Sunday, March 27, 2016

السماعة اختراع عظيم

سأحكي لكم عن إحدى مغامراتي داخل عربيات الميكروباص. مسجل الأغاني (كالعادة) يخرج منه "موسيقى" عجيبة وكلام أعجب 

فيما يعرف "بالمهرجانات". كي أكون منصفا، أحيانا يخرج منه موسيقى جميلة أسعد بها، لكن دعكم مني الآن. تتوقف السيارة لتقل 

أحد الزبائن وقد كان زبونا مميزا حيث أنه قد جلس وشغل تليفونه المحمول ليخرج منه آيات القرآن بصوت عال. يطلب هذا الزبون 

من السائق أن يطفيء مسجل أغانيه لأن "القرآن شغال" على حد تعبيره. هذا أمر مثير، ربما نشهد صراعا وبعضا من "الأكشن" 

......لم يحدث أيا من هذا؛ فقد انصاع السائق و أغلق مسجل أغانيه. لا أتوقع مثل هذه الاستجابة في كل الميكروباصات أو في كل المواقف. 

إنه أمر حتمي أن نشهد صراعا وبعضا من "الأكشن". فلنتخيل ميكروباصا كبيرا يسع كثير من الناس فمن المتوقع أن يكون للسائق

جمهوره ويكون لهذا الزبون جمهوره أيضا. تتهم طائفة الزبون السائق وجمهوره باذدراء القرآن وضعف الإيمان وتتهم طائفة السائق 

الزبون وجمهوره بالتشدد وادعاء التقوى والورع. في الواقع، موقف السائق أكثر تركيبا من ذلك حيث أنه يعتقد بأن هذه سيارته ومن 

حقه أن يفعل بها ما يشاء، لا يدرك السائق أنه لامعنى لسيارته بدون الركاب كما أنه لامعنى لرئيس بلا شعب (باستثناء بعض الدول!) 

ربما تتسائل عن الطائفة التي أنتمي إليها. حسنا، أنا لا أنتمي إلى هذه الطائفة أو تلك، إني أريد أن يشتري الجميع "سماعة" فلتسمع

كل طائفة إلى ما تشاء وأحصل أنا على لحظات من السلام؛ لأن طالما أنه هناك من يريد أن يفرض مايسمعه على الآخرين سيكون

هناك صراعا وبعضا من "الأكشن".
         
  
    

1 comment: