Sunday, May 22, 2016

القدوة

المشكلة الكبيرة التي تواجهنا في المدينة هي غياب القدوة والمثل العليا، الوضع مزري عندما تلقي نظرة علي الساحة وتبحث علي حد يصلح أن يكون قدوة، شخص عندما يراودك الشك وتختلط عليك الامور تذهب اليه وترى رأيه، ترجع إليه وتركن فيأخذ بيدك ويرشدك، ليس بالضرورة أن يكون ذلك بشكل مباشر وإنما عن طريق افعاله وأراءه ومواقفه، هم بالتأكيد بيننا ولكن يصعب الوصول إليهم ففي هذا البلد لا يتكلم ويظهر إلا كل سفيه رويبضة، وهنا يظهر الأثر على الشباب والأطفال بصورة أكبر، فتجد قدوتهم فاسدة، الشخص الذي يتخذونه قدوة -حتي وان لم يكونوا يدركوا معني الكلمة- عن طريق تقليده في ألفاظه وطريقة كلامه لا يصلح إلا أن يكون مجرما منبوذا، أشعر ناحية الأطفال بالشفقة والعجز، الشفقة لأنهم لم يجدوا قدوة إلا تلك القدوة العفنة التي تقدمها لهم الآلة الإعلامية بجميع ادواتها من برامج وصناعة السينما، والعجز الناتج عن عدم القدرة على توفير القدوة الحسنة لهؤلاء الصغار، أما الشباب فأحيانا اشعر بالغثيان منهم -وهو خاطئ- لإصرارهم علي اتباع تلك القدوة علي ما تأتيه من جرائم، والشفقة احيانا اخرى لأنهم حرموا من القدوة والتوجيه الصحيح في طفولتهم، وهنا ينتابني شعور بالرعب من المصير الظلم الذي ينتظر أطفال الغد إن استمر الوضع كما هو، تجد احدهم يطلق علي نفسه (عبده موته) وصديقه (الألماني) وشاب العشرينيات (حبيشة)، لقد قابلت منذ رمضان الماضي حوالي 5 او 6 اشخاص يلقبوا ب (حبيشة).

فاعلموا اصدقائي أن تلك مسؤوليتكم أن تنقذوا هؤلاء الأطفال والشباب ان استطعتم، فلا تدخروا جهدا ولا تضيعوا فرصة أن تطعنوا في تلكم القدوة.

1 comment:

  1. الأجانب بيقولوا
    practice what you Preach
    و Walk what you talk

    و العرب بيقولوا أفلح إن صدق، و بيفرقوا بين قول الحقيقة و حقيقة القول.

    في رأيي، متستعديش الناس بهدم رموزهم، لكن التزم انت انك تكون المبادئ اللي بتبشر بيها، و سيب الباقي لربنا :)

    ReplyDelete