Friday, April 1, 2016

في حب رشا رزق

عندما علمت بأن عيد ميلادها الأربعين كان من حوالي شهر تقريبًا، لم أقاوم أن أخصص مدونة لها بينما أستمتع بعذوبة صوتها، كيف لا وهي التي شكلت طفولة معظم أبناء جيلي فأحبوها وأحبوا صوتها وتعلقوا بأغانيها، حتى إنهم وهم في العشرين من عمرهم لا زالوا يتذكرون كلمات أغانيها وكأنهم كانوا يستمعون لها البارحة. إنها الفنانة رشا رزق.

كنت أحب كرتون عهد الأصدقاء للغاية، ولم يكن يواسي قلبي عندما تنتهي الحلقة إلا صوتها وهي تغني "حلمنا نهار، نهارنا عمل، نملك الخيار، وخيارنا الأمل، وتهدينا الحياة أضواءً في آخر النفق، تدعونا كي ننسى ألمًا عشناه، نستسلم لكن لا ما دمنا أحياء نرزق، ما دام الأمل طريقًا فسنحياه".

لم أكن أحب كرتون القناص على عكس معظم من عرفت ممن تابعوا هذا الكرتون، لكني رغم ذلك كنت أنتظره لأسمع صوتها وهي تقول "يبعد عن عينيه الراحة، يتحدى خصمُا في الساحة، يرمي ويصيب الأهداف، يسعى دومًا لتحقيق الإنصاف.... مهما كان الثمن من الصعاب، سيظل البطل القناص، بكل الصبر والإخلاص، يعمل باجتهاد، وعلى أهبة الاستعداد، يرمي ويصيب الأهداف، يسعى دومًا للإنصاف".

أجزم أنني لم أتعلق بكرتون في صغري تعلقي بريمي، ولا بأغنية كرتون كأغنية ريمي "مررت بخاطري فكرة، عبرت ظلت الذكرى، نسيت الحزن شوقًا للغد الأفضل، دروب قد قطعتيها، أفينا البعد أم فيها، نسينا عيبنا بالأمس لم نسأل"، ولا يمكن أن أنسى كيف أبكتني رشا في رائعتها "أنت الأمان، أنت الحنان، من تحت قدميك لنا الجنان، عندما تضحكين، تضحك الحياة، تزهر الآمال في طريقنا، نحس بالأمان"، ولا كيف أسرت قلبي عندما غنت "أمي كم أهواها، أشتاق لمرآها، وأحن لألقاها، وأقبل يمناها".

من منا لم يدخل عالم الغموض من خلال بوابة المحقق كونان؟ ومن منا لم يركض نحو شاشة التلفاز عندما كان يسمع صوتها "يكتشف الغامض والمثير، يستنتج بالعقل الكثير، كونان الرجل الصغير يسعى دائمًا، المحقق كونان، يبدو واثقًا، يعمل جاهدًا، لا يخشى المحن".

كرتون الفيلة الظريف "بابار" الذي كان طفوليًا بريئًا بشكل لا يوصف، لم يكن ليكتسب ذلك الرونق السحري دون أن تضفي عليه رشا لمستها الخاصة عندما تغني شارة البداية "مرة في حينا زارنا فيل ظريف، برفق قال لنا ليس هنالك ما يخيف، نحن الخير بطبعنا لا نرضى ظلم الضعيف، لا يحيا بيننا إلا الإنسان الشريف. بابار فيل ذكي نبيل، وعالم الأطفال عالم جميل". عالم الأطفال عالم جميل لأن صوتك يصنعه يا رشا!

أما أبطال الديجتال فحكاية أخرى، وصوت رشا فيه حكاية أطول وأهم "الخطوة تدفع خطوة، الماضي يفهم يطوى، أطفال تبني دنيا أحلى، فيهم ينبوع الآتي ضحكتهم نور حياتي، هم أهل الثقة الأغلى، أطفال عرفوا درب العلم سلاحًا، شمسًا وصباحًا، حبًا ونجاحًا، أبطال الديجتال ماضون في درب طويل"، ومن ينسى رائعتها في ذات الكرتون "لا تبكي يا صغيري لا أنظر نحو السما، من قلبك الحريري لا لا تقطع الرجا، إن الأمل جهد عمل والجهد لا يضيع، الأمل جهد عمل"

لم أشاهد الفيلم الكرتوني "الأمل" إلا من حوالي سنة تقريبًا، ولم أتمالك دموعي وأنا أسمعها "لا تبالي فستشفى الجراح، وظلام الليل لن يطول، وأنصتي في كل صباح، لصوت في الأعماق يقول، كلما زارنا طيف حب لا ينام، هزنا زادنا أملاً لا يخشى الأيام".

تفاجأت عندما التحقت بالجامعة بأنني لست المعجبة الوحيدة برشا رزق، لقد كنت أنا التي عشت في الغربة، والطالب القادم من الريف، والطالب الذي أتى من مدينة راقية، الكل كان ولا يزال متيمًا بصوتها، بل يمكنني القول بأن حب رشا رزق كان من أبرز ما جمعنا رغم الاختلافات المتعددة بيننا وبين الأماكن التي جئنا منها.

بالنسبة لي، رشا رزق أكثر من مجرد صوت رائع، رشا رزق هي رسالة واحدة واضحة محمولة في كل أغنية غنتها، رشا رزق هي سنوات عمر طويلة ارتبطت بكلمات أغنياتها، رشا رزق هي أول احتكاك باللغة الفصحى وأول نهر ننهل منه كلماتها الجميلة، رشا رزق هي دليل على أن هناك ما يستطيع أن يخترق الأزمنة والأمكنة ليصل إلى الجميع، هناك شيء بمقدوره أن يحل بخطاب كل مدينة وقرية وريف ليصبح جزءًا أساسيًا منها، حتى وإن كان المشترك الوحيد بينها!  

2 comments:

  1. دي لينكات للأغاني اللي في المقال بترتيب ذكرها
    https://soundcloud.com/maram-adel/spacetoon
    https://soundcloud.com/muhammed-ramadan-adly/uranrs6cdv46
    https://soundcloud.com/abood-rosoom/remi-2nti-al2man
    https://soundcloud.com/maram-adel/spacetoon-1
    https://soundcloud.com/muhammad-ayad/detective-conan
    https://soundcloud.com/ibnnour/babar
    https://soundcloud.com/abood-rosoom/al5o6wa
    https://soundcloud.com/ramy-adel-2/7glmmfscv76j
    https://soundcloud.com/abood-rosoom/siri-ya-fatati

    ReplyDelete
  2. ابعتي لرشا التدوينة دي :)

    ReplyDelete