Thursday, March 31, 2016

طيبة القلب عملة نادرة ...

- الممثلون في المشهد :
طنط الحاجه العراقية - الانسة يمني رفيقة الشقة - بنت اسمها بسنت 
- الزمن الذي يدور فيه المشهد : 
قبل امتحان الفاينال بتاع الفزيا الترم اللي فات بساعتين تلاتة بالظبط 
- يبدأ المشهد أمام العمارة اللي ساكنين فيها حيث تأتي الاضواء علي  يمني وبسنت وهما ماشيين شايلين علي إيديهم الكتاب التقيل جدا بتاع الفزيا .. ومتجهين لقطع الشارع الطويل للخروج الي المحور الرئيسي والتقاط ميكروباص للذهاب ميدان جهينة حيث توجد الجامعة. 
وبعد مسافة نص الشارع كدا ...
يدور الحوار ,, 
- يمني : انا نسيت أشرب الدوا بتاع الكحة يا بسنت :V
* بسنت بتمتعض في سرها عشان في حجات كتير لازم يراجعوها قبل الامتحان ومش فاضيين لشغل العيال دا *
- بسنت : مش مهم يايمني ، كأنك شربتيه وخلاص ، أو ممكن نجيبه من صيدليه هنا قريبه . 
- يمني : لا انا هطلع اجيبه مش مشكلة بقي . 
* راجعين المسافه اللي مشيوها رايحين الشقة تاني عشان يمني تشرب الدوا*

الوقت كان الساعه 1.30 بالظبط .. مفيش ولا توكتوك ولا تاكسيات والدنيا فاضية تماما 

واحنا ماشيين خدت بالي من بعيد من واحدة كبيرة ف السن منحنية الضهر وباين عليها مآسي الزمن وشايلة كيس كبير طايل الارض .. أول م قربنا منها حطت الكيس علي الارض وسندت علي عربية كانت جنبها وهي بتنهج من كتر ما كانت ضاغطة علي نفسها 

- طنط الحاجة (بلهجه غريبة بس اعتبرتها سورية ف بداية الامر) وبتقول كلام فيما معناه : يابنات ممكن تساعدوني وتشيلو عني الكيس لحد اخر هادي لبناية ؟ وبتبصلنا بنظرة استعطاف . 
 قلت ليمني طيب روحي انتي يايمني اطلعي جيبي الدوا وانا هوصل طنط لحد اخر الشارع تكوني حصلتينا. 
* هي طنط اصلا بتمشي بطيء جدا ف يدوبك علي م اكون وصلتها يمني هتكون لحقتنا *   قالت بسنت في سرهها. 
شلت الكيس وفعلا كان تقيل بجد .. وإذا بالحوار الرائع اللي دار بيني وبينها :) :) :) ^_^ 
* مع الاخذ في الاعتبار إن اللهجه كانت غريبة جدا بالنسبالي ومكانتش سورية كمان *

طنط : شكراً ليكي جدا يابنتي والله .. انتي شيلتي عني كتير 
- علي إيه ياطنط ، عادي والله .. الحمد لله انك لقيتينا نشيل عنك الكيس 
- وانتي في انهي جامعه بقي ؟
- جامعة زويل .. ورايحة امتحان يا طنط ادعيلنا بقي :)   * بقولها وانا بتعشم  أصلا ف أي دعوة تتقال ف الوقت دا.. قبل الفاينال بقي وكدا *
- ربنا يوفقكم ويسهلكم كل الصعب ويجيلكم كل اللي ذاكرتوه انشالله :) :) 
* علي كمية السعادة والتفاؤال بجد اللي حسيت بيهم لما سمعتها كدا بتقول الكمتين دول من قلبها بجد *
- آمين يارب يا طنط ، هو حضرتك مش سورية صح ؟ أصل لهجتك متغيرة عنهم 
- لا أنا عراقية :) 
- أها أهلا وسهلا ياطنط .. 
* لحظة سكون شويه كدا ، وإذا بي اسمعها تقول : *
- الحمد لله يارب ، الحمد ليك .. انت العالم بحال الفقراء .. احنا مالناش حد الا انت يارب ، الحمد لله ، يعني شوفي يابنتي لا كان في توكتوك ولا تاكسي واخدت الشارع من اوله .. لحد م ربنا بتعكم ليا تشيلو عني 
** فرحت جدااا من كلامها وتعبيراتها. رغم إن الموقف ممكن يحصل مع اي حد تاني وكان يبقي عادي جدا .. بس طنط دي حسستني بإني اللي عملته دا وكأنه شيء نادر  .
ف نفس الوقت تعاطفت معاها جدا ، واحدة مش ف بلدها وملهاش حد يقضيلها حاجاتها .. هي اللي راحت تشتري حاجاتها بنفسها .
 الغربه دي أسوء حاجه ممكن يواجهها الانسان .

ساعتها حمدت ربنا علي إني هنا ، علي ارض هي ارضي ، وبين ناس مني، وحوليا اهلي ، والاستئناس لكل حاجه .. الشوارع والبيوت والعربيات اللي ماشيه .. المدينة علي بعضها .

المدينه كلمتني وقالتلي ساعتها احمدي ربنا يابسنت علي النعمة اللي غيرك اتحرم منها 
الحمد لله ...
أم آية : مشرفة سكن الطالبات السورية
الست دي مكانتش صغيرة في السن يعنى احتمال في أواخر الأربعينات مثلاً ! كانت بتحب تقعد معانا اثناء فترة عملها في الشقة اللي انا كنت ساكنة فيها .المهم ان من حديثها معايا عرفت ان اللي شافته في حياتها مش قليل خالص و ان كان عندها ولدين كبار و بنت صغيرة عسولة جدا ^_^ دي أيه . ليه أم آيه مع ان عندها ولدين كبار!
للأسف الولدين دول ماتوا اثناء قذف بشار الأسد فاضطروا الهروب الي مصر باللي حليتهم زي ما بنقول بالمصري*
وفاة الولدين دول اثر فيها جدا خصوصا ان الولد الكبير كان علي وشك الزواج. آية كمان اتهزت اوي بوفاة اخواتها و مش بس كدة . انا سالتها لو اذا كانت تاقلمت مع اصحاب جدد و اخبار الدراسة قالتلي ان معندهاش اصحاب مصريين تقريبا لسة.
 هي بتدرس في مدرسة للسوريين بس تقريبا تبع السفارة!
نرجع لطنط أم آية :D
الست دي كانت بتشتغل في السكن طول النهار و بليل لما بتروح ،عندها ماكينة خياطة بتفصّل ملايات وخداديات ومفارش و سجاجيد صلاة و اسدالات صلاة و تيجي تعرضها علينا في السكن علشان لو حد عاوز يشتري :3
الست دي كانت طيبة جدا كانت عارفة اني برجع في اليوم دة من الجامعة متأخر، روحت في مرة لاقيتها مستنياني وبتسلم عليا بابتسامتها المعهودة : " أهليين :D كيفك يمنه شكلك كتير تعبانة لليوم . شوفي حبيبتي افتحي التلاجة هتلاقي اكل كتير طيب انا عملته كنت عاوزة نتغدي سوا لليوم بس وصلتي متأخر." اسم اكلة غريبة اول مرة اكلها مش فاكرة اسمها بس كل اللي فكراه انها كانت اكلة كتير طيبة ^_^
دي قصة من تعاملاتي مع السوريات
هن كتير مهضومات :)) 

العيد القومى للمدينتنا

النهارده اخر يوم فى الاسبوع اللى برجع فيه لبيتنا من اكتوبر.فى الطبيعى المشوار بياخد ساعتين لكن النهارده روحت ف اربع ساعات و السبب ان محافظ الجيزه كان معدى فى الموكب بتاعه وكان فى القريه اللى جنب قريتنا علشان بيحتفل بالعيد القومى للمحافظه بعيد عن الطريق الزحمه و قفلت الطريق والامن خلينى اعرفكم ليه محافظه الجيزه بتحتفل يوم  31/3 بالعيد القومى ليها في 31 مارس عام 1919م خرج ناس كتير بتحتج على الاحتلال بصوره كبيره.فى قريه الشوبك خرج عدد من الفلاحين و كل فلاح بالتريه بتعته (دى الاله اللى بيستخدمها الفلاح فى الزراعه) بدأ يكسر قضبان السكه الحديد و ده تسبب فى موت اكتر من 120 جندى انجليزى كانو فى قطر.علشان كده 31 مارس هوا العيد القومى للمحافظه و كل سنه فى اليوم ده المحافظ بيجى الشوبك يغير تمثال ابو تريه و يروج  ويقفل الطريق......
وأنا صغير كنت بخاف دايما أنزل اصلى الفجر لو انا صاحي علشان دايما كان بيبقى فى كلب واقف فى الشارع وبيجرى ورا أى طفل تحت 15 سنة .. مش عارف ليه ... اشمعنا 15 مش عارف ؟!! .. وليه بالذات الى فوق 15 سنة معاهم حصانة ؟! معرفش برده

الكورة هواية

من زمان اوي مش فاكر امتي تحديدا بدأت احب الكورة، اعتقد الموضوع بدأ معايا من اول وقت اتذكره من حياتي، عرفتنا علي اصحاب كتير جدا علاقتنا بيهم حاليا اقوي من اي حد، بدأت تعرفنا بالناس من المرحلة الابتدائية ويلا نلعب كورة، خليتنا نسيب الحصص وننزل نلعب كورة وخليتنا نتمد علي رجلينا، خليتنا نتخانق مع اصحابنا في ماتش ونضرب بعض وننزل الماتش اللي بعده صافيين وبنلعب مع بعض عادي، خليتنا نخلص دروسنا ومانروحش علي البيت، كنا بنروح علي الملعب نلعب ساعة او ساعتين او تلاتة، كنا بنلعب الي ان يمسنا التعب، الحاجة الوحيدة اللي انا واصحابي متفقين اننا مانزهقش منها ابدا، لما كبرنا شوية علمتنا ازاي نتحكم ف غضبنا في بعض الحالات وازاي نقيم الموقف كله انه مش مستاهل، علمتنا مانسكتش بردو عن حقنا ولو حد ظلمنا نقول انه ظلمنا ومانخفش، علمتنا حاجات كتير حلوة وحاجات كتير وحشة بس الاهم انها اكسبتنا صداقات كتير جدا حلوة وجميلة، بتجمعنا ف الوقت اللي مش بنبقي فاضيين فيه، لعب يوم الجمعة من بعد الصلاة لحد الساعة 4 او 5 كنا بنشوف فيه اصحابنا ونهزر مع بعض ونفقد اعصابنا ونتعصب علي بعض بس بردو حبايب، من يوم ما بدأ التجديد ف الملعب من شهر تقريبا وانا ماشفتش اصحابي في الفريق الا مرة واحدة وكنت مسافر فيها يعني سلمت عليهم وانا بركب العربية، الكورة مش مجرد لعبة بنلعبها مع بعض وكل واحد بيروح لحاله، الكورة هواية جواها حياة فيها ناس ومعارف وصداقة

"أنا أرى النجوم .. إذن أنا موجود"

انا الحقيقة مبعرفش اكتب اوى أو يمكن مبحبش، بس هعمل اللى اقدر عليه يعنى عشان الموضوع عليه درجات و شكلى هسقط :3


"أنا أرى النجوم
إذن أنا موجود"

الكلام ده كان موجودة فى أغنية لريم بنا اسمها لا تزيديه لوعة، و كان بيغنيه مغنى تونسي اسمه "مستر كاز" :v .
ما علينا من اسمه، المهم الكلام بتاعه. يا ترى ليه ربط ما بين رؤية النجوم و وجودية الإنسان؟ هل ممكن يكون الكلام أى هري و خلاص؟
من وجهة نظري، الموضوع أعمق بكتير من انه يكون هري أو قافية. لو اعتبرنا ان النجوم بتعبر عن الجمال، يبقي الكلام هنا قصده ان اللى بيقدر يشوف الجمال فى الأشياء هو شخص حي موجود، على عكس واحد تانى تساوت عنده الأشياء و مبقاش يحس بجمال حاجة، فهو شخص ميت غير موجود.

"اختفت النجوم
فتاه عني عقلي
أتساءل أين وجودي فماذا يفعل شكلي"


ممكن حد يسأل ده ايه علاقته بالمدينة؟ الحقيقة مش عارفة، بس انا حسيت انى محتاجة اكتبه :3 

Wednesday, March 30, 2016

القناعةُ كنزُ مَنْ يفنى

منذ فترة ليست ببعيدة، شيّر أحد الأصدقاء خبرًا يبدو أنه أسعد الكثير من سكان دولة 'المعادي آند براود'، وهو تركيب إشارات مرور في منطقة ما -ربما ميدان أو شارع مهم- هناك. العجيب هو فرحة كاتب الخبر، والبهجة المصاحبة في التعليقات. فكرتُ أنْ كان ذلك هزارًا لطيفًا -ربما لصعوبة تصديقي غير هذا- ، ولكن أغلب الظن أنه كان شعورًا صادقًا -بعض الشيء- مغلفًا بطبقة من المزاح الطريّة لمجابهة أي محاولة تريقة -أهو من باب الاحتياط.
ذكرني ذلك بمحادثات كثيرة منطورة سمعتها قبل شهور، أحدها كان يدور حول رضا أحدهم ب"طريق الجيش الجديد"، وكيف أنه اختصر عليه أكثر من نصف ساعة يوميًا في مشواره للشغل، و أنه أخيرًا اتعمل وفي بضع ليال (مدللًا على "نعم نستطيع")، تلاها ما لن أذكره من رضاه عن غير ذلك. وحديث آخر دار حول سعادة شخص ما ببشاشة ظابط شرطة أو مدام فُتْنَة، وآخر عن نظام التموين الجديد، وآخر عن فرحة أحدهم بضابط شرطة آخر قرر عدم أخذ إتاوة من سواق الميكروباص.
كل ذلك ذكرني - بدوره- بما يحدث بشكل دوري في الجامعة، والذي يتمثل في ترديدي شيء كـ: "الغلطة مش طايشة.. والجامعة مسئولة" (مصطفي إبراهيم بتصرف)، وترديد أحدهم كيف يبنغي أن نشكر الرب وأن ندعوه أن يغفر لنا إسرافنا في أمرنا. اللهم آمين طبعًا.
الحقيقة..، أنا أكره رضاهم كما أكره سخطي. ولكن مشكلتي الكبرى علي الإطلاق في الآونة الأخيرة أني أكره رضاهم أكثر مما أكره سخطي. ربما أفصّل فيما بعد.

حين نقسو علي الموت!


 ابتعادك المكاني عن أهلك يحمل معه تضحيات. سواء كان هذا الابتعاد داخل الدولة أو خارجها، سواء كان هذا الابتعاد للدراسة أو العمل، في كل الحالات تضحي. نتعجب كثيراً من أفعال يأتيها الناس، حتي نأتيها نحن. كثيراً ما كنت أتعجب من رد فعل الكثير من المسافرين عند موت أحد أحبائهم، وكيف يتجاهلون تلك الحوادث المهمة؟ ويكملون حياتهم؟! كان ذلك حتي السبت الماضي.
كان المنبه يرن وأمي كالعادة توقظني، تنادي كثيرا، بصوت هادئ، تحكي بعض الأحداث في المنتصف لشد انتباهي. كان ما تقوله أمي خبراً سيئاً، مات جدي لطفي –عم أبي-. في تلك اللحظة دارت في رأسي مئات الأفكار، هل أترك المرة الثانية والأخيرة من التمرين الذي أعده رئيس القسم لنا؟ هل أترك الدفنة والعزاء؟ هل أكمل نومي؟ بعد تبريرات يقدمها عقلي لي، الحي أبقي من الميت، ماذا سيستفيد الميت من العزاء؟، الله يرحمه. كان قراري أن أذهب لأكتوبر وأبدأ أسبوعي الممل.

تلك القرارات التي يتخذها المبتعدون عن أهلهم من ابتعاد عن أحزانهم وأفراحهم هي من أقسي ضرائب الابتعاد. حينما لا نعطي للموت قدره تكون هناك مشكلة. وجدت مرة نظلم فيها الموت!

مين بيكلم مين ؟

أنا شايفة إن المدينة بتكلمنا تبع حالتنا النفسية. يعني الموقف ممكن يحصل أدامنا واحنا متضايقين ، فنشوف كل حاجة فيه وحشة. وممكن يحصل واحنا مبسوطين ، فنشوف كل حاجة فيه حلوة.
أنا لما بكون مسافرة مواصلات طويله في حر وزحمة وخنقة ، أي موقف بسيط حتي لو واحدة قاعدة جمبي بتكلمني مجرد كلام ، بيبقي الكلام دا تقيل علي قلبي.
لو مسافرة بطريقة مريحة ومفيش حاجة ضاغطاني ولا مضايقاني ، ممكن نفس الواحدة دي تكلمني فأستجيب لها جدا وممكن نقعد نتكلم طول الطريق.
فاكرة مرة وأنا ف ثانوي كنت رايحة الدرس بمواصلات ، وكان فيه ناس كبيرة قاعدة تتكلم ، أنا مش فاكرة ولا كلمة من الحوار دا ، بس فاكرة إنه ابتدا من راجل كبير ، وكمل عليه واحد تاني ، وبعدين كان كل اللي حواليا بيتكلموا وبيهزروا وهم أصلا ميعرفوش بعض. وانا قاعدة وسطهم بسمع ومبسوطة.
مرة تانية ف الجامعة وأنا راجعة بلدنا ، كان فيه اتنين قاعدين أدامي عمالين يتكلموا عن بنت واحدة فيهم اللي اتجوزت قريب واحد فيهم ، والوصايا العشرة اللي كانوا بيقولوها لـ "كيف تكونين زوجة مطيعة" ، وبعدين كمية عنصرية رهيبة في الكلام طلعت لما كانوا بيتكلموا عن الناس اللي ممكن يبقوا قاعدين مع الزوجة المطيعة دي في نفس العمارة بتاعتها ، وإنها مش المفروض تثق ف أي حد. وكان التبرير العظيم بتاعهم هو "ان احنا واثقين في نفسنا ، بس مش واثقين في ولاد الناس" !!
الموقفين حسيتهم عكس بعض جدا ، دا غير ان حالتي النفسية في الموقفين كانت متناقضة برضه. في الموقف الاولاني ناس متعرفش اي حاجة عن بعضها كانوا بيتكلموا بكل أريحية ، وف نفس الوقت أنا مبسوطة من الحوار والطريق.
الموقف التاني ناس بيقدموا انعدام الثقة قبل كل شئ ، وف نفس الوقت انا مخنوقة من الحوار والطريق.

يمكن لو حالتي النفسية كانت معكوسة في الموقفين دول ، كنت اتخنقت من الناس اللي ف الموقف الاولاني علشان رغايين وقطعوا صفو الهدوء مثلا ، وكنت هضحك ع طريقة تفكير الناي في الموقف التاني ، وأعتبر إن طريقة جديدة أشوف بيها تفكير ناس مختلفين.

بس حالتي النفسية خلتني أشوف الموقفين دول كدا .. وخلتني أسمع كلام المدينة بالطريقة دي !

ففيه سؤال دلوقتي محيّرني ، لو كل واح بيسكع لغة المدينة بطريقته وحسب حالته ، هل يا تري كدا هيبقي فيه لغة موحدة للمدينة نفهمها كلنا بيها ؟ 

أنا والمترو والناس

المترو بالنسبة لي مش مجرد وسيلة مواصلات استخدمها كل يوم تقريبا،المترو هو الوسيلة الوحيدة-حاليا- علشان اقدر أشوف الناس و أتعامل معاهم من قريب. قبل ما أدخل الجامعة كنت بأركب المترو كتير بس كان عادي .. غير دلوقتي خالص. أكيد طبعا اللي هأقوله ده غلط و مرفوض جدا بس بقيت بأعمله في الفترة الأخيرة كتير ... من كتير اشتياقي للناس و احساسي اني بأشوفهم أقل من الأول كتير، بقيت تقريبا و أنا راكبة المترو بأركز جدا في كلام الناس اللي حواليا و حواراتهم مع بعض و أسمع حكاويهم و مشاكلهم و اتعرف عليهم عن قرب من غير حتي ما يأخدوا بالهم مني، وحتي لو أخدوا بالهم بابتسم لهم من غير أي مشكلة النسبة لي:D.
حياتي الفترة دي مقتصرة علي ناس محدودة بأتعامل معاهم يوميا و ده بيخلي الحياة مملة جدا، لكن الناس الكتيرة المختلفة اللي بأشوفهم في المترو بيكسروا الملل ده.
 في المترو ممكن تشوف ست غلبانة جدا واقفة جنبك و تبص الناحية التانية تلاقي مدرسة مثلا و قدامك طلاب جامعة و في أخر المترو صوت واحدة بياعة بتنادي و قاعد قدامك أم و ابنها أو بنتها بتحاول تذاكر له، واحدة بتفتح معاك كلام في أي موضوع في الحياة كوسيلة للتسلية لحد ما كل واحد ينزل في محطته، مشاهد كتيرة جدا بتخليني أفكر في حياة كل واحد من الركاب وأتخيل شكلها و أتصور بيكملوا حياتهم ازاي بعد ما ينزلوا من المترو. 
في المترو بأشوف تقريبا كل فئات الشعب المصري، وبعض اللاجئين أو الأجانب المستقرين في مصر، صعايدة و فلاحين بيركبوا المترو لأول مرة في زيارتهم للقاهرة، راهبات عمري ما تخيلت أني أشوفهم عن قرب كده، ناس كتيرة كان ممكن ما أقابلهمش في حياتي لولا المترو. 
المترو بالنسبة لي هو مصر اللي بجد، مصر علي طبيعتها اللي لو ركزنا في تفاصيلها هنكتشف احنا أد ايه كلنا شبه بعض و بنكمل بعض رغم اختلافنا. أتمني أني أفضل أركب المترو- بس يكون مش زحمة طبعا- و أفضل أشوف لقطات كتيرة من حياة الناس بعيون مختلفة.
في النهاية، أحب أقول أن أكتر حاجة بتخليني أفرح جدا و أبدأ يومي مبسوطة هي ضحكة الأطفال اللي بأقابلهم بالصدفة وأنا راكبة المترو-كجزء من رحلتي اليومية للجامعة- واللي بأصر أني أتعرف علي كتير منهم، الأطفال دول و حكايتهم اللي بيحكوها لي بعد ما نبقي أصحاب لسه فكراهم لحد دلوقتي، و لسه هأكمل تعرف عليهم :D 

ممتنة جدا :)

جامعتي بتعبر عن جزء كبير من حياتي . أثرت في كل حاجه بالنسبالي ، لما بلاقي نفسي تصرفي تجاه شيء ما اتغير عن زمان بستنتج انه بسبب وجودي في مجتمع زي دا . مجتمع مختلف عن اللي كنت عايشاه قبل كدا ، سواء كان طلاب ، دكاترة ، إداريين او حتي عمال . كل شخصية غيرت فيا واثرت فيا بشكل يختلف عن الاخر . انا عارفه انه من الطبيعي جدا ان المرحله الجامعيه هتحتم عليا اني اقابل وأواجه حياه جديدة ومختلفه ومواقف كتيره وصعوبات اكتر واعتماد ع النفس اكتر وتخطيط لحياه بشكل اكثر تعقل .

ابتديت احس بالتلذذ تجاه كل دا ، بقيت ممتنة لكل حاجه كويسه او مش كويسه بتحصل ليا ، وكأن الظروف نفسها بتحاول تساعدني علي بناء شخصيتي بكل المعايير اللي بتلائم العيشة اللي عايشاها .

مثال بسيط جدا , لما مثلا اروح الشقه اللي ساكنه فيها في اخر يوم دراسي متعب وطويل ، وف منتهي الاجهاد ، جعانه عايزة آكل ، انام ، اشرب ، وف نفس الوقت " المذاكرة الكتيييييييييييييييير اللي عليا ". من البديهي اني هروح هعمل اكل واواسي نفسي اللي تعبت طول اليوم واجهزها عشان تبدأ النص التاني اللي فاضل ف اليوم وتذاكر وهي شبعانه وقادره تستوعب .... الطامة الكبرى بقي ساعتها إني ألاقي انبوبة البوتاجاز خلصانة !
كمية الأسى اللي حسيت بيها ف الوقت دا مش قد الوصف ، ساعتها افتكرت لو كنت ف البيت مع ماما واخواتي كان زمان ساعتها هيبقي  في خمسين حل للمعضله اللي انا فيها دي .
طب اعمل ايه انا دلوقتي ؟!  اطلب ديلفري واصرف بقية المصروف اللي المفروض يفضل معايا لاخر الاسبوع ؟
ولا انزل اشتري حاجه ينفع تتاكل من غير تسخين ع بوتاجاز ؟

الموضوع قد يبدو تافه وغير مُعضل بالمرة .. لكن لو كنت مكان تلك الفتاه البائسه (اللي هي انا) في الوقت دا ، كنت هتحس اد ايه الدنيا كانت سودة جدا ف اللحظة دي بالنسبالي .
لحد م فكرت ف ابعاد الموضوع بجدية وتمعن تام ، لقيت ان الظروف الصعبه اللي بيمر بيها الانسان ف الغربة أد ايه بتبقي مفيدة ليه وبتعمل شخصيته واحده واحده وبتمرنه علي مواجهة الاصعب ف حياته اللي جاية . 

آسى

في الدور التامن شقتي اللي كانت بتطل على النيل في وقت من الأوقات قبل الانفلات الأمني اللي حصل أيام الثورة. بقيت لازم أنزل الشارع عشان أشوف على الأقل شجر الموز اللي في الناحية التانية من الطريق اللي اختفى منظره هو والنيل من البلكونه بعد ما جه شوية بلطجية يدعو احقيتهم للأرض الخلا اللي قدام البرج وعايزين يبنو عليها وكانو جايبين الحفار وكل حاجه. مع إن تقريبا كل واحد في العمارة نزل عشان يمنع الناس دي من الحفر إلا إنهم جابولنا كلاب مسعورة وشوية بلطجية بيهددونا بيهم وطبعا ما كنش فيه حاجة اسمها شرطة وقتها. برضو لجئنا لكل المؤسسات القانونية المسؤولة بس هي اكتفت بإخراج أوراق وتصريحات إزالة بس كما هو متوقع وقتها لم يحدث أي شيء. المشكلة بالنسبة لي ماكنتش في ده كله المشكلة إني من ساعة ما البرج اللي قدامنا ده وصل تقريبا للدور التامن ومنظر النيل بيتلاشى اكتر واكتر. حسيت اد ايه ساعتها انا كنت في نعمة كبيرة جدا ما حسيتش بيها إلا لما راحت. منظر النيل بالنسبة لي ماكنش مجرد منظر شقتي بتطل عليه ده كان هروبي وملجأي من أوجاع الدنيا كنت بقف قدامه فترات طويله فعلا بحس فيها بخطاب حي بيني وبينه بيهون علي في شدتي. بستمد منه طاقه كبيرة بتساعدني في حياتي كل نسيم منه كان اييد حنينة بتخفف من هول الحياة والواقع. انا فعلا حسيت بآسى كبير لما فقدته من بيتي. والآسى الاكبر لما انتقلت لاكتوبر وفقدته لفترات طويله .

عمو اللي بيوزع يونبوني

من أكتر الحاجات الحلوة اللي كنت متعودة اعملها قبل مااجي الجامعة اني كنت بنزل اجري كل يوم الصبح في تراك النادي, كنت من 3 سنين بنزل كل يوم بعد شروق الشمس كان التراك فيه دبابات كتيره والعساكر في الوقت ده كان اغلبهم بيبقوا نايمين جوا الدبابات واللي مش بيبقى نايم كان بيصحى يعاكس البنات اللي بتجري وبعدين يرجع يكمل نوم, المهم كنت بنزل كل يوم انا وماما هي كانت بتمشي وانا كنت بجري وكان فيه راجل عجوز جدا جدا كان بيروح قبل ماانا اوصل وبيمشي بعديا وكان بيجري اكتر مني وانا كنت بغير جدا من الحوار ده وبعدين الدراسة بدأت في الجامعة وانا سافرت ومنزلتش بقالي 3 سنين.
النهارده قررت انزل تاني مشيت من نفس الطريق اللي بيوصلني على النادي وبعدين جاية ادخل التراك الكبير لقيتهم قفلوه, دبابات كتيره جدا مرصوصة جوا التراك ومكتوب عليها قوات حماية المواطنين والحتت اللي مش فيها دبابات كانت متكسرة فعشان كده روحنا نجري في تراك ملعب الكورة.
الشئ المبهر في الموضوع ان اغلب اللي كانوا بيجروا وبيمشوا ده اذا مكنش كلهم من الفئة العمرية مابين 50 ل 70 وكان فيهم عمو كبير وعجوز كدا بيوزع على الناس اللي بتجري بونبوني بالقهوة. فاول ماشافانا انا واختي النهارده قالنا صباح الخير وادالنا البونبوني وقالنا"من جاور السعيد يسعد" واتصور معانا.

فصباح الخير

Tuesday, March 29, 2016

ميكروباص الجحيم!

لا لشىء إلا لأنه أستفزنى و أستثار غضبى ، فأصبح أمامى خيار من اثنين .. أن أشتبك معه أو أن أكتب عنه ، و فى كلتا الحالتين تفريغ لما شحننى به من مشاعر غضب تجاهه ..
ما هى الصفات السيئة التى يمكن توافرها فى سائق "ميكروباص" .. سوء سواقة التى هى بالأصل مهنته!! ، أم أنه يؤخر باقى الأجرة و يخبرك عندما تطالب بها بأنه "عارف" .. أم لا هذا ولا ذاك ، بل إنه يقف فى منتصف الطريق غير عابئاً لقواعد المرور التى أنتهكها ليلتقط الزبائن ،بل و يقف ما يزيد عن الخمس دقائق متصلين فى منتصف طريق سريع و حجته البالغة هى "أمشى فاضى يعنى؟!"..
عندما يستيقظ الإنسان فى الصباح الباكر فهو يأمل فى صباح تشرقه أبتسامة أمل و ينعشه نسيم عليل ، لكن هذا الصباح لم يكن لى هذا اليوم .. إذا إننى قابلت ذلك السائق الرائع الذى قطع الطريق فيما يزيد عن ساعة إلا ربع ، علماً بأننى فى اليوم الذى يسبقه مباشرة قطعت ذات الطريق فى حوالى ربع الساعة .. و بالطبع من خلال المعطيات المعطاه مسبقاً نستطيع معرفة هذا الوقت الهالك فيم أستهلك !! .. لكن هو سؤال واحد أريد طرحه .. لماذا لا يحترم كل منا كيان الآخر ؟! .. لماذا أُصبح قلقاً من مواجهة مثل تلك المواقف ؟ .. لماذا لم يكن هذا السائق مثل سائق اليوم الذى يسبقه ! ..
- باقى العشرة يا أسطا!
= عارف .. 

هي ذنبها إيه ؟ حرام والله ..

"  وفزعت للقائها حقاً  " ..

  من مكان تجمع أتوبيس الجامعة إلي الشقة التي أسكن فيها في الحي الاول، أمشي يوميا عند الرجوع مسافه لا بأس بها ، عدة مترات تصل إلي الخمسين أو ما يزيد . وعندها التقيت بها وقد أفزعتني حقا.. فأنا أخاف منهم كثيراً ، أخاف من سلوكهم وتصرفاتهم ، وفي اللحظة ذاتها أشفق عليهم لحالهم وظروفهم ووضعهم المُهين .
أطفال الشوارع (المشردين بلا مأوى)                                                                                                  
نظرت إلي جانبي بكل تلقائية وجدتها تمسك في حقيبتي وتتودد لي أن أعطيها شيئا. أتوتر جدا في تلك اللحظات فأنا لا أضمنهم ولا أحب تصرفاتهم ، في نفس اللحظه التي أشفق عليهم جدا. لذا يصعب عليّ أن أترك البنت ولا الطف بها . أظهرت الابتسامة وأعطيتها بحنان ما جاء في يدي . نظرت إلي عينيها وتفقدتهما.. حينها شعرت بأني ظلمتها حقاً ، وقسى قلبي عندما خُفْت منها او بَدَا مني ذلك ، فقد بدت لي وكأن البراءة قد تجسدت أمامي إلى مثال حي يقف جانبي . حزنت علي حالها ، وتضايقت من نفسي ومن رد فعلي تجاهها، وحزنت علي كل من يشبهها أو مَن وُضع في ظروف مثلها.
 هذه الكائنة التي ظلمتها الدنيا وقهرتها الظروف وأتت بها في مكان غير مكانها وعيشة غير عيشتها وما كانت تتمناها اطلاقا ، أهذا ذنبها ؟!!
تُري هل نسكت عن هذا ؟ هل سنترك البنت  تعيش هذه الحياة وتكبر وتنشأ بهذا المنظر المحزن وهذه الحال المتعسرة ؟ّ!!  أما حان الوقت ان تعمل الظروف بإصدار قرار وقف هذه المهازل وتعيد للبنت ومن يشبه حالتها حياة مهننة وتعيش معززة مكرمة ؟!!
كانت هذه كل الاسئله التي وجدت نفسي أهاجم بها شخص مجهول (وكأنه متجسد أمامي ، وكأنه السبب في وضع هذه البنت المهين ، آخذ منه بيطارها ). وأنظر له مهاجمة واستفزازا من سكوته وعدم قيامه بأي فعل !
( الشخص المجهول ) ...  

ميزان الذهب

دعني في البداية أعترف لك بسر صغير؛ انا  هو ذلك المتعجرف الذي يعرف كل شئ ويسخر من اي شئ. اسخر من الاطباء والمهندسين واساتذة الجامعة والحاصلين علي نوبل! يستحيل ان يتكلم شخص لخمس دقائق بدون أن يخطئ. استغل هذه الثغرات لتسفييه آرائه والسخرية منها. انها عادة سيئة لست فخوراً بها ولكنني علي الأقل اعرف ان لكل شئ حدود؛ حدود "التسفييه" تتوقف عند أولئك العباقرة اصحاب ربطات العنق والشعر المصفف بعناية اصحاب السلطة الأكبر والمتحكيمن في مصائر أكبر عدد من الناس؛ السياسيين...
توقفت منذ عدة سنوات عن متابعة القنوات الفضائية. اصبحت السياسة هي الوجبة الرئيسية لتك القنوات بدلاً من برامج التسلية والمنوعات. انه استبدال عادل في وجهة نظري فالسياسيون ليسوا الا زمرة من المهرجين علي اي حال، لا يجب ان يؤخذ كلامهم علي محمل الجد وإنما هي الاعيب بهلاوانية بالمنطق تحتاج فقط الي "ميزان ذهب" للقيام بها! اذا تصادف وجودي اثناء تشغيل أحد تلك الحوارات او الخطابات، لا يمكنني الا ان انفجر ضحكاً بعد سلسلة المغالطات المنطقية الساذجة التي يرتكبها المتحدث عادة. تتضايق والدتي وتطلب مني اظهار بعض الأحترام فالرجل يتكلم كلاماً موزوناً بميزان الذهب علي حد تعبيرها. عندما افكر حقاً في ذلك التعبير فعلي ان أعترف أنه دقيق للغاية. كلام الرجل فعلاً موزون بعناية شديدة لكن ليس كل ما يوزن بعناية ذهباً! انه يحاول ان يبع لك تلك الأفكار بعد ان يزنها بعناية ويضعها في صندوق الحلي. تكمن براعة هؤلاء في اقناعك فعلاً بشراء الصندوق بدون النظر بداخله. بدأت اتأمل تلك المغالطات لأكتشف انها ليست ساذجة وانما "موزونة" بنفس الطريقة. ربما اكون انا هو الساذج بعد كل شئ.
اعتقد أن لغة السياسة في مدينتنا هي لغة خادعة للغاية، انها هزلية وعبقرية في نفس الوقت. يمكنك ان ترصد بسهولة الجانب الهزلي فيها؛ انظر جيداً الي برامج الثرثرة التي تملأ الشاشات ستجد المهرجين في كل مكان حتي لأني اعجر عن تسفييه ما يقومون به لأنه بالفعل قد وصل الي الحدود الدنيا! اما عبقريتها فتكمن في ان ذلك المهرج يمكنه بالفعل ان يأخد ما في جيبك وان يضع فوق رأسك ارنباً بدون أن تنتبه! اتمني الا تكون تلك هي مقدمات لما وصفه جورج أوريل في رائعته 1984. اترك لكم هذه الكلمات الذهبية من الرواية لتحكموا بأنفسكم. (للآسف لم أجد ترجمة جيدة بالعربية)

To know and not to know, to be conscious of complete truthfulness while telling carefully constructed lies, to hold simultaneously two opinions which cancelled out, knowing them to be contradictory and believing in both of them, to use logic against logic, to repudiate morality while laying claim to it, to believe that democracy was impossible and that the Party was the guardian of democracy, to forget whatever it was necessary to forget, then to draw it back into memory again at the moment when it was needed, and then promptly to forget it again, and above all, to apply the same process to the process itself – that was the ultimate subtlety: consciously to induce unconsciousness, and then, once again, to become unconscious of the act of hypnosis you had just performed.”

أنا عندي عشة في الزمالك

يشق نهر النيل طريقه في رحلة هي الأطول لأي نهر في العالم. يبدأها من بحيرة فيكتوريا في وسط القارة إلى أن يُلقي بما تبقى من مياهه في البحر المتوسط. وكما علمونا في المدارس، فهو شريان الحياة في كل الدول التي يمر بها، وبالذات مصر لأن هيرودوت العظيم قد قالها حكمة : "مصر هبة النيل". وبغض النظر عن صلاحية هذا الإدعاء الآن بعد سد النهضة، فلعبور النيل خلال مصر بهذا الشكل تبعات قلما حدثونا عنها، ربما لأنها لا تضيف كثيرا لمفهوم الاعتزاز بالوطن و الفخر بالموقع الفريد ... الخ الخ. فها هي صحراء مصر قد صارت اثنتين، شرقية وغربية يفصل بينهما النيل بشريط أخضر ضيق. وعندما قررت المياه أن تتفرع عند القاهرة، أنشات لنا الدلتا بمحافظاتها، وضمتها جميعا بين فرعيها دمياط ورشيد. صار لدينا أهل الشرقية وما حولها، وأهل الدلتا ويقابلهم أهل الصعيد، وأهل العاصمة القاهرة، يشتركون جميعا في براعتهم في اطلاق النكات الساخرة علي بعضهم البعض.
لم يكتف النيل بهذه التقسيمة الكبيرة، فعلي طول مساره تتفرع مياهه الى فرعين وربما ثلاثة، ثم لا تلبث أن تعود فتتحد الفروع مرة اخرى. فتنشأ الجزر والمستنقعات الصغيرة تحيطها المياه شرقا وغربا. وتتفاوت هذه الجزر في أحجامها، بعضها صغير يقدر بافدنة قليلة قد يملكها أحدهم، وأخري كبيرة تتسع لحي بأكمله. وياحبذا لو وقعت إحدى تلك الجزر الكبيرة وسط مدينة كبيرة. وليس أكبر من أي مدينة مصرية سوى القاهرة، وليس أبرز من تلك الجزر سوى الزمالك.
واسم الزمالك يترادف في أذهان أهل القاهرة بالثراء والرقي. فهو حي المشاهير من الفنانين وأصحاب النفوذ والسلطة، ومقرا لعدد لا بأس به من السفارات المهمة، وتشقه شوارع لاتعرف على جانبيها سوى الفيلات والقصور. هي تلك الجزيرة الهادئة التي قرر أعضاء تلك الطبقة الهروب إليها من صخب وسط العاصمة، يعزلهم عنها وعن مناطقها الشعبية ذلك الممر المائي. ويتصلون بها متى شاءوا عبر أحد ثلاثة كباري: قصر النيل، 6 أكتوبر و26 يوليو.
والمفارقة أن اسم الزمالك يترادف في المعجم لمعنى مخالف تماما يعود لنشأة تلك الجزيرة عام 1372م. وفي هذا الوقت كانت الجزيرة عبارة عن ثلاثة جزر منفصلة قبل أن يقرر النيل أن يجمعهن في جزيرة واحدة. كان الصيادون يستخدمون تلك الجزر كنقطة انطلاق لرحلات صيدهم في النيل، حيث كانوا يقومون بحفظ أدواتهم في "الزمالك" وهي أعشاش صغيرة من البوص والطمي. وبمرور الوقت توافد الأهالي عليها لخصوبة أرضها، وأقاموا في تلك الأعشاش.
وجاءت نقطة تحول تلك الجزر في عهد الخديو اسماعيل، حين قرر أن يبني عليها أحد أفخم قصوره هو قصر الجزيرة ليستقبل بها ضيوفه من ملوك وأمراء أوروبا في حفل افتتاح قناة السويس. أتى بالمهندسين من فرنسا و بريطانيا ليشرفوا على بنائه و تزيينه. وتكلف تشييد هذا القصر ما يضارع التسعمائة ألف جنيه مصري، وهو مبلغ أكاد أجزم أنه أكثر مما صرف في حفر القناة نفسها الذي قامت به العمالة المصرية الشبه مجانية بالفأس والقفة !!!
ومنذ ذلك الحين انتعشت جزيرة الزمالك لتواكب مستوي ذلك القصر بقلبها. فأنشئت الحدائق والمتنزهات، وتكالب على أراضيها الأعيان. وتم انشاء كوبري قصر النيل ليصل بين الجزيرة وباقي القاهرة. وظهرت الفنادق الفاخرة لاستقبال الضيوف. وهكذا حتى صارت الزمالك مكاناً يتباهى من يملك عقاراً بها.
وفي خضم هذا المستنقع الأرستقراطي كما يراه أهل بولاق على الضفة الأخرى من النيل، نجد كلية التربية الموسيقية و كلية الفنون الجميلة التابعتان لجامعة حلوان الحكومية. نجد أيضا ساقية الصاوي وبعض الحدائق العامة مثل جنينة الأسماك والأندلس. لربما شفعت هذه الأماكن لحي الزمالك، فلا زال مسموح للشباب من قاطني كلا الضفتين أن يرتادوها.

الأدب فضلوه علي العلم

منذ أن التحقت بالتعليم المصري الحكومي وأنا أسمع جملة " الأدب فضلوه علي العلم"  من المدرسين في مختلف المراحل التعليمية  . في البداية لم أكن أدرك جيدا  معناها  الا انني كنت أشاهد بعدها مجموعة من التصرفات مثل ضرب أحد زملائي أو توجيه بعض اللوم لنا في فصل المدرسة. لكن بعدها أدركت أن هذه الجملة كأنها قد اخترعت خصيصا ليجد من يقومون بتعليمنا مبررا أمام أنفسهم وأمامنا  لضرب الطلاب أو زجرهم ونهييهم وارغامهم علي أداء واجبات وحتي لا يفكر أحد مننا في أن ينتقد  المدرس أو يناقشه في أى شئ لأن اذا فعلنا ذلك فاننا تجاوزنا حدود الأدب ولأن الأدب فضلوه على العلم.
استرجعت بعض الذكريات في مرحلة الطفولة عندما جاء أحد أولوياء الأمور لمدرس مشتكيا من ابنه وأنه لا يؤدى واجباته ومبيسمعش كلام أبوه وأمه  قائلا للمدرس " اكسر وأنا أجبس" ولأن الأدب فضلوه على العلم فالأب والمدرس لا يجدان مانعا أمام أنفهم لكي يكسر المدرس ويجبس الأب
لما كبرت شوية أدركت ان مقولة " الأدب فضلوه علي العلم" كان الغرض منها ان الانسان يتأدب فى الكلام والكتابة والتعامل ولم يكن له أى غرض علمي انما كان تربوى فقط. لكن هل لازال فعلا الأدب مفضّل علي العلم ؟!

Monday, March 28, 2016

"كافيه لاتيه" و"كابتشينو" و"موكا"

كنا في الطريق إلى المنصورة بسيارتنا لقضاء بعض الحاجات، عندما مررنا بجانب شارع عريض وقد أغلق بألواح خشبية كبيرة مزينة بمجموعة من المصابيح الملونة، في مظهر يوحي بأن عرسًا سيقام هنا. ورغم أن الأعراس التي تقام في الشارع مألوفة في القرى، إلا أن هذا كان مختلفًا بعض الشيء. أتذكر العرس الذي أغلق شارعنا عندما كنت صغيرة، والذي استغلته بعض السيدات للجلوس على امتداد الشارع لبيع اللب والسوداني والترمس وخلافه. لكن يبدو أن مهمة توفير الطعام للزوار تقدم هنا بشكل أكثر حرفية، حيث يوجد طاولة كبيرة ممتدة يتجمع حولها شبان بزي موحد أنيق يبدو أنهم المسؤولون عن الضيافة. لا أبالغ عندما أقول أن المظهر الذي رأيته ينبئ بعرس ربما يكون أكثر أناقة من بعض الحفلات التي تقام في القاعات الكبيرة. قطع تأملي صوت أخي معلقًا على ما رآه ولافتًا انتباه من لم ينتبه: "دول عاملين فرح هنا وقافلين الشارع" ليوضح أبي دون أن تتحرك عينيه اللتان تتابعان الطريق: "فرح مين يا عبيط.. دا ميتم!"
......

"الناس هتاكل وشنا!" فكرة تطارد الكثير من أبناء بلدنا لسبب لا أعرفه. كنت أؤمن أنها السبب وراء الكثير من لحظات الفرح التي تنغص بأيدينا نحن. ولن أجد مثالًا يوضح هذا أفضل من كواليس التجهيزات التي تسبق الزفاف في أي بيت مصري، بداية من النيش عديم القيمة، مرورًا بأسِرّة الأطفال الذين لم يأتوا للدنيا بعد، وصولاً إلى غسالة الأطباق التي يمكن أن "تفركش الجوازة كلها قبل الفرح بيومين!" لطالما سمعت عن الغارمات من الأمهات اللاتي يسجن بسبب مصاريف زفاف بناتهن، ولطالما طرقت أمهات أخرى باب بيتنا وبيوت أخرى لجمع أي مبلغ يمكن أن تسدد به المصاريف المطلوبة. كنت أظن أن اضطرار الأم لجمع التبرعات أو للاستدانة لابد أن يكون لتوفير ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها في بيت ابنتها، لكنني لاحقًا اكتشفت أن سقف الضرورة هذا قد ارتفع ليشمل أشياء تبدو تافهة، كإكمال اثنتي عشرة ملاءة سرير وست وثلاثون منشفة وجه في بيت لا يوجد فيه غير سرير واحد ووجهين! والمبرر دائمًا: "أنتي عايزة الناس تاكل وشنا؟ هي مش أقل من بنت خالتها اللي جالها كذا وكذا."
لكن يبدو أن تلك الفكرة لا تطاردنا في الفرح فقط بل وفي الحزن أيضًا! فهناك من يزعم بأننا لابد أن نحزن بطريقة تجعل الناس يتكلمون عن ذلك الحزن بسيرة طيبة وإلا فإنهم سيأكلون وشنا!
أذكر فيما درست في منهج الفقه بالمدرسة أنه مما يستحب أن يفعله جيران أهل الميت أن يطعموهم في أيام حدادهم على ميتهم، لأن حزنهم على الفقيد سيمنعهم بالتأكيد من التفكير في طهو الطعام. وعندما توفي أخو جدي، ولأن كل أقارب أبنائه ومعارفهم يعيشون في الإسكندرية، فقد قطع المعزون مشوارًا طويلاً في المجيء ومثله في العودة في ذات اليوم، يومها تجمع في بيت جدي كل عماتي وزوجات أعمامي لإعداد طعام لكل أولئك المعزين يتناولونه قبل رحلة العودة، بحكم أن مصابنا أخف وطأة من مصاب الأبناء بطبيعة الحال. كان كل من في البيت إما يحضر الطعام أو يقدمه أو يصنع الشاي على مدار اليوم.
لكن يبدو أن الحال تغير، وأصبح بمقدور المصاب أن يرتب لعزاء فاخر رغم حزنه على فقيده. تفاجأت بذلك عندما كانت تتحدث جدة صديقتي -رحمها الله-: "لما أموت عايزاكم توزعوا قرص كبيرة وحلوة كده على البلد كلها" وسط تساؤل مني عن أهمية ذلك، وعن الكيفية التي تمكنت بها من التفكير بموتها بهذه الطريقة، وعن الكيفية التي سيتكمن بها المصابون من ترك حزنهم جانبًا للبحث عن قرص جيدة لتوزيعها على الناس! ولا زلت عاجزة عن فهم كيف يجد الابن وقتًا للحزن بينما يتفق على تكلفة أيام العزاء، ولا كيف يقدم المعزي المواساة وهو يدخل مكانًا يخير فيه بين أن يشرب "كافيه لاتيه" أو "كابتشينو" أو "موكا". لولا صوت المقرئ في الخلفية لما استطعت أن تحدد ما إذا كان يحضر مراسم عزاء أو يجلس في كافيه!

عندما نجحنا بجدارة لأن نحول أي مصدر فرحة لعبء ثقيل بحرصنا المبالغ فيه على أن نفرح بطريقة تبهر الناس، رأينا أن ذلك لا يكفي، لماذا نسلب أنفسنا حق الفرحة البسيطة الغير مكلفة فقط؟ لماذا لا نسلب حق الحزن أيضَا، فنجعله ساذجًا غير مقنع، ونحوله لعبء هو الأخر؟ لماذا لا نقرن الحزن الجيد بكوب موكا ساخن، ليتحول توفيره إلى ضرورة لابد منها، وإلا "الناس هتاكل وشنا وهتقول إننا مش زعلانين ع المرحوم"؟!

Sunday, March 27, 2016

الخيل،، وملعب الكورة..



في الطريق على أطراف المدينة، في ملعب كورة اتعمل جديد، أنا عمري ماشفته فاضي أيًا كان الوقت اللي مسافرة فيه، دايما في ناس بتلعب من أعمار مختلفة..
أنا بحب الملعب ده جدًا – بغض النظر عن انه مبني على أرض زراعية، وده حاجة ممكن نتكلم فيها بعدين - ، بس المكان ده بالنسبة لي بيمثل اعتراض الناس على الحياة اللي مضطرين يعيشوها، بيمثل إدراكهم لرغابتهم وحقهم في الترفيه والمتعة مهما كانت الحياة قاسية أو مُتعبة..
كمان في الطريق في وسط الصحرا، بقيت باشوف ناس بتركب خيل، دايما باشوفهم ومعظمهم ولاد صغيرين، بالنسبة لي الحاجات ده مبهجة جدًا.
وعي الناس العادية بحقوقها مهما كانت صغيرة، وبحثهم عن حياة أفضل وظروف آدمية أكتر ده حاجة عظيمة جدًا ، وأعتقد أنها أساسية جدًا لأي تغيير حقيقي في المجتمع.
معرفش ده ليه علاقة بلغة المدينة ولا لأ، بس اللي لفت نظري انه الملعب مبني برة المدينة مش جواها، والناس بتمارس هوايتها في ركوب الخيل بردو برة حدود المدينة في الصحرا، وكأنه المدينة بتمثل التعب والشغل والزحمة بس، عشان ننبسط لازم نطلع براها..

السماعة اختراع عظيم

سأحكي لكم عن إحدى مغامراتي داخل عربيات الميكروباص. مسجل الأغاني (كالعادة) يخرج منه "موسيقى" عجيبة وكلام أعجب 

فيما يعرف "بالمهرجانات". كي أكون منصفا، أحيانا يخرج منه موسيقى جميلة أسعد بها، لكن دعكم مني الآن. تتوقف السيارة لتقل 

أحد الزبائن وقد كان زبونا مميزا حيث أنه قد جلس وشغل تليفونه المحمول ليخرج منه آيات القرآن بصوت عال. يطلب هذا الزبون 

من السائق أن يطفيء مسجل أغانيه لأن "القرآن شغال" على حد تعبيره. هذا أمر مثير، ربما نشهد صراعا وبعضا من "الأكشن" 

......لم يحدث أيا من هذا؛ فقد انصاع السائق و أغلق مسجل أغانيه. لا أتوقع مثل هذه الاستجابة في كل الميكروباصات أو في كل المواقف. 

إنه أمر حتمي أن نشهد صراعا وبعضا من "الأكشن". فلنتخيل ميكروباصا كبيرا يسع كثير من الناس فمن المتوقع أن يكون للسائق

جمهوره ويكون لهذا الزبون جمهوره أيضا. تتهم طائفة الزبون السائق وجمهوره باذدراء القرآن وضعف الإيمان وتتهم طائفة السائق 

الزبون وجمهوره بالتشدد وادعاء التقوى والورع. في الواقع، موقف السائق أكثر تركيبا من ذلك حيث أنه يعتقد بأن هذه سيارته ومن 

حقه أن يفعل بها ما يشاء، لا يدرك السائق أنه لامعنى لسيارته بدون الركاب كما أنه لامعنى لرئيس بلا شعب (باستثناء بعض الدول!) 

ربما تتسائل عن الطائفة التي أنتمي إليها. حسنا، أنا لا أنتمي إلى هذه الطائفة أو تلك، إني أريد أن يشتري الجميع "سماعة" فلتسمع

كل طائفة إلى ما تشاء وأحصل أنا على لحظات من السلام؛ لأن طالما أنه هناك من يريد أن يفرض مايسمعه على الآخرين سيكون

هناك صراعا وبعضا من "الأكشن".
         
  
    

Saturday, March 26, 2016

اتثبت قبل كده ؟!

  بعد ثورة 25 يناير زاد الانفلات الأمني وزادت أعداد البلطجية في الشوارع  نتيجة تراخي الشرطة في ملاحقة المجرمين اللي هربوا من السجون أو نتيجة ان فيه ناس كتير اتجهوا للبلطجة. ظهرت في الخمس سنين الأخيرة ظاهرة اسمها "التثبيت" وهي ان يخرج أشخاص مسلحين على مواطن أعزل ليستولوا علي كل اللى معاه.
في مرة كنت راجع من الجامعة الساعة 8 مساء وأنا راجع للبيت بتمشي شوية لحد ما أوصل للبيت . فجأة قرب مني توكتوك واحد سايقه وواحد تاني راكب وراه
 وقالي : الساعة كام يا برنس .
قلت له: والله مش معايا ساعة وموبايلي فاصل شحن ونزل الشخصين من التوكتوك وباين عليهم انهم شاربين حاجة  وواحد منهم طلع سكينة أو مطواة وحطها تحت رقبتي والتاني واقف مستنيه وقالي: طلع اللي معاك. قلت له وأنا مرعوب  مش معايا حاجة غير الموبايل ده
قالي: طلع ياله كل  اللي معاك
قلت له والله ما معايا غير الموبايل لو معايا فلوس كنت ركبت توكتوك
سابني وركبوا الاتنين التوكتوك ومشيوا بسرعة جدا وأنا واقف مكاني في حالة من حالات الرعب والذهول . مع العلم ان كان معايا اللاب توب و فلوس في المحفظة لكن كدبت عليهم
أثناء الثواني دي حسيت بشعورين مختلفين : احساس الخوف من الأذي اللي ممكن يصيبني واحساس الرفض  والكره للموقف وده اللي دفعني ان اكذب عليهم واقولهم ان معيش حاجة  علي الرغم من احتمالية الاذي اللي ممكن يصيبني نتيجة كده
رجعت البيت وأنا في حالة ذهول  ومش قادر أتخيل المصير اللي ممكن أى حد مننا يواجهه

Thursday, March 24, 2016

الأجرة 15 جنيه..


قالها السائق وهو يغلق باب "الميكروباص" قبل أن ترحل يوم الخميس، كل الناس مسافرون ولا يوجد أي مواصلات في الموقف،، 
ولذلك استغل السائق الفرصة وأضاف أربعة جنيهات على الأجرة المعهودة..

لم يعترض أحد من الركاب، فالكل يعلم أن البديل مؤلم، انتظار لدقائق ربما لساعات، تأخير لعودة كل منا لـ"وطنه" بعد أيام  
مُكئبة وشاقة، تزاحم و تدافع للركوب في "ميكروباص" أخرى الله وحده يعلم متى سوف تأتي..
وكذلك أنا لم أقل شيئًا، تمنيت أن يعترض الناس ويثورون لأعترض معهم، لم أبدأ، فقد كنت أضعف وأكثر جبنًا من أن أفعل هذا..

لم يمض وقت طويل في الطريق قبل أن تقرر ذاكرتي إيذائي، فقد استدعت في عقلي أفكارًا لا أعلم إذا كنت قد قررت دفنها، أم أنها قررت - دون وعي مني- أن ترحل عني وتريحني.. لو حدث هذا من عامين أو ثلاثة، لكنت امتلأت بمشاعر الغضب والحزن والاكتئاب، أو ربما كنت اعترضت وتركت هذه السيارة وانتظرت أخرى، فقد استغل أحدهم حاجتي دون وجه حق، وأخذ مني غصبًا ما لا أريد إعطاءه، حتى لو كان جنيهات قليلة..
لم أتأثر هذه المرة، لم أشعر بالمرارة ذاتها ولا شعور الغضب والاعتراض والثورة، وإنما تقبلت الأمر كما هو، وحمدت الله أني وجدت طريقة آمنة وسريعة إلى المنزل..

ليس هذا وحسب، فلم تكتف الذاكرة بهذا القدر من الألم، بل استدعت أيضًا ما حدث في "يوتوبيا"،، فالأغيار لم يكونوا يعلمون ما سيحدث لهم، هم فقط تنازلوا قليلًا شيئًا فشيئًا إلى أن وجدوا أنفسهم أغيارًا..
تنازلوا هم، ونتنازل نحن، لأن المقاومة تحتاج الكثير من الجهد والكفاح والتعب،، القبول والاستسلام أكثر راحة وسهولة ويعطيك شعورًا لحظيًا بالسعادة والرضا..

ولكن الرهان دومًا على من لا يقبل، على الذين لا يملون تذكير أنفسهم بحقوقهم، ولا يتعبون من الدفاع عنها مهما كان الثمن..
لا أعلم إذا لازال بيننا من يستطيع الرفض، أم أننا جميعًا قد قررنا –عن عمد أو دون عمد- الانسحاب..
-هنقعّد أربعات يا ابلة.
الزمان: يوم من أيام الخميس او نهاية الأسبوع
المكان: موقف العاشر
أكيد طبعاً كبنت هواجه مشكلات للعيشة لوحدي أو للسفر لوحدي أكتر من الولد .مثلا يعني نهاية كل الأسبوع بروح الشرقية بالمواصلات فالمشكلة اللي كانت بتواجهني هي اني أحياناً مبلاقيش مواصلات والمَوقَف بيكون زحمة جداً. فبضطر اني انسحب او أتراجع للوراء في حالة لو الزحمة دي رجالة وكدة.
بس ساعات المَوقَف مبيكونش زحمة لهذه الدرجة البشعة ولكنه مازال بشعا :3
بشع بالدرجة اللي تخلي السواقين يستغلوا الموقف جدا ويقعّدوا 4 في الكنبة الواحدة بدلاً من 3
 لحد هنا الموقف مش مأسوي أوي لكن لما تعرف ان السواق عاوز يركب 4 في الكنبة 3 منهم رجال و انا الرابعة والوقت هيتاخر بليل لو نزلت واستنيت عربية تانية تيجي. مش عارفة هتيجي ولا لا او هتيجي امتي!!
هنقعد أربعات يا أبلة. هنقعد أربعات يا أساتذة :V .
- يعني انت عايزني اركب مع 3 رجالة ازاي يعنى؟
-مش مشكلتي يا ابلة يالا خلينا نطلع .هتركبي يا آنسة؟
اكيد يعني مش هركب بالطريقة دى .حسبنت عليه في سري "خلاص،أنا هدفع مكانين"
-يلا يا هندسة اطلع عربيتك كملت *بصوت التبّاع.
ركبت في سلام علي الكرسي القلّاب لوحدي والكنبة اللي جنبي فيها اتنين كالطبيعي مش 3.
ما هو يا اما أدفع اتنين  يا إما أروح بيتنا متأخر(سواقون جشعون إلا من رحم ربّي)
بلبييييس بلبيييس بلبييييييس :V

إنتحار فى مدينتنا

كانت المسافة بين سطح العمارة والأرض التي رحبت به بحفاوة هى أطول رحلة يسافرها.. في الحقيقة هي أول رحلة يسافرها.. فلم يخرج من مدينته البائسة يوما ما ليستكشف العالم ومدنه، والحضارات وناسها، ولهذا السبب قرر ان يكون بحارا ولسبب ما لم يستطع ولسبب ما تحطمت آماله امامه وهو ينظر إليها عاجزا عن انقاذها! تستغرق الرحلة ٣ ثوان فقط، ولكنها في دماغه اخذت عمرا كاملا عاشه.. لم يومض شريط حياته امامه كما يقولون في الروايات والافلام، بل عاش كل تفصيلة وكل يوم في حياته مرة اخرى! شعر بنفسه وهو يخرج من رحم أمه ساخطا باكيا لا يريد الخروج للنور ولا لتلك الحياة التي يعلم يقيناٌ انها بائسة وسيعيشها كحياة بائسة

 

كان يعلم كيف سيعيش حياته وهو فى رحم أمه وكيف سياتي وكيف سيرحل ومع ذلك فقد خرج وعاش ولم يحاول ان يرفض تلك الحياة البائسة !! فقد كان أجبن من أن يكون .


ليس الأن , فقد شاهد كيف عاني الحرمان منذ كان صغيراٌ , شاهد الظلم والطغيان متمثلاٌ فى كل ما يحيط به
شاهد كيف تعذب والده من أجل ان يحصل علي الخبز فى دولة الطوابير العظمي , شاهد كيف تعمد الظابط ان يهين والده , شاهد كيف اصيبت والدته بالمرض ولم يكن يمتلكوا ما يمكنهم الحصول لها علي مكان فى مستشفي من مستشفيات أولاد الذوات !!

تذكر الليلة التي أتي فيها صاحب البيت ليعلن لهم ان بعد اليوم لا مأوي لهم سوي رصيف الشوارع

شاهد كيف تركه أبوه عند باب الشقة البني، ابتعد عنهم لا يعلم إلى أين تاركا خلفه أم وأربعة بنات وهو معهم هناك في ذلك الوقت شاهد أبوه ينزل من الدرج ومع كل خطوة يخطوها يدعس حلما ورديا لابنه الذي جاهد في هذه الحياة من بعده.
لمعت تفاصيل الفقر في عينيه وهو مستمرا في السقوط نحو الاسفلت، نحو جهنم، نحو العالم الاخر ليقابل من هم فى نفس بؤسه. الظلم الذي ذاقه في حياته هاهو الآن يطغى على حلمات التذوق في لسانه، مر كمرارة دواء الكحة، ماهي الحياة عندما لا نعيشها حلوة؟ , وما هي الحياة بدون كرامة ؟

 

أستقيل نعم أنا أستقيل، قبل ان يصيبني مرض او أن أتعود علي المهانة , قبل ان يعتقلني شرطي فاسد او بلطجي ظالم  أستقيل من هذه الحياة وأقرر مصيري بنفسي للمرة الأولى والأخيرة

 

هكذا كان يفكر اثناء مروره بنافذة احدي الشقق عند رن جرس الهاتف ,


تباٌ ترى من يتصل في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟ لقد نسيت أن اتصل عليها ؟ وهي بالتأكيد قلقة للغاية

عند تلك اللخظة حاول مقاومة السقوط للهاوية , حارب بكل قوته الهواء الذي كان يضرب جسده بعنف , فجأة تحول الي كتلة تحاول مقاومة الفراغ السابحة فيه .

 

اليوم غير مناسب لأموت , تنتظرني أمي المريضة ذات الوجه الشاحب والأسي المرسوم عليه من شقاء الحياة علي سرير المستشفي لتطمئن علي بقدومي لها او اتصالي


فقط لا يمكنني أن أموت اليوم فكيف نسيت أن اتصل عليها قبل الموت !! “

 

فكر فى أمه التي اصيبت الاسبوع الماضي بالهبوط الحاد وكيف نقلوها الي المستشفي الحكومية وكيف عاني المر والذل من اجل ان يحصل لها علي سرير فى قسم الأطفال !!  وقد رحل مع وعد بأن يتصل عليها ليطمئنها عليه بعد العودة من ذلك العمل الذي لم يخبرها أنه طرد منه لأنه فقط رفض السرقة التي حدثت من حوله


لابد انها مستيقظة الآن تنتظر” 


كان الشعور بأن أحد ينتظره هو أكثر ما يكره , أن يحتاج اليه شخص ما وينتظره ليلبي حاجته , ما كان الأسوء هو أنه غير قادر الأن حتي علي الاعتذار , تقديم توضيح او سبب للغياب .
أمه العزيزة “ست الحبايب ونوارة الاحلام” هي الأن من تنتظره , كره نفسه كره عميق ولكن لحسن او سوء حظه فالاثنان متساويان لم يكن هذا لوقت طويل , فها هو يهوي علي الأرض ويصدم رأسه بأسفلت الطريق وها هو يسمع اصوات عظامه وهي تتحطم وشرايينه والدم يفور منها ويجري ليسري من مختلف قطع جسمه المجروحة


ها هو يشاهد رجله اليمني وهي تطير بعيداٌ عنه , شعر بالدم وهو يجري فى فمه وأنفه , شعر بذلك الدم كأنه نافورة ماء مغلي يخرج من مؤخرة رأسه .
انسلت منه الحياة مع كل نفس وكل زفرة وخرجت ذكرياته واحدة تلو الأخري بسرعة البرق وهي تمر كالخيط أمام عينيه .

تمتم قائلا فى صمت
” مليون مرة أطعم من ذل الحياة , مليون مرة أكرم من قهر وظلم الوطن , مليار مرة أفضل من قهر العيش , مليون مرة أكثر حرية من سجن الوطن ” 


ثم أغمض جفون عينيه قليلاٌ فهو الأن لا يري سوي مقدمات عالم البرزخ


أنني أموت , أنني أموت , أمي ساعديني , أيقظيني من هذا الكابوس المزعج , خذيني فى حضنك , انهضي من سرير المستشفي الأبيض الممل ذاك وتعالي ,, تعالي لتري أبنك الوحيد وهو يفارق الحياة والحياة تفارقه , الحياة التي لطالما لعنها , ها هي تفارقه الأن .. أنا أسف يا امي ولكنني أموت ” 


دمعت عينه لأنه كان يتمني ألا يضطر لذلك , كان يتمني أن يدرك ان الحياة أعمق وأقدس من أن يهدرها هكذا
كان يتمني أن يدرك ان أمه حياة يجب ان يحيي من أجلها
كان يتمني ألا يشاهد قهر الوطن
دمعت عيناه قبل أن تفارقها روحه.. دمعت حزنا على أمه.. قهرا من وطنه
ودمعة كبيرة علي الحياة التي ضاعت والتي كان يعتقد قبل 3 ثوان أنها لا تستحق

ربما لم يكن صديقنا يؤمن أو لم يسمع محمود درويش عندما صاح
” علي هذه الأرض ما يستحق الحياة “

في الشارع


وانا راكب العربية مش بعد ابص علي المحلات وعلي الطبيعة مش ببقي مركز علي اي حاجة تقريبا ، بس تقريبا من الحاجات القليلة اللي بلاحظها هي أن لما بكون راكب عربية الحصري اللي هي السوزوكي الصغيرة اللي هي فيها كرسي بيتقلب كده عشان الناس تعدي للكراسي اللي ورا. ف الناس دايما مش بتعد ورا وبتعد قدام مع أنه عارف أن لو فيه حد جه دلوقت هو هينزل عشان يعديه ورا ، مع انه لو فكر نص دقيقة هيلاقي أن المجهود اللي هبذله عشان يعدي ورا أبسط بكتير من المجهود اللي هيبذله لو قعد قدام ونزل كل شوية. 

مشكلة المدينة

أظن واحدة من أكبر المشكلات فى المكان اللى انا عايشة فيه هى التحرش.

زمان كنت بقول انها علاقة بين طرفين: غض بصر من ناحية و احتشام من الناحية التانية ، بس بقيت ألاقى ناس بتبرر التحرش بعدم احتشام البنت ف ضوء العلاقة دى ، مع ان دلوقتى حتى المحتشمة بيتحرشو بيها ، و اكتشفت ان لما ربنا أمر بغض البصر اكيد كان عشان اللبس اللى مش محتشم ، طب لو كل البنات هتحتشم، ربنا أمر بغض البصر ليه ؟! 
 
أمر بغض البصر عشان و انا معدية من قدام حد مالاقيهوش بيبص عليا من ورا مع انى لبسي يعتبر واسع نسبيا ! لو ربنا أمر بغض البصر لو لقيت لبس مش محتشم فمابالك بقى باللى بيقول كلمة أو بيحط إيده !
و بستغرب جدا م اللى بيقول ان الأفلام سبب من الأسباب مع ان زمان ف الستينات كان فيه أفلام كتيرة فيها مشاهد إباحية و لبس مش محتشم ده إن ماكانش كل الأفلام و كان التحرش نسبته أقل ! التحرش ماهو إلا حكم القوى على الضعيف و حب الافترا و مالوش علاقة بأى حاجة تانية !  


دى واحدة من المشاكل الكتيرة اللى اتضح انها غير قابلة للحل، و اللى مخليانى كارهة العيشة هنا و نفسي اهاجر. ويكأن البلد بتقولنا: "امشو بقي زهقتونى".  



8فبراير2015
فى يوم احداث ستاد الدفاع الجوى .. كنت ساعتها هنا فى اكتوبر لأنى كان عندى شغل فى الجامعه .. كانت ساعتها أجازة نص السنة .. قررت بما أنى موجود فى اكتوبر ان هروح اتفرج على الماتش بين (الزمالك_ وانبي) .. قبلها كان الماتشات كلها من غير جمهور .. وكان الماتش ده هو بداية دخول الجماهير .. ورئيس نادى الزمالك دعا الجماهير انها تدخل الماتش .. فعلا الأولتراس جهز نفسه علشان يروح يهتف ويشجع من تانى .. وناس كتير مش أولتراس جهزت نفسها علشان هتروح وأنا كنت منهم .. الداخلية أخدت احتياطاتها وعملت ممر حديد حوالى متر عرض فى مترين ارتفاع علشان تدخل منه الجمهور للاستاد وكأنهم حيوانات بالظبط مش بنى آدمين ... المهم انا طول الوقت كنت على التليفون مع صاحبي الى هيقابلنى على هناك .. ركبت العربية الطريق زحمة جدا جدا .. فى حادثة فى الطريق ... مش هلحق أوصل ستاد الدفاع الجوى ( مدينة نصر ) وانا فى اكتوبر .. لازم اشوف الماتش .. قررت انى خلاص مش هروح وانى يدوب هلحق ارجع البيت فى اكتوبر علشان الماتش فاضل عليه ساعة بس .. بدأ الماتش .. وبدأت الأحداث .. عدد الجماهير كبير .. تزاااحم كبير .. ممر ضيق جدا .. الداخلية بتضرب خرطوش علشان تفرق الناس ..  حصل اختناق .. حصل موت .. ناس أبرياء ماتوا علشان اتضحك عليهم .. علشان سوء تخطيط .. زعلت أد ما فرحت .. زعلت على الناس الى ماتت .. فرحت علشان الطريق كان زحمة وانى مروحتش وربنا نجانى .. الحمد لله .. كلمت صاحبي وقالى انه بخير ومحصلوش حاجه .. المدينة بعتللى رسالة غير مباشرة .. عطلت الطريق .. علشان انا مروحش .. علشان مبقاش واحد من الى ماتو.
20 شهيد فى الجنة .. ((كان آخر صوت أفتح بنموت بيهز سكوت .. فجأة الجو اتملى دخان والخرطوش فى كل مكان .. أفتح بابك لم كلابك ناس بتموت يا ضعيق يا جبان ))

مجتمع عنصرى

احنا شعب عنصرى بطبعه 
يعنى لو عايز تعرف معنى العنصريه و الطبقيه امشى فى الشارع المصرى وهنا انا مش بتكلم على العنصريه اللى هيا راجل و امرأه او مسلم و مسيحى لا (دى موجوده برده grin emoticon )
لكن بتكلم عن الحياه العاديه جدا على سبيل المثال انت ممكن تحدد علاقتك بشخص بناءأ على اسم جامعته بس او نوع شغله مش بس كده انت ممكن تحترم واحد لمجرد لبسه و بعيدا عن الاحترام وعدم الاحترام انت مش مؤمن بحق الغير فى الحياه يعنى مثلا لو واحد تخين فأول انطباع فى المعامله معاه على انه تخين و او رفيع او مثلا بنت محجبه و مش محجبه ضيف لكل ده وسيله الموصلات اللى انت راكبها يعنى لو نازل من ميكروباص طبعا غير تاكسى كل ده واكتر من مظاهر عنصريه ف المجتمع بتأكد ان احنا فى مجتمع لا يوصف سوى بالعنصرى و الطبقى

من التجمع الى المقطم

امبارح كنت رايح المقطم من بيتي في التجمع الخامس ولحسن الحظ أبوبا كان عنده مشوار في المقطم هو كمان ، وعرض عليا اني أتاخر ساعة عشان يوصلنى معاه ، طبعا وافقت عشان اترحم من المواصلات. انتطلقنا معا ، يبدا المشوار من شارع "الشويفات" نسبة لاسم المدرسة الدولية  الكبيرة اللي المنطقة نفسها متسمية على اسمها.

نحاول الهروب من زحام "الداون تاون" و"كايرو فيستيفال سيتي" فنبدا في التخريم من عند منطقة الشويفات.

الحمد لله عدينا من الزحمة ، تنتهى الزحمة أول ما تطلع كوبري "الجيش" ، انتهى بناء هذا الكوبري من اقل من سنة ، ولكنه اغلق بعد افتتاحه بحوالي شهرين لمده اسبوع عشان اعمال صيانة !!. المهم انه الان شغال تمام. يأخذك كوبري الجيش الى محور "المشير طنطاوي" ، الطريق جميل وممهد ، تجري فيه براحتك ، في منتصف المحور بدأ أبويا يهدي وياخد الحارة اليمين ، سألته بقلق فيه ايه؟! ، ابتسم وقاللى انهم فتحوا الكوبري الجديد.

يبدأ كوبري "المشير محمد علي فهمى" من منتصف محور ”المشير طنطاوي” بالتحديد من عند ستاد"الدفاع الجوي" ويؤدي الى عده اتجاهات ، احدهم شارع ٩ في المقطم. الطريق الجديد في غاية الجمال ، بصراحة لم أري طريق زي دي في مصر قبل كده ، خاصة انه مشقوق في الجبل. واحنا بنجري على الطريق سألت أبويا عن تكلفة طريق زي ده وهل هو مهم عشان نصرف كل الفلوس دي؟! انا شايف نصرفهم على تطوير الطريق الدائري احسن -باعتبار انه الطريق اللى باخده يوميا في طريقي الى الجامعة :D - ، فرد عليا بضحكة ساخرة ان الطريق ده اللى دافع تكلفة بناءه هي احد شركات المقاولات العملاقة اللى بتبني كومباوند جديد في  المقطم عشان تروج له انه على بعد خمس دقائق من التجمع الخامس ومن المعادي ومن وسط البلد ، احد الكبارة الكتيرة اللى على الطريق تذهب بك مباشرة الى الكومباوند واخر الى الطريق الدائري بالقرب من المعادي ، واخر يذهب بك الى كوبري اكتوبر مباشرة !!

هذا عن التكلفة أما عن التنفيذ فقام به الجيش ، رغم ان اللى دافع شركة مقاولات اصلا ، لكن طبعا لان كل الاراضي في مصر ملك للجيش ، ولاسباب أمن قومي قام الجيش ببناء مجموعة الطرق دي.

انتهي الطريق ووصلنا للمقطم في اقل من ١٠ دقايق. طبعا انبسطت ، بس جه ساعتها في دماغي انى هاحتاج اروح موصلات. وساعتها الدنيا مش هاتبقا حلوة زي ما هي وانت راكب العربية.

هاحكيلكم عن طريق العودة المرير المرة الجاية. سامحوني بس انا لسا متعصب منه فمش هاعرف احكيه بلغة لائقة الآن :D

Wednesday, March 23, 2016

من الأجرة 75 قرش للأجرة 17 جنيه

من 6 سنين اول ما بدأت ثانوية عامة كنت بركب مواصلة اجرتها 50 قرش وعشنا فترة من الزمن في سلام مع سواقين الميكروباص ،في يوم من الايام فجأة وبدون اي مقدمات او اسباب نلاقي صوت يصيح اول ما نركب الاجرة 75 قرش يا حضرات، فتتعالا الاصوات احتجاجا ليه 75 قرش هي 50 قرش ولو مش عاجبك هننزل فيرفض السواق ال 50 قرش وتنزل الناس وتجيب عربيات تانية تروح علشان تروح للمكان اللي هي عايزاه.............. ثانية واحدة (مش دا اللي حصل بالظبط)، اللي حصل ان صوت او مجموعة اصوات من بعض المراهقين هي التي تعلو احتجاجا والباقي صامت، والمراهقون هم من ينتصرون في هذه الجولة ولكن في الحرب جولات اخري حيث يجد المراهقون انفسهم متأخرون علي دروسهم فيخسروا تلكم الجولات، ثم تأتي الانتفاضة بعد ان وجد المراهقون ان جميع الناس ضدهم حتي هؤلاء من الكادحين الذي حمل المراهقون شعلة المناداة بحقوقهم ورفض ظلمهم، جاءت بعد ان وجد المراهقون انفسهم يتركون الميكروباص تلو الاخر رافضين دفع الزيادة مذهولين بدفع الناس للزيادة دي بدون اي اعتراض، لا والاهم بقي انهم بدأوا يتهموا المراهقين دول انهم بعطلوا مصالحهم، في هذه الانتفاضة قام المراهقون بقفل الطريق بالحجارة والكاوتش اللهم الا مكان ضيق جدا سدوه باجسامهم علشان يعدوا العربيات العادية اللي مش اجرة، وبعد شد وجذب تليفوني يرن (كنت انا قائد فرقة المقاومة) واذا به والدي يأمرني بالذهاب للمنزل وانا اعترض واتحجج بان عندي امتحان مهم في الدرس واللي مش هيحضر هيتطرد من عند المدرس دا (كان فيه امتحان فعلا بس كنا عاملين حسابنا وخارجين بدري)، كلنا سواقين من اماكن تانية ووصلنا الناس لحد المكان المطلوب بأجرة 50 قرش بس، في الاخر خالص ركبنا احنا عربية مع بعض وروحنا الدرس واخدنا الامتحان ورجعنا لبيوتنا وحانت لحظة المواجهة، والدي رجع من الشغل صحاني من النوم متهما اياي باني مديت ايدي علي راجل كبير يبلغ ال 50 او ال 60 من العمر، رفضت التهمة وخليته يكلم الراجل نفسه يتأكد منه وتمت تبرأتي وعدت المواجهة دي بسلام، كان كبير السواقين هو جارنا (الباب في وش الباب) كل يوم يقول لوالدي سكت احمد او خليه هو يدفع ال 50 قرش ومالوش دعوة بالناس او مايدفعش خالص (اغراءات كنت ممكن اقتنع بيها لو كانوا هيجيبولي سندوتشات الفول والطعمية)، رفضت واستمرت الثورة الي ان نجحت وحققت مطالبها الاجرة 50 قرش واستمرت هكذا لحد ما خلصنا ثانوية عامة، الطريف بقي ان من فترة قريبة اضطرتني الظروف اني اركب نفس المواصلة لقيت الاجرة جنيه ونص حين ان الاجرة الرسمية الان 75 قرش فقط، انا بقي نقلت الحدث لمكان جديد من بني سويف لاكتوبر الاجرة 16 جنيه، يوم السبت اللي فات بعد مامشينا حوالي 20 كيلو السواق كان عايز يغير طريقه ويمشي زراعي مش صحراوي طبعا اعترضنا احنا راكبين صحراوي قال خلاص همشي صحراوي والاجرة 17 جنيه الناس بدأت تقول ماشي قولتله لا انا معترض بقي وهتمشي صحراوي ب 16 جنيه قاللي بس انا شاحن زراعي سألت الناس قالوا لا انت شاحن صحراوي ياسطي قولتله هتمشي صحراوي و 16 جنيه لو مش عاجبك رجعني الموقف قال خلاص هرجعك الموقف وكلمة من هنا كلمة من هنا اخيرا لقيت شاب من سني او اكبر شوية قال انا كمان عايزك ترجعني الموقف او هتمشي صحراوي ب 16 جنيه وبالفعل السواق لف ورجعنا الموقف وكلم واحد في التليفون حكاله انا قلت بس هناكل ضرب في الموقف للصبح بس عدت بسلام والسواقين يكلمونا علشان ندفع ال 17 والبنزين بيفرق من الطريق دا للطريق دا بس في الاخر الحق مشي ونزلنا كلنا ركبنا عربية تانية مشيت صحراوي و 16 جنيه، ومازالت الثورة ضد السواقين مستمرة.

الوطن هو الأشخاص الذين تلتأم روحك بروحهم

 في الماضي أخبرت أن وطني وهو تلك الحدود المرسومة على الخريطة ، كنت أحبه وأشعر بالفخر للإنتماء له وأفرح بسماع القصص عنه ، لكني كنت دائما أنظر لتلك الحدود في كتاب الدراسات متسائلا من رسمها؟! هل وجد الوطن هاكذا مع خلق الأرض أم أن هناك أحد رسم تلك الحدود؟ لم يجاوبني أحد. ولم أجد جوابا لفترة طويلة . كنت أيضا دائما أسأل ما الذي يربطني بذلك الوطن وما الذي يدعوني للفخر به وأنا لم أختر مولدي فيه. وهل لو ولدت في مكان آخر هل كان ليصبح لي وطن؟ وأيضا لم يجاوبني أحد ولم أجد إجابة لفترة طويلة. 
ظل الحال هاكذا حتى جائت ثورة يناير لتوضح داخلي مفهوم الوطن  الذي أظنه حقيقيا. هو أن الوطن ليس ذلك المكان وأن أهلك ليسوا هؤلاء الذين ولدت بينهم بل هم من تلتأم روحك بروحهم. أيا كان المكان الذي تعيش فيه ستجد وطنك بين الأشخاص الذين تحبهم ، أما .ذلك الحنين لأرض المولد فهو ليس إلا حنينا لؤلائك الأشخاص الذين قضيت بعض الوقت السعيد أو الصعب معهم. 
وإني لا أجد في ذلك الوطن إلا هؤلاء البقية من ركام يناير يستحقون أن أنتمي إليهم. أما الباقين فهم أهلي بالوراثة.
الطريق الى جحيم العواصم
لا ادرى كيف غفرت له ذلته تلك، لا ادرى لماذا بادلته الحوار دون اى ضجر او سخط. لقد بدا على ملامحه الخوف اول الامر فهو يعرف جيدا ان لا طاقة لاحد على اقتطاع خلوتى التى بدأت لتوها مع بداية "الاطلال".
الاطلال اذن !! الا يمل ذلك الرجل من الحنين لاطلاله وماضيه؟ ثم اى طلل ذاك الذى يحن اليه ؟ وهل كان ثمة اطلال !!!
يَا حَبِيبًا زُرْتُ يَوْمًا أَيْكَهُ ............... طَائِرَ ٱلشَّوْقِ أُغَنِّي أَلَمِي
لَكَ إِبْطَاءُ ٱلْمُذِلِّ ٱلْمُنْعِمِ ............ وَتَجَنِّي ٱلْقَادِرِ ٱلْمُحْتَكِمِ
وَحَنِينِي لَكَ يَكْوِي أَضْلُعِي ................ وَٱلثَّوَانِي جَمَرَاتٌ فِي دَمِي
- مالامر ؟ الا تذهب فتنتهى من واجباتك قبل النوم ؟
- لقد تحدثنا اليوم فى المدرسة عن مايسمى بمفهوم "المدينة". الان فقط ادركت كم احمل لهذا المكان من معانى الحب والاخلاص، لماذا اذا تحدثونى عن مدن اخرى غير التى سكنت واحببت ؟
هذا هو ولدى الذى لم يتجاوز التاسعة بعد، يحدثنى عن نيويورك على انها مدينته. لم اتمالك نفسى حينها ووجدتنى اصفعه بقوه وانهره:
- ماذا؟ هل جننت ؟ هل تدرك معنى كلامك ؟ 
- وهل تدرك انت معنى رحيلك ؟

هنا اتى دور الام التى اصطحبت الولد خارجا محاوله التهدئه من روعه وهو لم يعهد ذلك السلوك عن ذى قبل .
عادت الذاكرة بى الى مطلع العقد الثالث من القرن الحادى والعشرون، تذكرت القاهرة، مدينتى التى طالما احببت. تركتها هربا من الموت. كم كانت الحياه فيها مستحيلة بعد ان هرب الاغنياء بالاموال خلف الاسوار الشاهقه لما اسموه بعاصمتهم الجديده ولم يتركوا للفقراء سوى بعضهم البعض. اثرت الرحيل قبل ن اضطر للموت جوعا . لم يكن لى طاقة انذاك بحياة عاصمتهم او قل لم يكن لى حق. كم كان فراق القاهرة صعبا وهى المدينة الدافئة التى احتضنت طفولتى وشبابى بسائر ذكريات بيت العيلة واصدقاء العمر. لم اكن اتخيل ان فراقهم قدرا. وهل كنت املك البقاء؟
لماذا اذا نهرت الصبى ؟ لماذا طالبته بما عجزت عن فعله ؟ لقد احب مدينته بصدق، نيويورك التى نشأ بها وتعلم واتخد منها الاصدقاء وشهدت ذكريات طفولته . احسبنى غضبت لهويتى، لمدينتى. تذكرت ايام كان لنا فيها مدينة، واى مدينة، كانت قاهرة. 
اليوم ادركت ان فقدان المدينة هو فقدان للهوية وادركت انه لم يكن من الصواب ان اصفع الفتى الذى تمسك بهويته وقد عجزت عن ذلك عن ذى قبل. 

سحر الأوطان

كتير كانوا بيتكلموا قدامى عن الوطنية و حب الأوطان .. و كان ديماً رأيى بإن دة شىء ملوش أساس كبير من الصحة ، لكن بعد أما شفت حب كل شخص ف عيلتى للمكان إلى أتولد فيه .. بدأت أغير رأيى .. مش بس المدينة لأ دة البيت كمان ، و أظن إن دة إلّى خلى والدى يقرر إننا هنعيش ف بيت جدتى القديم بعد أما هى غيرت البيت .. و أظن برضو إن دة كان سبب حزنى الشديد (الى مكنتش عارف له سبب ساعتها ) و أنا ببات أول ليلة ف بيت جدتى ..
و مقدرش أنسى لمعة عين أمى و أحنا رايحين مستشفى الدمرداش وهى بتحكيلى عن كواليس ولادتها هناك .. و لمعتها أكتر و أحنا رايحين لخالها إلى برضو إتنقل للعيش ف بيت جدة أمى بعد اما توفت و طبعاً كان واضح جداً أن دة كان مسقط رأس والدتى زى ما حكتلى بعد كدة..
فيه رابط غريب بين كل إنسان و المكان إلى أتولد فيه .. ذكريات .. حنين .. أول مرة تشوف الدنيا .. معرفش بصراحة سبب واضح .. لكن إلى أعرفه إنه .. سحر الأوطان.

ساكنيها بيقولولي ايه ؟!

مش عارفة ساكنيها بيقولولي ايه !
قعدت شوية حلوين أفكر يعني يا تري اللي في المدينة دي بتقولي ايه ؟
وبعد تفكير عميق اكتشفت اني كل فترة من حياتي كنت بعزل نفسي عن "ساكنيها" علي أد م أقدر! دا غير إن حياتي قبل كدا مكنش فيها احتكاك بيهم أوي. يعني اللي حصل هو اني قطعت الاحتكاك القليّل اللي مقعدش معايا غير شوية قليّلين :D

قبل ما آجي الجامعة كنت قاعدة في قرية. وبسبب من الأسباب كانت عيلتنا مختلفة اختلاف جوهري عن الناس اللي حوالينا ، ودا خلاني محتكش بيهم كتير. انا لحد دلوقت معرفش مين جيراننا ، أعرف اسم العيلة الكبير للناس اللي بيوتهم لازقة ف بيتنا ، بس أسامي الناس اللي أعرفها فيهم قليلة جدا .. تتعد ع الايدين بالعافية!

"ساكنيها" قبل ما آجي الجامعة كانت عيلتي ، وأصحابي اللي معايا في المعهد أو الكُتّاب. المدينة مكنتش بتقولي حاجة علشان أنا مكنتش بكلّمها وأسمع منها!

أول مرة أسمع فيها المدينة كانت أيام الثورة ، وكانت بالنسبة ليّا علي التليفزيون. لما اخواتي كانوا بينزلوا المنصورة ، وف عز الثورة راحوا التحرير. كنت أنا ساعتها قاعدة ف البيت بتفرّج عليهم ع التليفزيون ، علشان بابا كان خايف عليّ .. علشان أنا بنت. ...
يوم 12 فبراير وبعد خطاب التنحي كنا في حالة فرحة هستيرية ، كانت حاجة أكبر وأصعب من إنها تتصدق. من كتر الفرحة طلعت البلكونة علشان أشوف فرحة الناس ، وكانت المفاجأة إن الناس مبتعملش حاجة!
مفيش حد من اللي حوالينا اتحرك .. مفيش حد اتهزّله رمش. ولا كأن اللي حصل في البلد دا يخصّهم. ناس عايشة وخلاص. اللي ييجي ييجي ، واللي يمشي يمشي ، واللي يحصل يحصل. احنا بس هنتخانق لما حد ييجي يتخانق معانا بالاسم.

ودي كانت أول مرة أكره فيها "ساكنيها". ...

لما جييت الجامعة الوضع مختلفش كتير ، كأن الجامعة وأهلي كانوا عاملين صفقة مع بعض مضمونها إن احنا هنديكم البنت وانتو خلوها عندكم طول الوقت.

بقيت تلتربع اليوم بقضيه في الجامعة ، وبقيت اليوم في الشقة اللي ساكنة فيها مع أصحابي بحاول أكتشف ازاي أتحمل مسئولية نفسي للمرة الأولي ف حياتي.

"ساكنيها" كانوا عبارة عن الناس اللي في المدينة بس ... تاني.

الحاجة الوحيدة اللي كنت بحتك فيها بـ "ساكنيها" اللي ف المدينة الكبيرة كانت المواصلات. المواصلات دي أكتر حاجة كرّهتني في البلد. تقريبا أكتر من الأحداث اللي بتحصل فيها دلوقت.
الزحمة كانت بتكلمني وحش أوي ، والناس في الزحمة مبتستحملش اللي حواليها، وخصوصا ان احنا بنبقا مسافرين طريق هياخد اكتر من أربع ساعات ، في وسيلة نقل غير آدمية ، وسواقين مش هاممهم أوي غير إنك تدفعلهم الأجرة اللي هيقولولك عليها.

أول سيمستر في الجامعة كنت بنزل بيتنا كل أسبوع. كل يوم خميس بشيل شنظتي وأنطق الشهادتين وأنزل أغطس في قاع القرف.

انا اكتشفت دلوقت إن الناس مكنتش وحشة ، الظروف اللي كانوا فيها هي اللي كانت وحشة. أنا كمان مكنتش بختلف عنهم ف حاجة لأني كنت ببقا متضاية ومخنوقة جدا. هم كانوا شبهي أد ما أنا كنت شبههم.
الظروف المحيطة بينا هي اللي كانت السبب.

كوسيلة بقا لإني أهرب من كلام "ساكنيها" معايا ، اكتشفت طريقة مواصلات أكثر آدمية ، وكانت السوبر جيت. الطريقة دي كانت بتبعد عني كلام "ساكنيها" ولزقة "ساكنيها" وخنقة "ساكنيها" ، بس مشالتلش عن السوبر جيت زحمة شوارع "ساكنيها".

كوسيلة تانية لتقليل الاحتكاك بـ "ساكنيها" كانت إني بقيت أنزل كل أسبوعين مرة. بعدين بقيت بنزل كل 3 أسابيع. ودلوقت بقيت بقفّل الشهر - اسم الله عليا :D -
والوسيلة الجديدة بقت إني أخلي أهلي همّ يجولي لما تسمح الفرصة :3

أنا متكلمتش مع "ساكنيها" كتير ، ولما اتكلّمت معاهم زعلوني ، فبطّلت أكلمهم.

أنا عارفة إن غالبا دي مش أحسن حاجة أعملها .. وإن أكيد بعدي عن الناس مش حاجة صح. بس الناس هم كمان مخنوقين ومكروبين والحكومة حاطّة عليهم وكل حد في البلد دي حاطط ع اللي جمبه .. فنعمل ايه طيب ؟!