Wednesday, April 6, 2016

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

سأحكي لكم قصة من الأسبوع الماضي، كنت في زيارة لابن عمتي بعد رجوعه من عمله البعيد في الإسماعيلية بعد غياب شهرين. 

وفي أثناء الحديث كان يتكلم عن ظروف العمل ( مزرعة بالصحراء) وسألته عن المخاطر المحتملة فحكى عن بعض قطاع الطرق 

من البدو، وبعض الحيوانات مثل أبي الحصين (هو شبه الثعلب بس مش ثعلب) وأضاف أيضا العفاريت. لم أكن لأقف صامتا عند 

ذكر العفاريت بل يجب أن أسخر من مثل هذه الأفكار وحاولت أن أقنعه بأن أشياء كالعفاريت لاتوجد إلا في خيال أصحابها وهو

حاول أن يقنعني بأن السحر مذكور في القرآن وهناك أفعال يقوم بها السحرة لايمكن أن تحدث إلا من خلال عفريت من الجان، انتهى 

الحديث عند هذه النقطة، وعندما ذهبت للنوم تذكرت أني أخاف من العفاريت! وأني أخاف من الظلام لأنه بيئة خصبة للعفاريت! كيف

أنتمي إلى جماعة العلماء وأنا أخاف من العفاريت؟! إن العدو الأول لرجل العلم هو العفريت. يمكنني أن أخمن لما أخاف من 

العفاريت، إنها النوادر التي طالما سمعتها منذ الصغر من جدي وجدتي أو أبي وعمي، وكأن هناك أشياء تترسخ فينا من نشأتنا في 

القرية (أو المدينة) لا يمكن إزالتها رغم الكثير من التحولات. ومع معاصرتنا لظاهرة العولمة واطلاع الفرد على كل ثقافات العالم 

فيمكنك أن تعيش في القاهرة لكنك تحمل أفكار وثقافة شخص يعيش في نيويورك لكن تظل لمدينتك الأصلية في عقلك أطلال تلوح 

كباقي الوشم في ظاهر اليد.   
  
    

1 comment: