Saturday, April 30, 2016

لأيام العذاب و الذكرى الهباب .. أيام السكن ف اكتوبر :v

انا اصلا من القاهرة، و قضيت سنة أولى كلها ف بيتنا ف القاهرة. بعدين مش عارفة ايه اللي هفني ف نفوخي و خلاني افكر اسكن ف اكتوبر ف سنة تانية. تقريبا من اول ما كنت بدور ع الشقة و بدور على بنات يسكنو معايا لحد ما مشيت منها ف نص الترم قابلتني مشاكل.
الموضوع ابتدى بإن الاتحاد قال انهم قدرو يوفرو عمارة لينا كطلبة مدينة زويل و الايجار هيكون رخيص جدا، ف انا اتحمست و دفعت الفلوس و كان كله تمام. و بعد ما كنت خلاص اتطمنت ، لقيت الموضوع اتفركش ، بس المشكلة اني كنت خلاص سستمت نفسي اني هسكن ف اكتوبر. ف نزلت ادور على شقة مع بنت من سنة اولى و السمسار يودينا و يجيبنا و يمشينا ف عز الشمس، و البنت تقوله متطلبات غريبة اوي ف الشقة زي ان المنظر اللي بتطل عليه يكون كويس.. المهم لقينا شقة حلوة ف الحي السابع بس محتاجة اكتر من 4 بنات، ف قعدنا ندور على بنات و على آخر لحظة  بنتين غيرو رأيهم و طفشو و رجعنا 4 بنات تاني بس.
الشقة بتاعت السابع كدة ايجارها بقى غالي و مبقتش مناسبة لينا، ف البنتين اللي كانو رايحين يمضو عقدها اضطرو يدورو على شقة تانية.
البنتين دول اختارو شقة كنت شوفتها انا يوم ما نزلت دورت بس كانت بعيدة عن الشارع الرئيسي و كمان ف الدور الخامس. قولت ماشي مش مشكلة دي حاجات مقدور عليها و ان شاء الله الدنيا هتبقى فلة. جت بنت من الاتنين دول و هي مروّحة عملت حادثة و مناخيرها اتكسرت. و بعد كام يوم حصلت مشكلة مع البنت التانية و سابت الشقة و خدت فلوسها و مشيت. و كدة متبقاش غيري انا و بنت تانية اللي قاعدين ف الشقة، و من هنا ابتدت المعاناة.
الأيام دي كانت أسوأ ايام حياتي بكل معنى للكلمة. ابتديت ادور على بنتين تانيين يسكنو معانا ، و ده كان مأثر عليا و على مذاكرتي لإني كنت خايفة ملاقيش بنات و بابا يضطر يدفع ضعف الايجار، ف كنت طول اليوم أدور أونلاين و ف الجامعة و اخلي الناس تيجي تشوف الشقة، و طول الليل اقعد اعيط ع الفلوس اللي هتسبب لابويا ف دفعها زيادة.
الحمدلله قدرت الاقي بنتين بس مش من جامعتنا ، واحدة من جامعة مصر و التانية مدرّسة صينية. اللي من جامعة مصر قالتلي انها مش هتقدر تيجي على طول بس هتبعتلي الايجار بالبريد. اتفقنا على معاد و رحت استلم الحوالة الاقي مفيش حاجة جت، ف راحت قالتلي انها هتبعت ع البنك، رحت ع البنك الاقي مفيش حاجة اتبعتت! بجد غلبت أمي معاها! التالتة تابتة و رحت استلمت الفلوس أخيرا.
 البنت الصينية ماكانتش بتتكلم عربي بس بتتكلم انجليش، و الراجل اللي كلمني بخصوص سكنها عندنا كان قايلي انها مسلمة بس اتضح انها مسيحية، انا معنديش مشكلة ف كونها مسلمة او مسيحية او حتى ملحدة، بس ليه يكدب علينا من الاساس؟
اللي اقدر اقوله ان البلاوي زادت من بعد ما جم الحقيقة. البنت اللي من جامعة مصر كانت متدلعة ع الآخر و مبتعملش حاجة ف البيت غير لما نقولها و الزبالة كانت حواليها على طول. الصينية كانت مهووسة بالنضافة و بالكمال. كانو ثنائي مرح والله. كنت ارجع من الجامعة تعبانة و عايزة اذاكر الاقي الصينية تيجي ترغي معايا لحد ما تصدعني و تحكيلي كل الحاجات اللي حصلت معاها انهاردة، و لو فيه مشكلة حصلت مع زميلتها ف الأوضة يقومو هما الاتنين جايين و يبتدو يحكو. ف الفترة دي زميلتي ف الأوضة نقلت ليا مرض معين ف اضطريت ارجع ع البيت و اعاني لمدة كام اسبوع. مااا علينا.
عدى الشهر الأول، و فجأة لقيت البنت اللي كانت حصلتلها حادثة و سابتنا دي بتكلمني و بتقولي انها عايزة فلوسها، قولتها ليكي عندي كذة كذة، مقتنعتش و اتهمتني بإني نصابة و حرامية و لقيت مامتها جت الشقة ، بس المشكلة انها جت قبل م انا آجي. لما جيت ادخل لقيتها بتقولي انها مش هتدخلني لإن العقد ب اسمها و ليها حق انها تطردني من الشقة و بتاع. المهم بعد ما جبت صاحبة البيت و دخلت ابتدت تتهمني بإني خدت فلوسهم ف جيبي و طفشت البنت الرابعة اللي كانت معانا و خليتها متلاقيش سكن يا عيني. بعد ما خلصت وصلتها من الردح و قعدنا نتجادل شوية و اديتهم الفلوس و مشيت هي و بنتها، انهارت ف العياط و اتمنيت اني كنت مشيت م الشقة الغبرة دي.
مع بداية الشهر التاني، لقيت البواب عايز الشهرية ، ف سألت الجيران هي الشهرية قد ايه ف قالولي ان اللي معندوش عربية بيدفعله كذة. قومنا دفعناله  قاللنا انه عايز ضعف المبلغ ده ف قولتله مش هندفع اكتر من كدة، ف انفجر تقريبا و ابتدى ف الرايحة و الجاية يزعقلنا و يهيننا قدام زمايلنا. لحد دلوقتي مش فاهمة هو بيعمل ايه عشان يستحق ياخد شهرية بالحجم ده؟ ولا بيجيب طلبات ولا بيمسح السلم و كل اللي بيعمله انه قاعد ع الباب و ساعات مش بيكون قاعد كمان.
المهم البواب و مراته ف مرة اتهورو ومراته شتمتني بألفاظ بشعة وهو اتكلم معايا بطريقة خلتني اتصل بابويا و ابويا جاب اصحابه ف اكتوبر عشان يضربوه أو يعملوله محضر سب و قذف ـ ف لما لقوه راجل كبير قالولي خلاص اعدي الموضوع، ده غير ان بطاقتي كانت ضايعة ف مكنتش هعرف اعمل المحضر.
و ف خلال الشهر التاني ده حسيت قد ايه المكان اللي ساكنة فيه ده موحش، كنت بكره الشقة دي جدا، و بحاول اني اقضي ف الجامعة اكبر وقت ممكن لدرجة اني كنت ساعات برجع الشقة ع الساعة 11 بالليل. و للأسف الشارع بتاعنا ماكانش فيه محلات كتير و الدنيا بتكون ضلمة و مقطوعة.
و بعد ما عدى الشهر التاني اخدت قرار اني هسيب الشقة دي للأبد و مش هرجع اسكن ف اكتوبر تاني. كنت فاكرة القعدة ف اكتوبر هتخلي عندي وقت اكبر ف هذاكر اكتر، بس كل اللي جابتهولي هو المرض و العياط و الخناقات.
اكتشفت السنادي ان اي ضغط خارجي هيأثر عليا و على مستوايا الدراسي، لإني حتى بعد ما سيبت الشقة فضل مستوايا الدراسي وحش لإن نفسيتي كانت تعبانة و كنت حاسة اني لسة مضغوطة.
 الترم ده جبت فيه أقل GPA ممكن اجيبه ف حياتي، بجد وحش جدا.
لو حد بيقرا الكلام ده غير مس نسمة يعني، عايزة اقوله: متكملش ف اي حاجة خنقاك. أي حاجة تحس انك مش مبسوط بيها من الأول متدخلش فيها، اهرب قبل ما تحصل المصيبة و ميبقاش ف امكانك الهروب.
Run, run as long as you can. 

Friday, April 29, 2016

القطر (جوه واسع)

 تبقى واقف في القطر وتيجي محطة شبرا ، القطر مفهوش مكان حد يحط فيه رجله ، الناس فوق بعضها، الجو حر. لكن رغم كدا تسمع الصوت الي جي من بعيد بيهدي السيل الي داخل من الباب عشان ميدسوش على الناس الي قدام باب القطر ويقلولهم "جوه واسع" 
انت طبعا جوه بتقلهم فين الي واسع دا ، دحنا من كتر الزحمة كل واحد حاضن الي قدامه.
الغريب انه تقريبا بيدخل نفس العدد الي في العربية ، والعربية فعلا بتاخدهم. 
هل الضغط بيسبب الإنكماش ولا إيه متعرفش.
لكن القطر بياخدهم. 
الحقيقة إن فكرة الزحمة والحر والتعب  بعد يوم شغل طوي الي الناس شيفاه رغم كدا تلاقيهم بيحولوا يساعدوا بعض ويحتوو بعض. دا شئ غريب وأعتقد انه من مميزات المصرين.
المصرين عندهم قدرة غريبة على التأقلم قدرة أسطورية على التعامل مع الظروف وتحولها لنكتة. 
رغم الزحمة الأسطورية الي في القطر إلا إنك تلاقيهم قعدين يحكوا في حكاوي يقولوا نكت ، ويلعبوا كوتشينة.
شئ غريب لا يمكن تفسيره.
يمكن هو السبب الوحيد في بقاء الشعب دا على مدار آلاف السنين رغم الظروف الصعبة الي قابلته. 
ربما هو بيوحي ان الشعب دا فعلا فيه طاقة تحمل وطاقة للتكافل كبيرة. 
لكن على الجانب الآخر هو في نظري يوحي بسبب إن الشعب دا قليلا ما بيثور على الظروف السيئة ، الشعب دا بيرضى بأي حاجة وبيتأقلم عليها ، لدرجة إنه من الصعب جدا يثور ، ولما بيثور بيحاول يرجع بسرعة لحالة الإستقرار حتى لو كانت حالة سيئة. قدرته على تحويل الظروف السيئة لنكته خلته يتعود على الظروف السيئة ربما يعشقها.
-

عشان كدا كلمة "جوة واسع" دي بتحكي كتير فعلا عن طبيعة الشعب دا ، ولغته الغريبة الغير منطقية.
بتحكي عن قدرته على التأقلم وبتحكي بردو عن إستكانته للواقع ، لإن عمر محد منهم ثار عشان يزودو عربيتين في القطر عشان الزحمة دي تروح. رغم إن فيهم الي بيركب القطر من 30 سنة.

Wednesday, April 27, 2016

أستغلال حريمى

اتلو جميع الصلوات التى تعلمتها و التى كنت قد سمعت عنها و لم أجربها ، و أنا متجه نحو ذلك القطار ،لكن تردد تلك الصلوات أخذ يهدأ عندما علمت بأنه شبه فارغ ، لأن نسبة حصولى على كرسىّ شاغركانت كبيرة ، و قد كان .. بعد بحث دام لبضع دقائق ، و بعد أن كانت العربة مظلمة دب بها الحياة فأنارت ، و فى فرحة عارمة و صرخة المحاربين القدامى لفرحهم بالنصر دسست يدى فى حقيبتى لأخرج رواية بين القصرين لأبدأ بقرائتها .. لكن لا تدم الحياة لابن آدم حلوة ... امرأة لها طفلتين نظرت لى نظرة فهمتها أنا و علمت إلى ما ترمى ، "هنقف هنا يا بنات يلا" .. تتهاوى تلك الأحلام بداخلى لأننى أعلم ما ترمى له تلك المرأة ..
لماذا يصبح علىّ فى هذا الوقت أن أهب واقفاً معطيها مكانى لتجلس؟ .. و لماذا تفعل تلك النسوة مثل تلك الأفعال ؟ ... كنت قبل ذلك أقف لها ملتمساً العذر بعدم وجود مكان شاغر! لكن ماذا الآن ؟ .. تلك الأنثى ليس لها عذر..
- ما تقوم يابنى عشان الست دى تقعد!!
= القطر قُدام فاضى يا عمو!!! .. مش هقوم!

Monday, April 25, 2016

حويط يا أشرف
زمان لما كنت أجي أركب عربية و أنا رايح في أي حته كنت محترم و إبن ناس و مبأجريش و أتزاحم مع الناس و لما واحدة تيجي تركب ممكن أنزل عشان تركب هيا و كلام من دا. مؤخرا الدنيا اتشقلطت خالص. بقيت باقف في الموقف عيني في وسط راسي و مركز أخر حاجة. اول ما عربية تيجي من بعيد عيني تلمح النمر و أعرف هيا رايحه فين، أي حركه مريبة حواليه أو لو ناس معينة بدات تتحرك في اتجاه معين باتابعها و اعرف ايه مصدرها، الموضوع خطير!!! بس أنا مباعملش كدا من فراغ. مره كنت راكب في العربية و جات واحده ست تركب فنزلت انا عشان أعديها عشان متقعدش وسط الرجالة قوم أيه يا مؤمن انزل انا من هنا و يركب أخ تاني و ياخد مكاني و اتسوحت انا. الموضوع دا اتكرر معايا أكتر من مره بنفس السيناريو، ممكن يكون العيب مني أنا. ممكن برضه أني في الفتره الأخيرة بقيت باسافر سفر طويل و محتاج كل دقيقة من وقتي. الناس برضه سلوكها بينعكس علينا فلو حسينا ان حقنا بيضيع فأكيد هناخد قرار و لو منافي لأخلاقنا و عاداتنا.

..لأسباب متعددة ومختلفة قررت أمي توسعة غرفتنا في المنزل وإدماج جزء من "البلكونة" بها
وقد حدث بالفعل، وبعد إنهاء عملية الهدم والبناء وجدنا عصفورة لا تتوقف عن القفز وطرق الشباك، واكتشفنا ان كان لها عشًا في الجزء الذي أدخلناه إلی الغرفة
هل عادت العصفورة وأصرت علی الوصول لعشها لأن بناء عش آخر يحتاج الكثير من الوقت والمجهود؟ أم أن كان لها أبناء صغار تبحث عنهم؟ أم أنها أحبت عشها بذاته وتعلقت به؟
بعد وقت قصير، وجدنا بيض العصفورة في الغرفة، وفهمنا سر إصرارها على الدخول والوصول لعشها مرة أخرى،، 
ولكني لا أعلم،، هل ننتمي نحن لبلادنا لنفس السبب الذي تنتمي لأجله العصفورة لعشها؟؟
إذا كان الانتماء يعني الأهل والأحباب والجيران، فهل إذا سافرنا وأهلنا وأحبابنا إلى أرض جديدة لن نحن مطلقًا إلى هذه الأرض؟؟ ، وإذا كان انتماؤنا هو انتماء لذكرياتنا وطفولتنا، فهل يعني هذا أننا لن يربطنا أي شيء بهذه الأرض إذا لم نعيش طفولتنا بها؟ وإذا كان الانتماء هو شعور ينبع من امتننانا لمكان احتضننا وأكلنا من خيراته وشربنا من نيله وتعلمنا في مدارسه، فهل هذا يعني أننا يحق لنا عدم الانتماء إذا لم يعطينا الوطن حقوقنا؟؟ هل الانتماء لأرض فطرة جُبلنا عليها أم أنها حيلة ابتدعناها لأنها تعطينا شعورًا بالأمان نحتاجه ونسعى إليه؟؟
ليست أسئلة بغرض الجدال، ولكنها أسئلة حقًا لا إجابة لها عندي..
ربما ليس لهذا علاقة مباشرة باللغة التي تتحدثها المدينة، ولكني أحاول فهم طبيعة علاقتي بالمدينة حتى أستطيع فهم لغتها..

رجل المرور vs السواق .. مشهد يحمل الكثير لنا

كل الأيام أسير من نفس طريق العودة للبيت لكن المرة دي كان يوجد ما يثير الاهتمام في ميدان الحصري الذي يزخ بالبشر دائما... مجموعة من أمناء الشرطة بيصطادوا سيارات السوزوكي واللي واقف مخالف بيتاخد رقم عربيته وبيوفقوا كل من يحلو لهم وفي وسط المشهد كان في شرطي جالس على كرسي وبينظر لأحد السائقين باحتقارفتقدم له السائق ووقف أمامه كل منهما ينظرللاخر باحتقار فوقف الشرطي وكان على وشك أن يصفعه لولا تدخل بقية رجال المرور والأمناء وتجمع سائقي السيارات .. المشهد بيخلص لأني كملت طريقي ولكن هنا كانت الصورة اللي اتحفرت فينا كمصريين بتتمثل في أبشع شكل.. صورة رجل الشرطة اللي بيتحكم في المواطن واللي بيعذبه مش بس ماديا لكن معنويا .. صورة أنك فوق الاخر ..رغم كل ظروف السنين اللي فاتت لكن لا شيء تغير ويبقى الظالم ظالما فإلى متى تستمر الحياة دي والى متى يظل المجتمع غارقا في تلك الصور المشوهة ..
بيجي مشهد اليوم وصورة بتنبض بأسوأ مختصر لحال مجتمع المصري في القرن الواحد والعشرين .. الصورة دي انعكاس لثقافة ووعي اتربت عليه الأجيال المصرية في خلال العقود الماضية واللي ساهمت في صراع رجل المرور vs السواق .. هي اه عملت كدا من أجل بعض الأموال ولكن مثلت حال أطياف كتيرة من المجتمع اللي للأسف لم يتعلم جيدا ولم يثقف بثوابت الحياة الكريمة ..
المدينة تحمل لنا معاني وصور بائسة لجهل مستمر في طبقات المجتمع اللي مفروض يسموه  "المجتمع الغلبان " ..
  

Saturday, April 23, 2016

سؤال عن المدينة، بلا إجابة!

مشهد (1):
كنت أجلس في المقعد الأمامي في السيارة بجانب أبي الذي اصطحبني معه لإنجاز بعض الأعمال في مدينة أكتوبر، عندما شاهدنا عاملين من عمال النظافة يقفان على جانب الطريق المزدحم بالسيارات الغادية والرائحة، يرفع كل منهما يده إلى فمه ويخفضها بشكل متكرر. علق والدي: "شايفة اللي واقفين على جنب دول؟ بيحركوا إديهم بالمنظر دا بمعنى إنهم عايزين ياكلوا يعني، على أمل إن أي حد معدي يديهم حاجة. تلاقي بقى شاب من الشباب الصيع بتوع اليومين دول معاه عربية آخر موديل وفرحان بنفسه أوي يشاورلهم ييجوا وراه على جنب الشارع عشان يعرف يقف ويديهم فلوس، ولما يروحوا يفتحلهم المحفظة بتاعته ويوريهم إنها فاضية وإنه معوش حاجة عشان يديهم، متفهميش إيه اللي بيبسطهم في كده!" لم أصدق كلمة مما حكى والدي وأخبرته بأن من الممكن أن يكون قد أخطأ فهم الموقف لأي سبب، فإذا بي أرى أمامي أحد الشباب الصيع بتوع اليومين دول يقود سيارته الفارهة ويشير للعاملين ليتبعانه، أحدق النظر لأجد أنه يريهم محفظته الفارغة بالفعل، يتأمل وجوههم المستاءة ثم يركض بسيارته منتشيًا! ينظر والدي إلي ويتساءل: صدقتي؟ ولا أرد.

مشهد (2):
أشرت للـ "سوزوكي" الآتية والتي ستحملني من أمام مقر سكني حتى محور 26 يوليو حيث يمكنني أن أركب وسيلة أخرى لأصل إلى الجامعة. يقف العم العجوز الطيب سائق السوزوكي لأركب. في الطريق يحتاج السائق إلى إعطاء الباقي لأحد الزبائن ولا يجد معه "فكة"، فيقف جانبًا بجوار سيدة مسنة تبيع الجرائد ويطلب منها فكة عشرة جنيهات، فترد عليه قائلة: "لا معيش أي فكة، معيش فلوس أصلا، لسة واحد سارق مني خمسين جنيه، الباشا اللي معاه عربية مش عارفة بكام يسرق مني أنا خمسين جنيه، بيقولي معاكي فكة مية اديتله خمسين ولسة بدور على خمسين كمان لقيته طار، ربنا ينتقم منه."

مشهد (3):
كنت جالسة داخل سيارة "سوزوكي" مجددًا، لم يكن في السيارة غيري انا والسائق وراكب آخر يجلس على الكرسي المجاور للسائق، كان الراكب يتحدث مع السائق عما أظنه مواقف يصادفها بحكم ووظيفته التي لم أتأكد من طبيعتها بشكل قاطع من خلال ما سمعته. ليس هذا مهمًا على أي حال، المهم هو ما جاء على لسان ذلك الراكب: "الفلوس المزورة بقت كتير أوي ومنتشرة، والمزورين كمان بيعرفوا يصرفوا الورق المزور دا إزاي وفين بحيث يبقوا متأكدين إنهم مش هيتمسكوا، عارف بيعملوا إيه؟ يروحوا لعمال النظافة الغلابة دول، يقف بعربيته قدام حد فيهم مثلا ويسأله ملقيش معاك فكة مية يا حاج؟ يقله لا والله اللي معايا ميكملش مية، يقوله طب شوف كده هما كام، يطلع فلوسه ويعد يلاقيهم سبعين، يقول مش مشكلة هاتهم وخد المية المدام عايزة تدي للأولاد حاجة، وطبعًا العامل المسكين يتبسط! يبقى العامل من دول معاه مية وخمسين ولا متين جنيه يتبدلوا بورق ولا ليه أي قيمة."
...

على الرغم من احتمالية وجود سيناريو يقول بأن المحتالين في المشهد الثاني والثالث ليسوا أثرياء بالفعل وإنما يقومون بعملهم ضمن تشكيل عصابي محترف يستخدم الثراء ليقتل شكوك الضحية، فإن هذا لا يبرر اختيارهم لتلك الطبقة الفقيرة لممارسة ذلك العمل! لماذا لا تختار غنيًا لن يؤثر فيه مبلغًا صغيرًا تسرقه؟ لماذا لا تقود سيارتك باتجاه "هايبر وان" القريب منك وتشتري ما تريد وتدفع نقودك المزورة وتمضي باحتياجات بيتك الأسبوعية المجانية؟ لماذا تختار العامل البسيط الذي لا يملك سوى مئة جنيه يصرفها على احتياجاته واحتياجات أسرته لشهر كامل وتقرر أن تأخذ هذه المئة منه؟ لماذا لا تحاول أن تكون أكثر إنسانية في احتيالك؟ لماذا لا تكون محتالا فقط بدلا من أن تكون محتالا وقذرا في نفس الوقت؟!

أما إذا استبعدنا هذا السيناريو، ونظرنا للمشاهد الثلاثة كما تبدو، فسنجد أنه في جميع المشاهد كان الغني يمارس سلطته وسطوته على الفقير بدون سبب واضح! شاب يُمنّي فقيرًا بإعطائه مبلغًا من المال ثم لا يعطيه شيئًا، فقط ليرى وجهه لحظتها! شاب آخر يسرق خمسين جنيهًا لا يحتاجها من سيدة تتعب لتحصل على ذلك المبلغ، فقط ليثبت لنفسه أنه قادر على فعل أي شيء دونما محاسبة من أحد! رجل يختار مسكينًا لا يعرف المحاكم والقضايا ليمرر من خلاله عملات مزورة دون تفكير في الضرر الذي سيلحقه تصرفه هذا بالرجل وأسرته أسابيعًا كاملة! ما الذي تقوله المدينة لهؤلاء الأغنياء لتجعلهم يرون في الفقراء صيدًا أو لعبة يتسلون بها؟ ما الذي يجعل الغني يتعامل بمبدأ "القوي يأكل الضعيف" وهو يعيش في مجتمع لا يستغني عن وجود أولئك الفقراء، فقير يخبز له وآخر يصلح سيارته وثالث يتولى أعطال حمام منزله ورابعة تعتني بصغاره عندما تغادر زوجته المنزل وخامسة تطهو له وسادسة تغسل ملابسه، ... إلى آخر الاحتياجات اليومية التي لن يستطيع توفيرها بنفسه؟ ماذا في خطاب المدينة يجعل الغني قادرًا على عزل مشاعره ببراعة ومنع عقله من أن يتخيل نفسه مكان من يمارس عليه قوته؟ فكرت في الإجابة طويلاً، والواقع أنني لم أجدها! 

Saturday, April 16, 2016

عن سنوات الغربة الأولى .. ۱

"أثقل ما في السفر أن فيه فراق الأحباب"
أمام العمارة التي يُفترض أن أسكنها بدءًا من اليوم، تجلس أمي في السيارة وتبكي، أقف أنا أمام السيارة وأبكي أيضا. كانت لحظة الوداع إن صح التعبير. في الغد أبدأ أول أيام الجامعة وفي الغد أبدأ حياةً جديدة بعيدةً عن أهلي وأصدقائي. لكنّ أمي لا تريدني أن أذهب، لا تريد حتى أن تنزل من السيارة لتودّعني، وعليه فإنها تبكي وأبكي أنا أيضا. في الأعلى، كان هناك مجموعة من الغرباء يحاولون تهدئتي. سألني أبي للمرة الأخيرة: "متأكدة إنك مش عايزة تروّحي معانا وترجعي كليتك؟" -"أيوة"، أجبت من وسط دموع وشهيق.
حسنا، هكذا كان يومي الأول في حياتي الجديدة. قاطعتني أمي أول شهر من الجامعة؛ لم تكن تريدني أن أبتعد عنها بأية حال وأخبرتني خالاتي فيما بَعد أنها قضت هذا الشهر بأكمله باكية، تبكي على فراشها وتبكي على طاولة الغداء وتبكي في المطبخ! أما أنا، فكنت أتحسّس بأناملي حياةً جديدة لا أدري عنها شيئا. أنا، الفتاة المُدللة التي يُنجز لها والداها كل شيء، سأواجه الآن الحياة وحدي! بدأت الصعوبات في الظهور من أول يوم، تنبّهت فجأة لحقيقة أنني سأسكن الغرفة وحدي. في بيتنا هدّ أبواي جدارًا يفصل بين غرفتين كبيرتين لتَسَعاني أنا وإخوتي، لم يتناقشا أصلا في أن يفصلانا عن بعضنا البعض. الآن سأنام وحدي، بلا إخوتي وبلا أبَوَي. فتحتُ باب الغرفة، أشعلت كل الأضواء، أدرت القرآن بجانبي، واستغرقت في النوم. عند الفجر استيقظت ولم أستطع النوم ثانية. في الغرفة المجاورة كانت تجلس والدة صديقتي التي قررت أن تظل معها في أول أيامها بالغربة. جلستُ وقبل أن أنبس بأية كلمة سألتني بتلقائية: "شروق، انتي كان فيه حد بيحكيلك عن العفاريت وانتي صغيرة؟" بعد أيامٍ قليلة علمتُ أنها محقة؛ لم تكن المشكلة أنني لم أعتد النوم وحدي ولكن المشكلة الحقيقية أنني أخشى العفاريت!
بالطبع كان هناك من يحكي لي عن العفاريت وأنا صغيرة .. أعني، من الذي لم يُحكَ له عن العفاريت صغيرا؟؟ لكنّ جدتي لا يمكن أن تكذب أبدا. هي أخبرتني أن "الندّاهة" أخذت جارهم يومًا ولم ترده للحياة ثانية، أخبرتني أيضا عن جارهم العجوز الذي رآه جدي وهو عائدٌ من عمله ليلا وألقى عليه التحية وتحدث معه، ثم اكتشف في اليوم التالي أنه ميت من خمس سنوات!
بدأ عهدي مع الكوابيس، تعثّرت أيامي بسبب أنني لا أستطيع النوم ليلا وإن نمت أستيقظ فجأة على كابوس وأصوات أقدام تسير في الشقة. لم أكن أريد أن أُفصِحَ عن الأمر أو أطلب المساعدة؛ فمن يسكنون معي غرباء أولا وأخيرا، ثم أن لا ذنبَ لهم في أنني أخشى العفاريت. لكنّ ذلك الكبرياء كله خانني يوما ما، عندما رأيت كابوسا شعرت أنه حقيقي فأخذت وسادتي وغطائي وسِرتُ إلى الغرفة المجاورة في خجل .. "مُنى .. هو انا ممكن انام جنبك؟ أنا مش عارفة أنام في أوضتي .. "
لا أعلم إن كنتَ انتبهتَ أم لا لحقيقة أنني لم أتحدث إلا عن مشكلة واحدة بَعد .. لكن ماذا عن الحياة نهارًا؟ ماذا عن الطعام؟ المواصلات؟ الغسيل والتنظيف والطبخ؟ حسنًا، ربّما أعرض كل هذا في المرات القادمة. سأُطلعكَ معي يا عزيزي –واسمح لي أن أفترض أن هناك من يقرأ هذا أصلا- على الظروف التي ساهمت في تشكيلي على مدار ثلاث سنوات في تلك المدينة الكبيرة التي لا أدري عنها شيئًا، وكيف تحوّلتُ من تلك الفتاة المُدللة التي أعطت سائق التاكسي مرةً خمسين جنيها من الحصري للجامعة فقط لأنه طلبها، إلى هذه المرأة الكبيرة التي تتسوّق كل أسبوع وتتقاتل يوميا مع سائقي الميكروباص ..


Thursday, April 14, 2016

أطفال؟

و انا بعدي كل يوم على كوبري من الكباري ف طريقي من الجامعة للبيت، بشوف أب واقف هو و اولاده بيبيعو مناديل و حاجات تانية علي الكوبري. الغريب هنا ان ساعات مش بيكون فيه زحمة و العربيات بتكون ماشية بسرعة و بلاقي الأطفال واقفين بردو بين العربيات و مش خايفين سواق حمار يدوسهم وابوهم سايبهم كدة ومش خايف عليهم.

قعدت أفكر ف حالهم، و ايه اللي ممكن يخلي اب يعرض حياة اولاده للخطر كدة؟ الفقر يمكن؟
مش بحب افتي ف حاجة مجربتهاش، مش قادرة اقول ان مهما كان مستوى فقرهم مينفعش يعمل ف اولاده كدة، لإن يمكن الفقر بيخلي الانسان يفقد عقله و يخليه يفكر ف اللقمة اللي هيجيبها لأولاده قبل ما يفكر ف سلامتهم.

و بعدين فكرت، هل ممكن ان ده ميكونش ابوهم و دول يكونو اطفال شوارع هو مسرحهم زي ما بنشوف ف المسلسلات و الافلام؟
ف كلتا الحالتين ، الأطفال دول ف حالة يرثى لها، و يستحقو ان الدولة تهتم بيهم. 

Wednesday, April 13, 2016

الحياة في القرية

الحياة في القرية كانت اجمل واهدى من الحياة في المدينة، في القرية كنت بعرف استمتع بالهدوء في الوقت اللي بحتاج فيه للهدوء، كنت بخرج اتمشي الي مكان ما وسط الارض الزراعية -اللي ندمان اني ماتعلمتش فيها الزراعة- كنت ومازلت بحب اللون الاخضر كان بيبهجني ومازال، كنت الارض بتوفرلي متعة شمس الشتاء اللي الواحد بيتحرم منها ف المدينة، كنت بقعد في الشمس وسط اللون الاخضر حواليا في كل مكان من غير تليفون ولا اي حاجة، كنت بحب اقعد كدا اتفرج علي الارض وعمري مافكرت في السبب اللي كان بيخليني اعمل كدا بس الموضوع كان مريح جدا للنفس. في القرية كان فيه الذرة المشوي بايدينا انا واصحابي والفريك المشوي ومتعة اننا ننزل ارض حد مننا وناكل فيها ما يصلح للاكل ليلا بردو ذكري مبهجة جدا بالنسبة ليا، اكلنا خيار من الارض وشوينا الذرة في الارض وكل الحاجات المبهجة دي كانت في القرية. 
في مرة من ضمن المرات رحت عند عمتي في المدينة اقعد اسبوع، كنت طفل حوالي 4 سنين ف بعد 3 ايام قلت لعمتي انا عايز اروح ف سألتني ليه فكان الرد صادم جدا وبرئ بردو قولتلها "بيتكم مفيهوش تراب العب فيه"، لحد قبل اللحظة دي عمري مافكرت في الرد دا وكنت دايما افتكره واضحك واعدي بس دلوقتي فكرت طيب احنا بيتنا ف البلد كان بيبقي نضيف جدا، اعتقد ان الفكرة كانت بتتمحور حول الخروج من البيت، ف القرية كنت بخرج والعب مع الناس اللي من سني العب الملك الصالح واجري حافي علي التراب والاسفلت غير سامحا لاحد بامساكي علشان اكون الملك الصالح والعب بلي والعب استغماية وكهربا، دي الالعاب المتضمنة للتراب جواها بس كانت ممتعة وكنت بحبها. 
كبرنا شوية والالعاب دي بقت صغيرة علينا ف كنا من فترة للتانية انا واصحابي نلعب الالعاب بعد الناس ما تنام، بس مشكلتنا كانت في وجبة العشاء اللي بنتجمع عليها في غير مواسم الذرة والفريك، كان فيه سؤال دائما بيتسأل هناكل ايه والمشكلة هنا كانت في محدودية الاختيارات ف كانت الاجابة دائمة وثابتة (جبنة وشيبسي وتونة وحلاوة طحنية) من عند عمك عزوز هو الوحيد اللي ممكن نخبط عليه ويصحي. 
تبا للاندال كم افتقد صحبتهم وتجمعهم، صدقا افتقد حياة القرية.

Sunday, April 10, 2016

أنت متحرش إلي أن يثبت العكس

من المواقف الظريقة - AKA المنيلة بستين نيلة- إن حظ أي بنت يقع جمب راجل ف المواصلات .. ويا سلام لو الطريق طويل بتاع اربع ساعات مثلا. تحس إن البنت دي وش زعلت مامتها قبل ما تنزل.

أكيد مش كل الرجالة وحشين ولا كلهم نيتهم وحشة لما يقعدوا جمب بنت. وأكيد إن فيه نسبة كبيرة كويسة وبيراعوا الناس في الأماكن العامة. بس خلونا نتكلم ع النسبة التانية اللي محتاجة تتحط في محمية ويتزقّلوا كل يوم الصبح بالطوب.

"المتحرشين"

يعني أنا عن نفسي مش هخبي ولا هداري ولا مش هقول إن المواصلات دي حاجة قذرة ف البلد دي ، مش بس علشان الزحمة والقرف وقلة الأدب بتاعة السواقين والمجتمع عموما .. لكن نسبة كبيرة منها بسبب فعلا التحرش. أو اللذة الغريبة غير المبررة اللي بينولها كائن من مجرد إنه يزنّق ف بنت أو يحاول يلمس كتفها مثلا. اللي هو ببقي نفسي أقولهم " وحياة أي حاجة غالية عليكم ، قولولي بس انتو بتنولوا ايه من حاجة زي دي ؟!!!!" يعني بجد فين اللذة ؟!! فين الانبساط ؟!! فين أي زفت علي عينيكم بتاخدوه لما بترخموا علي واحدة منفسهاش غير تتنيل تروّح لأهلها ومش هتخرج لأهاليكم الشارع تاني ؟!! يعني إنت لما تلزق كتفك ف كتف بنت .. فين السعادة في كدا ؟! بجد فين ؟! بجد والله أنا بسأل بجد ، والله نفسي أعرف! يعني أنا آخر معلوماتي عن الحاجات دي هي إن الـ intimacy هي المسئول بشكل كبير جدا عن إفراز هرمونات السعادة .. الـ intimacy اللي هو القرب ، اللي هو المشاركة ، اللي هو حاجة بتتطلب اتنين يكونوا موجودين بروحهم وقلبهم علشان دوبامين حضرتك يتنيل يُفرز، فتتبسط ، فيبقي فيه معني للفعل اللي انت عملته دا. لكن دي واحدة عمرك م شفتها ولا هتشوفها تاني ولا فيه بينكم أي زفت intimacy ولا حتى طايقة خلقة حضرتك. فبالله عليك جاوبني .. " فين الحاجة الحلوة في القرف اللي بتعمله دا ؟!!! "

يعني مرة من المرات المقرفة اللي ركبت فيها "تُمناية" فيه واحد ركب جمبي ، ونظرا لإن العربيات دي مساحتها صغيرة جدا بس السواق هيركب تلاتة جمب بعض عافية ، اللي راكب جمبي كان لازق فيّا اضطرارا. مش دي المشكلة ، المشكلة إن الشخص دا دخل ايده من تحت رجله وكان بيحاول يلمس رجلي بصباعه !! يعني هو فعلا تحمل مشقة اللفة الطويلة دي وإنه يداري علي نفسه علشان محدش يشوفه لمجرد إن صباع واحد من ايده يلمس هدومي !!! والله العظيم في اللحظة دي أنا كان نفسي أ pause المشهد وأقعد أضحك لحد م اتقلب علي ضهري وأعيط من كتر الضحك وأموت بعدها مثلا. علشان تبقي آخر حاجة شفتها ف حياتي تكون بالكوميدية دي! يعني أنا فعلا في اللحظة دي مكانش شاغل بالي غير إني أوقف كل حاجة واسأله وأقوله ، انت بجد ايه الحاجة اللي بسطاك في الموضوع دا ؟ فين الرضا اللي بتنوله يعني ؟ شاورلي بس ع الحاجة اللي هتخليك تروح تنام وابتسامة عريضة موجودة علي وشك ؟! 

من أكتر لحظات حياتي سعادة بتبقي لما أقفش واحد من دول وأزعقله بصوت عالي ، وأسيب الناس اللي في المواصلة معايا يمسكوه هم يكملوا عليه. مرة واحد حاول يزنّق عليا في ميكروباص ، قمت كلّمته بصوت عالي وقلتله "لو سمحت سيب مسافة بيننا" الميكروباص كله لفّله وفضلوا طول الطريق عينهم عليه. 

مش هنكر برضه إن ساعات كتير الواحد من دول بيبقي حويط جدا ، فبيعمل اللي هو عاوزه بس من غير م يخلي البنت متأكدة من حاجة ! جبروت يعني .. اللي هو البنت حاسة إن فيه حاجة غريبة بتحصل ، بس لما تبص أو تحاول تتأكد بتلاقي جمبها ملاك بجناحين! أنا ساعات في المواقف دي كنت ببقا محتارة أعمل ايه ؟! يعني ممكن الشخص اللي جمبي دا يكون شخص مش غرضه أي حاجة ، هو بس بيتصرف بعفوية ويمكن مش في باله أي قرف من دا ، فأنا لو زعقتله هسببله إحراج وأذى ع الفاضي. وممكن دا يخليه يكره البنات والمواصلات ، فأكون خلقت شخص عنيف في المجتمع ممكن يتحول تدريجيا لمتحرش حقيقي لمجرد إني فسرت شوية حاجات بطريقة غلط :'D ، فبكتفي بإني كل شوية أتقوقع في الركن اللي أنا فيه وأبعد عنه علي قد م أقدر. 

وكذا مرة كنت أبقي علي وشك إني أمسك الواحد من دول أخليه يلعن اليوم اللي اتولد فيه ، وأقف ف آخر لحظة واستحمل لحد الطريق م يخلص لمجرد إني مبقاش ظلمت بني آدم ع الفاضي. 

بس لحد قريّب يعني توصلت لوجهة نظر جديدة ، وهي إن حسن نية اللي أدامي مش هيبرر أي حاجة مريبة تصدر منه. لأن موضوع التحرش دا انتشر بما يكفي على السوشيال ميديا وعلى أرض الواقع وبقا كل الناس عارفة إن فيه قرف وزفت بيحصل في المواصلات للبنات. فبقا فرض عين علي كل "ذكر" يقعد في مواصلات جمب بنت، إنه ياخد كافة الاحتياطات اللي تخلي البنت اللي جمبه تحس بالأمان. وبقا من حق أي بنت ، مجرد م تشك في اللي جمبها ، أو حتي تلاحظ إنه واخد راحته ف القعدة زيادة عن اللزوم وجاي عليها، إنها تهزقه بكل الطرق الممكنة أدامها. 

والحاجة اللي وصلتني لوجهة النظر دي يعني هو الجزء المحترم اللي اتكلمنا عنهم ف الأول ، لأني زي م ساعات ربنا بيحط ف طريقي ناس مقرفة زي دي ، بيحط ف طريقي ناس كويسة بتراعي اللي حواليها وبتتفهّم القرف اللي البنات بتتعرضله في المواصلات فبيحاولوا هم من نفسهم يسيبوا مسافة وميزنقوهاش لحد ما تبقي هتفتح الشباك وتطلع تقعد فوق الميكروباص مثلا. الناس دول الواحد بيحس ناحيتهم بالاحترام والامتنان إنهم بيرجعلونا شوية ثقة من اللي الجزء التاني بيكفّر اهلنا بيه. 

فـ يا حضرة "الذكر" لما تلاقي نفسك قعدت جمب بنت ، يا ريت تحترم وتقدر المكان ، وتحاول تديلها مساحتها ومتجورش عليها ، ورجلين حضرتك يا ريت الزاوية بينهم متزيدش عن 30 درجة ، مش لازم حضرتك تفرد رجلك وتاخد راحتك وهي تلزق رجليها ف بعض وتطلعهم من الشباك مثلا علشان تسيب لحضرتك مساحة. ومش دايما بيبقي معاها شنطة ينفع تحطها بينها وبين حضرتك علشان تفتكر إن لمجرد إنها قاعدة ع الكرسي المخصص ليها اللي هو - سبحان الله - بالصدفة طلع لازق ف كرسي حضرتك ، يبقي دي إشارة منها إنك تتحرش بيها. 

وزي م الناس بقت بتكتب كلام كتير عن حوادث الخطف اللي بتحصل اليومين دول وتقول متثقوش ف الناس أوي ، وإن الشخص اللي عاوز يساعد محتاج ياخد باله بالطريقة اللي هيعرض بيها ويحاول بكل طاقته ميبقاش مريب. فدا بالظبط اللي مفروض كل الناس تعمله في المواصلات. 

لأن فعلا أنا - وأنصح إن البنات يعملوا كدا- هنتعامل معاك كمتحرش لو مأثبتش حسن نيتك بالأفعال. ... 

Saturday, April 9, 2016

لعلي أكون بخير يوما ما

كل ما أروح عند محل فالح أبوالعنبة في الحي السابع ف أكتوبر دونا عن أي محل او مكان تاني .. باستشعر الرضا والارتياح ف وشوش الناس اللي شغالين هناك وبتمني اسالهم إذا كانوا فعلا مرتاحين زي ما أنا متخيل ولا .. ببص علي  الناس كتير وبقي عندي طرقي في أني اعرف إذا كانت الابتسامه مصطنعة ولا حقيقية .. إذا كانت طالعة من القلب ولا بتحاول تنسي حاجة مضايقه صاحبها .. خايف بس أكون مخدوع ف الناس اللي أنا فاكرهم كويسين من كتر م المواقف كانت غريبة وبتثبتلك أن مفيش حد مرتاح .. وتحولت الرغبة ف ان الحال يتصلح إلي يأس وتشبث بأمل كاذب وناب عن الأمل الكاذب التسلي بأن الدنيا كده ..
ببص ف وشوش الناس دي وبتمني أنهم يكونوا كويسين فعلا .. لان لو هم كويسين ف لسه فيه فرصة أني أبقي كويس .. لأاني في عامي الثالث من الجامعة ما زلت عارف أني مضايق مازلت عارف أني مش مرتاح كل يوم وأنا رايح سريري .. مازال الألم في صدري ومازالت المرارة في فمي .. كيف عرفت أني مش كويس .. لأني جربت هذا الشعور من قبل ومازلت أذكره ولا سبيل إليه الآن .. ف اتمني أن يكونوا بخير لعلي أكون بخير يوما ما. 

Friday, April 8, 2016

(for granted) مسلَم بيها

فيه حاجات كتير ف حياتنا كطلاب ف جامعة الزويل بناخدها كأشياء مسلّم بيها عشان اتعودنا عليها. من أبسط الأمثلة: باص الجامعة اللي مبعرفش قيمته غير و انا مروحة بالليل و شايفة الناس ف اتوبيسات النقل العام مخنوقين، منهم اللي واقف مش قادر يقف  ومنهم اللي قاعد و نفسه يوصل بسرعة لبيته ، وكل ده و انا ف الباص مرتاحة و قادرة اضحك و اهزر و ارغي. الباص ده بيحمينا من المرمطة والله.

مثال كمان وهو جيمنازيوم الجامعة وترابيزات البينج بونج :"D  كنت بلعب تايكوندو قبل كدة ، وطول حياتي الرياضة كانت حاجة مهمة بالنسبالي ، و وجود حاجة زي الجيم ببلاش كدة بتخليني اقول الحمد لله علي نعمة الجامعة، و بقعد اتريق على اخويا لما الاقيه بيدفع فلوس عشان يروح الجيم.

بس اكبر نعمة لازم احس بيها اني ساكنة مع ابويا و امي و مش ساكنة ف اكتوبر :") يعنى ارجع البيت الاقي الأكل جاهز و البيت نضيف و أجواء مهيأة للمذاكرة. لما كنت ساكنة ف اكتوبر الترم اللي فات كنت بضطر اطبخ و اغسل مواعين و انشر غسيل و استحمل زمايلي ف السكن اللي بيرمو زبالة ع الأرض ، وفوق كدة كنت ارجع انام و مذاكرش حاجة. كل ده كوم و المشاكل اللي حصلت كوم تاني. يللا ربنا ما يعودها أيام :D 

Thursday, April 7, 2016

هى حاجة بسيطة أوى وقد تبدو لناس كتير جدا مش مهمه..بس هى بالنسبالى حاجة غريبة .. ان دايما لما بكون زهقان أو عليا أعباء كتير مش بهرب انى أروح افتح اللاب أو افتح الموبايل أو اكلم حد معين .. كل ده مش بيجيب معايا تأثير كبير .. الى بيجيب معايا تأثير كبير انى ممكن أنزل بليل أوى .. اروح مكان بحب أقعد فيه .. اشرب عصير .. ابص للسما .. اشمعنا لما بكون زهقان بحب أخرج لأماكن معينه مش مثلا مجرد انى أزور حد بحبه او اتفرج على فيلم .. اكتشفت ان المكان هو ليه تأثير كبير فى شخصيتى ومودى .. وان الاماكن الى بحب أزورها وانا مضايق هى بالظبط زى حضن أمى الى بيضمنى لما بكون زهقان وزعلان. المكان مش مجرد جماد .. المكان له مشاعر زينا بالظبط .. ودايما فى حالتى بيكون هو منبع الحنان الى بيدينى كل حاجه انا مفتقدها


أستيكه و قلم رصاص
الأستيكه يا مؤمن اللي كنت باشتريها بجنيه و نص ولما بتكون غاليه بتكون بإتنين إلا ربع، دلوقتي و إذ فجأة بقت بتلاته جنيييه وووو نص. تخيل يا مؤمن؟؟؟!!! النص بالنص.

أكتوبر عموما الأسعار فيها غاليه، تكونش بلد سياحي وأنا مش عارف؟؟ أنا تقريبا معدتش باشتري حاجه من أكتوبر غير الأكل.  المكتبه اللي بأشتري منها احتياجاتي موجوده في مكان زحمه و قريب من الطلبه فعشان كدا عليها طلب كتير. طيب ، هل دا كان السبب في ارتفاع الأسعار؟؟ بغض النظر عن الجشع، فالراجل صاحب المكتبه مأجر المحل من راجل عنده أولاد بيحتاجوا يشتروا حاجات من المكتبه. قوم إيه يا مؤمن، الراجل يأجر المحل بسعر كبير، فتك بقي و كدا، وبعدين ما الراجل اللي مأجر عاوز يكسب فيقوم يغلّي الأسعار  فالعيال تشتري بسعر عالي. خوود باليمين و هااات بالشمال. إحنا اللي بنعمل في نفسنا كدا تقريبا. مش معنى كدا ان المؤَجر دايما هو اللي غلطان. مهو لما يأجر محل بسعر مش اللي هوا و يدخل المكتبه يلاقيها خلية نحل بالإضافه إلي الأسعار العاليه فلازم ينوبه من الحب جانب. ممكن نطبق نفس الفكره علي كل محل بيبيع سلع إستهلاكيه من اللي الناس متقدرش تستغنى عنه.  الرفق مطلوب في كل مناحي الحياه و الكسب بالمعروف هيحل مشاكل كتير جدا. لازم الناس تحس ببعض عشان يكون فيه حل جذري للمشكله دي. 

Wednesday, April 6, 2016

أخبارك؟ عامل ايه؟ بخير؟ ... الحمد لله

          البروتوكول هو مجموعة من القواعد يتم الأتفاق عليها تستخدم في تنظيم عملية الأتصال بين كيانات او انظمة مختلفة. البروتوكول الأجتماعي علي سبيل المثال يستخدم بين "الآدميين" ومن المفترض ان هدفه هو تسهيل عملية التواصل، لكن خللاً ما قد حل بهذا النظام! من المفترض ان تبادُل عبارة "مع السلامة" او ما يعادلها بين اطراف المحادثة هو البروتوكول المستخدم لأنهائها! لا أعلم لماذا يصر البعض علي تبادل الكلمة لأربع مرات علي الأقل وغالباً تكون تلك نقطة بداية محادثة جديدة بدلاً من انهائها! يكفي أن تبدأ المحادثة بـ"السلام عليكم .. كيف حالك؟" لا داعي للسؤال عن جميع افراد العائلة والأصدقاء والمقربين وأولاد الجيران!

          لا يمكنني تحمل مكالمة تليفون تزيد عن دقيقة واحدة؛ الدقيقة تتكون من 60 ثانية كاملة وهو زمن مناسب جدا لكافة الأغراض العملية؛ يمكنك في غضونها أن تأخد نفساً عميقاً، عميقاً جداً! أن تغسل أسنانك او تقلم أظافرك، أن تلعب مباراة في الشطرنج (إذا كنت من هواة اللعب السريع) أن تقرأ شيئاً مؤثراً في التاريخ مثل خطاب اينشتاين-زيلارد، او شئ لا قيمة له كهذه التدوينة. لدي خدعة صغيرة استخدمها لتفادي هذا النوع من المكالمات الذي يضيع أكثر من دقيقة؛ أضع الهاتف فقط بعيداً عن أذني وأكمل حياتي بشكل طبيعي. أحتاج فقط بأن اقرب الهاتف من أذني بين الفينة والأخرى لأردد عبارات مثل "تماماً .. أسمعك جداً .. بالفعل بالفعل"

سألتني والدتي أحدي المرات عن أدائي في أختبار الأمس؛ استغربت السؤال واجبتها بأن لم يكن لدي أختبارات "لكنك أجبتي بنعم عندما هاتفتك بالأمس" قالتها وعلامات الفهم بدأت ترتسم علي وجهها فايقنت بأنها قد استنتجت خدعتي الصغيرة. علي الآن ان استمع الي مكالمتها بالكامل فقد بدأت تتأكد كل بضع ثواني بأني استمع جيداً واحياناً تطلب منني أن اكرر ما قالته لتتأكد، حتي جزء النصائح العشرة التي احفظها عن ظهر قلب! وجدت شيئاً جديداً أفعله خلال تلك الدقائق وهو التفكير فيما يمكنني أن افعل خلال دقيقة واحدة...

في اختلافنا رحمة .. بس مش أوي

"ثم وصلت إلى مدينة مصر، وهي أم البلاد، وقرارة فرعون ذي الأوتاد، ذات الأقاليم العريضة والبلاد الأريضة، المتناهية في كثرة العمارة المتناهية بالحسن والنضارة، ومجمع الوارد والصادر، ومحل رحل الضعيف والقادر، وبها ما شئت من عالم وجاهل، وجاد وهازل، وحليم وسفيه، ووضيع ونبيه، وشريف ومشروف، ومنكر ومعروف، تموج موج البحر بسكانها، وتكاد تضيق بهم على سعة مكانها وإمكانها. شبابها يجد على طول العهد، وكوكب تعديلها لا يبرح عن منزل السعد."
ده كان وصف ابن بطوطة –الرحالة الشهير- لمصر، مش وصف حد من القرنين اللي فاتوا زي ما كان ممكن تفتكر لو مكتوبة بلغة أسهل شوية.
قال كمان: "وأهل مصر ذوو طرب وسرور ولهو. شاهدت بها مرة فرجة بسبب برء الملك الناصر من كسر أصاب يده. فزين كل أهل سوق سوقهم، وعلقوا بحوانيتهم الحلل والحلي وثياب الحرير وبقوا على ذلك أيامًا".
في التكليف الثالث، لفت نظري جدًا تشابه تاريخنا على مر العصور.. يعني لو قريت فقرة (أو سمعت أغنية) عن تاريخ فترة ما في مصر ممكن جدًا تفتكر انك بتقرا عن حاجة معاصرة. بلال فضل دايمًا بيستخدم ده في مقالاته.. يكتب حاجة وانت تقراها وتتحمس، وفي آخر المقال يقول انه نُشر في 2008 مثلًا وما زال صالحًا للنشر (طبعًا ده إطار زمني أقل كتير من اللي قصدي عليه، بس هو بيحصل). الجدير بالذكر بقى ان التشابه ده ممتد ليشمل التركيب الاجتماعي للشعب كمان، و إن يعني المصريين قدروا محافظين على بعض صفاتهم وصفات مجتمعاتهم، لو ما كانتش الصفات دي بتورّث فغالبًا فيه حاجة فريدة جدًا خلتنا بنقدر نعيد نفسنا، ممكن مثلًا تكون هي أهمية التواصل بيننا (تقديرنا للعِشرة يعني) واننا بنعيش مع أهلنا فترة كبيرة فبنشرب منهم.. مش عارف، حاسس ان الموضوع ده شيّق جدًا ويستحق الدراسة لأي حد عنده ميول علمية.. سواء كنت من هواة الاختزالية أو الكلّانية (reductionism أو holism).
المهم، أنا عايز أركز على صفة من الصفات دي هنا، وهيّ التنوّع ووجود النقيض دايمًا في القاهرة. ده ظاهر جدًا في مدينتنا كل يوم وفي أحياء معينة مثلًا، الزمالك وبولاق زي ما يوسف كان كتب، والمعادي وغيرها. يمكن يظهر في الأحياء دي اختلاف المستوى المادي، بس مش بس المستوى المادي اللي مختلف في القاهرة.. كل حاجة تقريبًا. العِمارة مختلفة، الروح مختلفة، طبيعة الشوارع وأساميها كمان مختلفة، نسبة السعادة.. الفكر كمان مختلف جدًا. والأخلاق والمعايير الأخلاقية كمان.. ودي أكتر حاجة مش متأثرة بالمستوى المادي. أيام الثورة كان "همّا مين واحنا مين" من أكتر الحاجات المنتشرة، بالذات النسخة الفلّاحي اللي اتصورت في التحرير. أنا شايفها بتعبّر جدًا عن الاختلاف ده، اختلاف أكبر من حكام ومحكومين كمان.. واختلاف لو لم يُطوّع مظبوط، هينتج عنه كمية من القهر تليق بـ"القاهرة"، كما هو الحال يعني. إن شاء الله لينا كلام على النقطة دي تاني.. وإن شاء الله مصيرنا نوصل للأسباب الأوليّة اللي مخليّة شعبنا كده، يمكن نقدر نريّح الأجيال الجاية.

البنات والعجل

احنا مش هنختلف على جزء مهم جدا وهو ان احنا في بلد مش بتحترم اي حاجة البنات بتعملها او مش بتثق فيها وديه حاجة احنا بنشوفها على طول يعني لو راكب مع سواق تاكسي وشاف حد مش عارف يسوق هيقولك "ديه أكيد واحدة ست!" من غير حتى مايفكر يتأكد!
نيجي لنقطة تانية بقى ركوب العجل, ركوب العجل في مصر اصلا كارثة الشوارع مليانة حفر والطريق مش متساو, ده غير ان مفيش اضاءة كافية عشان تشوف الحفر ديه فبتبقى راكب العجلة كأن حد قاعد بيعذبك, تبقى سايق بسرعة وتلقيك نزلت في حفرة فتقوم ناطط من على العجلة ده غير بقى انك بتضطر تبص يمين وشمال في طريق اتجاه واحد وهي ديه المعجزة المصرية. تخيل بقى ركوب العجل بالمنظر ده بالاضافة ان اللي سايقة بتبقى بنت, وفي الحالة ديه بتبقى الناس واقفة كده وبيقولو لبعض لا تخرج قبل ان تقول سبحان الله.
يعني هي بتبقى سايقة في امان الله على جنب الطريق وتلاقي عربية جاية من بعيد وبتزمر وعمال يلعب في انوار العربية عشان هي طبعا مخها تخين مستنياه يجي عشان يخبطها بالعربية, يعني هما جزء كبير منهم بيبقى واثق جدا ان البنات ايه اللي فهمهم في سواقة العجل وهما أكيد هيعملو حادثة, في جزء تاني بقى بيحب يلعب القط والفار يعني اللي هو بيحب يبقى روش ويجري وراها بالعربية عشان يحاول يخبطها فهي تترعب وهو يتبسط اه والله
هي ديه المدينة اللي احنا عايشين فيها مدينة 6 اكتوبر الجميلة!

عايشين في القطر

أوقات كتير كنت بحب أركب القطر رغم الزحمة عشان القطر تقدر تكون فيه قريب من الناس بخلاف العربية الي بيكون كل واحد في حالة.
قطر منوف ودا القطر الي إتعودت أركبه هو قطر مختلف عن كل القطارات. كل عربية ليها روادها وكل ميعاد ليه ركابة.
ناس تقريبا عايشة في القطر، حفظين كل حاجة عن القطارات. هم كل يوم رايح جي فيه.
كنت ديما بسأل نفسى هو ازاى الناس دول راضين بالعيشة دي. يصحوا الصبح الساعة خمسة يركبوا القطر عشان يلحقوا شغلهم في  القاهرة الساعة 8. يرجعوا في قطر 5 بالليل عشان يوصلوا بيتهم الساعة 8 برده. يدوبك يتعشوا ويناموا. عشان يقدروا يصحوا بدري من جديد.
حياتهم هي عبارة عن ذلك الروتين.
الغريب ان الروتين دا بيورث ، يعني كل سنة بتنضم مجموعة جديدة لعائلة القطر. وبيكرروا نفس دورة الحياة ومحدش منهم بيحاول يغير من وضعه.
وللسبب دا فالقطر مجتمع كامل الناس تقريبا كلهم عارفين بعض ، رغم انهم من بلاد مختلفه، مهم بيقضوا مع بعض كل يوم تقريبا خمس ساعات.
حكاويهم مبتخلصش ومواقف القطر الغريبة ملهاش حصر.
-
الحقيقة الكلام عن القطر مينفعش يتقال في منشور واحد ، لإن القطر هو إنعكاس لكل تفصيلات المجتمع ، الحكاوي عن القطر مبتخلصش. وفي رأيى إن من أفضل الطرق لفهم أي مدينة هو إنك تركب القطر بتاعها وتسمع الناس.
-
عشان كدا قررت أكتب كذا منشور عن القطر كوسيلة لعرض لغة المدينة وفهمها..
مدينة الحب بالاكراه

على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
باحبها وهي مالكه الأرض شرق وغرب
وباحبها وهي مرميه جريحة حرب
باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب 

هكذا تغنى جاهين فى حب المدينة قبل عقودى يمكن احصائها على اصابع اليد الواحدة. احبها لانها مدينته التى ملكت عليه الارض شرق وغرب وكرهها ولعن اباها. اتسائل كثيرا, لما كرهت المدينة انذاك؟ الحق ان اصحاب المدينة يتمنون الان لو يعود بهم الزمان الى ايام جاهين علنا نجد فيها ماقد يدفعنا لحبها.

المكان: الطريق.. طرقات المدينة التى لاتخلو من الزحام والسباب والمتسولين ناهيك عن عوادم سيارتها وضجيج الحركة بها
الزمان: صبيحة كل يوم ورحلة الذهاب الى الجامعة او محراب العلم كما كان يسميها اجدادنا
الحدث: الاحداث كثيرة وبكل حدث تجد الكثير. بعد معاناة العثور على سيارة متجهه الى مدينة السادس من اكتوبر وبعد الجلوس وتحضير الاجرة اجد ذات السيدة التى لا يكتمل يومى الا برؤيتها. تحمل على يديها طفلا لايتجاوز الرابعة من العمر وتتغنى بما تظن انه سوف يحرك بداخلك المشاعر لتعطيها ماتسميه"اللى فيه النصيب". للوهلة الاولى تظن ان تلك السيدة فى حاجة ماسة وتتعجب من سلوك الناس تجاهها. هل قتل الزمان الرحمة فى قلوب المصريين كما قتل فيهم الحياة عن ذى قبل. ام ان المال قد انعدم من جيوب اهل مدينتنا وكان اجدادهم يتصدقون على اهل مدن اوروبا بما تنوء العصبة بعده او احصاءه من المال.

تأخد المرأه مافيه النصيب ثم ترحل وتترك معها تسأولات من قبيل اما لهذه المرأه من عائل؟ هل عدمت زوجها واخواتها ؟ ربما تجد الاجابة فى يومك الثانى ومع معاناة جديدة. الحق ان تلك المرأة قد اتخدت من التسول مهنة فهى تستيقظ باكر كل يوم لترتدى من ثيابها ما قد يشوه جلدها وتعصب رأسها وتحل ولدها الى ماتسميه "باب الله". هل هانت على المرء نفسه الى هذه الدرجة التى تعتاد فيها النفس على مد اليد؟ هل كانت المدينة وقتكم عامرة بأمثال هؤلاء؟ هل ثمة مايدعو المرء الى كراهية المدينة ولعنها اكثر من ايد ممدودة تطلب ماتعتبره راتبها اليومى نظير ماذلت به نفسها؟ وهل اذلتكم المدينة كما اذلت احفادكم؟

لعلنا مااحببنا مدينتنا الا لتاريخها. بل ربما كان شعركم هو ما اوهمنا انكم كنتم او اننا سنكون.
مصر السما الفزدقي وعصافير معدية 
والقلة مملية ع الشباك .. مندية 
والجد قاعد مربع يقرا في الجرنال 
الكاتب المصري ذاته مندمج في مقال 
ومصر قدامه اكتر كلمة مقرية 
قريتها من قبل ما اكتب اسمي بإيديا 
ورسمتها في الخيال على أبدع الأشكال 
ونزلت أيام صبايا طفت كل مجال 
زي المنادي وفؤادي يرتجف بجلال

ميادين أكتوبر

أعتقد أننا لا نختلف كثيرا على أن مدينة 6 أكتوبر اتبنت لتكون مدينة صناعية في المقام الأول، زيها زي العاشر من رمضان والعبور. والمصانع هي الجناح الإنتاجي لاي بيزنيس، وأي بيزنيس كبير في مصر إنتاجه في الغالب استهلاكي بالدرجة الأولى. وده بنشوفه كل يوم في الدعايا والإعلانات عن المنتجات دي بصورة ممكن توصل الواحد لنوع من الوسواس قهري، لدرجة إنه يلاقي نفسه بيدندن أغنية الإعلان الفلاني أول اما يشوف المنتج بتاعه. وده هو تقريبا الهدف من الإعلان عن منتجات الناس كلها عرفاها، ان المستهلك يحس إنها جزء من حياته وتكوينه. إنها معاه في كل وقت وفي كل حته، في التليفزيون، عالإنترنت، في المواصلات، عالرصيف ولو عرفوا يوصلوا للحمام مكانوش اتاخروا. أما بقي في 6 أكتوبر، فواضح كمان إن الميادين نفسها كانت ضحية للجنون الدعائي ده. في بدايات انشاء المدينة، تيجي شركة كبيرة من اللي ليها رجل في المنطقة الصناعية في المدينة، تيجي تتفق مع جهاز تشغيل المدينة أنها "تتبرع" و تبني الميدان الفلاني بكل كمالياته، وطبعا الجهاز ميصدق واحتمال ياخدله قرشين كمان. ويطلع الميدان حاجة فخيمة كدة ويتحط عليه "إهداء من الشركة الفلانية". والنتيجة:- "معاك واحد جهينة يسطي" أو "قابلني عند فودافون" !!!

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

سأحكي لكم قصة من الأسبوع الماضي، كنت في زيارة لابن عمتي بعد رجوعه من عمله البعيد في الإسماعيلية بعد غياب شهرين. 

وفي أثناء الحديث كان يتكلم عن ظروف العمل ( مزرعة بالصحراء) وسألته عن المخاطر المحتملة فحكى عن بعض قطاع الطرق 

من البدو، وبعض الحيوانات مثل أبي الحصين (هو شبه الثعلب بس مش ثعلب) وأضاف أيضا العفاريت. لم أكن لأقف صامتا عند 

ذكر العفاريت بل يجب أن أسخر من مثل هذه الأفكار وحاولت أن أقنعه بأن أشياء كالعفاريت لاتوجد إلا في خيال أصحابها وهو

حاول أن يقنعني بأن السحر مذكور في القرآن وهناك أفعال يقوم بها السحرة لايمكن أن تحدث إلا من خلال عفريت من الجان، انتهى 

الحديث عند هذه النقطة، وعندما ذهبت للنوم تذكرت أني أخاف من العفاريت! وأني أخاف من الظلام لأنه بيئة خصبة للعفاريت! كيف

أنتمي إلى جماعة العلماء وأنا أخاف من العفاريت؟! إن العدو الأول لرجل العلم هو العفريت. يمكنني أن أخمن لما أخاف من 

العفاريت، إنها النوادر التي طالما سمعتها منذ الصغر من جدي وجدتي أو أبي وعمي، وكأن هناك أشياء تترسخ فينا من نشأتنا في 

القرية (أو المدينة) لا يمكن إزالتها رغم الكثير من التحولات. ومع معاصرتنا لظاهرة العولمة واطلاع الفرد على كل ثقافات العالم 

فيمكنك أن تعيش في القاهرة لكنك تحمل أفكار وثقافة شخص يعيش في نيويورك لكن تظل لمدينتك الأصلية في عقلك أطلال تلوح 

كباقي الوشم في ظاهر اليد.   
  
    

العروبة

شارعنا كان أحد الأسباب فى ترسيخ فكرة العروبة عندى وبالأخص القضية الفلسطينية .
انتفاضة الأقصى قامت وأنا عندى 6 سنين و بالرغم من صغر سنى فى الفترة دى إلا أنى حتى الان متذكر تفاصيل كتير من الفترة دى..... لحسن حظى بيتنا بيطل على الشارع اللى كان بيتم فيه تجهيز حملات الإغاثة كل شهر لغزه واللى استمرت لمده خمس سنين لسه متذكر شكل العربيات اللى كانت بتبقى وقفه تحت بيتنا ولسه متذكر شكل المظاهرات اللى خرجت بعد مقتل محمد الدرة وبعد كل مجزرة كانت اسرائيل بتعملها.
أى طفل فى السن ده بيبقى مش فاهم أو مش مهتم باللى بيحصل بس أهلى دايما كانوا بيحاولوا يشرحولى ايه اللى بيحصل وليه.... وكان والدى دايما بيشرحلى تاريخ الحرب من أول حرب 48 لحد دلوقتى وبيوصفلى بشاعة اللى اسرائيل بتعمله.
المظاهر اللى عشتها والتوعية اللى حصلتلى من والدى سواء فى أيام الانتفاضة أو فى أيام حرب فلسطين كانت بمثابة نقش لمفهوم العروبة عندى.
حصلى صدمة من فترة لما كنت قاعد مع الاطفال فى العيلة ولقيت بعضهم  بيتكلموا على غزة على أنها عدو لينا زى ما بيسمعوا من التلفزيون مكنتش متخيل انى ممكن اشوف جيل يكون بيتعامل مع غزة على أنها عدوان ومع اسرائيل على انها دولة مش احتلال .

أنا شايف أن احنا كشباب المفروض يكون لينا دور فى توعية الأجيال الأصغر مننا بمعنى العروبة و نعرفهم عدوهم الحقيقى لاننا لو اعتمدنا على انهم يجدوا التوعية دى من النت أو من التلفزيون هنوصل لمرحلة اسرائيل تتمناها و هو فقدان العرب لهويتهم و اعترافهم بيها ...
اسمعوا التراك دى
https://soundcloud.com/user393845539/nz2pgehk11td

الجيش العربي في سوريا حالق على الموضة كابوريا

استكمالا لحديثي عن السوريين حابة أذكركم بس إن الشارع اللي أنا ساكنة فيه تقريباً كله سوريين :D  .....
دى صورة انا اخدتها من قدام العمارة البراميل دي كان في مجموعة من الاطفال السوريين بيلعبوا وراها
كان نفسي اخد الصورة و هم بيلعبوا بس مرضيتش أقاطعهم .
 ايه المشكلة يعني ما كل الاطفال بتلعب برميل ايه اللي هتكتبي عنه على المدونة ؟
لا المشكلة هنا إنهم كانوا بيلعبوا فريقين :فريق تبع بشار الاسد وفريق تبع المجاهدين . الفريق اللي كان تبع بشار كان ماسك بنادق وصواريخ .... البنادق دي كانت عبارة عن اغصان شجر مقطوعة علي بعضها و فريق المجاهدين كانو بيستخبوا ورا البراميل دى علشان يحتموا !
لو هنقارن دول بمجموعة الاطفال المصريين ولاد البواب اللي كانوا بيلعبوا استغماية!
ملاحظة تانية ...
الدور اللي فوقينا (الدور الاخير)ساكن فيه سوريين عندهم طفلين صغيرين واحد منهم عنده حوالي 4 سنين اسمه" ميّار " اتعرفت عليه بقينا اصحاب دلوقتي :p  كان نازل مع اخوه الكبير عنده حوالي 6 سنين . الملفت للانتباه ان الاخ ذي السادسة كان طالع بيغني قولت اكيد اغنية للكارتون بتاعه اواغنية لقناة طيور الجنة ولا كراميش . السلم طويل للدور الاخير و الاطفال طالعين براحة علي قد خطوة ميّار دة إداني وقت كافي اني اسمع جزء كويس من الأغنية اللي كان بيغنيها.
ركزت معاه لاقيته بيغني اغنية وطنية و سرقوا وطننا وهنحرر اراضينا السورية وكلام من هذا القبيل!
لو هنقارن دة بيا انا و بسنت و احنا بنغني اغنية لعمرودياب في سرنا واحنا طالعين علي السلم !
منتهي الأسي!
الحمد لله...

" خالاويص " عايشة معانا لحد دلوقتي :)

يطل شباك غرفتي مباشرة علي شارع جانبي للعمارة .. والذي يعتبر حديقة وملعب يلهو فيه الاطفال (ولاد عمو البواب وأصدقاءهم من كل حدبٍ وصوب ) " هي مش جنينة أوي يعني ، بس أنا بعتبرها ملتقي الاطفال ومكان لعبهم وفرحتهم "

المكان دا تقريبا الصوت مش بيخلو منه طول النهار .. وبيهدا بس بليل لما يدخل الاطفال بيوتهم ويناموا عشان يروحوا المدرسة الصبح .. بحب جدا أتابعهم حتي لو بمجرد السمع ، والالذ اكتر إني اتفرج عليهم من الشباك وهما مش واخدين بالهم . متعِة إنك تتفرج علي طفل وتحس ببراءته وتتابعه ف كل حركاته ، حاجه أروع م الروعه ^_^ ، وتتخيل نفسك لما كنت طفل وبتلعب نفس الالعاب دي .. إمسك حرامي وخلاويص وسيكا والسبع طوبات وعلبة ألوان وأولة * حتي جابوا عرايسهم ومثلوا بيها زي م كنا بنعمل زمان *  ..
بتلاقي الإلهامات كلها والذكريات الجميلة بتعدي عليك وانت قاعد تتفرج عليهم .. وبتلاقي بسمة لاإرادية بتترسم علي وشك ... بالظبط نفس اللي حصل معايا.
ف يومين الاجازة بتوع كل اسبوع .. الجمعة والسبت, ببقي قاعدة معظم الوقت ف الاوضة * بإسم إني بذاكر :D * ، وبالتالي ببقي شبه عايشة مع الولاد دول وهما بيلعبوا أو بيهزروا ، ولما يروحوا ياكلوا ويرجعوا يتجمعوا تاني .. حتي طريقة كلامهم بهجة لوحدها ^_^  ..

كان ف ساعة م ساعات العصر كدا لما اتجمعوا تاني بعد الغدا .. وكنت قاعدة بذاكر، سمعت صوت واحد فيهم بيقول :
 - خالاويص .. – وهما بيردوا يقولوا لسة   (يااه لسة ماتغيروش الكلمتين دول من ساعة م كنت بلعبها  ؟!! ) :D 
 قمت اتفرج عليهم من الشباك وأشوف كل واحد هيستخبي فين ، وإلهاماته قالتله فين الحتة الجهنمية اللي مش هيقدر حد يمسكه فيها
:D
واحد يروح ورا الباب القديم المسنود علي الحيطة  
والتاني يدخل ف البرميل اللي قدامه كرسي خشب صغير، واللي سهِّل عليه طلوع البرميل ... والباقيين راحوا بعيد عن نظري ومعرفتش اشوفهم .

 ف النهاية خالص أنا بشكر ربنا إنه أوجد أوضتي ف مكان زي دا ورزقها بشباك بيطل علي المكان اللي بيتجمع فيه الاطفال ..

أحباء الله