Friday, June 10, 2016

الدنيا مش ضلمه و مش نور

المشهد الاول:
نور المسرح مطفى و السكوت مغطى الصاله و سبوت لايت على البطل الى واقف فى نص المسرح حواليه لجنه امتحان كلها غش, بس من غير صوت,
البطل: انا ايه الى دخلنى اصلا الامتحان انا لا ليا فى الطور ولا الطحين, و مش عارف حتى اغش
* بيقوم واحد من وسط الممتحنين و يسيب ورقته و يجى يكلم البطل
الممتحن: مش انت الى فردت عضلاتك و قولت دا سهل وهتقفله بصباع رجلك, راخ فين الكلام دا ؟
البطل: ايه؟! انا قولت كدا ... لالالا انا مقولتش كدا... انت ايش عرفك انت ؟! محصلش .. ما م م معرفش .. مش فاكر مش فاكر!!!
الممتحن: انت عارف انك مكنتش هتفتكر .. وانا قولتلك. بس انت الى عملت سبع رجاله فى بعض و قولت حتى لو كدا برضه هقفله!
البطل: طيب والحل ؟ .. مهو طلع صعب انا حتى مش عارف ازاى احل .. او فاكر اي حاجه عن الكورس ؟!!
الممتحن: انت الى صعبتها ومصعبها على نفسك
البطل: مصعبها .. بقولك مش عارف احل و تايه .. !
الممتحن: بص على زمايلك و شوفهم بيحلو ازاى وحل منهم.
البطل: نعم !! هو دا مش غش ؟ !
الممتحن: هههه , مش بقولك مصعبها على نفسك يا ابنى الموضوع دا سهل عادى يعنى.
البطل: طيب عرفنى عادى ازاى.. ؟
الممتحن: بص يا سيدى . انت ممكن تبص فى ورق زمايلك و تغشوا من بعض عادى.. او حتى تبص فى الكتاب او الملخصات.. غير اصلا فى كيرف. دا انت لو غششت زميل هتاخد بونص !
البطل: تفتكر هلحق اخلص ؟
الممتحن: مش مهم تحل كتير المهم تحل كويس. و الوقت دا سيبه للى هيعلم
* المسرح بيضلم ببطئ وا صوات الغش بتعمل همهمه خفيفة و قبل ما النور ينطفى بيجى واحد ياخد و رقه الممتحن و يقوله و قتك خلص!
المشهد التانى:
البطل واقف لسا فى مكانه
البطل: ( بينادى على الى مشي ) مش انت قولت اسيب الوقت ليه اهو خرجك
* صوت طالب تانى من ورا
الصوت: يا عم قولتلك بيحاسب على الاسئله الى انت وصتلها بس الباقى لا .. متخفش مش هيضيع حقك. و لو عايز يكرمك فى الدرجات كلمه. دا كريم و بيحب الى يجيله.
البطل: طيب.. انا عايز اكلموا.. هو ايه الميل بتاعه ؟
الممتحن: ميل... ههه يا ابنى انت مش محتاج ميل عشان تكلمه فى امتحانك ..
انت بس ارفع ايدك لفوق و ادعيله هتلاقيه دايما جنبك. امتحانا مش صعب
النور بضلم و مع نزول الستاره صوت بيقرأ "و اذا سالك عبادى عنى فانى قريب" صدق الله العظيم.



ملحوظه: انا بس حبيت اشارك دا معاكوا و مش عايز دا يتعلم عشان الديدلاين عدي

رمضان

من وانا صغير اتعودت ان دايما أول يوم رمضان العيلة بتتلم كلها وبنفطر عند جدى ... بنتقابل كلنا وبنسلم على بعض وبنشوف ناس مكناش شوفناهم من زمان ... السنة دى رمضان كان مختلف تماما .. اول يوم رمضان كان اول يوم امتحانات ... وبدل ما اتجمع مع اهلى نضحك ونهزر .. اتجمعت مع صحابي وكنا برده بنضحك ونهزر بس على الامتحان الى احنا داخلين نمتحنه وان ربنا هيسترها معانا ومش هيخزلنا ان شاء الله ... الزمان هو هو بس المكان هو الى اتغير وبالتالى اتغير معاه الاحساس ... من سنة بالظبط كنت فرحان جدا بدخلة رمضان .. السنة دى كنت بطلب من رمضان انه يستنى شوية .. يستنى لحد لما اخلص امتحانات .. بس رمضان مسمعش الكلا :D ... بيتي بيناديني وبلدى بتناديني .. كانه امى بتقولى انت عمرك ما هتحس برمضان غير وانت وسطنا 

Thursday, June 9, 2016

انا و المدينه و القريه

حبيت اخر بوست ليا فى المدونه يكون بيتكلم عن الهدف الاساسى من المدونه و هوا ازاى ان المدينه بتاثر فينا و ازاى احنا بنتاقلم معها و ازاى بيكون التاثير ده ايجابى او سلبى. انا هتكلم من واقع خبرتى القصيره عن القريه لانى عشت فى قريه و بعدين فى المدينه  اول حاجه الكلام اللى اخدنه فى كتب الابتائى ان اهم مميزات القريه جوها النقى و الهدوء و جمال الطبيعه الكلام ده لا علاقه له بالواقع. الحقيقه ان العكس تماما هوا اللى صحيح ممكن يكون الكلام ده كان زمان فى قبل ما اتولد مثلا لكن طول فتره حياتى مفيش الكلام ده خالص. ممكن الشئ الوحيد اللى صح هو التداخل بين جميع بيوت القريه.بس الواقع بتاع القريه مختلف تماما عن الخيال اللى مرسوم فى مخيله اى واحد معش فى قريه قبل كده. الواقع ان كل سكان القرى بيكون هدفهم يكونو زى سكان المدينه مش عارف ليه بس غالبا بيكونو شايفين ان هما ارقى و ده بيكون باين فى شكل البيوت الجديده و اللبس و المحلات. مش بس كده كمان اهم عنصر بيميز القريه اللى هوا الفلاح بدأ فى الانقراض و الكلام ده مش بقوله وخلاص لأ دى ناس انا عارفها فعلا كل الفلاحين بيهربو من الشغلانه دى مش شايفنها مربحه و المجتمع مش بيقدرهم.يمكن الشئ الايجابى اللى اكتسبته من القريه هوا انى اكون شخص اجتماعى مهتم بفرح وحزن غيرى قلبى على الناس كلهم مش بس نفسى. و اكتر الاشياء السلبيه هو العقده اللى عند اهل القرى انهم نفسهم يكونو زى اهل المدينه!


تيتا جارتها مسيحية، هم جيران من حوالي 50 سنة مثلا، كانوا بياكلوا مع بعض واولادهم اتربوا مع بعض ولو في مشكلة بيستنجدوا ببعض قبل ما حد فيهم بيكلم أهله، الكلام ده مش مبالغات هم بيحكوا عنها، الكلام ده احنا كأحفاد شفناه وبنشوفه كل يوم، هم بيحبوا  بعض جدا، ولو واحدة فيهم كانت تعبانة التانية بتكون زعلانة ومتاثرة جدا مهما حاولت تبين انها مش فارق معاها او انها مش قلقانة او خايفة على صاحبتها وعشرة عمرها
العلاقة ده -في رأيي- عظيمة جدا، لكن ماينفعش نفصلها عن اللي حواليها، لما كانت بتحصل مشاكل بين المسلمين والمسيحين في اي مكان ده كان بيعمل حساسية بينهم، لو في مشكلة مع حد من الجيران دينه بيفرق في مواقفهم، ماينفعش يتعاملوا مع الموضوع بتجرد  عن فكرة الدين والانتماء ليه، مهما هم قربوا من بعض بتفضل في حاجات مش بيعرفوا يعدوها أو يتجاوزوها
معنديش تصور كامل عن علاقة الناس من أديان مختلفة ببعضهم في المدينة، اللي عندي أفكار مبعترة من ضمنها انه معظم الحاجات اللي بتتعمل في الاعلام واللي بيتخيلوا انها بتصلح الدنيا وبتمنع الفتن الطائفية زي اللي بيحصل بعد أي مشكلة من لقاء بين البابا وشيخ الأزهروخلافه ده في الغالب بيخلي الدنيا أسوأ، الناس لو اتسابت تتعامل مع بعضها لوحدها أعتقد في معظم الأحيان هيتعاملوا بطريقة أحسن بكتير جدا، الخطاب الديني في الناحتين جزء كبير منه مضر مش مفيد.. أعتقد كمان مافيش دين بيقول لأتباعه انصروا اللي من دينكم مهما كان غلطه أو ذنبه، مافيش دين مش بيدعو للعدل واحترام حقوق الناس كلهم، ممكن لو اتعاملنا مع بعض في الإطار ده الدنيا تكون أفضل شوية  

قصاصات عن الحياة (عمق)

لعلها تكون اخر فرصة للتعبير عن افكاري قبل ان التزم الصمت مرة أخرى. حياتنا تملؤها المفاجئات والاحداث الغريبة، ولعل أهمها وأكثرها غرابة وتشويقاً في آن واحد التقدم في العمر، بالطبع ان طريقة تفكير كل منا تتغير تبعا للمراحل العمرية التي يمر بها لكني لم اتنبأ قط ان يكون التغير بهذا الحجم. الانتقال من مكان الى اخر ومن مرحلة سنية الى أخرى جعلني أدرك انه يمكن لكل منا ان يعيش أكثر من حياة واحدة خلال عمره. في كل مرة تطئي فيها قدميك ارضاً لم تطئها قبل في كل مرة تتحمل مسئولية جديدة لم تكن موجودة قبل ذلك، اعتقد ان الخالق يعطيك فرصة جديدة لتعيش تجربة جديدة او بصياغة مختلفة لتعيش "حياة جديدة". المكان الذي نعيش فيه قطعا يؤثر فينا وفي حيواتنا بشكل جوهري ولكن ما اريد ان أؤكد عليه ان الانسان على الطرف الاخر يؤثر في محيطه بشكل كبير، لعل ذلك يكون ترديداً لحقائق محفوظة وثابته بل انا متأكد ان كل منا يعلم هذه الحقائق ولكني آثرت ان اكتبها لأنني بحق عشت هذه الحقائق في الأيام القليلة الماضية ربما كنت اعلمها قبلا لكني لم أستشعرها بحق. شعرت ان كل مكان أتوجه اليه او احط فيه الرحال يحدثني بطريقة مختلفة، أماكن احببتها وأماكن اجبرتني على الإقامة فيها وأماكن اجبرتني على حبها وأماكن لا اطيق ذكرها، أماكن احببتها في مرحلة معينة من حياتي والآن أكرهها والعكس صحيح. ايضاً اللغة التي تتواصل بها مع محيطك تختلف في كل مرة عن سابقاتها، وايضاً تختلف باختلاف سنك. اعتقد أنى لم أكن لأستشعر جمال المكان لولا هذا ال "كورس"، كم انا ممتن لذلك والله! كل ما اود ان اوصله الى أي من كان قارئ هذه السطور أنك خلقت في هذه الدنيا لتحيا وتحيي من حواليك وأحب ان أقتبس قول سقراط " An Unexamined Life is not Worth Living"
تمضى فى هذا الكهف المظلم المملوءه ارضه بالاشواك و جدرانه بالعقارب غير مبالى بذلك الى هذا النور الذي ينبعث من اللانهايه عازما و متحديا كل العوائق رافضا لهواجس الفشل غير مبالى باعداء النجاح الساخرين يدفعك الامل و بعض هذه الكلمات التشجيعيه التى يتشدق بها  الاقارب و الاحباب مع انك تدرك فى الحقيقه ان هذه الاصوات تنبعث  منهم من خارج هذا السرداب اصواتا لا تملك ريا لظماءان ولا تطال قدما مدميا لتداويه و لكنك مستمر فى طريقك رافضا الرجوع ملقيا ابتسامه امل تصرخ فى وجه الياس لتجد نفسك فى اليوم التالى تستقل الباص لتذهب الى الجامعه 

رمضان فى الغربة

ناس كتير ممكن تكون اتكلمت عن احساسها بالغربة وبعدها عن أهلها ...لما كنت بقرأ كلامهم و أحاول اسقطه عليا مكنتش بحس ان عندى اى احساس بالبعد و ده بيفضل ثابت عندى طول السنة ما عدا فى رمضان .... فى رمضان كل الثبات اللى بيبقى عندى طول السنة تقريبا بينهاربحس بغربة شديدة و ضعف مش متعود عليه , ممكن ده يكون بيرجع لطبيعة الطقوس الرمضانية اللى اتعودت عليها فى بيتنا بشكل خاص و فى المدينة بشكل عام.
اتعودت فى رمضان على الزينة اللى بتملى الشوارع و الفوانيس اللى بنعملها قبل رمضان .
اتعودت على لمة العيلة كلها أول يوم رمضان واللى بقالى سنتين مبحضروش.
اتعودت على صلاة التراويح ورا الشيخ بتاعى و الجو الروحانى اللى بيكون فى الجامع بسببه.
اتعودت على ذكريات جدى وجدتى اللى بيحكوهالى كل يوم قبل الفطار.
اتعودت ..... اتعودت ..... اتعودت ..........

حاجات كتير ممكن تكون كانت بتمثل رمضان عندى افتقدتها فى الغربة و بتكون عندى افتقاد رهيب لأهلى و مدينتى .