Friday, June 10, 2016

الدنيا مش ضلمه و مش نور

المشهد الاول:
نور المسرح مطفى و السكوت مغطى الصاله و سبوت لايت على البطل الى واقف فى نص المسرح حواليه لجنه امتحان كلها غش, بس من غير صوت,
البطل: انا ايه الى دخلنى اصلا الامتحان انا لا ليا فى الطور ولا الطحين, و مش عارف حتى اغش
* بيقوم واحد من وسط الممتحنين و يسيب ورقته و يجى يكلم البطل
الممتحن: مش انت الى فردت عضلاتك و قولت دا سهل وهتقفله بصباع رجلك, راخ فين الكلام دا ؟
البطل: ايه؟! انا قولت كدا ... لالالا انا مقولتش كدا... انت ايش عرفك انت ؟! محصلش .. ما م م معرفش .. مش فاكر مش فاكر!!!
الممتحن: انت عارف انك مكنتش هتفتكر .. وانا قولتلك. بس انت الى عملت سبع رجاله فى بعض و قولت حتى لو كدا برضه هقفله!
البطل: طيب والحل ؟ .. مهو طلع صعب انا حتى مش عارف ازاى احل .. او فاكر اي حاجه عن الكورس ؟!!
الممتحن: انت الى صعبتها ومصعبها على نفسك
البطل: مصعبها .. بقولك مش عارف احل و تايه .. !
الممتحن: بص على زمايلك و شوفهم بيحلو ازاى وحل منهم.
البطل: نعم !! هو دا مش غش ؟ !
الممتحن: هههه , مش بقولك مصعبها على نفسك يا ابنى الموضوع دا سهل عادى يعنى.
البطل: طيب عرفنى عادى ازاى.. ؟
الممتحن: بص يا سيدى . انت ممكن تبص فى ورق زمايلك و تغشوا من بعض عادى.. او حتى تبص فى الكتاب او الملخصات.. غير اصلا فى كيرف. دا انت لو غششت زميل هتاخد بونص !
البطل: تفتكر هلحق اخلص ؟
الممتحن: مش مهم تحل كتير المهم تحل كويس. و الوقت دا سيبه للى هيعلم
* المسرح بيضلم ببطئ وا صوات الغش بتعمل همهمه خفيفة و قبل ما النور ينطفى بيجى واحد ياخد و رقه الممتحن و يقوله و قتك خلص!
المشهد التانى:
البطل واقف لسا فى مكانه
البطل: ( بينادى على الى مشي ) مش انت قولت اسيب الوقت ليه اهو خرجك
* صوت طالب تانى من ورا
الصوت: يا عم قولتلك بيحاسب على الاسئله الى انت وصتلها بس الباقى لا .. متخفش مش هيضيع حقك. و لو عايز يكرمك فى الدرجات كلمه. دا كريم و بيحب الى يجيله.
البطل: طيب.. انا عايز اكلموا.. هو ايه الميل بتاعه ؟
الممتحن: ميل... ههه يا ابنى انت مش محتاج ميل عشان تكلمه فى امتحانك ..
انت بس ارفع ايدك لفوق و ادعيله هتلاقيه دايما جنبك. امتحانا مش صعب
النور بضلم و مع نزول الستاره صوت بيقرأ "و اذا سالك عبادى عنى فانى قريب" صدق الله العظيم.



ملحوظه: انا بس حبيت اشارك دا معاكوا و مش عايز دا يتعلم عشان الديدلاين عدي

رمضان

من وانا صغير اتعودت ان دايما أول يوم رمضان العيلة بتتلم كلها وبنفطر عند جدى ... بنتقابل كلنا وبنسلم على بعض وبنشوف ناس مكناش شوفناهم من زمان ... السنة دى رمضان كان مختلف تماما .. اول يوم رمضان كان اول يوم امتحانات ... وبدل ما اتجمع مع اهلى نضحك ونهزر .. اتجمعت مع صحابي وكنا برده بنضحك ونهزر بس على الامتحان الى احنا داخلين نمتحنه وان ربنا هيسترها معانا ومش هيخزلنا ان شاء الله ... الزمان هو هو بس المكان هو الى اتغير وبالتالى اتغير معاه الاحساس ... من سنة بالظبط كنت فرحان جدا بدخلة رمضان .. السنة دى كنت بطلب من رمضان انه يستنى شوية .. يستنى لحد لما اخلص امتحانات .. بس رمضان مسمعش الكلا :D ... بيتي بيناديني وبلدى بتناديني .. كانه امى بتقولى انت عمرك ما هتحس برمضان غير وانت وسطنا 

Thursday, June 9, 2016

انا و المدينه و القريه

حبيت اخر بوست ليا فى المدونه يكون بيتكلم عن الهدف الاساسى من المدونه و هوا ازاى ان المدينه بتاثر فينا و ازاى احنا بنتاقلم معها و ازاى بيكون التاثير ده ايجابى او سلبى. انا هتكلم من واقع خبرتى القصيره عن القريه لانى عشت فى قريه و بعدين فى المدينه  اول حاجه الكلام اللى اخدنه فى كتب الابتائى ان اهم مميزات القريه جوها النقى و الهدوء و جمال الطبيعه الكلام ده لا علاقه له بالواقع. الحقيقه ان العكس تماما هوا اللى صحيح ممكن يكون الكلام ده كان زمان فى قبل ما اتولد مثلا لكن طول فتره حياتى مفيش الكلام ده خالص. ممكن الشئ الوحيد اللى صح هو التداخل بين جميع بيوت القريه.بس الواقع بتاع القريه مختلف تماما عن الخيال اللى مرسوم فى مخيله اى واحد معش فى قريه قبل كده. الواقع ان كل سكان القرى بيكون هدفهم يكونو زى سكان المدينه مش عارف ليه بس غالبا بيكونو شايفين ان هما ارقى و ده بيكون باين فى شكل البيوت الجديده و اللبس و المحلات. مش بس كده كمان اهم عنصر بيميز القريه اللى هوا الفلاح بدأ فى الانقراض و الكلام ده مش بقوله وخلاص لأ دى ناس انا عارفها فعلا كل الفلاحين بيهربو من الشغلانه دى مش شايفنها مربحه و المجتمع مش بيقدرهم.يمكن الشئ الايجابى اللى اكتسبته من القريه هوا انى اكون شخص اجتماعى مهتم بفرح وحزن غيرى قلبى على الناس كلهم مش بس نفسى. و اكتر الاشياء السلبيه هو العقده اللى عند اهل القرى انهم نفسهم يكونو زى اهل المدينه!


تيتا جارتها مسيحية، هم جيران من حوالي 50 سنة مثلا، كانوا بياكلوا مع بعض واولادهم اتربوا مع بعض ولو في مشكلة بيستنجدوا ببعض قبل ما حد فيهم بيكلم أهله، الكلام ده مش مبالغات هم بيحكوا عنها، الكلام ده احنا كأحفاد شفناه وبنشوفه كل يوم، هم بيحبوا  بعض جدا، ولو واحدة فيهم كانت تعبانة التانية بتكون زعلانة ومتاثرة جدا مهما حاولت تبين انها مش فارق معاها او انها مش قلقانة او خايفة على صاحبتها وعشرة عمرها
العلاقة ده -في رأيي- عظيمة جدا، لكن ماينفعش نفصلها عن اللي حواليها، لما كانت بتحصل مشاكل بين المسلمين والمسيحين في اي مكان ده كان بيعمل حساسية بينهم، لو في مشكلة مع حد من الجيران دينه بيفرق في مواقفهم، ماينفعش يتعاملوا مع الموضوع بتجرد  عن فكرة الدين والانتماء ليه، مهما هم قربوا من بعض بتفضل في حاجات مش بيعرفوا يعدوها أو يتجاوزوها
معنديش تصور كامل عن علاقة الناس من أديان مختلفة ببعضهم في المدينة، اللي عندي أفكار مبعترة من ضمنها انه معظم الحاجات اللي بتتعمل في الاعلام واللي بيتخيلوا انها بتصلح الدنيا وبتمنع الفتن الطائفية زي اللي بيحصل بعد أي مشكلة من لقاء بين البابا وشيخ الأزهروخلافه ده في الغالب بيخلي الدنيا أسوأ، الناس لو اتسابت تتعامل مع بعضها لوحدها أعتقد في معظم الأحيان هيتعاملوا بطريقة أحسن بكتير جدا، الخطاب الديني في الناحتين جزء كبير منه مضر مش مفيد.. أعتقد كمان مافيش دين بيقول لأتباعه انصروا اللي من دينكم مهما كان غلطه أو ذنبه، مافيش دين مش بيدعو للعدل واحترام حقوق الناس كلهم، ممكن لو اتعاملنا مع بعض في الإطار ده الدنيا تكون أفضل شوية  

قصاصات عن الحياة (عمق)

لعلها تكون اخر فرصة للتعبير عن افكاري قبل ان التزم الصمت مرة أخرى. حياتنا تملؤها المفاجئات والاحداث الغريبة، ولعل أهمها وأكثرها غرابة وتشويقاً في آن واحد التقدم في العمر، بالطبع ان طريقة تفكير كل منا تتغير تبعا للمراحل العمرية التي يمر بها لكني لم اتنبأ قط ان يكون التغير بهذا الحجم. الانتقال من مكان الى اخر ومن مرحلة سنية الى أخرى جعلني أدرك انه يمكن لكل منا ان يعيش أكثر من حياة واحدة خلال عمره. في كل مرة تطئي فيها قدميك ارضاً لم تطئها قبل في كل مرة تتحمل مسئولية جديدة لم تكن موجودة قبل ذلك، اعتقد ان الخالق يعطيك فرصة جديدة لتعيش تجربة جديدة او بصياغة مختلفة لتعيش "حياة جديدة". المكان الذي نعيش فيه قطعا يؤثر فينا وفي حيواتنا بشكل جوهري ولكن ما اريد ان أؤكد عليه ان الانسان على الطرف الاخر يؤثر في محيطه بشكل كبير، لعل ذلك يكون ترديداً لحقائق محفوظة وثابته بل انا متأكد ان كل منا يعلم هذه الحقائق ولكني آثرت ان اكتبها لأنني بحق عشت هذه الحقائق في الأيام القليلة الماضية ربما كنت اعلمها قبلا لكني لم أستشعرها بحق. شعرت ان كل مكان أتوجه اليه او احط فيه الرحال يحدثني بطريقة مختلفة، أماكن احببتها وأماكن اجبرتني على الإقامة فيها وأماكن اجبرتني على حبها وأماكن لا اطيق ذكرها، أماكن احببتها في مرحلة معينة من حياتي والآن أكرهها والعكس صحيح. ايضاً اللغة التي تتواصل بها مع محيطك تختلف في كل مرة عن سابقاتها، وايضاً تختلف باختلاف سنك. اعتقد أنى لم أكن لأستشعر جمال المكان لولا هذا ال "كورس"، كم انا ممتن لذلك والله! كل ما اود ان اوصله الى أي من كان قارئ هذه السطور أنك خلقت في هذه الدنيا لتحيا وتحيي من حواليك وأحب ان أقتبس قول سقراط " An Unexamined Life is not Worth Living"
تمضى فى هذا الكهف المظلم المملوءه ارضه بالاشواك و جدرانه بالعقارب غير مبالى بذلك الى هذا النور الذي ينبعث من اللانهايه عازما و متحديا كل العوائق رافضا لهواجس الفشل غير مبالى باعداء النجاح الساخرين يدفعك الامل و بعض هذه الكلمات التشجيعيه التى يتشدق بها  الاقارب و الاحباب مع انك تدرك فى الحقيقه ان هذه الاصوات تنبعث  منهم من خارج هذا السرداب اصواتا لا تملك ريا لظماءان ولا تطال قدما مدميا لتداويه و لكنك مستمر فى طريقك رافضا الرجوع ملقيا ابتسامه امل تصرخ فى وجه الياس لتجد نفسك فى اليوم التالى تستقل الباص لتذهب الى الجامعه 

رمضان فى الغربة

ناس كتير ممكن تكون اتكلمت عن احساسها بالغربة وبعدها عن أهلها ...لما كنت بقرأ كلامهم و أحاول اسقطه عليا مكنتش بحس ان عندى اى احساس بالبعد و ده بيفضل ثابت عندى طول السنة ما عدا فى رمضان .... فى رمضان كل الثبات اللى بيبقى عندى طول السنة تقريبا بينهاربحس بغربة شديدة و ضعف مش متعود عليه , ممكن ده يكون بيرجع لطبيعة الطقوس الرمضانية اللى اتعودت عليها فى بيتنا بشكل خاص و فى المدينة بشكل عام.
اتعودت فى رمضان على الزينة اللى بتملى الشوارع و الفوانيس اللى بنعملها قبل رمضان .
اتعودت على لمة العيلة كلها أول يوم رمضان واللى بقالى سنتين مبحضروش.
اتعودت على صلاة التراويح ورا الشيخ بتاعى و الجو الروحانى اللى بيكون فى الجامع بسببه.
اتعودت على ذكريات جدى وجدتى اللى بيحكوهالى كل يوم قبل الفطار.
اتعودت ..... اتعودت ..... اتعودت ..........

حاجات كتير ممكن تكون كانت بتمثل رمضان عندى افتقدتها فى الغربة و بتكون عندى افتقاد رهيب لأهلى و مدينتى .

انا مش سيد

وعلى الحان " والنبى لا هشة يا العصفور " جلست الجماعة يتبادلون الادوار على الحجر اياة الذي طالما امتلئ " بالمعسل البرئ " ولكن ليس هذة المرة, فاليوم هو الليلة الكبيرة التى يودع فيها حسين العزوبية وينتقل الى معسكر النكد كما يقولون فى القعدة ..اخيرا يا واد هنفرح بيك وهتبقى عريس قالها عم سيد وهو يناولة الشيشة .. فرد بعد ان ملئ صدرة بالدخان الله يخليك يا عم سيد عقبال ما تفرح بولادك سمع هذة الكلمات و غطاة الصمت طيلة الجلسة فقد تذكر حالة وحال ابناءة الذى لولاة لما اشترك فى هذا المجلس  الذي يبغضة ولكنة يجد فية المهرب الوحيد من مشاكلة التى لا تعد فزوجتة المريضة التى فتحت لة حفرة لا يعرف لها اخر فلا تسد مهما وضع فيها من مال وابنة الذى انفق علية حتى صار " مهندس قد الدنيا " ولكنة لم يوفق الى العمل ولعلة الان يشارك فى جلسة مماثلة وابنتة التى اصبحت على وش جواز ولا يعلم من اين ياتى لها بجهاز ومصروف البيت و الكتب للقطاقيط الصغيرين والبقال وغيرها .... يووووة رحت فين يا عم سيد هما جولك ولا اية .. دانت دماغك طلعت خفيفة قوى ... فنظر عم سيد الى الاستاذ عبد الرحيم ولم يعطى لما قال بالا بل اكتفى بالاعراض عنة واسرع فى الوقوف " طب استأذن انا يا اخوالنا شد حيلك كدا يا واد يا حسين انا عايز سيد الصغير كمان 9 تشهر يصرخ فى البيت ..... بلا اقعدو بالعافية "
- هو مالة عم سيد ؟
- سيبك انت يا سحس دا انت عريس انت عارف عمك سيد الله يكون فى عونة
* كبرت يا سيد وشعرك ابيض دا حت الى المشي بقي بيتعبك و يخليك تنهج , هو العمر الى جري بسرعه ولا انت اتلهيت فى العيال والمصايف و ملحقتش تشوفة , الواحد نفسة يرجع شباب تاني بس ارجع لية طب ما انا هلاقى نفسى بدور فى الطاحونة بتاعه كل يوم عشان برضة اعجز وارجع تاني كدا ولا يمكن اوحش يلا الحمد لله على كل حال دا مولد و مشية صاحبة واهو بكرة اموت ويجي ابنى يشيل الهم من بعدى و ابنة وابنة
دارت هذة الخواطر فى راس سيد و هو عائد الى البيت حتى اذا ما وصل قابلتة حسنية زوجتة.
و بعد حوار معروف روتينى من بتاع كل يوم
- و هو الى فوق بيغفل يا سيد دا اسمو الكريم بكرة تفرج قوم انت بس انا عملتلك العشا.
دي الشخصيه الروتينيه الى بيعرضها التلفزيون لمواطن المطحون او هى دى الى حاولوا يوروهالنا زمان اول حاجه بيعملها انو يروح يحشش و فى نفس الوقت بيبقى عنده ايمان غير طبيعى. الصوره دى كانت فى مخى ومنت بدور طول الوقت على الشخص الى شبه عم سيد . ممكن تكون انت قابلته بس انا لا مقبلتوش . عم سيد هو نتاج فساد دوله من وجهه نظر منتشر فيها من يوم ما اتسست. يمكن كل واحد قى البلد عنده شويه من ظروف عم سيد بيتعامل معاه بطريقته. من اكتر الحاجات الى اتعلمتها فى السنتين الى فاتوا ان احنا الى بنصنع فرعونا احنا الى بنحب نبقى عم سيد ونهرب و نسيب الواقع . يكمن هو دا اللى هما عايزينه اننا نبقى كلنا سيد. بس هما مين ؟؟
دا الى لازم نعرفه . مين بيحاول يشكل خيالنا و يصبنا فى قوالب. الى ممكن نطلع بيه من هنا اننا منخشش فى قوالب حد . انا مش سيد 

كان بيعدّي الشارع

لم يتخطي حاجز العشرين خريفاً بعد، يبدو كشاب ناضج، يخرج قميصه من الكيس الذي أعطاه المكوجي إياه ليلة أمس، يورنش حذائه القديم، يكمل لبسه، يغلق باب الشقة، يركب أول ميكروباص.
 مواجهة كل يوم إذاً، عليه أن يتخطي ميدان جهينه، ميدان كبير، ينتظر أن تخضرّ الإشارة، ثم يجري مخترقاً، شكله مضحك بالتأكيد بشنطته السمراء تهتز خلفه، كل طموحاته أن يتمكن من إنجاز عبور الشارع قبل مرور الدقيقة.
بعد يوم طويل في الجامعة، يعود أدراجه إلي ميدان الحصري، مواجهة أصعب من مواجهة الصباح. يرمي عينه يميناً ويساراً (مع العلم أن السيارات تأتي من اليمين فقط، لكن الاحتياط واجب)، السيارات سريعة جداً، ليس جيداً في تقدير سرعتها أو تقدير سرعة خطواته. ينتظر حتي يتخذ غيرُه قرار العبور ويجري بجواره.
كان مجلس مدينة 6 أكتوبر قد قرر منذ فترة أن يغيّر تجربة صاحبنا اليومية، عدّلوا الطرق بحيث أصبحت اتجاهاً واحداً في معظمها، أزالوا الكثير من إشارات المرور منها إشارة الحصري، وسّعوا بعض الطرق.
"لا، لن أموت علي إكصدام فيات 128، لن أقبل بأقل من بي إم."

اكتر حاجه وحشانى فى رمضان



كل سنه رمضان بيمثل للحى اللى انا ساكن فيه فرحه زى اى حته فى مصر. زينه و فوانيس و اغانى.
طول عمرى كنت شريك فى الفرحه دى وجزء منها بستنا رمضان علشان نعمل الزينه و نعلقها و علشان لمه السحور و الفطار.
بس للاسف علاقة الفرح مع رمضان تقريبا مبقيتش موجوده من ساعه مدخلت الجامعه 3 سنين و مش قادر ارجع الفرحه دى. فرحه صلاه التروايح و بهجه اللمه.النهارده رابع يوم رمضان و ده اول يوم بفطره مع اهلى فى البيت(لظروف الامتحانات) مكنتش موجود فى الشارع من اسبوعين تقريبا و للاسف لما رجعت مفيش زينه!
نفسى رمضان يرجع يفرحنى تانى.

هو فى يقين ؟

إن الباطل جند من جنود الحق، قد تبدو الأحداث غير مترابطة بل ومتنافية ولكنها في النهاية تؤدي لنتيجة واحدة فقد يبدو تصور أرسطو للمواد مكونة من الماء والنار والهواء بعيداً عن مفهوم الفيزياء اليوم، ولكنه في غاية الروعة قول لولا أرسطو لما توصلنا إلى ما نحن فية فكما في الروايات القيمة الحقيقية في الرحلة وليس الكنز القيمة الحقيقية في البحث في التفكير وليس الوصول، تجد أن رحلة الإنسان للقتل اوصلتة للحفاظ على الحياةرحلته للشك اوصلتة إلى اليقين ومحاولة الاقتراب من اليقين افقدتة اليقين وابعدت مفهومة عن العقل ، حاولت أن أسأل نفسي "ماذا لو " ماذا لو لم يثير جمال الذهب عيون القدامى ماذا لو طرحت الأسئلة بشكل مختلف وماذا لو دخلنا هذا العالم من باب خلفي هل كل ما نسميه اليوم بالحقائق المجردة سيتسرب إليه الشك أو ربما نصبح قادرين على تقبل بعض الأمور الغير معقولة ولماذا لا يكون العقل خاطئ وهذا المعقول وهم كبير، أين الميزان الحقيقي للحقيقة ولكن ضحكت حين اكتشفت أننا لا نملك شيئاً لمعايرتة ثم لماذا سرنا جميعا خلف التيار اذا أردنا حقا الوصول للحقيقة وهل كان ذلك عن قصد أو أنها الغريزة الحيوانية من منطلق القطيع  هل كان بإمكاننا في أي عصر فتح الباب الخلفي هل بإمكاننا هذا اليوم هل هل هل كل هذه الدوامة من الأسئلة تعود بي إلى السؤال المحوري لماذا لا نخرج عن المألوف، رغم تنوعنا واختلاف أفكارنا حتى الشاذ منها فهي تقودنا إلى نفس المسار هل لأن اصلنا واحد أم هي الصدفة البحتة،كل منا ينظر إلى الصورة ورغم زعمنا أننا ننظر لها من جوانب مختلفة ولكن علينا أن نعتقد أننا جميعا ننظر من نفس الجانب،كل منا ينظر من خلال نظارة الحقيقة الخاصة به التي لها مقاس عقلة المتوافق مع هواة الخاضع لميزانة المقلوب الذي لا يوجد لدينا ما يعايرة...... الباطل جند من جنود الحق فإذا ساد الباطل صرخ الناس أين الحق فيظهر الله الحق فإذا كان ميزانك مقلوب (وهو كذلك فلسنا سوى مخلوقات ناقصة) فثق في الحق المطلق ثق في من خلق الحق وكن مع الحق مع الله 

لحظات

تمر تلك اللحظات سريعه فى اوج تلك الجلبه من الصياح والضخك الذي لا يخلو من بعض العتاب واللوم احيانا و لكن لا تشعر سوى بالالفه و الدفئ بين الاصدقاء و من ثم ينتابك شعور غريب بالخوف الذي يذاداد كما يذداد الظل فى الغروب و مع ذلك لا تعرف مصدره هذا الخوف. تحاول فى البدايه ان تتجاهله و تشغل نفسك عنه بهذه الجلبه و هذا الجمع العامر و لكن لا يفلح الامر ثم تتاكد ان لا مفر من مواجهته و لابد من معرفه مصدره تبذل كل القوى التى نمت يوما فى عقلك , تفند جميع المواقف الصعبه , و لكن بلا جدوى انت و حيد فى المجلس المزدحم ثم فجاه يتضح السبب جليا امام عينك كانما يد انتشلتك من وحدت ومن ضلمه نفسك صوت غريب اخرجك من عالم الوحده , نور لامع فى طريق طويل مضلم. انت الان تعرف مصدر خوفك ,  ذلك عندما يقول احد الاصدقاء " فى اسايمنت ماث و الديدلاين بتاعه بكره " 

كل واحد جواه قوة روهية لما يكون عنده ديدلاين تطلع


انا فاكر اننا في اول الكورس إتكلمنا عن المكان وتأثيره في احداث حياتنا وهل هو مجرد خلفية لا تؤثر في الاحداث ولا بيكون عامل رئيسي في تكوين الحدث. انا افتكرت المناقشة دي بعد ما حصل حاجة غريبة جدا... احنا في اول الكورس اتفقنا ان كل واحد المفروض هيكتب تدوينة كل اسبوع لحد اخر الترم وفي ميعاد محدد نسلم فيه التدوينة والموضوع كان منظم وبالتالي كنت بعمل التدوينات بتاعتي وبسلمها في الميعاد لكن لما غيرنا الاتفاق واصبح الاتفاق الجديد اننا نكتب 5 تدوينات بس على مدار الترم وكل واحد يسلمهم في أي وقت اهم حاجة قبل ما الترم يخلص، الاحداث في حياتي اختلت، انا كنت كاتب تدوينة من اول أسبوع في شهر ابريل ولما فكرة ال "Deadline" لم تعد موجودة عملت حاجة غريبة جداً (انا كنت بالفعل كتبت التدوينة خلاص) بس معرفتش ادخل على ال "Blog" واكتبها فقط لمجرد ان معادش فيه "Deadline" لازم اخلص قبله، انا لسه منزل التدوينة دي في اول أسبوع في شهر يونيه (بعد حوالي شهرين من كتابتها). المشكلة اني مكنتش ناسي التدوينة انا كنت فاكر الموضوع جدا والله بس مكنتش لاقي سبب يخليني انزلها على ال"Blog". على قد ما اللي حصل ده غريب جداً جداً على قد ما انا عندي تفسير بسيط ليه.... المكان اللي احنا فيه بياثر علينا بشكل مذهل، بيخلينا نعمل حاجات مكناش بنعملها قبل كده، المكان (مدينة زويل) والطريقة اللي احنا عايشين بيها حياتنا في الجامعه خلقت مننا مجموعة من الآلات بقيت بعمل الحاجة بس لو عليها "Deadline" غير كده معادش فيه دافع اني اعمل حاجة بقيت عامل زي البرنامج لما الجامعه تقولي اعمل كذا قبل الوقت الفلاني لازم اعملها غير كده مقدرش اني أعمل حاجة تانية. دي الطريقة اللي انا شايف ان المدينة (مدينة زويل) بتكلمني بيها انا شايف انها بقت بتكلمني على فرضية ان انا "آلة". انا حبيت اكتب عن الموضوع فقط لان ممكن مش ناس كتير تاخد بالها منه، والاثر ده (من وجهة نظري) خطير جداً جداً احنا بقينا مجموعة من المسوخ على هيئة آدميين لكن بدون روح او حياة او على الأقل بتكلم عن نفسي.  

أفينا البعد أم فيها

أحلام مستغانمى فى رواية فوضى الحواس كانت بتقول " ثمّة بيوت لا تستطيع أن تكتب فيها سطرًا واحدًا، مهما سكنتها،  وهذا أمر يبقى دون تفسير منطقي" الكلام ده مش بيقتصر على البيت كمكان وممكن يكون بيوصف المكان اللى بتعيش فيه عامة سواء مدينة أو قرية أو حتى المكان اللى بتتعلم فيه. الجملة دى تكاد تكون معبرة جدا عن حياتى خلال اخر سنتين   و ساعات بحس انها عاشت فى أكتوبر قبل ما تكتب الجملة.
فى مقارنة بسيطة بين أكتوبر و مدينتى :
أكتوبرعليها من الله ما تستحق مكان بشع لدرجة لا يمكن ان توصف , مكان لا يقدر احتياجات الناس النفسية البسيطة و اللى ممكن تكون بتتمثل فى الرغبة فى وجود مكان بسيط تقدر تلجأ ليه عشان تزيل بعض هموم الحياة أوترتاح نفسيا  , مكان صعب جدا تلاقى فيه مصدرا للجمال  .
دمياط هى المدينة اللى عشت فيها 18 سنة من حياتى . على الرغم من انها مدينة صغيرة و ممكن الاماكن الجميلة اللى فيها تكون قليلة الا انها بالنسبة ليا المكان المثالى للراحة النفسية و ممكن يكون السبب الرئيسى فى ده هو وجود بحر اللى بيكون مصدر قوة نفسية رهيبة . يكفيك أنك تشوف منظر الشروق فى المكان اللى بيصب النيل فيه فى البحر .... المشهد ده ممكن ينسيك كل الهموم و يمنحك حياة جديدة.
فى حد نبهنى من فترة أننا احنا اللى بنخلق الجمال فى المكان اللى عايشين و اننا لو عايزين من جوانا نحس بجمال المكان المحيط بينا هنقدر نلاقى ده فى ابسط الاشياء بس لسه محستش ده فى اكتوبر حتى الان . فهل ممكن بجد يكون البعد فينا مش فى اكتوبر ؟؟؟؟ 

الحلوه من المنصوره


مع انك فى البدايه تخطط لقراءه قصه او فصل من فصول كتابك ولكنك فجاه تجد نفسك تستمع الى هذه القصص التى يرويها ركاب "الميكروباص" تلك القصص التى وان اختلفت فى التفاصيل عادهً ما تبدا ب ( دي بقت عيشه تقرف ) و تنتهى ب ( الحمد لله ) فى تسلسل غريب غير مترابط متناقض فى كثير من الاحيان. احاول جاهدا تبين ما الذى اضطر الراوى الى مقضاه جاره او ما علاقه هذا بالكهرباء المنقطعه و محصل النور واى تحول دفعه للحديث عن مباراه الاهلى و طائع الجيش. تشعب غريب و لكنى اجد متعه غريبه فيى هذا الحديث و لكن بعد وقت ليث بكثير ينصب اهتمامى على شيئ اخر فى شوارع قاهره المعز. يشد انتباهى فجاهه جمله كتبت بحروف فضيه على سياره نقل "الحلوه ماشيه بتدلع والعزول منها مولع" على غير ما يبدو من العباره هو يتحدث عن السياره. و سياره اخرى يكتب عليها"يا عاشقين الهوى سلطان". امتلك دفتر صغير ادون فيه هذه الجمل املا ان يتحول الى كتاب فى يوم ما. اشعر طوال الطريق ان القاهره تكلمنى عبر هذه الكلمات و كانها تريد ان تحكي لنا بعض قصص اهلها و كأن المصريين بعد اكثر من سبعه الاف عام مازالو مولعين بالكتابه على جدران معابدهم و نظرا لقله المعابد و قدسيه المساجد و الكنائس قرروا ان يدونوا تاريخهم على السيارت. تقول احد العبارات "متبصليش بعين رديه انا اتفحت فى السعوديه". و كانى رايت صوره من فيلم فى السبعينات و الثمانينات تجسد حال كثيرا من ابناء الجيلين الذان اعتادوا على فراق احبائهم للعمل بالخليخ . جزء من تاريخ القاهره فى العشرين عاما الماضيه مدون على ظهور سياراتها. هى ليست عشوائيه كما تبدو ولكنها و بشكل غريب تعبر عن سكانها. يشق هذا المشهد صوت لسياره " يا عم يالى ماشي جمال الحلوه دوبل " موسيقى صاخبه " مهرجان " كنت فى ذلك الوقت استمع الى السيده فيروز و لكنى حقا ادركت انها غير ملائمه للموقف و كانه مشهد سينمائي و موسيقى فيروز هى دبلجه و ليست الصوت الاصلى . ذلك المهرجان هو موسيقى الواقع التصويريه حتى ان كثير من العبارات المدونه فى الفتره الاخيره مقتبس منها اظن انها ايضا مدونه جديده للتاريخ المعاصر و الذي .............. ايه دا!!!! علي جنب يا اسطى ..ايوا ميدان جهينه معاك

إستهانة .. ثم صمت

على ذكر فترة الأمتحانات و الضغط العصبى و مذاكرتى لمادة الفيزياء و إضطرارى التام لمذاكرة جزء ما فى ذلك اليوم، قررت أن أذهب لأحد أجمل مساجد القاهرة و أعرقها .. إذ ربما كان مؤسسه هم الشيعة ، لكن هذا لم يذهب من جماله و بساطته و روحانيته شىء .. و لا يزال يأتى ببالى و يجوب بخاطرى زمن قوة العلم و صلابة الدين فى بلاد الإسلام كلما أكون هناك، لذلك فقد قررت الذهاب إلى هناك للمذاكرة و لأجد شيئاً أكتب عنه فى تدوينتى الأخيرة....
خلال وجودى داخل السيارة التى تقلنى من منطقة وجود الجامعة التى أدرس بها إلى منطقة رمسيس، كان يجلس بجانبى شاب مسيحى صعيدى متوسط التعليم، لفت نظره كتاب الفيزياء الحديثة و دس رأسه ليجعلنى أشعر أنه ينظر معى .. موديرن بزيك س .. هكذا نطق إسم الكتاب .. بدأت أن أعيره أهتماماً .. ضحكت له .. و ما أن أطمأننت له إذ بدأ يسرد معاناته مع جهاز الأمن المركزى الذى يخدم به لقضاء فترة التجنيد الأجبارى، ..عذاب .. هذا أقل ما أستطيع أن أصوغ كمية المآسى التى سردها لى ، فأنفعلت معه .. ليضربنى صديقى على رأسى من الخلف .. ( أهدى شوية) .. قالها محذراً .. ليخطر على ذهنى فوراً تحذيره إياى من الحديث فى شىء كهذا مع شخص لا تعرفه تمام المعرفة نظراً لحال البلاد السياسى .. سألته عن تعليمه .. فقال لى أنه دبلوم صناعى قسم تبريد .. لكن ما لفت نظرى لكلامه حين قال و نظره أستهانة بعينه .. والله أنا ماكنت فاكر أنه هيحصل فيا كدة .. كنت فاكر إنى هقضى سنتين الجيش بتوعى و أخرج أتجوز و أشتغل و أكمل تعليمى .. ليكون ردى .. الحمد لله ، إن شاء الله هتتعود .. ثم الصمت!
بعد ذهابى لمنطقة الغورية و شارع المعز بالتحديد ، و مع دخولى مسجد الحاكم بأمر الله و الأنبهار بجماله و بعد أن أخترت مكان للجلوس به لأبدأ رحلتى مع الفيزياء .. مشهد عجيب و غريب لم يخطر على بالى إطلاقاً وجوده فى مسجد يقام به صلاة .. أولاد و بنات فى سن المراهقة و الشباب يجلوس ثنائيات و يتضاحكون بشكل قمىء .. و زاد على ذلك ملامستهم لبعضهم البعض .. لفت المنظر إنتباهى .. إذ إننى بطيلة عمرى و أنا أعتمر مساجد كثر .. لم أجد رجل يجلس مع زوجته فى مسجد، ما بالك بهؤلاء .. بعدها بفترة قام خادم المسجد بالصراخ فى المايكروفون إخرجوا خارج المسجد .. هذة إهانه لبيت الله .. حقاً؟! الآن ؟؟ .. هذا الحدث جاء بعد جلوسى ما يقارب الساعة و هو يرى تلك المشاهد و كأنه تعود عليها! .. بعد طرده لهم أصبح المسجد شبه فارغ و أنا بداخله .. جلست بالصحن لأستذكر ما جئت لمذاكرته .. ثم جاءت بمخيلتى تلك الأفكار عن عزة الإسلام و أنه كان هنا يوماً ما أناس يستذكرون مثلى شعرت بتلك الروحانية الرائعة ليسمح ذلك الخادم بدخول ال(كابلز) ثانياً .. لينتابنى الصمت!
صمت ... للإستهانة .. إستهانة ببيوت الله و مساجده! .. إستهانة بالبشر و آدميته! .. أستهانة بالمعرفة! .. أستهانة بالمبادىء .. إستهانة بكل شىء ! .. هل هناك أمل؟

مصر .. أم الدنيا -_-

منذ زمن وهذه الكلمة تتردد في أسماعنا .. لم أكن أعلم سببها غير أنها تتمتع بموقع جغرافى استراتيجى ولتوافر جميع الموارد بها ولأسباب كثيرة طالما ملأت كتب الدراسات الاجتماعية وما زالت ..
ولكن حينما نضج فكرى قليلًا .. قررت أن أبحث وراء السبب الحقيقى وراء هذه الجملة ومدلولها.. هل السبب فى الظلم والفساد السائد فيها ونحن ما زلنا نعيش ؟ أم قمع الحريات الفكرية والتعبير عن الرأى وما زلنا نعيش ؟ أم الإعلام المضلل والآراء المؤيدة للأنظمة الحكومية بدون سبب يعقل وهى بالنسبة للعاقل مجرد هراء وما زلنا نعيش ؟ أم القتل وترخيص الدم المصرى وإبادة شعب كامل بكل أطرافه ما عدا السلطة الحاكمة وما يخصها وما زلنا نتكاثر بشكل عجيب ونتعايش ؟ أم الفنون الرخيصة واستخدام الدين للوصول إلى السطلة أو حتى للوصول إلى عقولنا لتجعلها مغيبة وما زلنا نسمع لهم ؟ أم هى الصحة التى أصبحت كلمة غريبة وأصبح المرض صديقًا ملازمًا لنا ونحن لا نقاومه بل نتقبل الحال ونكتفى بحمد الله ؟ أم هو التعليم الذى ينشئ جيلًا لا يعرف ما معنى نهضة أمة غير أنها كلمة تذكرنا بأيام خلت فى عهد سابق ؟ أم حقوق الإنسان ومفهوم الإنسانية الذى انعدم عندنا وأصبحنا بلا هوية وما زال لدينا الأمل فى خلق مجتمع أفضل نقى نعيش فيه بآدمية ونتصالح وتتوقف الحروب ونحرر فلسطين وغيرها من الدول المحتلة وأوهام كثيرة لا نراها فى غير الكتب ؟ أم ماذا ؟..

لا أرى بعد طرحى لهذه الأسباب سوى أن مصر تشبه الأم التى لطالما أعطت وأولادها ينكرون عليها حقها بل ويسلبونه منها .. ولكنها صامدة لا تتكلم .. فهى ببساطة أم وهؤلاء أولادها ! .. ألذلك سميت أم الدنيا ؟؟؟ 
لم تعد اذا حدود سايكس بيكو قادرة على الصمود امام واقع العرب الاليم.. انهارت تلك الحدود مع اولى تلك الحركات المسماه بثورات الربيع العربى وان لم نرى نحن اهل مصر من بعدها الا اشد ايام الحر والقحط.
مع صمود اهل سوريا البواسل امام دبابات وطائرات الاسد اسما والكلب شبها لم يجد اولئك العزل المسنين والنساء والاطفال بدا من تكسير تلك الحدود الشائكة وملئ البلاد العرب.
الان فقط استطيع ان ارى العروبة وان كانت ملطخة بالدماء والان فقط اجد السورى يستطيع العيش فى مصر وكذلك العراقى والفلسطينى وغيرهم. الان فقط اقول لمن فرق الشمل وزرع الخصام بين ابناء الضاد ان النهاية قد اقتربت وان غدا لناظرة قريب وانكم سترونا دولة واحدة ويد واحدة عن قريب ليس بعيد وان دمائنا ستخصب ارضنا وغدا تسيل دماء من اسال دمنا
غدا اكتب عن المدينة العربية

غش الثانوية

تابعت الأخبار المتداولة عن تسريب امتحانات الثانوية العامة –كأغلب المصريين- بشئ من الأشمئزاز. لم اتفاجأ في البداية لأن الغش موجود دائماً وفي كل الأنظمة التعليمية. لا اعتقد أن وجود صفحات علي مواقع التواصل الإجتماعي قد ساهم في انتشاره؛ لكنه فقط أخرج قليلاً منه الي حيز الضوء. أما اشعرني فعلاً بالحسرة فقد كان فلسفة البعض في تبرير الأمر.
لا يتطلب الغش كثيراً من العناء فهناك مثلا الطريقة البدائية وهي حجة استخدام الحمام اثناء الأمتحان. والذي يكون مجهزاً من قبل بمجموعة من الكتب والمذكرات. الجميع يعلم بهذه الحيلة حتي اني اتذكر رد احد المراقبين علي أحد الطلاب الذين ارادوا استخدام الحمام بأن "الأمتحان سهل ومش محتاج حمام". هناك بالطبع طرق اكثر ابداعا من هذا كسماعات البلوتوث واستخدام اكواد معينة بين الطلاب. ايقاف عملية التواصل امر مستحيل وبالتالي يستحيل ايقاف عملية الغش. بالطبع لا اقصد ان ادافع عن التصرف ولكن مشكلتي اكبر من ذلك...
انا اؤمن بأن الحياة عادلة وانا من يغش سيلقي جزاءه في النهاية. ربما قد يفشل من البداية ويواجه عقاباً فورياً بالفصل او يفشل في الاجابة بعد أن رآها؛ كصديقي الذي اخبرني واثقا بعد احد الامتحانات ان عدد العناصر الكيميائية 116 –تبعاً لمناهجنا القديمة- لانه قرأها –في الحمام- ولكنه لم ينتبه لأن السؤال كان عن عدد العناصر الموجودة بالطبيعة فقط وهو 94 . او كالمئات الذين يفشلون بعد دخولهم ما يسمي بـ"كليات القمة" وتتوقف حياتهم. ربما يتمكن الغشاش من الافلات بفعلته مادياً ولكن مهما كان "حويطاً" سيظل هناك ثمن عليه دفعه؛ انه ذلك الاحساس بالحقارة والخسة، بأنه قد ظلم غيره وباع مبادئه. محاولة تبرير الغش هي اكبر من الجريمة ذاتها لأنها ترفع عنه تلك المعاناة النفسية. تماماً كالذي يبيح السرقة. إن كونك في نظام تعليمي فاشل لا يبرر ابداً الخروج علي قواعد اللعبة والتي وافقت عليها بدخولك النظام. وبالطبع فحصول كل الطلاب علي درجات عالية لم يسهم الا بتفاقم ذلك الفشل بتخريج اجيال من الجهلة الغشاشين وحرمان من استحق ذلك المكان.
اقل مشاكلنا في هذه القضية هي نظام التعليم! لدينا مشكلة اكبر مع تلك العقليات المريضة التي تحاول تسميم عقول الأجيال القادمة. اولئك من سربوا الأمتحانات ونشروا ثقافة "الخطأ بالخطأ يساوي الصواب" لم يكونوا طلاب وانا كانوا يمثلون آباء خائفين علي مستبقل ابنائهم. لماذا كل هذا؟ هل تريد ضمان مستقبل ابنك؟ هل تظن حقاً ان دخوله كلية "قمة" سيضمن له مستقبله ويستحق تشويه مبادئه؟ قبل ان ننتقد النظام علينا ان نعرف النظام نابع من داخلنا ولا شئ سيتغيير طالما لم نغيير طريقة التفكير الرجعية المسيطرة علي عقولنا والتي تسببت بما فيه الكفاية من خراب...

"مفيش حاجة اسمها كليات قمة و كليات درجة تانية. مصر تحتاج جيش من المبدعين في كل التخصصات يحارب الفقر والجهل والمرض ولا تحتاج إلى حشود من موظفين المحبطين. أنظر حولك و عطني دليل واحد عكس ذلك، فبينما تشتعل أسهم الطب و الهندسة، نرى مستويات متدنيه في الرعاية الطبية في كل مكان وعشوائيات تغطي نصف مساحات مدننا. كل التخصصات مهمة فلا تعيش في كذبة "كلية مضمونة" ، الحياة ملهاش ضمانات ، و إذا كنت فاكر عكس كدة يبقى مكانك البيت مش الجامعة." دكتور عصام حجي

فودافون

السمة السائدة فى مجمتع زى أكتوبر واللى بتختلف كليا عن المجتمع اللى كنت عايش فيه هى فكره التزام الناس بالنظام . فى أكتوبر الناس بتتعامل من منطلق المصلحة الخاصة بغض النظر هل ده بيعود بالضرر على ناس تانية ولا لا وده بيبان فى تعاملات كتير من الناس اللى بنشوفهم كل يوم فى المدينة من غير حتى ما نكون اتعاملنا معاهم تعامل مباشر و ده ممكن يكون ناتج عن الطبيعة الاستهلاكية فى أكتوبر.
فى موقفين ممكن يكونوا بسيطين جدا بس ممكن يكونوا مثال على الظلم حتى لو كان ضرره قليل:
الأول كنت فى فرع فودافون فى الحصرى و وصلت قبل الفرع ما يفتح تقريبا بربع ساعة و بعدين الناس بدأت تيجى فبدأت أعرف كل فرد ترتيبه عشان ميبقاش خد دور حد و أول ما باب الفرع اتفتح هوووب حصل هجوم على الباب من الناس و كل واحد خد رقم غير اللى هو المفروض ياخده و الأظرف ان اللى اخد أول رقم كان اخر واحد وصل ...... الموقف ممكن يكون عبيط جدا بس انا فضلت واقف فترة مستغرب ازاى ممكن شخص يجور على حق بسيط لشخص تانى وميحسش حتى باى تأنيب ضمير.
التانى كنت فى فودافون برده و قاعد ما يقترب للساعة مستنى دورى و فجأة واحد ببدلة يدخل و كل الموظفين اللى فى الفرع يقفوا ومدير الفرع يخرج يسلم عليه كل ده عشانلواء فى الشرطة و يدخل أول ما وصل يعمل اللى كان عايزه ويمشى .... أنا غالبا مبسكتش فى مواقف زى دى بس الخوف اللى شوفته فى الناس اللى موجودة خلانى اخاف اطالب انه ياخد دور.

الأكثر غرابة فى الموقفين ان فى ناس فى الموقفين كانوا مبيحاولوش يعترضوا ان حقهم اتاخد هل ده كان بسبب انه حق بيسط ممكن يتنازل عنه ؟؟ طب هل فى الحقوق اللى أكبر من كده هيخاف يعترض على اخذ حقه منه ؟؟؟ حقيقة مش عارف.

المدينة و القرية

طول عمري عايش في القاهرة بينما ما زالت اسرتنا مرتبطة ارتباط وثيق بالقرية اللي أصولنا منها ما زالت اغلب العيلة موجودة هناك حتي الآن. علي طول زياراتنا للبلد مبتتوقفش الحمدلله ، سواء في الاعياد او المناسبات الافراح و العزاءات أو لمجرد اننا ننزل نطمن ع الجماعة كلهم هناك يعني و نسلم عليهم، بلدنا دي بعيدة حوالي ٣٠٠ كيلو عن القاهرة و المشوار بيبقي متعب الي حد ما حتي و احنا بنروح بالعربية.

ما بين التنقل هنا و هناك كان في ملاحظات لفروق كبيرة جدا بين المكانين، انا من صغري اتعودت ابقي موجود في الاتنين فطلعت و مش حاسس ان في حاجة تستدعي التوقف و النظر. المجتمعين دول يكادوا يكونوا مختلفين تماما. خليني اوضح ان بلدنا دي في المنيا احدي محافظات الصعيد الجواني "يا باظه :p "، المنيا فيها جزء مدينة و اجزاء كتيرة بقي قري و نجوع و ريف يعني عموما. المشكلة ان حتي الاختلافات مش بين المنيا و القاهرة، الاختلافات بين المنيا القرية "اللي بنسميها البلد" و المنيا المدينة. ليا قرايب في الاتنين، و كنت بقعد في البلد اكتر لما ابقي موجود هناك، بس لما ابتديت اقرب لقرايبنا بتوع المدينة لاحظت اختلاف مش بسيط ، رغم ان دول عائلة واحدة بس مجموعة سابت البلد و قررت تقعد في المدينة و بقي في اجيال دلوقتي ولاد البلد، و أجيال ولاد المدينة و دول غالبا ميعرفوش يقعدوا في البلد.

الاختلافات مش بتنحصر في فكرة ان المجتمع الريفي اقرب لبعضه من مجتمع المدينة، لا ده حتي العادات و الطباع و السلوك و حتي الالفاظ بتختلف.

كأبسط الأمثلة بعض الشتايم اللي بتسمعها في الطريق عادي في البلد بتبقي الفاظ لا تليق و ميصحش تتقال في المدينة، في حين ان اهل البلد بيقولوها عادي جدا، مش بقول انهم وحشين انا بوضح اختلافات بس. بينما مثلا اهل البلد متقاربين جدا، و طباعهم متشابهة غالبا،و نظامهم يومهم تقريبا بيمشي بشكل واحد ما بين الشغل و الغيط "المزرعة يعني" و البيت، و حتي طريقة اللبس واحدة اللي هيا الجلبية البلدي دي، في المدينة كل واحد له عالمه المختلف و طريقة شغله و يومه بيمشي بنظام غير التاني.

في البلد الناس قريبين لبعض، بيسألوا علي بعض، محدش بيتعب او يعيي غير و الكل تقريبا يعرف و البعض يروح يسأل عليه و يزوره، بيساعدوا بعض، و أجمل حاجة ان بيوتهم كلها مفتوحة لبعض. يعني من اكتر ما بيشدني في البلد البساطة و عدم التكلف الموجود في المدينة بشكل فج. الناس علي طبيعتها بشكل كبير، عادي جدا تبقي معدي قصاد بيت واحد و تخبط و تخش تسلم و تقعد معاه _من غيرما تاخد معاد قبلها ب ٣ شهور_، ممكن لو بياكل كمان فهينزلك تاكل بالعافية معاه، و يدايق جدا لو مكلتش بدون مبرر واضح و يعتبرها اهانة يمكن، حتي لو الاكل بسيط جدا مش عامل وليمة يعني، و الناس بتنزل تاكل عادي مفيش الحساسيات الغريبة اللي هنا دي و لازم يبقي اكل معين و عاملين حسابنا و يعني لازم الضيف لما ييجي ياكل حاجة "كويسة" مش هنعمله عدس مثلا، و يظل الكونسبت ده غريب بالنسبالي ايه الفكرة من انه مينفعش ياكل اللي موجود و خلاص، ليه الناس بتطبخ مخصوص للضيف، و انهاك غالبا للاسرة و خاصة اللي بيطبخ اللي هيا الام الغلبانة :3 في البلد بتاكل من اللي موجود عند الراجل وقت ما دخلت، حتي لو ابسط حاجة فول و طبق سلطة و بيض مثلا. و بيبقوا مبسوطين و الناس مبتاكلش وشهم ولا حاجة -_-
الوضع علي العكس في المنيا المدينة ، تلاقيهم معقدين كده برضه، بس برضه مش معقدين اوي زي القاهريين، بيبقي في سنة بساطة شوية عشان قريبين لاهل الريف مهما كان و بيطبّعوا شوية علي بعض.

في البلد كذلك لازم يعرفوا انت مين، مينفعش بني ادم يبقي عايش وسطهم كده حتي لو مبيعملش اي حاجة غير لما يبقوا عارفينه و عارفين ابن مين، متعرفش تقريبا بيحسوا بالامان لما يبقي كل اللي وسطهم منهم، اكتر سؤال بتسأله هناك انت ابن مين، ابن الحاج انور و يبتدي الترحاب بقي و يسأل ع العيلة كلها و ياخدك يقعدك في بيته و متمشيش الا لما تتغدي معانا انت و الحاج انور ذات نفسه، في حين انه اول مرة يشوفك، بس لمجرد ان انت اه مننا و ضيف كمان يبقي هندلعك ع الاخر يعني.

الكرم بياخد حقه بزيادة جدا هناك في البلد، بيصل ساعات لحد اني بقول انه بدأ يبقي تبذير، هما بيسرفوا في الكرم جدا و خصوصا في المناسبات الشخصية، لازم لو في مناسبة الراجل يكرم كل الناس اللي جياله،  في الافراح بيبقي في صرف فلوس بشكل غريو مبالغ فيه. لازم يمدوا يومين قبل الفرح، و المد للي ميعرفش هوه الاوبن بوفيه هناك😂، هوه شبيه في المنظر بموائد الرحمن، ترابيزات كتير بينزل عليها اكل للناس اللي جاية تبارك، و طبيعي الاكل مش اختيار، مش هتعرف تبارك من غير ما تاكل عشان دي تعتبر عيبة في حق الراجل اللي انت رايحله، و طبعا بيبقي في دبح و طباخين مخصوص و هكذا لمدة يومين ممكن ياكل فيهم بتاع ٥٠٠ واحد مثلا و يقوموا شبعانين فعلا، بيبقي مبالغة شوية بس بيعتبروه كرم و من لوازم الافراح المد ده.

في البلد برضه ضرب النار شئ عادي، مش اللي هوه انت كده نمس يعني زي هنا، الطبيعي ان الناس معاها سلاح، و ان الناس بتتخانق بالسلاح ده في الخناقات الكبيرة، و انهم بيجاملوا بعض بيه في الافراح. يعني .. ضرب النار هناك شئ اعتيادي بس مش عمال علي بطال برضه، هوه ليه اوقاته اللي بيخرج فيها، اللي بيتحكيلي انه زمان كان الوضع مأساوي في السبعينات، و ان بلدنا كانت عاملة ازمة بالسلاح اللي كان فيها، وصلت لتهديد من السلطات للناس في بلدنا، و انها اتحاصرت بدبابات _و العهدة ع الراوي_ عشان العائلات تبطل تاخد طارها من بعض، كان ساعتها في مشاكل طار كبيرة و الناس كانت بتموت مرتين في اليوم مثلا، الحكومة كانت شقيانة في النص.
بالمناسبة كلمة الحكومة في المدينة يقصد بيها السلطة الحاكمة، بينما في البلد يقصد بيها الشرطة بس، و الشخص اللي شغال في الشرطة بيتقال عليه ده حكومة. المقصود هنا بالحكومة الشرطة.

ده ببساطة بعض و ليس كل اوجه الاختلاف بين اهل البلد و اهل المدينة من خلال ملاحظاتي السريعة للناس و تصرفاتها. الموضوع مش بيقف عند الحاجات دي بس، لا بيمتد مثلا لمنطق الغيرة علي الستات مثلا، و طرق معاملتهم داخل البيت، علاقات الرجالة في القعدات الرجالي فقط و كلامهم بيبقي عن ايه، الستات برضه اغلب نقاشاتهم بتبقي عن ايه في البلد و في المدينة، الاطفال و التربية المختلفة، تعليم العيال و الاهتمال بثقافتهم، الارتباط بالدين و منطق الخضوع للدين، كل دي اختلافات كبيرة جدا و جوهرية مش شكلية بين ناس جمب بعض ببتاع ٢٠ كيلو مثلا. الناس مختلفين بشكل غريب و كبير جدا حتي في المناطق المتجاورة. معرفش ده اصله يرجع لايه مبحبش افتي كتير _انا بفتي علي ادي كده :'D _ بس يتهيألي المكان و البيئة بتطبّع اهلها بطباع معينة، ثم بييجوا هما بعدين يتوارثوا الطباع دي و تتغير حسب تغير البيئة برضه و المناخ العام المحيط. البيئة دي اقصد بيها المكان، اللي هوه المدينة، او اللي هوه القرية.

و دمتم :)

Wednesday, June 8, 2016

مدرستى .. فعلًا جميلة :D

مدرستى كانت من اهم العوامل فى تكوين شخصيتى .. كنت متعلقة بالمدرسة على عكس أى طالب فى سنى وقتها .. معرفش ايه السبب فى كده بس كل اللى اعرفه ان احنا كنا مهتمين بالعلم جدا .. صلتى بالمدرسين كانت حلوة جدا وكان فيه روح التحدى بين زمايلى بغض النظر ان كان فيه مشاكل .. بس اكتر حاجة كنت بحبها فى المدرسة انى يوم عن يوم كنت بتغير بسببها .. مش بس عشان التعاملات مع صحابى .. لكن كمان فى الجانب العلمى ..
لما مستر سعيد – مدير المدرسة – حس ان فيه طلاب كتير مننا متفوقين قرر انه يجمعنا فى فصل واحد ومش بس كده .. كمان يدينا مجموعة تقوية كل يوم الصبح قبل ما اليوم الدراسى يبتدى .. وكان دايمًا يدخلنا فى مسابقات ضد مدارس كتيرة جدا والحمد لله كنا بناخد المركز الاول ..
واما لقى النتايج دى مننا قرر انه يدينا شهادات وهدايا بكل اشكالها كتقدير لينا .. المشكلة حصلت بعد ما خلصت تالتة اعدادى .. للاسف مكانش فيه قسم ثانوى للبنات فى المدرسة دى وبالتالى اضطرينا نمشى .. بس قبل ما نمشى قررنا نعمل مفاجأة صغيرة للمدرسين ومدير المدرسة .. تقديرا لاهتمامهم وتعبهم معانا ..

الخلاصة ان مش بس المدرسين والمدرسة أثروا على مستوايا العلمى .. لا على مستوايا النفسى كمان .. من ناحية الثقة والاعتماد على النفس .. وروح المنافسة بين زمايلى ووجودى وسط ناس بجد كويسة :D

أول مرة فى وسط البلد

من اكتر المناطق زحمة وتلاقى فيها كل حاجة تحتاجها .. يمكن عشان كده هى وسط البلد!!
زمان مكنتش أعرف إن وسط البلد ليها علاقة برمسيس أصلًا xD على اعتبار انى كنت اعرف حتى رمسيس .. اول مرة عرفت المناطق دى كان فى اولى جامعة لما بدأت انزل رمسيس واتمشى شوية ف الشوراع اللى جواها .. هى مكانتش زى اللى فى بالى بس كانت أحلى فى بعض الحاجات ! ..
ليا ذكريات كتير جدا فى المنطقة دى وبعتبرها من أجمل الذكريات اللى ممكن أحتفظ بيها بقية عمرى .. زى مثلًا انى اول مرة اعرف ان القاهرة بيتباع فيها خمرة فى محلات بره الفنادق كان هناك ووقفت اقرا الأسعار :’D .. اول مرة انزل اشترى حلويات بنفسى لنفسى كان هناك .. اول مرة اتمشى من غير اهلى فى الشوارع واشوف اشكال البيوت زمان .. افتكر انى كنت معجبة جدا بتصاميم العمارات والمبانى وحسيت انى روحت زمن تانى خالص ..وكان فيه طريق كده بين العمارات شبه منطقة اللسان فى راس البر وفيه محلات عدى عليها أزمنة كتيرة ولسه فاتحة .. اول مرة اعرف ان وسط البلد منفدة على رمسيس واول مرة ادخل فى شارع الفجالة .. واول مرة اشوف محطة مصر .. صممت انى ادخلها فى مرة من المرات عشان كان عندى فضول اعرف شكلها من جوه .. وفعلا عجبتنى بغض النظر عن الزحمة الفظيعة وقتها :’D .. وفى نفس الفترة دى كان اول مرة اروح الأزهر والحسين والمعز .. مناطق منتهى الجمال .. وكان اول مرة ادخل مسرح صغير اسمه هوسابيير واحضر مسرحية من اجمل المسرحيات اللى شوفتها ..

يمكن زورت مناطق كتيرة فى شرق القاهرة وغربها بس مشوفتش أحلى من المنطقة الغريبة دى xD .

المدينة .. اسطنبول .. سعادة العام الماضي

الصيف الماضي سافرت تركيا وكانت رحلة سعيدة جدا في نفس التوقيت دا في رمضان بعد امتحانات الفاينال مع مجموعة من أصحابي في الجامعة وكان كلي حماس ونشاط لأني مكنتش سافرت من خمس سنين بعد ما رجعت مصر من الكويت وأنا راكب الطيارة لاسطنبول كنت بتخيل ازاي هشوف المدينة في تركيا وهل هتبقى زي اللي بشوفه في المسلسلات التركية ولا الحقيقة مختلفة ..
وصلنا المطار واستقبلنا طالب مصري بيدرس هناك اسمه محمد بلبع ..حسيت في استقباله بروح المصريين الحلوة والدفء وفي وسط السلام واحنا بنركب الباص وقفنا نتصور سيلفى قدامه وإذ فجأة السواق يقفل باب الباص وهيمشي وذلك لان حان موعد انطلاقه طبعا بلبع نادي عليه عشان يستنى ونركب لكن السواق كان متعصب واننا هناخره عن موعد انطلاقه دقيقتين وانطلق فعلا ..واضح انها هتكون رحلة سعيدة يعني وبدات مظاهر الالتزام تظهر في تطبع الشعوب ..

واستمرت رحلتنا لمدة عشرة أيام لفينا فيها اسطنبول وزورنا متاحف ومساجد كتيرة بس اكتر حاجة استوقفتني هناك ازاي الشعب بتشوفه كدا ثقافات مختلفة تلاقي المتدينين والعلمانيين وفي كل مكان صورة اتاتورك ..الغريب بقى في تعاملي مع الناس في الشارغ انهم مش بيتكلموا انجليزي ومعتزين بلغتهم التركية وكمان في حالهم جدا عكس عندنا في مصر طبعا خاصة في المواصلات .. اسطنبول كانت عبارة عن مدينة منظمة حضارية زي عواصم أوروبا وكانت منقسمة لجانبين جانب أسيوي وجانب أوروبي بيفصلهم مضيق البوسفور .. كنا بنرتاد مراكب كمواصلات لتنقلنا ما بين الجانبين وكانت الرحلة في البحر ممتعة جدا .. كنا في ايام رمضان ساعتها وصايمين ومن الحاجات الغريبة هناك اننا كنا بنشوف مسلمين كتير وبيفطروا ^_^ .. ودا استغربته جدا وبخصوص الموضوع دا اتكلمنا مرة فيه مع واحد تركي ساكن في السكن اللي كنا فيه وقالنا انهم شايفين الصيام اختياري وفي نفس الوقت لما كانوا بيعرضوا الاكل والمطاعم في الشوارع كنا حافظين كلمة أوروج ومعناها صائم بالتركي فكانوا يردوا علينا بارك الله ويبتسموا لينا ..

قعدت أقول ايه المكس الغريب دا اللي في التراكوة كأنهم بيضموا ثقافات من العالم العربي والغربي أما بالنسبة للمكان والطبيعة هناك فكانت فعلا خلابة ساحرة بترفع من روحك وحماسك وهذا ان دل انما يدل على أثر المكان في الروح والسعادة  يا جماعة .. فعلا الرحلة دي كانت ممتعة  .. في أماكن في العالم أحلى من مصر بكتير وبشوف تاثير الثقافة والمكان على تحضر الشعوب فيها وبلاش كلمة مصر  حاجة حلوة لاني لما افتكرتها في اخر مدونتي تغير حالي من تذكر الاحلام والسعادة للواقع اللي احنا فيه والامتحان اللي بعد يومين .. ارجع للواقع يا ابني بعيدا عن الاحلام واصطدم بمدينتك بكل ما فيها من المر والحلو .. مدينة 6 اكتوبر.. مدينة زويل ..المدينة العربية باي ^_^

هنا القاهرة

هل سبق أن أخبرتكم أنني أكره القاهرة ؟؟ , بالطبع الأمر لا يتعلق بالطبع بمشاعري المتقلبة تجاه فكرة الوطن , ومصر والتي تتأثر بالأحوال التي أعيشها فيها , بل إنني بالفعل أكره القاهرة حتي فى أعتي لحظات الحرية والسعادة , والتي كانت فى خضم ثورة ال25 من يناير .
وقتها كنت شاباٌ مفعماٌ بالأمال والطموحات تجاه نهضة بلاده , وقتها كان عدم إهتمامك بكل تفصيلة وبكل معلم وبكل حدث فى الوطن هو سبب كافي عندي لإتهامك بالخيانة , حسنا ليس هذا موضوعنا الأن فهذه الأيام قد ولت بلا رجعة .

أشعر الأن بأنني فى القاهرة لا أفعل شئ سوي الرقص علي حافة الجنون , عندما كنت فى المنصورة (مسقط رأسي) كنت أستطيع الشعور بالأمان وكنت أستطيع الشعور بالدفء والعلاقات الاجتماعية كانت أبسط بكثير , لست من سكان القري والأرياف فأنا ولدت وأسكن فى المدينة لذا الأمر لا يتعلق بالإختلاف التقليدي بين حياة القري وحياة المدن

مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا

كل الناس كتبت عن المدن المختلفة، سواء المدن اللي عشنا فيها صغيرين أو اللي اتغرّبنا فيها لما كبرنا. اللي استغربته إن مافيش حد فكّر يكتب عن المدينة الوحيدة المشتركة بين حياتنا كلنا، (مدينة) زويل للعلوم والتكنولوجيا..
أول ما جيت الجامعة كنت شايفاها المدينة الفاضلة، هي كانت فعلا كده. كنا كلنا على بعض مش عاملين 300 فرد، في المكان الكبير ده أيام ما كان لسة معانا المبنيين. مع الوقت بدأنا كلنا نعرف بعض. الموضوع كان غريب في الأول، الدكاترة لما كانوا بيشفوني ماشية في حتة كانوا بيقفوا يبتسمولي ويحييوني، مع الوقت اتعلمت إن انا كمان ابتسم واحيي أي حد أشوفه، ومع الوقت بقينا كلنا نبتسم ونحيي بعض. 
في سنة أولى كانت المدينة دي هي بيتي الوحيد، باجي الساعة 8 وبمشي 11 بليل، وفي الوقت ده كله أنا عايشة في المكان ده بتأمّل في كل تفاصيله الصغيرة الجميلة. لما كنت بحل وحش في امتحان مثلا، كنت بروح أقعد في الجنينة البعيدة اللي ورا المبنى ال"إداري"، المكان ده لسبب ما كان بيوفّرلي كل عناصر الهدوء والأمان اللي انا محتاجاها في الوقت ده، السما هناك كانت مختلفة عن شكل السما في بقية المدينة، أو جايز أنا اللي كنت بقنع نفسي بكده، المهم إنها كانت صافية وزرقا بشكل جميل ومُريب في نفس الوقت. بليل، لما كنت بزهق من المذاكرة أو أفقد الأمل، كنت بروح عند آخر حتة من المدينة ناحية الأرض الفاضية، من هناك كان بيبان أنوار حي المتميز والعربيات اللي رايحة جاية والحياة اللي هناك، كنت بقعد أفكّر في إن ازاي الحياة هناك مختلفة عن الحياة هنا. هناك، في الضجة والدوشة دي، ماحدش عنده وقت يفكّر في حاجة، فيه واحد بيجري على شغله وواحدة بتجري لعيالها وواحد بيجري عشان ينام ويلحق الساقية بكرة من أولها، في حين إن هنا، في المكان الشبه مقطوع ده، في واحدة واقفة بتتأمّل الأنوار البعيدة دي وبتفكر هي معناها إيه. متهيألي إن شكل المكان اللي احنا فيه بيطبع علينا، يعني انا لو كنت دلوقتي في وسط الأنوار والدوشة دي، أكيد كنت هحس إني لازم أجري على حاجة، إن انا مشغولة وإني محتاجة ألحق حاجة مهمة، في حين إن الهدوء والبساطة اللي هنا طبعت عليّا إني أقف أتأمّل الحياة والناس وافسّر مغزى الكون!

في سنة تانية اختفى كل ده، مابقاش فيه مبنى إداري ومبنى أكاديمي، اتلمينا كلنا في مبنى واحد. فصلوا بيننا بسور شبه بتاع السجون ولحسن حظهم أو سوء حظي الجنينة بتاعتي بقت في الجنب التاني. أنا عيطت كتير اليوم ده، حسيت إنهم أخدوا مني حاجة ماكنش من حقهم ياخدوها. مابقاش فيه أنوار بعيدة بليل، أو أنا اللي مابقتش بقعد في الجامعة لحد ما تظهر، كنت بخلّص واجري على البيت عشان ألحق اللي ورايا، اتّضح إني كان عندي حق، شكل المكان اللي احنا فيه بيطبع علينا. في سنة تانية بقينا دفعتين، مابقاش المكان هادي وبسيط زي ما اتعودت عليه، زيادة الطلاب زوّد عدد الموظفين وخلّى الجامعة تقّفل مساحات واسعة كتير كانت موجودة لأوض تكفّي زيادة عددنا، الجامعة قررت تنزلنا 4 أيام في الإسبوع وبناءا عليه بقت كل الأيام مقفولة، كان طول الوقت في ناس بتجري-حرفيا بتجري- في كل مكان عشان تلحق محاضراتها اللي ورا بعضها، المكان بقى زحمة ومُخيف وخلّاني أنا كمان جوايا زحمة ودوشة كتير، الأماكن بتطبع على ساكنيها بشكل مُخيف..

في سنة تالتة قررت إني مش هعمل كده، مش هخلي الساقية دي تجرّني معاها، جايز عشان قريت في الوقت ده مقالات وقصص كتير بتتكلم عن أيام الجامعة وضياعها في دواير مالهاش لازمة، كان أهمهم أو أكثرهم تأثيرا فيّا مقال أحمد سمير: كبرنا وكبرت  اللامبالاة. الأماكن بتطبع علينا أيوة، بس بمزاجنا إحنا. السنادي لسة موجود كل الحاجات اللي كانت موجودة السنة اللي فاتت، الزحمة والدوشة والناس اللي بتجري، بس بقيت بدل ما اقعد ألعن في الساقية دي، بتأمل التفاصيل الجميلة اللي جواها. الدوشة دي أكتر تفصيلة جميلة في المكان ده، الناس اللي بتكلم كل الناس في كل الوقت، صوت الضحك والمجموعات اللي قاعدة مع بعضها بتذاكر، العياط حتى ومناظرنا كلنا واحنا طالعين من امتحان صعب، مظاهر الانتصار بعد ما نعرض مشروع كويّس والدكتور يقولنا كلمتين حلوين، كل حاجة كل حاجة في الساقية دي جميلة.
أنا حابة إني بنهي كتاباتي عالمدونة بالمقالة دي. قبل كده كنت بقرأ المقالات اللي بتتكلم عن شكل الأماكن زمان، وبساطة القرى وهدوء المدن الصغيرة وغيرها، وكنت بقعد أتحسّر إن الحاجات دي مابقتش موجودة دلوقتي. بس الحقيقة المقالة دي خلتني آخد بالي إن احنا اللي بنعمل من كل حاجة الكويّس أو الوحش. في أول الكورس قرأنا مقال (في مديح الدور الأرضي) واتحسّرنا كلنا على إن ليه الحياة ماترجعش بسيطة كده؟ متهيألي إننا في المستقبل هنبص لشكل حياتنا دلوقتي ونقول ليه الحياة ماترجعش بسيطة كده؟  فكرة إن الحياة بتُصبح أكثر تعقيدا هي فكرة مستمرة شئنا أم أبينا. الفكرة في إن احنا اللي بنبص لأي حاجة من الماضي على إنها حاجة جميلة ومش هتتكرر. كل مكان ليه بصمة خاصة على أصحابه، مافيش مكان أبدا وحش، اختلاف أشكال وألوان الأماكن هو اللي بيخلي الحياة بعيدة كل البعد عن الرتابة والملل، كل مكان أيا كان شكله فيه تفاصيلة الصغيرة الجميلة اللي مستنية حد يبصّلها.
أنا حابة إني اختم المقالة بالجملة اللي دكتور نسمة بعتتهالنا في أول الكورس، بعد ما بقى ليها عندي دلوقتي معنى مختلف تماما عن معناها الأول: 
"وصف رولان بارت المدينة بأنها (خطاب) و هذا الخطاب هو في الحقيقة لغة: فالمدينة تخاطب ساكنيها، و نحن نخاطب مدينتنا، نخاطب المدينة حيث نكون، بمجرد أننا نعيش فيها، و نتجول و ننظر."

فتّكوا بعافية.
     

Tuesday, June 7, 2016

سيخبرون الله بكل شئ


في مرة كنت رايح أتغدي في مطعم في الحصري وكنت قاعد أنا وصاحبيى علي تربيزة وجه طفل أسمر البشرة قصير القامة    قعد يمسح في التربيزة ويهمهم بحاجات مش فاهمينها وبعدين وطلب حاجة لله؟ كعادتنا يعني بقالنا 3 سنين عايشين في أكتوبر بنشوف الأشخاص دي كتير وبنطنشهم وعن نفسي بكون شايف انهم شغالين لحساب ناس بسخروهم عندهم للموضوع ده  فمبحبش يعني نساعدهم علي تكون دي مهنة لهم فصاحبي قاله شكرا يا حبيبي ربنا يزقك الولد فضل يطنطط وعاوز حاجة يعني فقلت له خلاص يا حبيببي ياله
فمشي وقعدت فترة أفكر في حال الطفل ده واحساسه النفسي لما حد بيديله فلوس ولما محدش بيديله واحساسه من دقيقة عامل ازاي ولما ممكن حد يزعأ له وحاولت أقارن حاله بحال أطفال تانية أو بحالي لما كنت طفل  وهل هو كطفل مستوعب اللي بيعمله ؟ ولما يكبر بيبص لنفسه ازاي ؟ وهل له أحلام زيينا؟ هل الطفولة ومفرداتها بيعيشها زي أي طفل طبيعي؟ هل بيروح مدرسة زي الأطفال؟ 
بعد دقيقتين لقيت الطفل ده معدي فقررت أسأله الأسئلة دي؟ كانت اجاباته بتلقائية وبمنتهي البراءة
*قلت له اسمك ايه :
 -قالي محمود
*عندك كام سنة :
 8 سنين
بتروح المدرسة؟
اه بروح
سنة كام
رايح رابعة
بتاخد ايه في المدرسة ؟
عربي وحساب
سألته كام سؤال في الحساب وجاوب علي بعضهم (لكن مستواه كان ضعيف)
مين اللي بيشغلك يا محمود؟وبتيجي هنا امتي؟
قالي باجي مع أمي لما بخلص المدرسة واروح الدرس وبعدين باجي علي أكتوبر
قلت له أمك فين؟
قالي هناك عند الجامع بتشحت برده
قلت له عندك اخوات؟
قال اه (اخت اكبر منه بسنة وواحد عنده سنة ونصف وواحد سنتين ونصف وواحد عنده 5 سنين قالي اسماءهم بس مش فاكرهم)
قلت له فين ابوك؟
قالي ابويا ميت
قلت له اخوك اللي عنده 5 سنين وأختك بتشحت معاكم ؟
قالي لأ أنا بس
قلت له ليه ؟
قالي عشان اختي بتاخد بالها من اخواتي الصغيرين وعشان أنا الكبير فلازم أني اللي أنزل
قلت له أخواتك بيروحوا المدرسة ؟
قالي أختي مش بتروح عشان عنيها فيها عيب ولو راحت المدرسة العيال هيعيبوا عليها واخويا التاني بيروح الحضانة
قلت له عاوز تطلع ايه لما تكبر؟
قالي مهندس
بتروح امتي ؟
قالي بالليل
قلت له بالليل امتي؟
معرفش بس بروح أشتري فوار من الصيدلية لأمي وبعدين بنروح شبرا  
قلت له فوار؟ فوار ليه ؟
قالي عشان عندها القلب
خلص الحوار مع محمود وكان التربيزة اللي جنبي فيها بواقي أكل أحد اللي شغالين في المطعم خده عشان يرميه . قبلها بربع ساعة وأنا رايح المطعم شوفت عربية فراري في أكتوبر لأول مرة أشوف فيها عربية فراري في مصر
فسألت نفسي هل الطبيعي في المدينة اللي حوالينا ان يكون فيه حد زي محمود وحد جنبه بخطوتين بيرمي الأكل ؟

وجنبه بحوالي 3 كم حد سايق عربية ب 10 مليون ؟ وحد زي أخت محمود الناس اللي حواليها بيعيبوا عليها ؟ هل الطبيعي ان ان سكان المدينة يربوا ولادهم علي انهم يبصوا لمحمود وأخته كده ؟ هل الطبيعي ان أم أرملة عندها القلب تاخد ابنها وتنزل تشحت في الشارع ؟  كانت اجابتي علي الأسئلة دي : انهم سيخبرون الله بكل شئ 

وقفوا سعر السجاير لحد كده

فاكر زمان كنت باجيب لأخويا علبة السجاير ال LM ب 5 جنيه .. خلال الخمس سنين اللي فاتوا سعر علبة السجاير دي زاد من 10 ل 15 ل 17 ل 20 جنيه في الوقت الحالي ..
اسعار السجاير كانت بتزيد علي اساس انها سعلة رفاهية زي أكل القطط والكلاب والبنزين 92 .. علي أساس انك ولو بتشرب سجاير انت راجل معاك قرشين لازم ناخدهم منك .. بدون الدخول ف تفاصيل فساد الدولة والفلوس بتروح فين والسلاح اللي من فرنسا وصندوق تحيا مصر .. انا بحاول اتكلم من منطلق اقتصادي شوية ..
المفروض ان الحكومة دلوقت عمالة تبيع كل حاجة بأرخص الاثمان للمستثمرين ولرجال الاعمال .. ده معناه اننا بنحاول نتوجه للنظام الرأس مالي .. وعشان تقنع المستثمرين والناس الحلوين أنهم يجوا يستثمروا ف بلد زي دي لازم تديلهم امتيازات .. والامتيازات دي بتبقي ف عقود الملكية اللي بتتباع بالتراب او ف الضرايب بقي اللي بتبقي زي التراب ..
وفي المقابل ترغع الدعم .. تغلي الأسعار ..
طاب السجاير دي سلعة مش بتنتجها الحكومة أي انها سلعة بتنتج من القطاع الخاص .. اي بينطبق عليها الحاجات اللي فوق دي .. يبقي ليه بتغلي .. هل الضرايب بتزيد علي شركات الدخان؟
امبارح كنت بتكلم مع بياع السجاير قالي العلبة مغليتش من الشركة .. تجار الجملة هم اللي بيغلوها .. مين اللي بيحاسب تجار الجملة ؟
طاب هم ليه معتبرينها سلعة رفاهية اصلا ؟ ده الشعب كله عايش ع السجاير .. وهل لما تبقي سلعة رفاهية ده معناه اننا نرفع سعرها كده .. طاب هي ليه سعرها بيزيد كل شوية .. هو احنا في حالة تقشف مثلا ؟؟ لا مش فحالة تقشف .. أمال السجاير بتغلي ليه ومين اللي بيغليها ؟
محدش عارف .

رمضان كريم عليك وعالبيزنس

مش عارف اذا كان ده احساسي انا بس ولا ايه، بس رمضان كل سنة بييجيلنا ناقص حتة عن السنة اللي قبليها. وفي الغالب الحتة دي بتبقي من الحتت الحلوة زي الروحانيات والاجتماعيات وجو الصفاء والسلام النفسي. مش بس كدة،  ده الفراغ اللي بتسيبه وراها مش بيتساب في حاله، هتلاقي اللي يحشر نفسه فيه عشان يطلع منه اهم حاجة في دنيا البيزنيس: الفلوس

هبدأ من تدوينتي الللي فاتت، بتاعت ميادين اكتوبر. وسيرا علي منهج "هنطلعلكو في كل حتة"، تلاقي ميدان جهينة بيباركلنا عالشهر الجديد وبيقول "رمضان كريم" لكل العربيات اللي داخلة او خارجة من اكتوبر. اللي هو يعني احنا معاكو اهو وهنسد في اي طلبيات في شهر اللي كله أكل وشرب ده، انتوا بس اكرمونا بشوية من اللي معاكوا زي ما رمضان بيكرمكم كدة. وغيره كتير بقي على نفس التون بتاعت الأكل والشرب، في استغلال فاضح لشعيرة الصوم وحالة الجوع والعطش اللي عند الزباين في نهار رمضان من أجل زيادة المبيعات.

نيجي بقي لوقت الفراغ الرهيب اللي بيبقي عند الزباين دول طول النهار. فكرة ان نهار رمضان هو عبارة عن وقت ضائع لازم تقضيه في اكتر حاجة ممكن تشغلك عن الحالة اللي انت فيها هي فكرة عندنا من زمان، بس الاستغلال التجاري ليها هو اللي ظهر قريب بس. ظهر في فواصل إعلانات بتمول طفح مستمر من مسلسلات "رمضانية" بيزيد من رمضان للتاني. احنا تخطينا في مصر السنادي ال70 عمل درامي على اكتر من 10 قنوات فضائية. يعني انت محتاج بتاع شهرين  بتتفرج عالتليفزيون 24/7 علشان تتابعهم، ده لو شلت الإعلانات طبعا، او اربع شهور بالاعلانات. قارن ده بوقت كانت مصر كلها بتتفرج علي المسلسل بتاع القناة التانية اللي بييجي بعد الفطار، عالأقل كانوا بيلاقوا حاجة مشتركة بتكلموا عليها بعد العشا.

الجو اللي بيخلقه الكم الكبير من الاعلانات ديه مش بس بيأثر في الطبقات المستريحة اللي معاها الفلوس. في رمضان، بتلاقي وزارة التموين والجمعيات الإستهلاكية بتعلن حالة استنفار غذائي عشان تلبي احتياجات مرتاديها في شهر الصوم.

كل الحاجات دية جت على حساب الحاجات الجميلة اللي بنسمع عنها في الأغاني القديمة بتاعت رمضان، أو على الأقل ده اللي بيقولوهلنا اللي بيحاولوا محاولات أخيرة انهم يرجعوها. طبعا انا حكمي قاصر لاني معاشرتش الأيام ديه بنفسي. و كمان حكمي قاصر لأني عشت حياتي كلها في مدن حديثة بنتها البيزنس، فاكيد مسمعتش من القرية ازاي بيعدي رمضان عليها. وأخيرا حكمي قاصر لاني دايما باخد الأمور بنظرة تحليلية فوقية كدة من غير ما احتك بالحاجة اللي بنظّر عليها. عشان كدة انا نفسي اعرف هل فعلا رمضان بييجي ناقص حتة، ولا انا اللي بقيت كل سنة مبشوفش الحتة ديه فيه؟

يا الميدان

_ ""سادس .. سادس يا استاذ .. سادس .. سادس يا ابله .. يا انسة .. يا مدام .. سادس .. اتنين سادس .. يا هندسة ..  واحد سادس .. يا .. يا ..سا .. سا ..""
 _ "" يا عم ارحم اهلي .. واهل اهلي .. جبتلي صداع ووش .. ""
سيناريو يتكرر مرارا وتكرارا في ميدان الحصري لم يتغير لا قبل التعديلات التي حصلت في الحصري منذ حوالي السنة لتحسين منظر الميدان العام ولا بعد ذلك .

الميدان يمتلأ بكل ما يلوث السمع والبصر من سائقي السوزوكي وألفاظهم الخارجة وطريقة اصطفافهم على الطريق فمهما دفع وصرف من مبالغ وأموال لتحسين الطريق فلا طائل من ذلك إلا بتنظيم الهمجية المهيمنة على هذه الطرقات. 

Monday, June 6, 2016

Head phones and relax industry



الخميس اللي فات وانا مروح بنها حصل موقف غريب وانا راكب من اكتوبر لرمسيس في ميكرباص _ مش باص الجامعة_ . اللي أثار الموقف حاجة دايما كنت بفكر فيها وانا راكب باص الجامعة وهي ان تقريبا اكترمن نص  الناس اللي قاعده في الباص بيبقوا مركبين head phones   وعايشين مع نفسهم مع ان اللي حوليهم دول هم زمايلهم واصحابهم وكنت شايفها حاجة وحشة الى حد ما وبتقلل الاجتماعيات بين الطلبة وبعضهم وتزود التوحد اللي عملاه معظم تكنولوجيا العصر . لحد ما سمعت حوار غريب كان في الميكروباص اللي بكلم عليه وخلاني اغير رأيي تماما عن الفكرة دي بل اني بقيت مقتع ان ال  head phones دي نعمة من ربنا. الحوار ان كان اتنين كبار كده من النا اللي بتحسها بتلبس طربوش وهي بتتكلم "" انااا سعييد جدا برؤية حضرتك .. اهاها ..والله زمان يا أخ محمد ""  _ ده مثال عن طريقة كلامهم_ المهم انهم كانوا بيتكلموا عن واحدة قاعدة قدامهم بكنبتين كده كانت واحدة حاطة ال head phones وماكانتش مركزة و هي بتستلم الأجرة من اللي وراها . فقعدوا مسكوها سف عليها و على جيل الأيام دي والموبيلات اللي شايلنها ولبسهم وطباعهم وانهم متكبرين بالسماعات اللي بيحطوها على طول و ..و .. يعني انا ماكنتش شايف اي منطق في اللي بيتقال او حتى انهم يقولوا سلبيات الحاجات دي انا كنت شايف بس عنتظة فارغة ومجرد ازدراء على الشباب من لا شيء غير نظرات قرف منهم للشباب ومنظرهم وشكلهم ولبسهم وكل حاجة بتوصفهم. انا استغربت فعلا من النظرات دي لحد ما خلصوا كلامهم عنهم وبدأوا في موضوع تاني: الستات " الزوجات" وطلباتهم الكتير والبيت والعيال بردو كانت تعبيرات الازدراء على كل حاجة دون اللجوء لأي منطق او تفكير ده ليه وممكن يبقى ايه الحل.  لاحظت في الاخر ان دي حوارات "" معظم"" الناس اللي ما بتحطش head phones  وهي راكبة المواصلات . مجرد تراهات حديث لا معنى ولا مغزى له بل دي بترفع ضغط أي واحد يسمعها من كمية الفتي والهري اللي فيها لدرجة ماتخليكش حتى تفكر تخش في نقاش مع ناس بالشكل ده. وقدرت ساعتها أهمية ال head phones  اللي بتفصلك عن الغم ده كله على الاقل. 

Sunday, June 5, 2016

رمضان جانا، و احنا عاملين ازاي ؟!

كل عام و انتو جميعا بخير، رمضان مبارك علينا و عليكم،و يعوده عليكم بالخير و البركة كل عام ان شاء الله.

يرتبط شهر رمضان لدي الأطفال بالبهجة و السرور، و لدي الكبار بالتعبد و القنوت _ده المفروض_، بينما يرتبط لدي انا بالاندهاش و التعجب!

شهر رمضان هوه هوه كل سنة،نفس المظاهر، نفس الاحداث، نفس تصرفات الناس و أفعالهم، نفس منظر الشوراع و نفس البني ادمين حتي، اللهم الا المفقودين علي مدار العام و المنتقلين إلي الدار الآخرة.

شهر رمضان نظريا بدأ من بعد المغرب و دي أول ليلة في رمضان، فرحة و هيصة و شوارع خلاص نورت و اتزينت و اطفال بتضرب بمب و صواريخ في الشارع و تحت رجلين المارة خلاص اتعودنا علي كده.

يرجع شهر رمضان كالعادة، و يرجع الناس الكويسة يفكرونا اد ايه علاقتنا بربنا متدهورة، و اد ايه الواحد بعيد عن ربنا و ناسيه، و اد ايه احنا واطيين جدا في تعاملاتنا مع ربنا. يبتدي الواحد ضميره يفوق شوية ؛ يعني هيا بقايا ضمير الحقيقة مش ضمير كامل، يبتدي يقول هقرب تاني و اعبده اكتر و احاول التزم في طاعاتي اكتر و ابعد عن المعاصي و ابطل شوية حاجات كده و ساعات بينجح و ساعات الشيطان بيبقي اشطر. مش ده المهم و مش دي القصة خالص.

في مديتنا بقي الآية معكوسة، مدينتنا الصغيرة اللي انا منها، او الكبيرة "القاهرة" او حتي الاكبر منهم. الناس نسيت تقرييا معني الشهر ده، و الكلام مش كليشيهات، الناس فعلا مبقتش مستوعبة يعني ايه شهر رمضان، الناس بقت بتاخد الشهر بالعكس، الناس بتعمل معاصي و ذنوب في رمضان مبتعملهاش طول السنة. سيبك من المسلسلات و ضياع الوقت كله بين القنوات الفضائية فيما لا ينفع، انا بتكلم علي منظر الناس في الشوارع. شوارع المدينة.

انا لسه راجع البيت من الجامعة حالا، في اول ليلة في ليالي رمضان، انا طبيعي برجع في التوقيت ده غالبا طول السنة، انا اتفاجئت ان المدينة كلها صاحية، الناس كلها في الشوارع، بيعملوا ايه معرفش بس كله في الشارع، ابهات بامهات بولاد ببنات كله. لسبب مجهول يرتبط عند الناس هنا ليل رمضان بنزول الشوارع، 3/4 الناس دي مش بيصلي التراويح بس هوه موجود لسبب مجهول. كنت بفسر الموضوع غالبا علي ان الناس اكيد مش هتنزل في الصيام في الحر ده و بينزلوا بعد المغرب، طب النهاردة مفيش صيام، الصيام منهي عنه النهاردة أصلا، و لسبب او لاخر الناس بلا وعي بتنزل كلها بعد المغرب و لحد الساعة 12 و ما بعدها لحد الفجر كمان، في حين انهم في العادي بيبقوا في البيوت من الساعة 8 9. مبقتش شايف سبب مقنع للنزول ده لكل الناس دي في الوقت ده، مش بحجر علي الناس، ولا هتحكم في معاد نزولهم اكيد :3 بس بحاول افهم العقل الجمعي ده بيتحرك ازاي و ايه العادات اللي بتخلي الناس تاخد نفس القرار في وقت واحد.

ده كان مقدمة لتقدمة الآتي،
في وسط الناس الكتير اللي بيبقوا موجودين في الوقت ده، بيبقي في الحاجات اللي تدايق جدا بقي، شباب الناصية، سبحان الله الوقفة ع الناصية بتحلي في رمضان بعد الفطار، الواحد من دول يصحي المغرب يفطر و ينزل "يستلقط" رزقه من المعاكسات، بيفضي كبت النهار اللي جواه، أصل حرام الواحد يعاكس و يتحرش و هوه صايم برضه، هوه مبيصمش اه، بس هوه بينام لحد المغرب و يصحي ياكل، يبقي اسمه صايم و مبيعاكسش طول الفترة دي و ده شئ يستحق المكافأة انه يعوض ده كله مرتين ٣ بعد الفطار و لحد الفجر. بيبقي منظر سخيف زبالة مقيت كده، بتبقي المساجد شغالة و الميكروفونات خارمة ودانهم، و دول واقفين "بيرازوا و يلاغوا و يروشوا". المنظر ده بيبقي غبي فعلا.

و في نفس الوقت تلاقي بنات رايحة جاية تمر علي تجمعات الشباب _اللي بيستلقط_ بدون سبب مقنع و وجهة محددة، و مش بيتجنبوهم كما العادة في البنات العادية الطبيعية المحترمة، لا بيبقي في احتكاك من جانب البنات، في حين ان الولاد دول مش مستنيين اصلا، و لكن القبح و السوء في الجانبين والله، بتفضل الاشكال دي بتروح و تيجي و تلف في حلقات و و دواير و نفس الشوارع و تقرب من نفس التجمعات إلي أن يشاء الله يعني. ده مش تجني، ده واقع يحكيه 100 واحد و واحدة غيري.

المنظرين دول بالذات، و مع غيرهم، بيخلوا الواحد نفسيته تدايق جدا في رمضان والله و بيقتلوا في الواحد كل احساس بالامل، مش اوي كده بس الشكل محبط فعلا، بدايق من مناظرهم جدا و مببقاش طايقهم بصراحة، و في نفس الوقت بدايق عليهم جدا والله و بيصعبوا ع الواحد، يعني شخص كل حياته مكرسة لفكرة انه يعاكس، كم البؤس اللي عايش فيه، و كذلك واحدة كل حياتها بتحاول تلفت الانظار "لنفسها" هيا بائسة برضه، ناس مش عايشة في الدنيا و مش مدركة اللي بيحصل حواليهم، مش شايفين اي حاجة غير الدوافع الشهوانية الصغيرة، مسيطرة عليهم حد التملك،الشئ اللي يخليك تشفق عليهم والله.

ناهيك طبعا عن فكرة ان الفجور ده بيحصل في رمضان كذا ضِعف اللي في غير رمضان، مش عارف انهي عقلية و لا انهي مؤامرة اللي خلت ده حالنا و اورثتنا الثقافة دي في شبابنا و بناتنا و مجتمعنا عموما. صعبان عليا الناس و صعبان عليا هيبة الشهر و احترامه في عيون الناس.
مبقاش في حرمة للشهر المعظم خلاص، و أسفاه!