Friday, May 27, 2016

المدينة. بتكلمنا. احنا؟

شاهد ملحمة جودا أكبر - كل نجوم بوليوود
Grand Heights - fully finished villas
ZTE في قلب منتخب مصر
كمارا - كيكة فيها الخلاصة.
Discover Hyde Park...
Volvo: our idea of luxury
opel: the ultimate adventure
la vie en vart
Rock EPEN, Rock Elite
Appo camera phone - سيلفي أحلى كل مرة
التاون هاوس - ماتفوّتش الأجمل
samsung - غير فكرك. هاتف وأكثر
Pyramids Heights: Rise to new heights
بيج تايستي: آخر عظمة
Palm Hills: 13 projects and more in west, 24 projects, 200,000 job opportunities.
vodafone - شحنة تاكل صوابعك وراها مع صورة هند صبري
أشجار سيتي
Hard rock hotel
frico وريهم حبك ليهم
تانج
IN vodafone - يا معانا يا مع نفسك
Kenz Compound
Neopolis
Mobil 1 oil - right oil, right here
Asotoria Park
توينكيز - لسه قبلها أبيض
شوكولاته جالاكسي
شيبسي
burotime office furniture
لازوردي وصورة إليسا
cocacola - دوق اللحظة
Swan Lake el gouna
la vista
dorra
مصر الخير (دي ايه اللي جابها هنا دي؟؟(
مدينتي
doritos - *باتمان وسوبرمان
السلاب
رؤية
Kia- حان وقت التغير
وكان فيه تقريبًا واحدة مستغربة ازاي علي (كان اسمه علي؟) كده وكانت حابّة تقول له كل سنة وهو طيب.


دي كانت الإعلانات اللي عالدائري من شهرين كده. الدائري اللي في مصر مش دائري النرويج.
لو قريت: ايه السمات الغالبة؟ ما الطبقة المستهدفة؟ من أنتم؟!

لَك اللهُ عزيزتي

في بقعة من بقاع الأرض غير طاهرة -معلش يا نقشبندي- وفي فترة من الزمان نتنةٌ مقفرة، كنت أهُمّ بزيارة صديق قرب الساعة العاشرة، أُخِذَ من طريقه للامتحان ظلمًا من قِبَلِ حكومة -لامؤاخذة- عاهرة. كانت شوارع القاهرة فاضياااااة وخاوية..مضطربةً.. خائفةً ومخيفة. وكذلك كانت نفوسُ الناس. وكذلك كانت نظرتُها. لا أذكر عنها شيئًا سوى مضمون تلك النظرة. قلت لنفسي أنّا ربما نعيش في
concentration camp
دون أن نشعر ببعضنا ودون أن نشعر بمعاناتنا - ربما لأننا لا نعرف حقوقنا؟- فأصبحنا لا نعرفنا، ولا نعرف كيف ينبغي أن نكون. تلك الفتاة ذات (ربما؟) العشرين عامًا. ربما لم تكن تدري أن فتاةً في سنّها يمكنها ألا تشعر بما كانت تشعر به من خوف وخواء. كانت تمشي في ترقّب. ترقبٍ يليق بمجرم مستجَد، يخاف الله ويخاف عقابَ عدلٍ توهّم وجوده لوَجلِه واضطرابه لذنبه. غير أنها لم تذنب. أو ربما ترقّبِ فريسةٍ ضعيفة في بلاد الضباع- المكان المظلم الذي لم يكن ينبغي لسيمبا، ولا الفتاة، أن يذهب إليه، والذي هو غير أرض العزّة في كل شيء. غير أنها خلقت بنتًا لآدم بين أبنائه، لا شبلًا وسط ضباع.
كان ذلك -حسبما أذكر- في 2014 المشئومة. في مارس من العام الحالي، قُدّر لي أن أقضي 9 أيام في بلد أوروبية. على الرغم من كونهم جميعًا كتاكيت حلوين -همّ بصراحة حلوين يعني- ينامون قرب الساعة العاشرة، وتخلو الشوارع وتوحش على عشرة ونص كده..، وبالرغم من أني قضيت غير يوم في الشارع حتى الفجر وأحيانًا حتى شقشق الصبح وتقوقظ القوقاظ، إلا أنه ربما كان وقتًا شعرت فيه بأمانٍ حقيقيٍّ للمرة الأولى في حياتي. في البداية كان الأمر غريبًا! فبماذا ينبغي أن أشعر؟ وما هذا الذي أشعر به؟ أهو الأمان؟ يا إلهي. لا أصدق. (لو مش بتقرا ده بصوت دبلجة مسلسل مكسيكي فإنت عندك مشكلة). ولكني اعتدت الأمر بعد ذلك. وسألت نفسي كتير مارستش يوم على بر: أئذا كانت صاحبتُنا هذه معنا، أكانت ستشعر بالأمان؟ أم أن وطنًا قد دمّر سنسور الأمان عند بناته؟
قرب قمة آرثرز سيت، وسط شبورة هائلة لم تمكننا من معرفة جنس من يلوح أمامنا، كنا نريد أن نسأل أين الطريق إلى القمة -ماديًا مش معنويًا. عندما لاح اللايح، ومن بعيد، حسيت كده أنه أنثى لايح -لامؤاخذة. ذلك بالرغم من قصر شعرها. أشرت إلى صديقي الذي كان يهم لسؤالها أن لا. ثم قلت ذلك بصوتٍ مسموع -بعد أن حالت الشبّورة بيننا- أن بلاش يا ابني، هنُفريكُها آوت. ذلك أن كنّا أربع شباب ميدل إيسترن إرهابيين وسطيين. وقال هو عادي يا عم هاسألها يعني. وحينما حان الوقت وتلاقينا، دلتنا على الطريق، وابتسمت وهرّجت. لم تشعر بخوف مطلقًا! هو آه كان الجو برد وشبورة! بس إهانة يعني لإرهابنا الوسطي إنه يـ جو أنّوتيسد. وحينها لاح لايح تاني، وهو لايح صاحبتنا في ذاكرتي وحدي. وأدركت أنه ربما قد كانت ستشعر بالأمان. ولكنه أمانٌ غيْر. شيء ما قد عطِب. فقط لأنها عاشت ههنا. في قاهرة تقهرها.

Monday, May 23, 2016

عن القرية

أعتقد حان الوقت للحديث عن القرية، والتي أرى أنها مهضوم حقها في المدونة فمعظم البوستات تتحدث عن المدن..........حتى اسم 

المدونة "لغة المدينة". ربما ما يعزيني هو أن معظم بوستات المدن تتحدث عن مشاكلها. غالبا ما يرى أهل المدن القرية بطريقة 

نمطية للغاية فالقرى مرتبطة عندهم بالجلبيات والطرق الزراعية الضيقة والنوم المبكر وغيرها من تعاليم كتاب الوزارة و الأفلام 

والمسلسلات. ليست النمطية شكلية فقط ولكن الأخطر قد تتعدى إلى التفكير في أن أهالي القرى لم يتلقوا حظا مناسبا من التعليم وأن 

معظمهم فلاحون. وتستخدم كلمة"فلاح" كشتيمة في بعض الأحيان عندما يتعامل أحدهم بغلظة وأضف إلى ذلك "جاي من ورا 

الجاموسة". لا يقتصر هذا الفكر على العوام من الناس فقط،بل يمتد إلى مؤسسات الدولة التي تنظر إلى القرويين وكأنهم مواطنين 

"درجة تانية" ولذلك تعاني القرى من سوء الخدمات و تحظى القرى بنصيب الأسد من قطع الكهرباء. وقد ذكر لي أبي في إحدى 

قصصه -لا حرمني الله من قصصه- عن زيارة مبارك لقريتنا في بداية حكمه في الثمانينات ليفتتح بعض المشروعات فيما عرف 

وقتها بالقرى المنتجة. ومن ضمن المشاريع كان افتتاح شقق للشباب عبارة عن عمارتين بارتفاع 6 أدوار وسخر مبارك حينها بخفة 

ظله المعهودة وتسائل كيف ستصعد الجاموسة إلى الدور السادس؟ لا أعرف ما مشكلتهم مع الجاموسة رغم إنها كائن جميل ومفيد 

وطيب. المضحك في الأمر أني كتبت تدوينة لأتحدث عن القرية أشتكي من استحواذ المدينة على التدوينات، إذ بي أتكلم عن أهل 

المدن وكيف ينظرون إلى أهل القرى. وهنا أكتشف أن عدم الحديث عن القرية يضيف إلى جمالها لمحة من الغموض ليظل خيرها 

وجمالها خاصا لي لا يشاركني فيه أحد.        

Sunday, May 22, 2016

القدوة

المشكلة الكبيرة التي تواجهنا في المدينة هي غياب القدوة والمثل العليا، الوضع مزري عندما تلقي نظرة علي الساحة وتبحث علي حد يصلح أن يكون قدوة، شخص عندما يراودك الشك وتختلط عليك الامور تذهب اليه وترى رأيه، ترجع إليه وتركن فيأخذ بيدك ويرشدك، ليس بالضرورة أن يكون ذلك بشكل مباشر وإنما عن طريق افعاله وأراءه ومواقفه، هم بالتأكيد بيننا ولكن يصعب الوصول إليهم ففي هذا البلد لا يتكلم ويظهر إلا كل سفيه رويبضة، وهنا يظهر الأثر على الشباب والأطفال بصورة أكبر، فتجد قدوتهم فاسدة، الشخص الذي يتخذونه قدوة -حتي وان لم يكونوا يدركوا معني الكلمة- عن طريق تقليده في ألفاظه وطريقة كلامه لا يصلح إلا أن يكون مجرما منبوذا، أشعر ناحية الأطفال بالشفقة والعجز، الشفقة لأنهم لم يجدوا قدوة إلا تلك القدوة العفنة التي تقدمها لهم الآلة الإعلامية بجميع ادواتها من برامج وصناعة السينما، والعجز الناتج عن عدم القدرة على توفير القدوة الحسنة لهؤلاء الصغار، أما الشباب فأحيانا اشعر بالغثيان منهم -وهو خاطئ- لإصرارهم علي اتباع تلك القدوة علي ما تأتيه من جرائم، والشفقة احيانا اخرى لأنهم حرموا من القدوة والتوجيه الصحيح في طفولتهم، وهنا ينتابني شعور بالرعب من المصير الظلم الذي ينتظر أطفال الغد إن استمر الوضع كما هو، تجد احدهم يطلق علي نفسه (عبده موته) وصديقه (الألماني) وشاب العشرينيات (حبيشة)، لقد قابلت منذ رمضان الماضي حوالي 5 او 6 اشخاص يلقبوا ب (حبيشة).

فاعلموا اصدقائي أن تلك مسؤوليتكم أن تنقذوا هؤلاء الأطفال والشباب ان استطعتم، فلا تدخروا جهدا ولا تضيعوا فرصة أن تطعنوا في تلكم القدوة.

مدينة بلا عنوان

إنني أفهم اللغة التي تخاطبني بها هذه المدينة ، جيدا ، أكثر من أي أى أحد فيها ، هذه ثقة ساذجة وعتيدة بحيث تجعلني أقول أنني أفهم اللغة التي تخاطبني بها مدينتي أكثر من أي أحد أخر فى هذا العالم , ربما تكون هذه حماقة لكن ما المشكلة بأن تكون أحمقاً فى بعض الأحيان ؟ .

Saturday, May 21, 2016

بشرية عرّة

كتير باسمع عن قد ايه العالم متقدم دلوقتي وبتاع.. الحقيقة لو هانقيّم البشرية، أنا أعتبر انها فشلت فشل ذريع لغاية دلوقتي. وفكرة انها فاشلة في حد ذاتها فكرة مرهقة -بعد وجودنا في المكان ده لحوالي 200 ألف سنة. البشرية لغاية دلوقتي ماعرفتش تعمل نظام حكم ناجح إلا قليل جدًا وفي ظروف معينة يصعب تكرارها. حتى الديمقراطية، اللي مش مطبقة بين أكتر من نص البشر على فكرة، مش ناجحة بصورة كبيرة وفيها مشاكل كتير. لغاية دلوقتي ماعرفتش تعمل نظام تعليمي محترم، من غير نسب انتحار عالية أو حالات تحرش أو أعلى نسب الاستغلال والفساد. وده ليه علاقة بإنها ماقدرتش تعمل نظام اقتصادي آدمي- تركيره على الإنسان.. على الفرد- يلبي احتياجات المواطن/الإنسان والبشرية ككل. كل الأنظمة الاقتصادية حرفيًا بتحلب المواطن من أجل البلد/ال
corporate
.. و بتتدخل في نظم التعليم والبحث العلمي، سواء لتوجيه الأبحاث أو لوضع نظام جامعي كال
corporate دي..
 الشيء اللي يفضي للمزيد من حلب الفرد، "على أمل" تقدم البشرية.
البشر نجحوا في فهم حاجات كتير في الوجود، وفشلوا في أساسه.. الوجود ذات نفسه.. في تنظيم صفوفهم وتلبية احتياجاتهم كأفراد. ده شيء مؤسف فعلًا.
والمؤسف أكتر غالبًا اننا حتى ما وصلناش لهذا الليفل الواطي من التحضّر وتنظيم الصفوف، واننا ما زلنا في طور توفير الموارد الغذائية والاقتصادية.
.بس، كما علّمنا أستاذنا أحمد جمال،... هكذا الحياة يعني
هدف الكورس الأساسي اننا نفكر في المكان اللي حوالينا. الحقيقة الوضع مزري مكانيًا، مش بس عشان احنا في قاع البشرية، لكن عشان فعلًا البشرية لم تنجز الكتير على المستوى الإنساني. لو فكّرنا في الزمان كمان، هنلاقي ان الوضع مزري أكتر وأكتر. والمؤسف ان شكل مفيش أمل في إصلاحه.. لو بقالنا 200 ألف سنة ولسه مانجحناش في الأساسيات، أشك اننا ممكن نعمل ده يومًا ما.
بالنسبة لمحافظات فقيرة في مصر، أكتوبر تبدو مدينة جميلة ونظيفة وراقية، مافيهاش بقى الشوارع المتكسرة والمجاري الضاربة والحفر والكلام ده، بس بالنسبة لي الكلام ده حقيقي في أحياء وأحياء لأ، يعني اللي يروح الحي السادس مثلا مش هيفرقه كتير عن أي مكان تاني في مصر، نفس الشوارع والمجاري والحفر والعمال الغلابة والبياعين اللي على الرصيف

مش بس الحي السادس اللي بيفضح حقيقة المكان، وبيقول انه صعب جدا تعزل مكان في البلد عن الظروف والأوضاع العامة، يعني صعب تعمل مدينة كويسة وجميلة في بلد معظم ما فيها بعيد كل البعد عن أي جمال، ميدان الحصري كمان بيقول كده، مركز المدينة، الميدان ده فيه كل التناقضات، فيه كل أشكال وطبقات البشر، فيه طلبة الجامعة المرفهين جدًا اللي راكبين أحسن عربيات، وفيه الشباب اللي بيكافحوا ويشتغلوا، وفيه السوريين اللي بيحاولوا يعيشوا بأي طريقة بعد ماسابوا بلدهم، فيه العيال الصغيرين اللي بيشحتوا، وفيه سواقين العربيات الأجرة، وفيه بايعين الذرة، وفيه عمال اليومية اللي بيقعدوا طول النهار في الميدان ومعاهم عدتهم على امل انه حد يطلبهم في أي شغلانة
الميدان بيعبر عن كل دول، وبيفضح اللي الأماكن "الراقية" بتحاول جاهدة انها تخبيه أو تغطي عليها، الميدان بيحطنا قدام الحقيقة، قدام عمال اليومية والشحاتين اللي بنعدي من قدامهم واحنا مش عارفين اذا كنا احنا ظلمناهم ولا هم ظلمونا، احنا ظلمناهم باننا خدنا حقهم بشكل غير مباشر ومش بندافع عن حقوقهم او عن توزيع أكثر عدلًا للموارد، ولا هم بيظلمونا لما بيستسهلوا ويعيشوا على تعاطف الناس بدل ما يدوروا على شغل اكتر كرامة وحفظ لحقوق الناس، بيحطنا قدام الناس السوريين، هم دول لما جم خدوا فرص كان حد مننا هيستفيد منها، ولا احنا اللي كسلانين وهم يستحقوا يشتغلوا عشان مجهودهم وشطارتهم، وهكذا بقى،،، وفي الآخر مش بنوصل لحاجة كالعادة، غير انه المرور في الميدان ده مرهق ومؤذي 

Monday, May 16, 2016

حلم الهجرة ويوم في الأميدايست

معظم الشباب اللي في جيلي وأنا منهم من أولويات طموحاتهم انهم يهاجروا لأوروبا أو أمريكا أو الخليج أو أي دولة من الدول اللي تسمي بالدول المتقدمة. اتكلمت مع مجموعة منهم داخل الجامعة وخارجها ولقيت ان أسبابهم تقريبا واحدة للهجرة وهي ان مفيش البيئة المناسبة اللي يعرف يشتغل فيها و في نفس الوقت عاوز يعيش حياة مادية كويسة.
كان فيه من حوالي 4 شهور منحة مقدمة من السفارة الأمريكية اسمها SUSI غرضها التبادل الثقافي والفكري ومدتها تقريبا 4 أسابيع. كانت المنحة بتشترط انها تكون للطلبة اللي لسه بيدرسوا ويكونوا ليهم مستوي معين في اللغة الانجليزية بيحدده أكتر من اختبار منها اختبار بيتعمل في الأميد ايست ب 100 جنيه. قدمت علي المنحة وروحت الاميد است عشان امتحن الانجليزي لقيت أعداد هائلة من الشباب الجامعي اللي بيحلم انه يخرج بره البلد بأي طريقة. كعادة أي مكان في زحمة في مصر كان لازم أقف في الطابور عشان أحجز يوم أجي امتحن فيه. روحت أمتحن فوجئت بأعداد كبيرة جدا من الطلبة غير اللي كنت شايفهم بيحجزوا منهم حوالي 15 واحد من جامعتي. لفت انتباهي واحد جاي من أسيوط من الصعيد اللي قطع مسافة حوالي 400 كم عشان ييجي الأمد ايست يمتحن ويقدم علي المنحة. اتكلمت معاه وعرفت انه صحي من قبل الفجر بساعة وخد القطار عشان يوصل لحد القاهرة في رحلة طويلة وقولت له يعني انت ليه مقدم علي المنحة؟ قالي أهو أي حاجة تخرجني بره البلد دي. سألته اذا كان ناوي يرجع مصر يعني لو اتقبل؟ قالي لأ طبعا عمري ما أرجع 

Thursday, May 12, 2016

حاجات البنات

بنشوفه كل يوم .. فهو جزء من الروتين اليومي الذي اعتدنا عليها بس مش فاهمينه .. هو لبس البنات .. عمري ما فهمت هم لابسين ايه بالظبط .. جيبه ولا ستارة .. بلوزه ولا قميص .. بلوفر ولا هاف .. كل ما قدرت استوعبه بعد محادثه مع احد صديقاتي الاوبن مايندد .. ان اغلب البنات بتتبع موضه الابتدائيه في لبس حاجه كت ومن فوقيها حاجة تستر الدراع ..
اما المكياج بالرغم من انه محل حيرة واستغراب الكثير من البشر فاحب اوضح ان اكتر حاجة بتسبب ازمة هي ال foundation هو اللي بيورينا العفاريت دي .. بالرغم من انه بيحافظ ع البشرة وبيخلي الدهانات اللي هتتحط ع الوش متغيرش لون .. اما الحاجة اللي انا شخصيا بحبها او بحب اشوفها وهي الlipstick فقد قمت بمشاهدة فيديو عن طريقة وضع ال liquid lipstick والموضوع طلع اكتر من مجرد لغوصة شفايف
احب انهي شويه الكلام دول برجاء شخصي للبنات .. دعوا الجينز للولاد والبسوا لبس بنات وحطوا lipstick بلاش foundation

Wednesday, May 11, 2016

1000 يوم

من 1002 يوم كان في مذبحة رابعة الشهيرة مش محتاج اتكلم عنها، الكل عارفها و بيدينها اكيد.
بينما من 1000 يوم كان مذبحة رمسيس المش شهيرة اوي. الحقيقة ان اليوم ده كان من أصعب الأيام في حياتي شخصيا. بينما الناس كانت نازلة تطالب بحق اللي ماتوا بدم بارد، كان الكلاب لسه مكتفوش من الدم،  لسه كان عندهم عطش لدم أي واحد ينزل يعترض.
رغم بشاعة اليوم ده، رغم الآلآم النفسية و الجسدية اللي الناس ابتلوا بيها اليوم ده _و محدش هيحس بده غير اللي كان موجود يومها_، رغم حصار الجامع، رغم ضرب النار علي المئذنة، رغم حصار عدد يفوق ال 200 300 واحد حسب ما اذكر داخل مسجد الفتح، رغم اقتحام البلطجية للمسجد كأنه وكر مخدرات "غرزة" من اللي بيدخلوها كل يوم عادي، رغم ترويعهم لستات و رجالة و أطفال كانوا متحاصرين جوه المسجد لساعات، رغم اقتحامهم للمسجد زي البقر و اعتقال كل اللي كان جوه، رغم كل الوقاحات و الاهانات دي، فانا مش هتكلم عن القصة دي خالص، لاني معشتش لحظات الجامع و مكنتش جواه.
بينما في قصة تانية كنت انا طرف مباشر فيها، قصة المنكسرين، قصة اللي مروحين بعد يوم من كامل من بعد صلاة الجمعة لحد ما يقارب الساعة 9 بليل في حالة أشبه بحالات الحرب، لو كانت الحرب بنفس القسوة دي.
حتي مشهد الضرب مش مهم، النار اللي بتضرب عليك مش مهم، الطيارات اللي فيها رشاشات بتلف علي كل الناس كده، بتقتل بالجملة و من علي ارتفاع صغير مش مهم، قسم الأزبكية اللي ضرب الناس ع الكوبري بالحي مش مهم، الناس اللي اتحاصرت ع الكوبري بين الطيارات و بين قسم الازبكية و في الاخر اضطروا ينطوا من ع الكوبري مش مهم، صاحبي اللي حكالي ازاي سمع زنة الرصاصة جمب ودنه مش مهم، كل ده مش مهم، كل ده ممكن يكون اتكرر قبل كده، او بعد كده، او ممكن يكون متكررش بس ده شئ مش صادم زي الباقي.
في مشهد أهم بكتير، كانت لحظات الانسحاب، بعد يوم منهك، مفيش طاقة للمشي أصلا، في حين ان مفيش مواصلات عشان الناس سادة الأفق كله. كان لازم نمشي مشوار طويل حبتين كده (علي الطريق الرئيسي) من رمسيس لحد فين منعرفش بس لازم نمشي و مينفعش نقف هنا عشان مفيش فايدة و مفيش جديد هيحصل و لو استنينا هنتحاصر في المكان ده.
انطلقنا جماعات، الحقيقة خرجنا في ما يشبه المسيرة الكبيرة، كان منظر شبيه بمنظر نزوح اللاجئين، المتبهدلين و حالتهم يرثى لها. خرجنا في جماعات كبيرة ظنًا ان ده ممكن يحمينا من جماعات "المواطنين الشرفاء" اللي وصل لنا انهم منتظرينا.
كان طريق الخروج يمر عبر الزاوية، و ما أدراك ما الزاوية! منطقة الزاوية الحمراء في احد اتجاهات القاهرة الاربع، حيث شهرتها سبقاها هي و جاراتها، مناطق خلينا نقول البلطجة و الشم و السلاح و المخدرات، طول عمرنا نسمع عن الزاوية و ان اللي بيتخانق مثلا هناك مبيرجعش سليم ده لو رجع أصلا، بس اللي سمع عمره ما كان زي اللي شاف.
طريقنا الى الزاوية لم يكن معبدا بالورود، ولا كانت الناس بتحدف علينا الورق الملون ده مساندة لينا او تخفيفا علينا من اللي حصل يعني و تأزير و دعم معنوي للمناضلين من أجل الحرية و بلابلابلا، يعني لا كانوا بيضربوا بالخرطوش الله ينور. يعني كانت اول مرة اشوف اهالي بتضرب بالمنظر ده، كانوا نايمين علي بطونهم فوق الكوبري اللي احنا هنعدي من تحته المفروض ، و السلاح مفرود ادامهم و بينشنوا، كانوا بيصطادوا عصافير تقريبا! و مش بس ع الكوبري، ده كان بطول الطريق.
كان الطريق كله مناوشات لحد ما دخلنا الزاوية المحروسة. الصراحة اكرمونا اخر كرم، و قاموا بالواجب و زيادة.
من برا خالص من عند نهاية الطريق المعروف و بداية الرحلة عبر المجهول داخل أراضي الزاوية الشقيقة كان الطفل من بين 10-12 سنة يحمل سكينة او خنجر، بينما شقيقه الذي يكبره 13-17 سنة كان بيحمل "فرد - طبنجة محلية الصنع"، بينما من هو اكبر من 18 سنة كان بيحمل آلي، الالي ده اللي هوه الرشاش يعني، يتهيألي مفيش حد ميعرفش دي.
المهم انهم تقريبا كانوا في انتظارنا، عارفين ان في ناس جاية ، و جهزوا حالهم و مستنيين.
المهم انه علي المدخل كان في تفتيش للشنط و تفتيش شخصي، من الطفل اللي عنده 11 سنة و شايل سكينة اه، و من اخوه الاكبر بطبنجة، و من اخوه الاكبر بالالي. اخوك المواطن ده كان بيشاور عليك بسلاحه و يقولك افتح الشنطة دي، بيدوروا علي سلاح تقريبا، ما علينا.
مش بتتفتش عند المدخل و خلاص، لا انت بتتفتش كل 3 متر تقريبا، من واحد شكل. و انت وحظك علي حسب سن اللي بيفتشك نوع السلاح اللي انت بتتهدد بيه هيبقي ايه. كان معرض اسلحة جميل الصراحة. ثم فجأة في وسط مبتتفتش تسمع ضرب نار، في عدة طلقات اتضربت في مكانٍ ما جمبك بحوالي 100 متر، و كل البلطجية بيجروا زي الجراد باتجاه نقطة معينة، مين ضرب مين اتضرب، متبصش عشان متضربش زيه. طب حصل في الشخص  الاشخاص دول ابه متعرقش برضه، طب غلطوا في لبه متعرفش، بتتخيل في تلك اللحظة يعني انا لو شكلي معجبش واحد من الناس دي و قرر يتهور مثلا هيبقي ايه مصيري؟ التفكير عموما في اللحظات دي وحش جد، ممكن ناس تكفر بسبب مواقف زي دي. بعد ما نعدي بمرحلة التفتيش المتتالي يمكن 30 40 مرة مثلا لدرجة اني طلبت من اخويا يسيب الشنطة مفتوحة، "انت هتقفل و تفتح كل 10 ثواني كده! سيبها يا عم".
تنتهي المرحلة ولا زلنا في عداد الأحياء. ثم يقودنا واحد او جماعة منهم. يقولك طريق خروجك ازاي، معلش الاصول اصول و مش هتتوه هنا. غالبا مش كرم منهم، ده كان لانهم عايزين يخلصوا من المناظر دي. قاد احدهم مجموعة كبيرة كنت انا منها في طريق منعرفوش في حواري منعرفهاش علي أمل الخروج من هذا الجحيم. تتابع اتصالات ابي و امي، انتو فين، انتو فين انتو فين. مكناش بنرد عشان مفيش رفاهية انك تسيب واحد يفتشك و انت مش مركز معاه، يمكن يفتكر بتقل منه و " انت مقدرتنيش يا زميلي، يبقي اخرك طلقة او حتي يعورك بخنجره". بعد مرحلة التفتيش رديت، كنا يدوب ابتدينا نتحرك ورا المجهول الى ما نتمنى انه ميكونش مجهول برضه.
رديت: ايوه احنا في زفت الزاوية، *بوطي صوتي* بنعمل ايه في الزاوية! اكيد مش بنتشمس في الزاوية، احنا متحاصرين و البطجية في كل حتة و مش عارف اتكلم، *بتعصب و بزعق* ممكن متتصلوش بقي تاني! لحد ما نشوف هنخرج من المخروبة دي ازاي!!! مش عارف انا فاكر الحوار ده ازاي بالنص كده، سبحان الله!
كنت اوقح مرة اتكلم فيها مع ابويا بالمنظر ده ربنا يسامحني، بس يعني مكنش في اعصاب اصلا و لا كنت بفكر انا بتكلم ازاي اصلا، من ثانيتين كنا هنموت، و مش عارفين بعد ثانيتين هنبقي فين.
نوصل لحد مكان يتركنا فيه الشخص المجهول و يقولنا امشوا في الطريق ده طوالي، و يرجع.
نمشي في الطريق الطويل كمجموعات كبيرة بالعشرات برضه، ندخل وسط منطقة مش فاكر اسمها بس هيا زي الزاوية تقريبا، يبتدوا يوقفونا بنفس الطريقة، كل ناصية عليها مجموعة بمختلف أنواع الاسلحة يفتشوك، بعد مشي حوالي ريع ساعة نوصل مكان نلاقي ناس غريبة تانية بتعزم بمية، ناس منزلة "كولمان" مية كبير في الشارع و بتقولنا اشربوا، شئ غير متوقع و تغير مفاجئ، و الناس شايلة سلاح ع الناصية اللي ورا ب 50 متر! خفت اشرب بأمانة مكنش عندي استعداد ان يبقي احتمال اموت مسموم!! كنت مشربتش من ساعات مع كل التعب و الضرب و الحصار ده بس قررت اني استحمل عشان مموتش بالطريقة دي يعني. طبعا هتحس اني مكبر الموضوع، بس بعد اللي بتشوفه من ناس ممكن تتوقع منهم اي حاجة. مكنتش اعرف انه ممكن يكون في ناس مختلفين فجأة كده. التغير كان سريع فعلا و كنت متخيل دي نفس المنطقة و نفس الناس.
بعد مشي حبة منعرفش اد ايه وصلنا اخيرا لمنطقة نعرفها تسمي المطرية. ايوة انا اعرف الحتة دي و اعرف الطريق ازاي للبيت من هنا. اخيرا في أمل نوصل البيت اهو، نقف، نركب ميكروباص، ننزل عند ألف مسكن و منعرفش قوات الجيش اللي قاطعة الطريق في الحتة دي هتعمل معانا ايه. ده اخر مكان يقدر يوصله الميكروباص في حظر التجول المفروض، ننزل نتمشي مسافة 300 متر وسط الاسلاك الشايكة، بنحاول منخليش حضرات الظباط و العساكر يشكوا فينا، كنا 5 اصحاب. وصلت جارتنا بعربيتها علي الناحية التانية من الاسلاك الشايكة معاها ام واحد منا و رجعوا بينا حد البيت في حوالي الساعة الثانية فجرا.
نرجع نلاقي اجتماع للأهالي كلهم في بيتنا، الامهات مبهدلة نفسها طبعا كعادة الأمهات، و نظرات الوعيد الأبوي بتخترق الواحد عشان المأساة تكمل علي خير. 

الفكرة بقي: انك خارج من مأساة لمده 8 ساعات عشان تدخل في مأساة تانية لمدة 3 ساعات في منطقة مجهولة، حيث السلاح كان اقربلك كتير المرادي، و تمشي ورا واحد من اللي كانوا هيقتلوك من شوية و مش عارف هيوديك فين، و معندكش الخيار انك تخرج من المجموعة و تمشي في طريق تاني لوحدك، متعرفش انت هيحصلك ايه تاني، ثم تركب مواصلات مش عارف مين هيوقفك و هيحصل ايه عشان توصل البيت بعد 13 ساعة معاناة، حيث احتمالية الموت أكتر بكتير من احتمالية النجاة.

جدير بالذكر ان كتير من اصحابي في اليوم ده راحوا ما بين معتقل و مصاب، في ناس مشيت في مجموعات تانية ورا شخص غريب تاني لحد ما وصل بيهم وسط مدرعات الجيش، سلمهم و مشي. صاحبي حكالي عن مجموعتهم اللي اعتقلت كلها ما عدا هوه عشان هرب و راح استخبي في مدخل عمارة في المطرية لحد تاني يوم الساعة 7 الصبح عرف يخرج و يركب عشان يروح هوه و اخوه الصغير اللي كان طالب اعدادي، و صاحبي التاني اللي كان معاه في المجموعة و مخرجش من المجموعة اعتقل و قضي نص الثانوية في سجن طرة.

انا ليه حكيت عن قصة الزاوية، و محكتش قصة ال 8 ساعات!
عشان الصدمة، انت بتحارب عشان ناس، عشان حياة أفضل، عيشة أكرم، عشان الغلابة و اللي ملهومش ضهر، عشان الفقرا ياكلوا و يتعالجوا باحترام، عشان الناس تتعامل بآدمية في الاقسام عشان تاخد حقك كمواطن، عشان متعيشش و تموت تحت الجزمة، و شوية كلام تاني حلو كده، بس للأسف الالواقع مش بنفس الجمال ده، هتفاجئ ان اللي انت بتحارب عشانهم هما سكينة في ضهرك، دول بيقتلوك، دول مستعدين يموتوك في لحظة، فاكرينك عدو الوطن بقي و بتاع، و الظابط اللي مديهم بالجزمة بيصدقوه و بينفذوله مطالبه مرضيين والله، ناس راضية تعيش في المستنقع، و بتصبر نفسها ان الريس ده هيغير، كل واحد ييجي نصبر عليه، هيعمل بس نستني لحد ما بيموتوا و ييجي ولادهم يستنوا. مبحبش اقول هما و هما و اتكلم عنهم بالمنظر ده، في نظري يظلوا غلابة و مغفلين _وكلنا مغفلين بدرجة ما_ و مضحوك عليهم، مقدرش الوم عليهم، بس في نقطتين وصلتلهم بعد التفكير في التجارب و القصص دي.

1) ان مفيش تغيير هيحصل طول ما الناس مستنفرة ضد التغيير و ضد الثورة، مش هيحصل ان ثورة تنجح و نص الشعب "مواطنين شرفاء"، الناس دي لازم تتعلم و تفهم و تتوعى، الناس دي لازم تبقي في صفنا، لو مأمكنش يبقي ع الاقل يقفوا ع الحياد ميجوش علينا.
و لو اني اعتقد ان الناس دي بمجرد ما تتوعي و تفهم حقوقها و تعرف حقيقة كوم الزبالة اللي كلنا عايشين فيه الناس دي هتتحرك لوحدها، مش هتحتاج زقة ولا دفعة ولا حد يقولهم ثوروا و اعملوا. و عشان كده كنت مؤيد للناس اللي قالت اننا لازم نعلم الناس و نعرفهم حقوقهم، و كذلك الاجيال اللي بتتعلم و الاجيال اللي هتلتحق بالتعلم في القريب العاجل دول ثروة احنا بنهملها والله، دول ممكن يبقوا وقود و قادة لتغيير في المستقبل، و استغربت جدا صراحةً الناس اللي سخرت من فكرة نشر الوعي و توعية الناس بالواقع و الحقوق و الواجبات، مش عارف فين المنطق في الكلام ده. يعني التغيير مش هيحصل بقلة من الناس، و لو حصل هيسهل جدا الانقلاب عليهم من الكثرة الغير واعية، اعتقد انهم محتاجين يفكروا في الموضوع ده تاني.

2) اللي هيحارب عشان الناس هييجي يوم يشتمهم بالاب و الام و هوه قاعد في بيتهم ع الكنبة عشان خذلوه و طلعوا " شرفاء"، انا معرفش يعني ايه احارب عشان الناس اصلا، بس هيا الحرب بتبقي عشان مبادئ و اهداف عليا، و لو مبدأك مقدس و سامي بالنسبالك مش هيهمك مين في صفك و مين خذلك، حولوا بوصلتكم للمبدأ يا جماعة، و اسأل نفسك انت ليه بتحارب عشان الناس دي اصلا؟ هتقول عشان حقهم يعيشوا بكرامة و حرية يبقي ده مبدأك، انت بتحارب للحرية مش للناس، مش كل الناس هتفرح بالحرية و مش كل الناس عايزاها، في ناس هتحاربك و هتحبطك و هتوصلك للي انت فيه دلوقتي من اليأس و التخاذل عن كل حاجة انت كنت مؤمن بيها في يوم. المبدأ يا جماعة فوق الأشخاص.
و دي مش مثالية للناس اللي هتقول اننا خلاص عدينا مرحلة المثاليات، فكرة انك تتمسك بمبدأ ده المفروض للطبيعي بتاع البني آدمين، مش رفاهية و مش مثالية. ده أبسط المفاهيم اللي المفروض عند البني آدم السوي.

في نقطتين كمان بس ممكن يبقوا في موضوع تاني بقي ان شاء الله ، كفاية كده.
اتمني يكون حد هيقرا الكلام ده، اتمني ان الكلام يكون ليه لزمة اصلا، و لو لشخص واحد،
يا رب ميكونش ع الفاضي.

Tuesday, May 10, 2016

عن سنوات الغربة الأولى: الحياة قصيرة جدًا

"القاهرة الساعة تلاتة لو سمحت؟" يُقلّك السوبر جيت من موطنك ويلقي بك في الصحراء، لا تتبيّن الملامح إلا قليلا. بعد قليل، تعثر على فريستك، بضع قوالب إسمنتية مرصوصة فوق بعضها البعض، يسمّونه –زورا وبهتانا وإثما وظلما وفسادا في الأرض- سُلّمًا. سلم المحور: حيث تتلاشى الأمنيات. على هذي الأرض ما يستحق الحياة، وعلى المحور كل ما يستحق الموت. قوالب إسمنتية مرصوصة بعشوائية أسنان الكهل في آخر أيامه، لا يَدين، لا شيء يسندك، لا شيء يقيك الوقوع سوى دعواتك ودعوات الصالحين من معارفك. الحياة قصيرة جدًا، هذه حقيقة تدركها جيدًا عند أول درجات "السلّم".
ارتبطت معي أكتوبر دائما بسلم المحور.ارتبطت معي بالصحراء والعشوائية والتعب وقِصَرِ الحياة. أحمل عبء قلبي وحدي وأصعد المحور. في الحقيقة أحمل عبء قلبي وعبء حقائب السفر وأكياس الطعام المُجمّد، وأصعد سلم المحور.
في أواخر السنة البائدة تبدّلت حياتي كثيرا. كلا، لم أتزوج وبالطبع لم أُرزق أطفالا، لكنّ تجديد سلم المحور كان كافيا لتغيير معالم الحياة بالنسبة إليّ. بنوا له سلالم حقيقية، أصبح له يدان، أصبح عندي ما يأخذ بيدي ويسندني أثناء رحلة الصعود. تغيرت أكتوبر أيضا بالنسبة إليّ؛ لم تظل الصحراء الجرداء العابثة الشاقة، أصبحت حدائق المتميّز والمطاعم السورية ومجمَع الأصدقاء. لم أعُد أحمل عبء حقائب السفر وأكياس الطعام المجمّد. عادت الحياة لطبيعتها، أصبحت فقط أحمل عبء قلبي،وحدي، وأصعد سُلّم المحور.

Wednesday, May 4, 2016

نظرة "مش درس الثانوى:D"

كم أشتاق لتلك النظرة حيث أمد بصري على سطح البحر حتى ما لا نهاية .. كم هي مشفية تلك النظرة لآلامي وجروحي .. كم هي مرضية لكبريائي وغروري .. كم هي مليئة باللون الأزرق الهادئ .. كم تحمل من هدوء نفس واستقرار ذات ..
نظرة لا تقدر بثمن .. لها سحر عجيب! .. وكأنها دواء لكل داء .. يصاحبها نسيم عليل يداعب وجهي  ونور شمس يدفئ جسمي ورمال بحر تلمع تحت قدمى حتى إن كانت لتبدو كأنها حبيبات ذهب تتلألأ مع ضوء الشمس .. وصوت تضارب أمواج في الصخر ينسينى الوقت! ..
نظرة تعيدني إلى ذكريات وارتها الأيام .. تريني فيها أجمل اللحظات .. تمنيني فيها مرة ثانية وتوقظ في وجدانى ما هزل مع الزمان .. تزيح من على عاتقى الهموم الثقيلة .. تجعلنى كطفلة يوم ولدتها أمها ..
نظرة مليئة بالبراءة والنقاء .. أذوب فيها حتى أتمنى ألا أفيق ثانية .. تنسيني مشاغل الدنيا والمستقبل .. أنسى فيها نفسي وكأننى روح بلا جسد ..
لا أعلم لم التعلق بها بهذا الشكل .. هل للواقع الأليم دور؟ هل لما أصبحنا عليه؟ هل لأننى لم أعد صغيرة؟ أسباب كثيرة تجوب في ذهني وأسئلة أكثر حتى يسرقني الوقت ويمضى النهار ويحين وقت الغروب .. فأعود لأتأمل ذاك المنظر عندما تفارق الشمس فيه البحر .. ويختلط الشفق الأحمر بمياه البحر فيزيد جمال هذه النظرة جمالا .. وتغوص الشمس في المياه لتكون لوحة يعجز قلمى عن وصفها .. لوحة يذوب قلبى لها .. لوحة لا أرى في الوجود مثيل لها..
 فلا يكون أمامى غير أن أغمض عينى عل هذه النظرة تتجمد في خيالي ولا أرى غيرها في منامي .. أو حتى يقظتي!

Sunday, May 1, 2016

"آخرك متر * متر ونص"


للأسف ليس قبراً، بل كل ما يملكون من أرض، يملكون؟ لا لا يملكونها. ستجدهم في كل الميادين والشوارع الكبيرة والصغيرة في مصر، المتسولون أو "الشحاتين" كما نسميهم بالإضافة إلي عاملي المهن البسيطة كبائعي المناديل أو ماسحي الأحذية .
 في ميدان الحصري وشوارعه المحيطه ستجد عائلات كاملة تكون كل حياتها متلخصة في هذه المتر * متر ونص، تجلس الأم ويسرح الأبناء مستجدين كل المارة ليعطوهم أي شيء، منهم من يخرج جنيهاً فضياً ومنهم من يخرج أكثر والأغلب ينأي بوجهه "الله يسهلك". في منتصف النهار ستجد العائلة متجمعة، في مساحتها المخنوقة، حول طبق كشري أو ما شابه مما أنعم به عليهم بعض المارة. في نهاية اليوم يتجمعون داخل بطانية واحدة، تأخذ الأم فيها وضع الجنين، حاضنة كل أبنائها من برد الليل، لا يخرج طرف منها أو من أولادها.
تمشي قدماً قليلاً لتجد كهلاً يجلس داخل بطانيته طول اليوم والليل، يخرج رأسه ويده منها بالنهار، ولا تري منه غير يده ليلاً. شعره أبيض، ملابسه رثة، جلده متعب كجسده. ينادي ويكثر من الدعاء للمارة ولا مجيب.
في الفترة الأخيرة ازداد عدد نوع آخر من البشر (ذوي المتر * متر ونص)، عامل مسح أحذية والكثير من باعة المناديل، أغلبهم يرتدون ثياباً جيدة إلي حد ما، وأغلب الظن أنهم من الساقطين من الطبقة الوسطي. ستجد ربة منزل طبيعيةً تحمل مناديل وأمشاط وقصافات أظافر. ماسح الأحذية يمل الانتظار، عينه حزينه، المارة كُثر، والزبائن قليلة.
حين أمشي بجوارهم أسمع الكثير من التعليقات، سواءً من زملائي أو من غيرهم، يتهمونهم دائماً بأنهم لا يحتاجون التسوول أو تلك الأعمل البسيطة، إنما هم من أصحاب الثروات المتخفين أو علي أقل تقدير من المتكاسلين عن العمل. أفكار نكررها لنبرر لأنفسنا بها وجودهم أو كثرتهم، أو ربما من كثرة تداول نفس الأفكار في وسائل الإعلام، لا أعلم علي وجه التحديد، ما أعلمه أن هؤلاء كُثر ويعانون، وتكذيب واقعهم إنكار لأقل حقوقهم.