Tuesday, June 7, 2016

رمضان كريم عليك وعالبيزنس

مش عارف اذا كان ده احساسي انا بس ولا ايه، بس رمضان كل سنة بييجيلنا ناقص حتة عن السنة اللي قبليها. وفي الغالب الحتة دي بتبقي من الحتت الحلوة زي الروحانيات والاجتماعيات وجو الصفاء والسلام النفسي. مش بس كدة،  ده الفراغ اللي بتسيبه وراها مش بيتساب في حاله، هتلاقي اللي يحشر نفسه فيه عشان يطلع منه اهم حاجة في دنيا البيزنيس: الفلوس

هبدأ من تدوينتي الللي فاتت، بتاعت ميادين اكتوبر. وسيرا علي منهج "هنطلعلكو في كل حتة"، تلاقي ميدان جهينة بيباركلنا عالشهر الجديد وبيقول "رمضان كريم" لكل العربيات اللي داخلة او خارجة من اكتوبر. اللي هو يعني احنا معاكو اهو وهنسد في اي طلبيات في شهر اللي كله أكل وشرب ده، انتوا بس اكرمونا بشوية من اللي معاكوا زي ما رمضان بيكرمكم كدة. وغيره كتير بقي على نفس التون بتاعت الأكل والشرب، في استغلال فاضح لشعيرة الصوم وحالة الجوع والعطش اللي عند الزباين في نهار رمضان من أجل زيادة المبيعات.

نيجي بقي لوقت الفراغ الرهيب اللي بيبقي عند الزباين دول طول النهار. فكرة ان نهار رمضان هو عبارة عن وقت ضائع لازم تقضيه في اكتر حاجة ممكن تشغلك عن الحالة اللي انت فيها هي فكرة عندنا من زمان، بس الاستغلال التجاري ليها هو اللي ظهر قريب بس. ظهر في فواصل إعلانات بتمول طفح مستمر من مسلسلات "رمضانية" بيزيد من رمضان للتاني. احنا تخطينا في مصر السنادي ال70 عمل درامي على اكتر من 10 قنوات فضائية. يعني انت محتاج بتاع شهرين  بتتفرج عالتليفزيون 24/7 علشان تتابعهم، ده لو شلت الإعلانات طبعا، او اربع شهور بالاعلانات. قارن ده بوقت كانت مصر كلها بتتفرج علي المسلسل بتاع القناة التانية اللي بييجي بعد الفطار، عالأقل كانوا بيلاقوا حاجة مشتركة بتكلموا عليها بعد العشا.

الجو اللي بيخلقه الكم الكبير من الاعلانات ديه مش بس بيأثر في الطبقات المستريحة اللي معاها الفلوس. في رمضان، بتلاقي وزارة التموين والجمعيات الإستهلاكية بتعلن حالة استنفار غذائي عشان تلبي احتياجات مرتاديها في شهر الصوم.

كل الحاجات دية جت على حساب الحاجات الجميلة اللي بنسمع عنها في الأغاني القديمة بتاعت رمضان، أو على الأقل ده اللي بيقولوهلنا اللي بيحاولوا محاولات أخيرة انهم يرجعوها. طبعا انا حكمي قاصر لاني معاشرتش الأيام ديه بنفسي. و كمان حكمي قاصر لأني عشت حياتي كلها في مدن حديثة بنتها البيزنس، فاكيد مسمعتش من القرية ازاي بيعدي رمضان عليها. وأخيرا حكمي قاصر لاني دايما باخد الأمور بنظرة تحليلية فوقية كدة من غير ما احتك بالحاجة اللي بنظّر عليها. عشان كدة انا نفسي اعرف هل فعلا رمضان بييجي ناقص حتة، ولا انا اللي بقيت كل سنة مبشوفش الحتة ديه فيه؟

No comments:

Post a Comment