجري فيه براحتك ، في منتصف المحور بدأ أبويا يهدي وياخد الحارة اليمين ، سألته بقلق فيه ايه؟! ، ابتسم وقاللى انهم فتحوا الكوبري الجديد.
يبدأ كوبري "المشير محمد علي فهمى" من منتصف محور ”المشير طنطاوي” بالتحديد من عند ستاد"الدفاع الجوي" ويؤدي الى عده اتجاهات ، احدهم شارع ٩ في المقطم. الطريق الجديد في غاية الجمال ، بصراحة لم أري طريق زي دي في مصر قبل كده ، خاصة انه مشقوق في الجبل. واحنا بنجري على الطريق سألت أبويا عن تكلفة طريق زي ده وهل هو مهم عشان نصرف كل الفلوس دي؟! انا شايف نصرفهم على تطوير الطريق الدائري احسن -باعتبار انه الطريق اللى باخده يوميا في طريقي الى الجامعة :D - ، فرد عليا بضحكة ساخرة ان الطريق ده اللى دافع تكلفة بناءه هي احد شركات المقاولات العملاقة اللى بتبني كومباوند جديد في المقطم عشان تروج له انه على بعد خمس دقائق من التجمع الخامس ومن المعادي ومن وسط البلد ، احد الكبارة الكتيرة اللى على الطريق تذهب بك مباشرة الى الكومباوند واخر الى الطريق الدائري بالقرب من المعادي ، واخر يذهب بك الى كوبري اكتوبر مباشرة !!
هذا عن التكلفة أما عن التنفيذ فقام به الجيش ، رغم ان اللى دافع شركة مقاولات اصلا ، لكن طبعا لان كل الاراضي في مصر ملك للجيش ، ولاسباب أمن قومي قام الجيش ببناء مجموعة الطرق دي.
انتهي الطريق ووصلنا للمقطم في اقل من ١٠ دقايق. طبعا انبسطت ، بس جه ساعتها في دماغي انى هاحتاج اروح موصلات. وساعتها الدنيا مش هاتبقا حلوة زي ما هي وانت راكب العربية.
هاحكيلكم عن طريق العودة المرير المرة الجاية. سامحوني بس انا لسا متعصب منه فمش هاعرف احكيه بلغة لائقة الآن :D
Wednesday, March 23, 2016
من الأجرة 75 قرش للأجرة 17 جنيه
الوطن هو الأشخاص الذين تلتأم روحك بروحهم
سحر الأوطان
و مقدرش أنسى لمعة عين أمى و أحنا رايحين مستشفى الدمرداش وهى بتحكيلى عن كواليس ولادتها هناك .. و لمعتها أكتر و أحنا رايحين لخالها إلى برضو إتنقل للعيش ف بيت جدة أمى بعد اما توفت و طبعاً كان واضح جداً أن دة كان مسقط رأس والدتى زى ما حكتلى بعد كدة..
فيه رابط غريب بين كل إنسان و المكان إلى أتولد فيه .. ذكريات .. حنين .. أول مرة تشوف الدنيا .. معرفش بصراحة سبب واضح .. لكن إلى أعرفه إنه .. سحر الأوطان.
ساكنيها بيقولولي ايه ؟!
قعدت شوية حلوين أفكر يعني يا تري اللي في المدينة دي بتقولي ايه ؟
وبعد تفكير عميق اكتشفت اني كل فترة من حياتي كنت بعزل نفسي عن "ساكنيها" علي أد م أقدر! دا غير إن حياتي قبل كدا مكنش فيها احتكاك بيهم أوي. يعني اللي حصل هو اني قطعت الاحتكاك القليّل اللي مقعدش معايا غير شوية قليّلين :D
قبل ما آجي الجامعة كنت قاعدة في قرية. وبسبب من الأسباب كانت عيلتنا مختلفة اختلاف جوهري عن الناس اللي حوالينا ، ودا خلاني محتكش بيهم كتير. انا لحد دلوقت معرفش مين جيراننا ، أعرف اسم العيلة الكبير للناس اللي بيوتهم لازقة ف بيتنا ، بس أسامي الناس اللي أعرفها فيهم قليلة جدا .. تتعد ع الايدين بالعافية!
"ساكنيها" قبل ما آجي الجامعة كانت عيلتي ، وأصحابي اللي معايا في المعهد أو الكُتّاب. المدينة مكنتش بتقولي حاجة علشان أنا مكنتش بكلّمها وأسمع منها!
أول مرة أسمع فيها المدينة كانت أيام الثورة ، وكانت بالنسبة ليّا علي التليفزيون. لما اخواتي كانوا بينزلوا المنصورة ، وف عز الثورة راحوا التحرير. كنت أنا ساعتها قاعدة ف البيت بتفرّج عليهم ع التليفزيون ، علشان بابا كان خايف عليّ .. علشان أنا بنت. ...
يوم 12 فبراير وبعد خطاب التنحي كنا في حالة فرحة هستيرية ، كانت حاجة أكبر وأصعب من إنها تتصدق. من كتر الفرحة طلعت البلكونة علشان أشوف فرحة الناس ، وكانت المفاجأة إن الناس مبتعملش حاجة!
مفيش حد من اللي حوالينا اتحرك .. مفيش حد اتهزّله رمش. ولا كأن اللي حصل في البلد دا يخصّهم. ناس عايشة وخلاص. اللي ييجي ييجي ، واللي يمشي يمشي ، واللي يحصل يحصل. احنا بس هنتخانق لما حد ييجي يتخانق معانا بالاسم.
ودي كانت أول مرة أكره فيها "ساكنيها". ...
لما جييت الجامعة الوضع مختلفش كتير ، كأن الجامعة وأهلي كانوا عاملين صفقة مع بعض مضمونها إن احنا هنديكم البنت وانتو خلوها عندكم طول الوقت.
بقيت تلتربع اليوم بقضيه في الجامعة ، وبقيت اليوم في الشقة اللي ساكنة فيها مع أصحابي بحاول أكتشف ازاي أتحمل مسئولية نفسي للمرة الأولي ف حياتي.
"ساكنيها" كانوا عبارة عن الناس اللي في المدينة بس ... تاني.
الحاجة الوحيدة اللي كنت بحتك فيها بـ "ساكنيها" اللي ف المدينة الكبيرة كانت المواصلات. المواصلات دي أكتر حاجة كرّهتني في البلد. تقريبا أكتر من الأحداث اللي بتحصل فيها دلوقت.
الزحمة كانت بتكلمني وحش أوي ، والناس في الزحمة مبتستحملش اللي حواليها، وخصوصا ان احنا بنبقا مسافرين طريق هياخد اكتر من أربع ساعات ، في وسيلة نقل غير آدمية ، وسواقين مش هاممهم أوي غير إنك تدفعلهم الأجرة اللي هيقولولك عليها.
أول سيمستر في الجامعة كنت بنزل بيتنا كل أسبوع. كل يوم خميس بشيل شنظتي وأنطق الشهادتين وأنزل أغطس في قاع القرف.
انا اكتشفت دلوقت إن الناس مكنتش وحشة ، الظروف اللي كانوا فيها هي اللي كانت وحشة. أنا كمان مكنتش بختلف عنهم ف حاجة لأني كنت ببقا متضاية ومخنوقة جدا. هم كانوا شبهي أد ما أنا كنت شبههم.
الظروف المحيطة بينا هي اللي كانت السبب.
كوسيلة بقا لإني أهرب من كلام "ساكنيها" معايا ، اكتشفت طريقة مواصلات أكثر آدمية ، وكانت السوبر جيت. الطريقة دي كانت بتبعد عني كلام "ساكنيها" ولزقة "ساكنيها" وخنقة "ساكنيها" ، بس مشالتلش عن السوبر جيت زحمة شوارع "ساكنيها".
كوسيلة تانية لتقليل الاحتكاك بـ "ساكنيها" كانت إني بقيت أنزل كل أسبوعين مرة. بعدين بقيت بنزل كل 3 أسابيع. ودلوقت بقيت بقفّل الشهر - اسم الله عليا :D -
والوسيلة الجديدة بقت إني أخلي أهلي همّ يجولي لما تسمح الفرصة :3
أنا متكلمتش مع "ساكنيها" كتير ، ولما اتكلّمت معاهم زعلوني ، فبطّلت أكلمهم.
أنا عارفة إن غالبا دي مش أحسن حاجة أعملها .. وإن أكيد بعدي عن الناس مش حاجة صح. بس الناس هم كمان مخنوقين ومكروبين والحكومة حاطّة عليهم وكل حد في البلد دي حاطط ع اللي جمبه .. فنعمل ايه طيب ؟!


