المدينة و ناسها

بصعوبة شديدة قدرت انا و أهل الميجور نتفق علي تغيير معاد "توتوريال" عشان نعرف نفضي يوم الاربعاء و منجيش الجامعة. الحمدلله نجحنا، يوم الاربعاء بقيت بقعد في البيت، و كالعادة مبنزلش في أيام الأجازة. يوم من أيام الاربع جالي اتصال من أمي عايزاني انزلها اشيل عنها حاجات جابتها معاها من برا. نزلت و اتفاجئت. بغض النظر عن أنها كانت أول مرة أشوف مدينتنا بالمنظر ده تقريبا من سنتين، رغم اني عايش فيها و كل يوم رايح جاي. انا اكتشفت ان في محلات جديدة فتحت، و من اكتر من سنة و في شوارع رئيسية بعدي فيها كل يوم و انا مروح من الجامعة و انا معرفش. شوفت ناس جديدة غير اللي انا سبتهم في نفس المدينة من سنتين لما دخلت زويل. طلبة المدارس اتغيروا، مش دول اللي كنت بشوفهم. تقريبا دي كانت تاني مرة اشوف طلبة مدارس السنادي. اتفاجئت اني شفت مدينتنا في النور وقت حركة، مكنتش بشوفها غير في صلاة الجمعة و هادية جدا.
ابتديت احلل اللي حصل، الجامعة خطفتنا. فعليا الجامعة خاطفانا كلنا تقريبا و محدش فينا بقي واعي لأي حاجة براها. أنا معرفتش مدينتي و حسيت اني غريب فعلا. حسيت اني دخلت في غيبوبة لمدة عشان ارجع الاقي ناس غير الناس و شوارع و محلات و تفاصيل مختلفة. الجامعة بتعزلنا عن العالم الخارجي تقريبا و ضغطها بيخلينا منفكرش غير في الـ Deadlines. الجامعة بتحولنا لزومبيز. الناس بتتفاجئ _بجد والله بتتفاجئ_ لما تشوفني، حتي الجيران لما بقابل حد فيهم بيقولي فينك. مش عارف بس في نوع من الانعزال كده حصل بالنسبالي عن الناس و المدينة من ساعة ما دخلت الجامعة. الجامعة بخلانة بينا ع المدينة. مبنفكرش فيها و لا بنفكر في ناسها. المهم ننقذ الـ GPA.